[size=6]
لا يكفي مجرد الهروب والانعزال عن الناس في عصر الدجال وقبله بل يجب التصديق والاعتقاد بنهج المعصومين(عليهم السلام) وترويض النفس عليه حتى يكون مرغوبا ومحبوبا وجزاءا من شخصية المؤمن وكيانه فيصدق ويعتقد بعدم استوحاش طريق الحق لقلة سالكيه فيرغب ويشتاق ويعشق طريق الحق حتى لو سلكه بمفرده،
ولا يكفي تحمل الجوع والفقر والحديد والنار الصادر من الدجال وشيعته بل تدريب النفس وترويضها إلى المستوى الذي تصدق فيه أنه الغنى والشبع والماء والزلال والجنة والخلد الإلهي فعلى النفس أن ترتمي فيها، ولا يكفي عدم الاغترار والإغواء بثريد وأموال ومناصب وواجهات وزينة وجنة الأعور الدجال والدجالين أئمة الضلالة بل يجب تدريب وترويض وتعويد النفس على التصديق واليقين بعدم الغواية، وعدم الاغترار، والابتعاد بل الهروب منها لأنها السحت والحرام والزقوم ومناصب الشيطان والنار والسعير وبئس المصير،
ولا يكفي الابتعاد وعدم الوقوع في الفتنة أو في الفتن الكبيرة، بل يجب ترويض النفس أن يكون الابتعاد عن جميع الفتن الصغيرة والكبيرة، وأن يكون الابتعاد ليس للسلامة الدنيوية أو الجزئية والشخصية بل يجب أن يكون الابتعاد منهجا وسلوكا ورسالة وأمرا ونهيا وجهادا واعتقادا ويقينا بأن كل فتنة صغيرة أو كبيرة خاصة أو عامة مهيأة وموطئة ومعدّة ومقدّمة ومرتبطة بفتنة الدجال أو مماثلة لها أو أحد تطبيقاتها، فمن روّض نفسه بمعرفة وتمييز الفتن والنجاة منها فإنه ينجو من فتنة الدجال
1) قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):(لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال، أنها ليست من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تتضع لفتنة الدجال، فمن نجا من فتنة ما قبلها نجا منها،…)
2) قال الرسول الأمين(صلى الله عليه وآله وسلم):(إنه لم يكن نبي إلا حذّر الدجال أمته، هو أعور العين اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة، بين عينيه كافر، معه واديان، أحدهما جنة، والآخر نار، فجنته نار، وناره جنة،)…
3) قال خاتم الأنبياء والمرسلين(صلى الله عليه وآله وسلم):(لأنا أعلم بما مع الدجال منه، إن معه نارا تحرق، ونهر ماء بارد، فمن أدركه فلا يهلكن به، ليغمض عينيه وليقع في التي يراها نارا فإنها لهم ماء بارد…)
4) قال الصدق الصدوق(صلى الله عليه وآله وسلم):(أن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء أن تحبس ثلث مطرها…ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله، قيل مما يعيش الناس في ذلك الزمان
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام)
ومن الشواهد القرآنية المقدسة التي تشير إلى ترويض النفس على الإيمان وتعميقه وترسخه قبل أن يأتي اليوم الذي لا يفيد التوبة والإيمان:
1) قال تعالى(فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل * كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين)
2) قوله تبارك وتعالى(هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك * يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا…)
3) قوله تعالى(… قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * ألآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين)
4) قوله تعالى(إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم * فولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين)
5) قوله تعالى(ما آمنت قبله من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون)
[color=#FF0000]6) قوله تعالى(إن الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون)[/size]
7) قوله تعالى(ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل * كذلك نطبع على قلوب المعتدين[/color]
الموضوع الاصلي
من روعة الكون