يوم أمس توفي جار لنا وأخذهُ أولاده الى مستشفى اليرموك فمنعهم (عملاء فيلق غدر مما يسمى مغاوير الشرطة) من الدخول ..لماذا؟ .. لأنّ هناك (فطيسة) منهم قد نُقِلت الى المستشفى.. توسلوا بِهِم أن يسمحوا لهم بالدخول للحصول على شهادة وفاة لوالدهم كي يقوموا بدفنهِ بالسرعة الممكنة خوفاً من تفسخ جثتهِ بسبب إرتفاع درجة حرارة الجو.. ولكن (العملاء) من عصابات فيلق غدر وألأكراد الطرزانيين (بيشمركة) آلو على أنفسهم أن يحتلوا بوابات المستشفى لأن الفطيس على درجة عمالة عالية -على مايبدوا!-.. وتوجهَ المساكين -وأنا معهم- وهم بين الحزن والغضب الى (الطب العدلي) والذي أصبح يبعدُ أكثر من 25 كيلومتراً -بسبب إغلاق الطرق في احياء واسعة من بغداد- لعلهم يحصلوا على مُرادهم..وهناك بَدَت الامور أكثر سوءاً.. فالعشرات كانوا بإنتظار إستلام موتاهم (!!) ..ونسيَ أولاد المرحوم مصيبتهم ..وأخذَ بعضهم يعزي عائلة طفلٍ حصدتهُ الرشاشات الامريكية .. أو زوج شاب أرمل فقدَ زوجتهُ الحامل في شهرِها الثامن حيث فارقت الحياة هي والجنين الذي في بطنها بسبب ركلها من قبل أحد علوج الاحتلال في مدينة (راوه) .. وقد كان الشاب الارمل يبكي مصيبتهُ ومصيبة أهلهُ وأقرباءهُ هناك ..فلم تكن زوجتهُ هي الحامل الوحيدة التي توفيت ..فهناك ستة أخريات توفوا في اليومين السابقين بسبب تهجيرهم من مدينتهم (راوه) و نتيجة إضطرارهم للركض هلعاً على أطفالهم وعوائلهم.. بيوت هدمت على ساكنيها في الايام الثلاثة الاخيرة!! ولكن كان الاكثر إيلاماً هو ذلكَ الاب الارمل الذي كان يسب ويشتم بأعلى صوتهِ عملاء الاحتلال والعلوج لوفاة زوجتهِ كمداً على ثلاثة من أبنائها تمَ إعتقالهم في الليلة السابقة في مدينة (المسيب) ..أكبرهم عمرهُ 17 عاماً وأصغرهم عمرهُ 14 عاماً لا لسببٍ أو لشكٍ في قيامهم بأي شيء ولكن لأن عمرهم يؤهلهم (!!) ..إنتبهوا (!!).. لأن عمرهم قد يؤهلهم للقيام بأعمال تخدم المقاومة!!!!!.. ولايعلم الاب المكلوم بزوجتهِ وأبنائهِ أين أبنائهُ الآن!.. أين يعتقلهم المجرمون الذين سلطهم الاحتلال وماهو مصيرهم!!
قصص كثيرة محزنة تجعل العين تدمع حتى تجف الدموع في المآقي وتجعل الحزن وألأسى يتحولان الى ثورة في النفس لاتلبث أن تتحول الى فعلٍ مقاوم عنيد والى الرغبة بالثأر من العلوج الذين سببوا الخراب والحزن والالم ومن المجرمين من (فيلق غدر) و (البشمركة) الذين سلطهم العلوج على الآمنين من العباد.. والله المنتقم.. وإنا لله وإنا اليهِ راجعون.. ولاحولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون