حاولت رفيقات السوء إجبارها على دخول عالم الرذيلة، وتعاطي وإدمان المخدرات فتاة لا يتجاوز عمرها عشرين عاماً. التحقت بالجامعة منذ شهور قليلة، وفي ذهنها صوراً مضيئة، وجميلة عن الحياة الجامعية، وفي قلبها أحلام وطموحات مشرقة عن مستقبلها الدراسي في الجامعةومنذ اليوم الأول الذي
التحقت به بالجامعة تعرفت على مجموعة من الزميلات أو ما يسمونه بشلة من الزميلات في نفس الكلية، وفي نفس القسم الذي قبلت فيه، وبعد فترة اكتشفت أن شلة الزميلات التي تعرفت عليهن يقمن بتصرفات غريبة، فكل أفعالهن لا تتناسب مع أخلاقها ومبادئها التي تربت عليها، وفي كل يوم تسمع منهن حكايات غريبة، فإحداهن تتحدث عن أدق خصائص الحياة الزوجية وكأنها فعلاً متزوجة، وإحداهن تتحدث عن صديقها ومن الضروري أن يكون لكل فتاة "رفيج "، وثالثة تتحدث عن ضرورة حرية الفتاة في أن تجرب كل أنواع المخدرات. وكانت الفتاة تستمع إلى كل هذه الحكايات باستغراب شديد، وعدم إكتراث حيث انشغلت في حضور المحاضرات، ولكن بعد فترة وجدت نفسها مشدودة لأحاديث وحكايات شلة زميلاتها. بل ووجدت نفسها منجذبة لهن..!!!.........
وفي أحد أيام الدراسة انتهت المحاضرات في وقت مبكر والتقت مع شلة زميلاتها خارج المدرجات، وأصرت زميلاتها في الشلة على أن تذهب معهن إلى أحد الشقق الخاصة، ولما بدأت الفتاة إعتراضها. قالت لها إحدى زميلات الشلة انهن لن يتأخرن كثيراً، والمطلوب منها الذهاب معهن، والانتظار وحدها في صالة الشقة، وقالت في نفسها مادمت بعيدة عن شلة الزميلات في الشقة التي سيذهبن اليها وانها ستجلس في الصالة وحدها. فما المانع من الذهاب معهن وبالفعل ذهبت معهن كل في سيارة خاصة، ودخلن جميعاً شقة في احدى البنايات كانت الشقة مظلمة إلا من إضاءة خافتة غير مباشرة، ورائحة دخان لم ترى ولم تشم مثلها من قبل، وفي الصالة يجلس أربعة من الشباب يدخنون السجائر، وجلست زميلاتها في الشلة كل واحدة اختلت بشاب من الأربعة الذين كانوا في الصالة، وأخذت زميلة تتبادل مع الشاب الذي جلست بجانبه السجائر، وهي لا تدري أي نوع من السجائر هذا الذي تراه، وأي نوع من الدخان الذي تشمه، ولكنها لاحظت أن الكل سعيد وفرحان ومبسوط إلا هي، وقالت لها إحدى زميلاتها في الشلة إنها سجائر مخصوصة ومحشية، وحاولت هذه الزميلة اشراكها في شرب سيجارة كانت تدخنها، ولكنها رفضت وبعد فترة ذهبت شلة زميلاتها مع الشبان الأربعة الى داخل الشقة وبقيت هي وحدها في الصالة التي كانت شبه مظلمه، وفجأة وجدت بجانبها شاب اعتقدت في بادئ الأمر انه ينتظر أصدقاءه الشبان الأربعة الذين دخلوا مع زميلاتها، وبعد قليل اقترب منها هذا الشاب، وقال لها خاطري فيك، واستغربت الفتاة من وقاحة كلامه، ولكنه بادرها بالحديث مرة أخرى فقال انه اتفق مع زميلاتها على أن تكون له، ودفع لهن في مقابل ذلك 100 دينار، ولم تصدق الفتاة ما يقوله الشاب، ولكنه قام وقال لها لو حاولت فعل أي شيء كالصراخ مثلاً فسيورطها بفضيحة لأنها حضرت الى الشقة بارادتها، ولم يجبرها أحد على ذلك، وأخذت تتوسل اليه وتبكى ألا يمسها بسوء، ولكنه قال لها أنه يريد منها أن تتحرر من كل شيء وتستسلم له، ولكنها رفضت باصرار الرضوخ لرغباته، فقال لها ان الفلوس التي دفعها لزميلاتها مقابل أن تكون له لم يجدها في الشارع، وأنه اذا كانت لا ترغب في ذلك فعليها اعادة الفلوس اليه، فقالت له الفتاة انها لا تملك سوى 20 دينار فأخبرها انها ليست مشكلته، وأخبرته انها تريد مقابلة زميلاتها لأنها لا تعرف أي شيء عن هذا الاتفاق، فقال لها الشاب ان زميلاتها قد انصرفن، ولم يبق بالشقة سوانا. فأصابها الخوف والفزع، وقالت للشاب أن يمهلها يومين لتحضر له الفلوس، فأبلغها بموافقته على هذا العرض، ولكن يجب تسليمه بطاقتها المدنية، مع كتابة ورقة بالمبلغ حتى يتركها لكي تخرج من الشقة بسلام، ووافقت الفتاة على طلبه، وكتبت له ورقة وبصمت عليهاوذهبت الفتاة الى الجامعة في اليوم التالي، وعندما شاهدها زميلاتها في الشلة أخذن في الضحك، وشعرت هي بالمهانة والحقارة والذل والغضب فأمسكت بحجر كان على الأرض وألقته بقوة على زميلاتها في الشلة فأصاب احداهن في رأسها، وذهبت هذه الزميلة والدم ينزف من رأسها لتشكوها بمكتب عميد الكلية. الأمر الذي أدى الى فصلها من الكليةوخافت الفتاة إخبار أهلها بأنها قد فصلت من الجامعة، وكانت تخرج صباح كل يوم على أساس أنها ذاهبة الى الكلية، ولكنها كانت تقضي اليوم كله على البحر نائمة في سيارتها بعد أن تغلق أبوابها، ويوماً بعد يوم ضاق بها الحال، وأخذ الخوف يتملكها من أن تخبر أهلها، فيستفسرون عن سبب فصلها، وفي هذه الحال سينكشف أمرها لأن شلة الزميلات سيحاولون تشويه سمعتها وهكذا مرت الأيام ثقيلة بطيئة إلى أن جاء فرج الله على يد إحدى صديقاتها المخلصات التي تعرف قصة فصلها من الجامعة، ولكنها لا تعرف السبب الذي من أجله قامت بضرب زميلتها، وكذلك لا تعرف قصة ذهابها مع شلة الزميلات الى الشقة الخاصة، ولا تعرف أيضاً ما حدث داخل هذه الشقة في ذلك اليوم المشؤوم المهم ان هذه الصديقة المخلصة أخبرتها انها أبلغت والدها بمشكلتها وقصة فصلها من الجامعة، ووعد والد هذه الصديقة المخلصة التدخل لدى الجامعة لإعادتها مرة أخرى الى الجامعة، وبالفعل نجحت جهود والد صديقتها في إعادتها الى الجامعة مرة أخرى. وبالرغم مما مر عليها من أحداث غريبة، فلم تتركها شلة الزميلات في حالها حيث أبلغتها واحدة منهن بأن الشاب يريد فلوسه، فأبلغتها بأنه ليس لديها مانع في ذلك، وان المبلغ المتفق عليه وهو 100 دينار سيكون جاهزا غدا ان شاء الله بشرط احضار البطاقة المدنية التي أخذها منها الشاب، وكذلك الورقة التي بصمت عليها وحتى تستطيع الفتاة ان تسترد بطاقتها المدنية، والورقة التي بصمت عليها، ذهبت الى سوق الذهب لبيع أساورها الذهبية بسعر منخفض جدا عما اشترته بها، وفي اليوم التالي ذهبت الى الكلية وقابلت زميلتها بالشلة التي بادرتها بالقول عن مدى استطاعتها دفع المبلغ دفعة واحدة أو سوف تقوم بتقسيطه على دفعات، فاستغربت الفتاة من قول زميلتها، وقالت لها انها ستدفع المبلغ فورا، ودفعة واحدة، فقالت لها زميلاتها هل معك عشرة آلاف دينار (10.000 دينار)، وهنا جن جنون الفتاة، وأصيبت بصدمة قاسية، وعلمت انهم قاموا أي الشاب وزميلاتها بالشلة بتزوير الورقة التي بصمت عليها باضافة صفرين على يمين 100 دينار ليصبح ما عيلها 10.000دينار، وليس 100 ديناركل هذه التفاصيل ادلت بها الفتاة لضابط المباحث بالمخفر عندما لم تجد أي مخرج لأزمتها مع هؤلاء الزميلات سيئات السمعة، وما كان من ضابط المباحث في المخفر الا ان قام بتهدئة الفتاة، وأخذ منها عنوان واسم زميلتها التي قامت بتهديدها، وعنوان الشقة التي يقيم بها الشاب الذي بصمك على الورقة، وأرقام تليفونات بقية زميلاتها في الشلة وقام ضابط المباحث بعد ذلك بالاتصال بوكيل النائب العام الذي أمر بتدوين قضية ابتزاز وتزوير وتهديد، وصدر اذن من النيابة بمداهمة الشقة، وتم ضبط الشاب واقتيد الى المخفر بحضور الفتاة صاحبة الشكوى، وعندما رآها اعترف بكل شيء، وصدر بعد ذلك اذن من النيابة بضبط الزميلة التي قامت بتهديد الفتاة حيث نصب رجال المباحث كمينا لها لكنه باء بالفشل لأن هذه الزميلة لم تخرج من البيت مما اضطر رجال المباحث لمداهمة بيتها، وتم ضبطها، وضبط الحشيش الذي كان بحوزتها، وتم التحقيق معها، وطلب الضابط والد الفتاة المجني عليها وشرح له القضية بكامل تفصيلاتها، وتفهم الأب وضع ابنته وأمرها ان تجلس في البيت، وألا تذهب الى الجامعة مرة أخرى. وأغلقت القضية، وأحيلت الى القضاء حيث حكمت المحكمة على الشاب صاحب الشقة بالحبس 5 سنوات، وعلى الفتاة المتهمة بالحبس عشر سنوات بتهمة التزوير، والابتزاز، وحيازة المخدرات هذه قصة الفتاة الجامعية التي لم تجد أي سند ولا نصير يقف بجانبها، يرشدها، ينصحها، يحذرها، ونتساءل اين أسرة هذه الفتاة من كل هذه الأحداث المؤلمة التي تحملتها وحدها؟ ألم تشعر أم هذه الفتاة بمعاناتها؟ أين اخوتها واخواتها وأقاربها؟ ثم ما ذنب هذه الفتاة لكي يحرمها والدها من استكمال دراستها الجامعية ؟
تحيااااااااااااااااااااااتي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون