الاهداء...
الى من تناجي روحي يداها الدافئتين
وتغرق حروفي في محيط عيناها الساحرتين
لك حبيبتي ....
قصه مقتبسه من حقيقه واقعة
الفصل الأول
انتهت حياتي السابقة مع رجل فاشل دمر أجمل سنين من عمري هربت منه تاركة ورائي طفلين صغيرين بعمر الزهور ...
ركضت مسرعة لأرتمي بين أحظان عائلتي وارتشف بعض الحنان أللذي فقدته منذ أن خرجت منهم ، أصبحت أعاني فراغ كبير بداخلي ، رحلة الم قويه وصعبه عشتها بعيدا عن أولادي ، عاطفتي ذبلت وأنا بعمر صغير .
قررت أن أعيش لنفسي واترك كل شئ خلفي .. أنا أولا ومن بعدي الطوفان أصبح شعاري بالحياة ..
مرت شهور ..
كان لقائي الأول معه على شاشة الكمبيوتر .. نشأت بيني وبينه علاقة كنت اعتقد أنها كغيرها وتمر مرور الكرام لم أحبه في بادئ الأمر كان كأي شخص يمر بحياة أي امرأة ...
اعترفت له بكل شئ وكنت صريحة معه لأبعد الحدود .. أصبحت علاقة أخوه وصداقه في بادئ الأمر ولكن .....
اهتمامه بي ورجفة صوته اللتي لا أنساها ما حييت كلها كانت تترك أثرا بسيطا بي ولكن لم يصل لدرجة الاهتمام ، كنت أحب فيه شرقيته وغيرته علي وتهوره في تملكي .. غضبه السريع .. تحدثه معي وكأنني شئ يخصه ويمتلكه ..
مرت لحظات لن أقول كغيري أتمنى نسيانها .. لحظات استمتع بألمي وعذابي معها ..لحظات سأحتفظ بها في مخيلتي ما حييت ..
مرت الأيام وعلاقتنا تزداد قوة .. لا انسي أول مرة قال لي فيها احبك وأتمنى أن تكوني شريكة لحياتي بالرغم من كل الحواجز والعقبات اللتي تصادفنا ..
لا أنسى لحظات الحب والحنان اللتي يتشنج جسمي كاملا عند تذكري لها ..
تقاربت أرواحنا كثيرا .. وأنمزجت ثم انقسمت على جسدين مره أخرى .. لاكن أراد رب العالمين أن يكون ثلاثة أرباع روحه معي وربع روحي معه ..
من هنا ابدأ قصتي .. رحلتي مع ملاكي .. ملاك الحب في نظري .. ملاك سعادتي وشقائي .. .. ..
********************************
الفصل الثاني
يأخذ من وقتي الكثير الكثير .. بل بدأت احسب وقتي معه .. واضبط ساعتي على نغمات صوته .. ودقات قلبه اللتي كنت اسمعها مع همساته لي ..
بدأت كالطفل اللذي يتعلم النطق لأول مره هكذا أحسست عندما قلت له حبيبي وأجابني بنعم ..
فتح لي أبواب السعادة على مصرعيها .. وقال لي هيا بنا حبيبتي .. فأنت من انتظرت كثيرا .. كل جزء فيك يكملني ..
ونبرات صوتك هي المعزوفة الموسيقية اللتي طالما كنت اسمعها تناديني من السماء ..
تعالي حبيبتي .. تعالي نركض من الأرض ونصعد كالملائكة للسماء .. صنع لي من حبه أجنحه استطيع الطيران بها .. وبدأت أرى نفسي أجمل ملاك بين البشر ..
صورته لي ولمن حولي بأنه ملاك أرسله لي رب العالمين .. ليكملني ويعوضني عن عاطفة الامومه اللتي فقدتها ..
بنينا قصرا من الغيوم .. وأصبحت أميرته اللتي توجها على عرش قلبه وقصره .. وهو أصبح ملاكي .. ملاك حبي ..
وألا سطوره اللتي طالما سمعت بها .. أسطورة الحب ....
دموعي كانت تغسلني كل ليله .. دموع فرحي بحبه كانت تطهرني من أحزاني .....
قال لي هذا الجزء الصغير من قصرنا .. سيكون لطفلينا .. طفلاك أنت حبيبتي .. سأمتطي خيلا .. واجعل من حبك سيفا .. وسأحارب المستحيل وانتصر عليه .. وسأصنع من حبي أجنحة لهم كما صنعت لك .. ونكون أربعتنا سويا لأخر يوم يكتبه الله لنا ...
بارك أهله حبنا .. وقالوا لا ذنب لك فيما حصل .. وأنت بشر .. ونحن نتوجك ملاكا له .. نثرو لي الورود .. وقالوا صدقيه .. ومن ألان نعلنكم حبيبا وحبيبه .. لا اصدق مايحصل حولي .. ولم اعد اعلم هل أنا في حلم أم واقع ..
بدأنا نتعامل كأن كل طرف منا ملك للأخر .. وله حقوق وواجبات علينا احترامها .. أصبحنا روحا واحده .. عندما يغمرها الشوق تصعد للسماء لتلتقي بحبيبها .. وتعيش معه لحظات من الحب المجنون ....
في ساحة قصري زرعنا شجرة الأمل .. وزيناها بأجمل ما لدينا من الحب والحنان والشوق وقال لي هنا سنلتقي مع طفلينا .. لندخل سويا من بوابة قصرك يا ملاكي ...
*********************************
الفصل الثالث
في يوم من الأيام استيقظت روحي من نومها بعد ليلة غرام عاشتها بين أحظان روحه ... لم أجده بجانبي ككل مره .. لبست ردائي وركضت في جميع أنحاء قصري ابحث عنه لم أجده ... بدأت ارتجف بقوه ولم تعد قدماي تحملاني ... وأنا اركض عيناي شاخصة في كل ركن من قصري .. ابحث عنه لا أجده ..
ذهبت سريعا للنافذة المطلة على حديقتي ... ونظرت إلى الشجرة ... لم أجد سوى ملاكين صغيرين يبتسمان لي .. يتظللان ويلعبان تحتها ...
نزلت الدرج مسرعه وذهبت لملا كآي الصغيران ... نظرت إلى عينهما وعيناي ملئي بالدموع ... اشارو لي إلى الطريق اللذي ينزل بنا لأرض الواقع ...
بدأ قلبي يدق .. وجسمي كله يرتجف ... ركضت مسرعه خلفه .. وأمسكت به من كتفه ... وسألته ... ؟؟؟
إلى أين ستذهب حبيبي ... لما لم تقل لي ككل مره ... لننزل سويا ... ؟؟؟
لم يجيب علي .. وانزل يدي بكل هدوء .. وأكمل طريقه .. غرقت عيناي بالدموع وناديته حبيبي ... ملاكي ... التفت علي وهو يقول لي .. هل أنت مجنونه ... هل تريدين من شخص مثلي أن يرتبط بك ... ماذا حصل لك ؟
قلت له : هل نسيت من أنا ... أنا ملاكك ... أنا جزءك المفقود ... أنا حبيبتك اللتي طالما حلمت بها ... رد علي وهو يصرخ . . . انتهينا .. أنت المسؤله عن ما يحصل لك ... أنت من صدقتي كلامي ولم تفكري ... أنت الأكثر تجاربا مني... لم اصدق ما سمعته أذناي ... قلت لأخر مرة سأذهب خلفه ... وأتحدث معه ... وابحث عن الصدق اللذي كان في عينيه . . . وعندما أمسكت به ... دفع بي أرضا وتركني ... منهارة دموعي تغسلني تذكرت عندها طفلاي ورجعت اركض بسرعة إليهم وأنا أتخبط كالمجنونة ... حضنت خيالهم اللذي هو من رسمه لي ... وبكيت بحرقه ... بكيت بجنون ... أعماقي تصرخ ألما ... ولم استطيع التصديق أن هذا يحدث لي للمرة الثانية ؟
*********************************
الفصل الأخير
دخلت وارتديت ملابسي وحذائي ... وبمجرد خروجي انهار قصري أمامي ... وكل أشجار حديقتي ذبلت ... مررت بخيال طفلاي وقلت انتظروني ...
سأذهب لأعيد حبيبي ... ملاكي ... ملاك حبي ... قبلتهما قبلة الوداع ...
وبدأت رحلتي مع العذاب ....
ركضت مسرعه بنفس الطريق اللذي ذهب منه ملاكي ... وقطعت مسافات طويلة ... باحثة عنه عيناي ملأى بالدموع وبصري شاخص في كل مكان حولي يبحث عن ملاك ليس مثل باقي البشر ... ملاك له أجنحه ... لا يراها غيري ..ولكن لم أجد سوى أشباه بشر ... حولي وفي كل مكان اذهب إليه ...
قلت سأصرخ .. لعله يسمعني ويرد علي .. ويأتي مسرعا إلي .. ليضمني إلى صدره ... ويقول لي إنك بحلم .... استيقظي حبيبتي فأنا ملكك وأنتي ملكي...
بدأت أجنحتي تتمزق .. وقدماي ترتعش من شدة الخوف من الواقع اللذي أحاول أن اقنع نفسي بأنه حلم وسأستيقظ منه في أي لحظه ... . .
صدمتي بالواقع المرير جعلتني اهرب من نفسي .. اهرب من حبي .. اهرب من حياتي .. اهرب من وقتي ..
رباه ... ما اشد مرارة دقائقي بدونه وما أطولها ... رباه ما اشد ألم قلبي ... وما أسرع دقاته .. . رباه ما أطول المسافة بين دمعتي وخدي ...
تائهة أنا بين قلبي اللذي لايستطيع العيش بدونه .. وبين عقلي اللذي يرفض الاقتناع بأنه لم يعد سوى ذكرى بحياتي ...
بعد صراع مع قلبي وعقلي ... ومرور الأيام والشهور ... أراه ...
قلبي ينبض بقوه يكاد أن يخرج من صدري ... وأنفاسي تتضارب للخروج من داخلي .. يقف أمامي وينظر إلي وكأنه يراني لأول مره ... كلماته محدودة لي ...
يسألني عن أخر أخباري ... وعن صحتي ... ويسأل بكل برود
عن طفلاي وما حل بهما ... ابتسامه خفيفة على شفتاه ... ويتركني
ويقف أمامي ويتحدث إلى آخرون .....
يخرج أمام عيناي دون أن يودعني ... اركض خلفه وأحاول الإمساك بيديه ...
وبحركة خفه فيها الكثير من الطبيعية يبعدها عني ... استجدي حبه فيقول ...
أنا احبك وليس بحياتي سواك ... ولكني لا استطيع إن أحب ... فالحب لم يخلق من اجل أمثالي ... كوني صديقتي ... ويذهب ويتركني ...
انهيار تام لداخلي ... وتصدع رهيب في مشاعري ... وانهار من الدموع تجري بعيني ... أتذكر أنني بين البشر ... فأبتسم ابتسامة صفراء ...
وأكمل بقية حياتي ... ..
الأيام بدأت تنهيني ... وتنتصر علي ... عندها قررت أن امسك قلمي ...
واخط قصتي على الأوراق ... لعلها في يوم تصل ليديه ... ويقرأها ...
ويعرف بأنه سيظل ملاكي ... سيظل قصة احكيها للعالم اجمع ... فحبي له
سيظل الاسطوره اللتي يرددها بقايا البشر اللذين أعيش معهم ...
فمن بعدك حبيبي انتهت الملائكة ... ومن بعدك حبيبي لن تولد أساطير للحب...
********************************
النهاية
سأحبك حبيبي ... وسأظل احبك لأخر يوم من عمري ... وستظل ملاكي
وستكون قصتي للأبد ... قصة الحب اللتي سأحكيها دائما وأبدا ...
سأصنع منها أسطوره ...
سألملم جراحي .. وأعيد الحياة لأجنحتي .. سأصعد للسماء ولكن هذه المرة لوحدي ..
سأعيد بناء قصري .. وسأحتضن خيال أطفالي .. ولكن هذه المرة خيالك سيكون معهم ..
وسأكون أنا فقط الحقيقة الوحيدة في قصتي .. وسأكون حقيقة لأخر يوم في عمري ..
سأتجمل لك حبيبي بأجمل مالدي .. وسأفتح نافذتي .. وبيدي باقة ورد لك ..
وسأظل انتظرك ..
أناديك ...
أناديك حبيبي من بعيد .. من بين السحب .. من نافذة قصري اللذي بنته يداك لي .. وأقول لك ... أنا هنا ..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون