ينتظر الناس بفارغ الصبر متى تلوح شمس الإجازة الصيفية في الأفق ،
لأنها تأتي بعد عناء عام كامل من الأعمال المضنية والمشاغل المرهقة ،
فيفرحون بها أشدَّ الفرح ليخلعوا عن ظهورهم مظاهر التعب ورواحل النصب ،
ويتفيئون ظلالها ليعودوا بعدها وقد تجدد نشاطهم واستجمَّت أنفسهم وانشرحت صدورهم .
ويبدأ التخطيط لهذه الإجازات من شهور ماضيات ، وتطرح كثير من الأسئلة ،
مثل : أين نقضيها ؟ وفيما نمضيها ؟ ماذا نفعل فيها ؟ كيف نتمتع بها ونستفيد منها ؟
ومن حقِّ كلِّ واحدٍ أن يطرح هذه الأسئلة وغيرها ويحاول أن يجيب عليها بإجابات علمية عملية تحقق الرغبات وترضي العقول والقلوب فالكلُّ في حاجة إلى
[ إجازة سعيدة ]
ولكنها ـ وللأسف ! قد تتحوَّل ـ عند البعض ـ إلى إجازة مؤسفة شقية نكيدة ، تملؤها الأحزان واللوعات وتغزوها الآلام والحرقات ، بل ولا تنتهي تبعاتها ولوعاتها في الدنيا بنهايتها ، وإنما تستطيل لتصل للآخرة حيث الحساب والعقاب والجزاء والعذاب .
وتحصل هذه الشقوة عندما تكون هذه الإجازة عوناً على معصية الله تعالى بتضييع الواجبات وفعل المحرمات وتعطيل الحقوق وتضييع الأمانات .
فالبعض يعتقد أنها إجازة من كثير من الأعمال الصالحة ..
والبعض الآخر يظنها فرصة مواتية لفعل ما كان محرماً وارتكاب ما كان محذوراً ..
والبعض يعتقد أنها مناسبة للتفلت من كل زمام والتحرر من أيِّ قيد ..
وحجَّة الجميع ؛ أننا نريد
[ إجازة سعيدة ]
فيبحثون عن السعادة في مواطن الشقاء ، ويلتمسون الراحة في أماكن العناء ،
كمن يشرب من البحر ليروى أو يحتضن الثلج ليدفأ ،
ويتداوى بالتي كانت هي الداء
فيقع في هذه الإجازات من المنكرات والمعاصي والموبقات
ما تشقى به حياة الناس في دنياهم وأُخراهم بما عصوا خالقهم ومولاهم ..
فكيف يريد السعادة من حُرم لذَّة العبادة ؟!
وكيف يبحث عن الهناء من يحارب ربَّ الأرض والسماء ؟!
وكيف يرجو السرور من يواقع الفجور ، ويمارس الشرور وينتهك المحظور ؟!
وكيف يذوق لذة الحياة من ركب هواه وخالف مولاه وتمرَّد على الله ؟!
إنَّ في الحلال غُنية عن الحرام ، وفي المسموح كفاية عن الممنوع
فإياَّك .. إيَّاك ومعصية مولاك !
حماك مولاك من أسباب الغواية والهلاك ،
والحمد لله رب العالمين
تقبلوا خلاص ودي وتقديري
لمسات ناعمه
.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون