السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
نعيش بين حين و آخر تضارب فكري و نفسي
حول بعض الأمور التي تنتشر حديثاً في أواسط
المجتمعات إن كانت عربية أو غيرها.
تارة تشعر بأنك على واقع صحيح و تارة أخرى
تشعر بأنك وسط دوامة من الشكوك و التصحيح
فهل أنت على مايرام أم لا ؟
كل يوم ترى و تشاهد و قد تقرأ عن مفكر
ذو ثقافة عالية ، ينشر أفكاره التي يؤمن
بها ، لكن هذه الأفكار لا تناسب عقلك البسيط
ذو الثقافة البسيطة ، بل و ترمي جزافا بأن هذا
المفكر ليس سوى رجل أقل من كلمة مثقف
و ثقافة التي يتشدق بها ضحلة للغاية.
لكن مع مرور الأيام تشعر بأنك يؤمن بما يقول
تلقائيا و بدون سابق إنذار ولا تشعر بذلك إلا
عندما تتذكر تلك الفترة التي كنت تهاجمه بها
ولم تكن تعرف عن سبب بزوغ فكره تلك الحقبة.
و هذا لا يجعلنا نقول بأن كل مثقف أو متعلم
أفكاره صحيحة و مناسبة لنا جميعاً ، فهناك
حدود لنا حسب ماشرعه الخالق سبحانه و تعالى
في كيفية التعايش وسط المجتمعات الداخلية
أو الخارجية (الدول الأخرى) بحيث نؤمن بما يرضي
الله فقط ونبتعد عما يغضبه منا نحن عباده.
عندما نعرف بفكر جديد لابد منا للبحث في البداية
عن تشريعه هو مناسب لديننا أم لا ، و من ثم
نحدد و ندرسه من جميع جوانبه إن كان بين أهلينا
أو وسط المجتمع المسلم الذي نعيش به ، و بعد
ذلك نقرر هل هذا الفكر معنا أم ضدنا.
بالإمكان أن تكون هذه الأفكار مناسبة مناسبة شخصية
لكن هذا يضرر بمن هم حولنا أو أبناؤنا في المستقبل
و ستغير هذه الأفكار من سلوك أبناؤنا عندما يتعلمون
من هذه الحياة بعض الأفكار البغيضة.
ليس كل شيء جديد مفيد لنا ، بل قد يكون مفيداً لنا
و مضر لأبنائنا ، أو قد يدخلنا في الذنوب دون أن نشعر
لأننا نؤمن بهذا الفكر و أنه على صواب على حد تفكيرنا.
عندما تأتي إلينا بعض الأفكار من شخوص معروفين
لدينا ، فالأولى مناقشته لنبرهن عن فائدة هذا الفكر
و نحاول منعه منه إن كان على خطأ بالكلمة الحسنة
و الأسلوب الطيب ، لكن تهميشه أو إغلاق باب المحاورة
معه قد تجعل منه شخصاً عنيداً و يعتقد بأنه على صواب
طالما يخاف الآخر مناقشته و تبيان له الخطأ إن كان هناك
خطأ.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون