انتحر عامل في مصنع لسيارات «بيجو» في مدينة مولوز، شرق فرنسا. وعثر على العامل، أول من أمس، مشنوقاً في مخزن التجميع بعد اسبوعين من فتح الادارة لخط هاتفي أخضر يتيح تقديم المساعدة النفسية للعمال.
وما كان الحادث ليتصدر أخبار وسائل الاعلام الفرنسية أمس، لولا أنها سادس حادثة انتحار منذ نهاية العام الماضي في مصانع الشركة التي تنتج سيارات «ستروين» أيضا. ولما شنق عامل في الحادية والخمسين نفسه في احدى ورشات المعمل في الربيع الماضي، اعتبرت الادارة في البداية أن أسباباً شخصية أدت الى الحادث، وأن لا علاقة بين الانتحار وبين العمل في الشركة، هذا رغم أن المنتحر ترك وراءه وثيقة الكترونية يشير فيها الى الضغوط التي يتعرض لها بسبب طبيعة عمله. ثم اضطرت الإدارة الى الاعتراف بأن العمال يعانون من أزمات نفسية بسبب شروط السرعة التي تفرضها طبيعة العمل. وعقد اجتماع في المصنع، قبل اسبوع من الحادثة الأخيرة، لتدارس هذه المشكلة والتحذير من عواقبها، مع العلم أن حادثتي انتحار أخريين وقعتا في الفترة ذاتها بين صفوف العمال في أحد مصانع سيارات «رينو» وفي شركة الكهرباء الوطنية.
والى جانب مشاق العمل ذاته يخشى العمال الاستغناء عن خدماتهم بسبب الاتجاه العام، خلال السنوات الأخيرة، الى نقل المصانع من فرنسا الى دول ذات أيد عاملة رخيصة، وكذلك من التقدم الصناعي الذي قاد الى حلول الآلات محل البشر في أغلب مراحل العملية الانتاجية.
وتشاء المصادفة أن يعرض التلفزيون الفرنسي في المساء ذاته لإعلان انتحار سادس عامل لدى «بيجو» فيلما عن الممثل البريطاني السير تشارلي تشابلن مع مقاطع من فيلمه «الأزمنة الحديثة». وعرض ذلك الفيلم عام 1936 وكان أول من دق جرس الإنذار من تحويل البشر الى آلات في المصانع الأميركية.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون