لقد وصل الى مخفر الجابرية اشارة عاجلة من مستشفى مبارك
بوجود شاب في مقتبل العمر وجد متوفيا بأحد مواقف السيارات
بالمستشفى، وبه اصابة فوق احدى عينيه، وانتقلت دورية من مخفر
الجابرية الى المستشفى على الفور لمعانية الحادث. وابلغت
المستشفى ضابط الدورية بأنه بعد فحص الشاب اتضح انه توفي
نتيجة جرعة زائدة من مادة الهيروين وتم تسليم الضابط كافة
المتعلقات الخاصة بالشاب، وبعد قيام الضابط بالاتصال بأسرة
الشاب وابلاغها بوفاة الشاب فقد قام ضابط مباحث الجابرية
باستدعاء والد الشاب المتوفى ولكن نظرا لحالته الصحية المتأخرة،
ووقع المفاجئة بوفاة ابنه الاصغر، توجه الاخ الاكبر للشاب المتوفى
الى ضابط المباحث وأدى بكافة المعلومات التي كشفت كل
الملابسات حول حادث الوفاة. فلقد كان الشاب المتوفى مدعوا من
قبل صديقته الفتاة للشقة التي طالما ذهبا اليها معا، وكان المتواجدون
بالشقة هو وصديقته، وصاحب الشقة ومعه صديقه، وكانت دعوة
مفتوحة لتعاطي حقن الهيروين. وناولته صديقته جرعة هيروين عن
طريق الابرة وكان جسده نحيلا وضعيفا فكانت الجرعة قوية عليه،
وعندما ناولته الجرعة الثانية التي كانت زائدة عن الحد، بعدها
اصبح يرتجف وحوله صديقته وصاحب الشقة وصديقته، ولشدة
خوفهم من حالته لم يسعفوه وظل يرتجف مما اضطر صاحب الشقة
الى اعطائه حقنة تحتوي على ماء وملح لاعتقاده أن هـذا المحلول
سوف تنقـذه من الحالة التي عليها، ولكن بعد أخـذ الابرة فاضت
روحه، وسرى الخوف بينهم، وهربت الفتاتان صديقة الشاب
وصديقة صاحب الشقة، ولم يبق سوى صاحب الشقة الـذي توجه
بالشاب المتوفى ووضعه في السيارة وتوجه به الى مستشفى مبارك،
وقام بالقائه في احدى مواقف السيارات بالمستشفى حيث اصطدمت
رأسه بالرصيف، ما نتج عنه اصابته بمنطقة فوق العين.
واخبر شقيق الشاب المتوفى ضابط مباحث الجابرية بعد ذلك ما قامت به
صديقه شقيقه من انها كانت تزور شقيقه في البيت وتأخـذه معها، بل قد
وصل الامر بشقيقي انه اصبح يطلب الزواج منها، وعلمت بعد ذلك
انه متمسك بها لانها توفر له المخدرات، ولقد قمت في احدى
المرات بتهديدها بالضرب اذا حضرت الى شقيقي مرة أخرى،
وهددت شقيقي نفسه بأنه اذا استمر في علاقته بهـذه الصديقة فإنني
سأقاطعه وأتبرأ منه، ولن يصله مني المعاش الشهري الـذي كنت
اعطيه له كل شهر حيث انه كان يعمل معي في التجارة، وامام هـذا
التهديد أكد لي أنه سيبتعد عنها تماما، ومنـذ ذلك الحين لم تحضر
الفتاة صديقة أخي الى البيت مرة أخرى.
وهنا تم عمل التحريات اللازمة، وتم الاتصال بأصدقاء الشاب
المتوفى الـذين أبلغوا ضابط المباحث بعنوان هـذه الفتاة، وتم القبض
عليها، واعترفت بكل شيء، وتم القبض لـذلك من خلالها على الصديق صاحب
الشقة وصديقته اللذان اعترفا بكل شيء واعترف صاحب الشقة انه حقن
الشاب بمحلول الماء والملح والتي أودت بحياته.
وتم تقديم الفتاة صديقة الشاب المتوفى، وصاحب الشقة وصديقته
الى المحكمة، وحكم القاضي على صديقة الشاب المتوفى بالسجن
خمس سنوات وغرامة قدرها10،000 دينار وحكم على صاحب
الشقة بسنتين مع غرامة قدرها 15،000 دينار، وتم الافراج عن
الفتاة صديقة صاحب الشقة.
تلك القضية المأساوية التي انتهت بفقد شاب في مقتبل العمر حياته
نتيجة الجرعة الزائدة من مادة الهيروين، وسجن فتاة أيضاً في مقتبل
العمر خمس سنوات، وسجن شاب آخر مدة سنتان.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون