بسم الله الرحمن الرحيم
في كثيرٍ من الأحيان
وعندما أخلو مع بعض الشباب
في رحلة أو في مجلسٍ أو في استراحة
أو في أي مكانٍ غير رسمي
تأتي في بعض الأحيان لحظات
قد يدلي فيها الإنسان بأي سرٍ يحتويه قلبه
ففي تلك الحال
يحس المرأ منهم بأن الأمور قد تساوت لديه
صوابها وخطأها
ويحس بأنه في حالة انشراحٍ غير تقليدية
ويحس أيضاً بأنه يود أن يشارك الشخص الماثل أمامه (أياً كان)
بما يدور في خاطره وما يجول في خبايا نفسه منذ زمنٍ بعيد
إني لأراها فرصاً تاريخية لي و لأمثالي
نستطيع من خلالها التواصل مع بعضنا البعض إلى أقصى أمد
ونستطيع أن نُسبَّر أغوار من يكون معنا لما فيه الخير لهم
..........................
في أحد هذه المرات
وفي أحد الاستراحات
كنت مع أحد الذين تعرفت إليهم في نفس اليوم
وقد كنت وإياه في أحد أركان ملعب كرة القدم
أخذنا نتجاذب أطراف الحديث
فأخذت أحاول تقريب المسافات بيننا إلى أفضل مايمكن
خلال دقائق معدودة
تم ذلك ولله الحمد
ولكنه كان يتحاشى الدخول معي في أي حديثٍ
إلا بشكل حذر خلال الساعات الماضيات
لأنه غالباً وكما يظهر لي
يخشى أن يوقع نفسه في مأزقٍ (مع أحد المتدينين)
وكما أنه يخشى أن يبدأ أحدهم بسرد (خطبة) موعظةٍ ونصح له
وهذا مالا يريده الكثير من الشباب
وقد لا نلومهم فقد أصبحت طرق النصح تقليدية
ومملة (لدى البعض) لتكرارها و جديتها الزائدة
عموماً ,,,,
أحببت أن أبين لذلك الأخ عن طريق الدعابة والمزاح
أننا صديقان لا أكثر
وهذا الغالب فلقد كنا في استراحة شبابية
لنرفه عن أنفسنا عناء الأسابيع الماضية
تنهد صاحبي (بعد أن كسرت بيني وبينه قيود المعرفة)
و أخذ يحدثني عن تلك التحربة القاسية
والمعاناة (كما يظن)
عن تلك الفتاة التي تعرف عليها
عن طريق أحد المنتديات
وأعجب بها وبأسلوبها
وبدأ يتواصل معها في موضوعاتها
وهي أيضاً بدأت تتواصل معه
وماهي إلا أشهر
وبدآ يتحادثان عن طريق الماسنجر
ثم هي أيام وهما يتقابلان في أماكن معينة (بحسب ظروفهما)
استرسل صاحبي في الحديث
وذكر المواقف التي كان يختبرني لدى ذكرها
هل سأنكر عليه شيئاً أم لا
ولكني كنتُ منصتاً وأهز رأسي مابين الحين والحين
لأجل أن أتركه يفرغ مافي جعبته كله
وبعده لكل حادثٍ حديث
وماهي إلا دقائق
تختنق في حلق صاحبي الكلمات
وتضطرب من بين شفتيه الأصوات
وتغص محاجر عينيه بالدموع
ثم إذ به يقول لي و بكل أسى الدنيا
لقد تركتني فجأة لأنها عرفت غيري ولقد اعترفت لي بذلك صراحةً
كنت أحسب أننا نحب بعضنا البعض (ومايزال الحديث لصاحبي)
تركته ينفس عما في خاطره
وتركته يفرغ دموع عينيه
في الحقيقة لم أكن متفاجئاً من موقفه ذاك
فقد مر عليَّ من الشباب من فكر بالانتحار
ومنهم من عزم أن يهاجر إلى الخارج
من أجل أن فتاةً قد هجرته وتزوجت أو عرفت عليه شخصاً آخر
بعد دقائق عاد الشباب
فتوقف صاحبي عن الحديث بعد أن كفكف دموعه
وشاركته الصمت
فلم يكن من اللائق أن نكمل حديثنا الذي بدأناه حينها
........................
وقبل الرحيل في تلك الليلة
وكعادتي أمر على الإخوة لأسلم عليهم قبل لحظات الرحيل الأخيرة
حرصت أن يكون هو آخر من أودعه
ذهبت إليه
وأمسكت بيديه
وتنحيت به قليلاً عن أعين الشباب
ثم قلت له كلماتٍ يسيرات لا يحتمل الموقف أكثر منها
قلت له :
لقد سرني فعلاً التعرف على شخصٍ مثلك
له قلبٌ كبير ومشاعر فياضة
وروحٌ طيبة لا تعرف إلا الطيب بإذن الله
ولكن أخي الحبيب ,,,,
مشاعرك وأسرارك وقلبك
لا يستحقها أي انسان أعجبت به فقط
فأنت قد جربت أن تعطيها لمن لا يستحقها
وكانت النتيجة ليست كما ترغب
وفي رأيي ليس عليك أن تلوم الفتاة أبداً فقد أخطأت أنت أيضاً
فلم يكن بينك وبينها أي ميثاق
وأي ميثاق ستعاهده أو تعاهدك عليه
لن يكون ملزماً بينكما أخي الحبيب
لأن مابُني على خطأ .... فهو خطأ وسيستمر على خطأ
لن تعطيك الفتاة قلبها وروحها ومشاعرها لك وحدك
إلا إذا سترتها
وأغلقت عليها مجاميع قلبك وأعطيت المفتاح
في بيتٍ واحد
وبعقدٍ واحد اسمه (عقد النكاح)
هذا هو العقد الذي يلزمكما بالإخلاص لبعضكما البغض
ولا شيئ سواه
أما مايزينه ابليس لشبابنا
هوليس بحبٍ أبداً
أبداً ليس كذلك
إنما هي شهوات , نزوات , خواطر , وعبرات
أخي الحبيب ,,,,
مثلك لا أتوقع له أن يقع بهذه السهولة
لذا أنا أرى أن مامضى ليس سيئاً جداً
هي تجربةٌ مررت بها
وعليك أن تستفيد من هذه التجربة في حياتك
وأن تبحث عن شريكة عمرك
وأن تربي أبنائك على كل خير ...... )
توادعنا وتفارقنا
وهو يلهج لي بالدعاء
أخذ رقمي
ثم غاب عني و غبت عنه
وفي الحقيقة نسيت أمر تلك الليلة
ولم أتذكرها إلا بعد ثلاثة أشهر
حين دعاني لحفل زفافه
..........
الشاهد أحبتي
كم عدد الشباب والشابات الذين يلتقون فيما بينهم
خارج الإطار الشرعي ؟!
وياترى ماذا تكون النتائج عادة ؟!
نسمع الكثير والكثير من القصص
تكون الفتاة غالباً هي الضحية
ويكون البكاء حينها .... حين لا يفيد البكاء
وتعض الفتاة أصابع الحسرة .... حين لا ينفع الندم
ذكرني ذلك كله
بمقطع مرئي رأيته وتعجبت منه حق العجب
فتاةٍ تسأل الشيخ عن تفسير وتأويل حلمها الذي رأت
ولكن على غير ماتوقعت ....
كان تأويل الرؤيا
فيه رسالةٌ لها ولكل بنات جيلها
وكان فيه ما لم تستطع أن تبوح به لأقرب أقربائها مهما يكن
ولكنها فعلت ذلك واعترفت
وأين ؟!!!!!!
على الهواء مباشرةً
في برنامج يراه المئات
بل الآلاف
ولم يكن هناك مجالٌ للتراجع
فقد اعترفت في بثٍ حي مباشر
ولقد شعرت بالخجل بكل تأكيد
ولكن ياترى ؟!!!
كيف سيكون هو شعورها
لو لم تكشف فعلتها في الدنيا
وجائها السؤال نفسه أمام الملأ
يوم القيامة .....
حين يسألها رب العالمين
أما الأعداد اللامتناهية من البشر
منذ فجر التاريخ
وحتى نهايته
ومن كل الأمم والأزمنة
ياترى ماذا سيكون شعورها ؟!!
حين يسألها الله عز وجل
عن هذه العلاقة الغير شرعية ؟!!!
لنتخيل ذلك الموقف وذلك الشعور الرهيب
أحبتي ,,,,
فلنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب
ولنزن أعمالنا قبل أن توزن
وللعظة والعبرة
إليكم رابط المقطع المرئي
عله أن يكون سبباً لهداية شبابنا أجمعين
فمن رأى .... ليس كمن سمع
وليس الخبر كالعيان
http://www.merkaz00.com/snooopy/girlnotcare.rm
الموضوع الاصلي
من روعة الكون