بسم الله الرحمن الرحيم
الانسان اجتماعي بطبعه،يحب تكوين العلاقات وبناء الصدقات والفطره السليمه تمج الانعزال التام وتستهجن الانطواء وترفض الانقطاع عن الاخرين.
والله عز وجل قرر مبدا التعامل بين الناس وجعله ضرورة بشريه وسنه كونيه لذا يقول تعالى " ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...."
إن العلاقه التي تربط الناس بعضهم ببعض لاتقوم على رابطة الدم فحسب، بل هناك روابط اخرى تجمع الناس وتؤلف بينهم،وصدق ابو تمام حين قال:
ولقدسبرت الناس ثم خبرتهم وبلوت ماوصفوا من الاسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا واذا المودة اقرب الانساب
مقدمه رائعه....لكتاب رائع هو (لاتكن شبحا) للدكتور.علي الحمادي مؤلف سلسلة قواعد وفنون التعامل مع الاخرين....اخترت القاعدة رقم( 13)
لاتكن كالذباذبة....
إن من اذم اخلاق المرء وصفاته ان يكون كالذبابه لاتقع الا على القاذورات،فلاهم له الاتتبع زلات الناس وتصيد اخطائهم والصيد في الماء العكر .ولاشك انه لامعصوم الا الانبياء، ولوشاء الانسان ان يتصيد عيوب كائن من كان لاستطاع ان يحصي العديد من الاخطاء والزلات، ولكن هذا الفعل ليس من شيم الكرام وانما هو من فعل اللئام.
إن الاولى بالعاقل ان يلتفت الى عيوب نفسه فيتتبعهاويتصيدها ويسعى الى علاجها والتخلص منها،،وذلك خيرا له من ان يترك زلاته التي هي كالجبال ثم ينظر زلات الاخرين وعيوبهم.
وقد حذر الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود من هذا الامر فقال" إن احدكم يبصر القذاة في عين اخيه ،وينسى الجذع في عينه"وفي هذا يقول الامام الشافي رحمه الله:
إذا شئت ان تحيا سليما من الاذى
وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لاتذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس السن
وعينك إن ابدت إليك مساويا
فصنها وقل ياعين للناس اعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وفارق ولكن بالتي هي احسن
إن الذي يتصيد عيوب الاخرين سوف يسلط الله عليه من يتصيد عيوبه ،فيفضحه بين الخلائق،فالجزاء من جنس العمل وبالكيل الذي تكيل به تكال،ولايظلم ربك احدا،فليحذر المسلم عقوبة الله تعالى في الدنيا قبل عقوبته في الاخرة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون