الامير بندر ينفي مجددا تلقيه الملايين في صفقة اليمامة
بي بي سي العربية - منذ 45 دقيقة الخامسه صباحا
نفى الامير السعودي بندر بن سلطان، رئيس مجلس الأمن القومي السعودي وسفير بلاده السابق لدى واشنطن، مجددا صحة التقارير التي تحدثت عن تلقيه ملايين الدولارات مقابل دوره في إبرام صفقة أسلحة بين الرياض وشركة الأسلحة البريطانية بي إيه إي سيستمز.
ففي بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (سبا) اليوم الثلاثاء، قال الأمير بندر إن كل الأموال التي حوّلتها الشركة، فيما يعرف بصفقة اليمامة، قد ذهبت إلى الحكومة السعودية وليس إلى حساباته البنكية الشخصية.
"افتراءات وأكاذيب"
ونفى الأمير بندر بشدة المزاعم التي أوردت بعض وسائل الإعلام البريطانية بأنه كان قد تلقى عمولات خاصة في الصفقة، واصفا التقارير بأنها "افتراءات وأكاذيب".
من جهتها، نفت شركة بي إيه إي سيستمز أي سوء تصرف فيما يتعلق بصفقة اليمامة التي بلغت قيمتها مليار جنيه استرليني.
وكان تحقيق أجرته بي بي سي قد كشف أن الامير بندر تلقى بشكل سري ملايين الدولارات سنويا من شركة الأسلحة البريطانية المذكورة.
نفي وذهول لم يكن هناك فرق بين حسابات السفارة، أو الحسابات الحكومية الرسمية كما كنا نسميها، وحسابات الأسرة المالكة
ديفيد كاروزو، محقق عمل في البنك الأمريكي الذي فتح فيها الحسابان السعوديان
وسبق للامير بندر أن أصدر بيانا إصر صدنشر تقرير بي بي سي أعرب فيه عن "ذهوله" قائلا إنه لم يتلق أي عمولات أو مبالغ سرية على الإطلاق.
وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد عاد ليبرّر قرار حكومته وضع حد للتحقيق في قضية دفع عمولات سرية في صفقة اليمامة.
وبموجب التحقيق الذي اجرته بي بي سي، فإن شركة بي إيه إي سيستمز كانت قد قدمت الملايين من الدولارات كعمولات للأمير بندر، وبمعرفة تامة وزارة الدفاع البريطانية.
يرتبط بندر بن سلطان بعلاقات وثيقة مع عائلة الرئيس الامريكي
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال السير رايموند ليجو، الرئيس السابق لشركة بي إيه إي سيستمز، إن صفقة اليمامة تمت في عهده، لكنه لا يتذكر ورود اسم الأمير فيها.
مدفوعات "مبررة"
ونفى ليجو أن تكون أية مدفوعات سرية قد تمت خلال توقيع الصفقة، لكنه أقر بأنه تم دفع أموال لوسطاء، مبررا ذلك بأنه قانوني.
وكشف تحقيق بي بي سي أنه تم إرسال ما يصل إلى 120 مليون جنيه إسترليني سنويا من جانب الشركة البريطانية إلى حسابين مصرفيين تابعين للسفارة السعودية في واشنطن طوال أكثر من عقد من الزمن.
وأضاف التحقيق أن هذين الحسابين كانا في الواقع واجهة لتلقي الأمير بندر تلك الأموال في الصفقة التي أبرمت عام 1985 وتضمنت بيع أكثر من مائة طائرة حربية إلى السعودية خلال الثمانينات.
طائرة الأمير
وكان غرض أحد الحسابين هو دفع نفقات طائرة الإيرباص الخاصة بالأمير.
وقال ديفيد كاروزو، وهو محقق عمل في البنك الأمريكي الذي يخضع له الحسابان، إن الأمير بندر كان يسحب أموالا لإنفاقه الخاص من الحسابين اللذين كان يبدو أنهما خاصين بحكومة بلاده.
عمل بندر سفيرا لبلاده في واشنطن على مدى أكثر من 20 عاما
وأضاف كاروزو: "لم يكن هناك فرق بين حسابات السفارة، أو الحسابات الحكومية الرسمية كما كنا نسميها، وحسابات الأسرة المالكة".
وقال كاروزو إنه يفهم أن هذا المسلك استمر "لسنوات وسنوات"، و"تعلق الأمر بمئات الآلاف والملايين من الدولارات".
وقف التحقيق
وبحسب مصادر بي بي سي، تم إلحاق المدفوعات بالتعاقد الخاص بصفقة الأسلحة في شكل ملحقات سرية، وصفت بأنها "خدمات دعم" أقرتها وزارة الدفاع البريطانية رسميا على نحو ربع سنوي.
وقد تم الكشف عن تلك المدفوعات خلال تحقيق أجرته هيئة مكافحة جرائم الفساد الكبرى.
غير أن تحقيق الهيئة في صفقة اليمامة أوقف في ديسمبر/كانون الاول 2006.
ترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة بلير أيد وقف التحقيق
من جانبه رفض بلير التعليق على ما تضمنه تحقيق بي بي سي، لكنه أكد مجددا تأييده لقرار وقف التحقيق في مدفوعات سرية مرتبطة بالصفقة.
واوضح بلير أنه لو لم يتم إيقاف تحقيق هيئة مكافحة جرائم الفساد، "لكان قد أدى إلى تدمير علاقة استراتيجية هامة، تتضمن تعاون سعودي في مجال مكافحة الارهاب، وبخصوص الشرق الاوسط، بالاضافة الى ان مثل هذا التحقيق سيؤدي الى خسارة بريطانيا آلاف الوظائف".
أما رئيس لجنة التحقق في الصادرات الاستراتيجية في مجلس العموم البريطاني، النائب العمالي روجر بيري، فقال لـ بي بي سي إن الادعاءات الخاصة بتلقى الأمير بندر أموالا يجب التحقيق فيها.
وأضاف النائب العمالي أنه لو وجدت أي أدلة على رشاوى أو فساد في صفقات السلاح منذ عام 2001 فإن ذلك يعتبر جريمة جنائية، وفقا للقانون البريطاني.
من هو بندر بن سلطان؟ صفقات السلاح البريطانية مع السعوديين تناهز المليارات
الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز هو ابن ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز وهو حفيد مؤسس المملكة العربية السعودية.
عمل الأمير بندر سفيرا لبلاده في واشنطن على مدى أكثر من عشرين عاما، قبل أن يستدعى للرياض ليعهد إليه منصب رئاسة مجلس الأمن القومي السعودي.
وقد عمل الأمير بندر طيارا مقاتلا في سلاح الجو الملكي السعودي قبل أن يصبح سفيرا.
تناولت عدة كتب وأفلام وثائقية سيرة الأمير بندر، من بينها فيلم للمخرج الأمريكي مايكل مور "فهرنهايت 9/11"، والذي ذكر فيه كيف أن الأمير يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وعائلته، والتي تطلق عليه اسم "بندر بوش".
يعتبر الأمير بندر مهندس أكبر صفقتين للتسلح في تاريخ بلاده، الأولى تتعلق بإمداد سلاح الجو الملكي السعودي بطائرات الإنذار المبكر الأمريكية "أواكس" خلال الثمانينيات، والثانية صفقة اليمامة، والتي تتضمن إمداد سلاح الجو الملكي السعودي بطائرات مقاتلة من طراز تورنادو وأنظمة دفاعية.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون