السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وانا أدور في المنتديات لفت أنتباهي هذا الموضوع أترككم مع الحديث
أبي رايكم في موضوع صغير صار قدام عيني ..
كنت في مستشفى الموسى العام قبل فترة ..
أنهي إجراءات فتح ملف لإحدى العيادات..
وبجانبي يقف آخرون يتحدثون إلى موظفين آخرين ، وآخرون ينتظرون
دورهم...
وفجأة!!
دخل إلى المكان شاب ..
وسيم الملامح ..
يرتدي ثوبا مرتبا وغترة فاخرة ..
تزين وج ابتسامة هادئة كادت أن تضيء المكان كله ..
تعلقت به العيون بمزيج من الانبهار والتقدير والاحترام ...
استأذن بكل أدب من المرضى لكي يسأل الموظف سؤالا واحدا..
- لو سمحت أخي الكريم ..
عندكم طبيب نفساني؟؟؟
اتسعت العيون في قوة , وشهقت الصدور ، وتدلت الألسن خارج الأفواه ،
لتفتغر هذه الأخيرة في بلاهة عجيبة ..
طبيب نفساني؟؟؟؟؟؟؟؟
معقول؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا الشاب الوسيم ، ذو الهيئة الأنيقة جدا...
مجنوووون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أمر لا يصدق أبدااااا !!!!!!!!!!
تعالت همهمات استنكار بين المرضى والحاضرين وبعضهم بدأ يعلو صوته
بالفعل
( ويييه ,,, يبي طبيب نفساني )
( يمه!! طلع خبل المسكين )
( صحيح يقالوا من برا الله الله ومن داخل يعلم الله )
( اسكت لا يسمعك ترا الخبلان يمكن يسوون شي ما تتوقعه ولا يتحاسبون لأنهم بكل بساطة خبلان )
لم تغب تلك الكلمات عن مسامع الشاب أبدا ...
ولكنه لم يعرها أي اهتمام يذكر ..
بل والتفت إلى المتحدثين ، بابتسامة عذبة دون أن ينبس ببنت شفة ..
فما كان من بعضهم إلا أن تراجع في سرعة خوفا من ردة فعل هذا المجنون
الطليق !!
أما أنا فقد نظرت إليه نظرة احترام وتقدير ..
وأنا أتساءل في نفسي ..
متى تتفتح عقول البعض قليلا ليدركوا الفرق بين المريض النفسي والمجنون؟؟
أليس البدن يمرض ، فنذهب للطبيب طلبا للعلاج؟؟
فكذلك النفس تمرض من ضغوط الحياة اليومية ومشاكل الأسرة والعمل و و. .
فهي تحتاج إلى علاج بدورها إذن!!
هل يجب الانتظار حتى يتفاقم الهم والغم ليتحول إلى مرض خطير يؤثر سلبا
على البدن ، وعلى العقل ، ليتحول بالفعل إلى مجنون حقيقي!!!
دارت تلك الأفكار في ذهني وأنا أرقب الشاب الذي انصرف بهدوء وابتسامته
لم تفارقه ليبدو من بعيد وهو يجلس على الكرسي منتظرا دوره عند طبيب ( الخبلان ) !!!
ثم نظرت إلى من حولي في ازدراء يتخلله غيظ مكتوم ..
وفجأة ... قفز إلى ذهني سؤال واحد ..
من هم المرضى الحقيقيون؟؟
من؟؟
للأ مــانــه مـنـقــول
لأسـتـفـادهـ
الموضوع الاصلي
من روعة الكون