علي سعد الموسى
في المعدل المعقول - وبكل تحفظ - تتراكم تكلفة الزواج على الأسرتين من أهل الزوج والزوجة، ما يقارب 150 ألف ريال، والرقم هذا للعقلاء ناهيك عن سوادنا الكبير من هواة (المهايطة). بالأمس، هاتفني أثير قريب من القلب من أصحاب (البزنس) الذي حسب التكاليف بطريقته المالية، وعلى حد قوله - وهو صحيح في كل ما قال - فإن الأسرة الواحدة - المتوسطة العدد - من المعازيم ستصرف لحضور حفلة الزفاف ما لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال بين الفساتين والإكسسوارات وكل دخيل على ثقافتنا المهزومة في مشاغل التجميل والقصات التي تدخل لها المرأة مقبولة جميلة بالفطرة وتخرج منها أقرب ما تكون على لغة والدتي - يحفظها الله - إلى جنيّة وقد تلون وجا بكل ألوان الدهانات المعتقة.
وبحسبة صاحبي - رجل الأعمال - فإن تكلفة مئة عائلة مدعوة إلى حفل زفاف ستصل إلى 300 ألف ريال، بافتراض الحد الأدنى، وبافتراض الاقتصاد والعقل، وحسبك اليوم أن تجد عائلة عاقلة بين كل ثلاث أسر، ناهيك أن تجدهم بين مئة عائلة.
أخذتني حسابات صاحبي، إلى كشف حساب شخصي: فالعائلة مثل عائلتي الصغيرة الحجم - المستلة في الأصل من عائلتين كبيرتي الحجم - نحضر في الصيف ما يقرب من خمسة زواجات وكل هذا بعد الحذف بالاعتذار أو السفر أو حتى (التطنيش) وإلا فلو أننا لبينا كل دعوة زواج لوفرنا في الصيف نصف وجبات العشاء لصالح التكاليف آنفة الذكر. كشف حسابي، وآمل ألا تقرأ زوجتي الوحيدة والأولى والأخيرة هذا المقال، يثبت، ربما، أن تكاليف حضورنا لحفلات الزواج منذ عودتنا من بعثة الدراسة لليوم قد تكفيني للزواج بالتعدد من (فاضلتين)، ولكن: من هي التي ستقبلني إن كان شرطي القادم: ألا تحضر بعد زواجنا - المفترض بكل تأكيد - حفلة زواج؟.
من هو الذي يستطيع اليوم تحمل تكاليف الحضور لثلاث نساء ببناتهن، ناهيك عن الحديث عن إطعام ثلاث عوائل؟
وبكل أمانة مطلقة: هل تستحق هذه الليالي حتى الأدنى ولو بلا تكلفة؟ في الأسبوع الجاري كنت مدعواً لحفلين، لست مبالغاً إن شبهتهما بمراسيم جنازتين. مدعوون كأن على رؤوسهم الطير بكل ما في المجلس من مهابة الكآبة والحزن وجميعهم ينتظرون العشاء بفارغ الصبر من باب تأدية الواجب أو من باب فضل التعجيل بالجنازة. لكنها جنازة بنصف مليون ريال!!
*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية
سلام
الموضوع الاصلي
من روعة الكون