ذلك الموقف الذي حفره الزمن في ذاكرتي إلى الأبد ..
ولن أنساه ماحييت ..
وإن تناسيته سيظل ذلك الموقف بكل تفاصيله محفور في أعماق .. أعماق ذاكرتي منسوجا بخيوط الألم وممزقا
بخيوط الأمل التي حتى لم تكن لها فرصة أن تنسج ..
عندما بعت نفسي ....!!
من المؤكد أن جميع من سيقرأ هذه السطور سيتعجــّب من كلماتي ...
ولكني أفتخر لكتابتي لهذه الكلمات ..
لا تستعجبوا .. ولا تفتحوا أعينكم مندهشين مما خطته أناملي ...
فأناملي قبل أن تنزف حروف .. هي تنزف ألم ..
وقبل أن تسطر بتلك الحروف جمل ...
سطــّرت بها قصة كانت ولا زالت بدايتها مؤلمه بكل ماتعنيه هذه الكلمه ..
ونهايتها مازالت أيضا حزينه .. حزينه .. جدا .. وفي نفس الوقت .. مفرحه .. جدا .. جدا .. جدا
سامحوني على الإطاله ...
كانت بداية قصتي عندما جآني والدي قائلا : تقدم شخص لي طالبا الزواج بك .. وأنا رددت عليه بالموافقه ..!!!
وكأنه يقول لي لا مجال لديك للرفض أو التفكير أو حتى ....... الخيال !!
لا أعلم حينها بماذا كنت أحس .. أو بماذا أريد أن أحس ...!
بالرغم من ذلك تمم والدي الزواج .. بدون موافقتي ...
إلى هنا والموضوع ممكن أن يكون عادي عند الكثير منكم .. ولكن هل تعلمون ما المؤلم في الموضوع ..؟؟؟
المؤلم هو .. أن زواجي كان مثل المقايضه ..!!
أي في مقابل تقديم هذا الشخص خدمه كبيره لوالدي .. أنا أتزوجه
وللأسف الشديد كان هذا شرطه الوحيد ولا مجال لتغييره ..
وبدون سؤال عنه .. تم كل شي بسرعه غريبه .. وفرحت ...!!!!!!
ماهي فرحتي .... أتدرون ماهي فرحتي ..؟؟
عقد قرآن بوجودي أنا طبعا والعريس الشهم .. ووالديّ وشاهدين .. فقط ..!؟
لم يكن معي أحد أبدا .. ولم أسمع ( زغرودة ) .. !! ولا حتى كلمة مبروك ..مثلي .. مثل أي فتاة في عمر الزهور
تحلم بفرحة خياليه وبأحلام ورديه وبالعالم كله يقول لها كلمة مبروك من القلب ويدعوا لها بالسعادة والهناء ..
وهي تختال بفستانها الأبيض الذي يعكس بياض قلبها ...
وإخوتها وصديقاتها وكل من تعرفهم ويعرفونها يشاركونها فرحة عمرها اليتيمه ...
كتمتُ غصـّـتي .. وحزني .. وألمي .. وحسرتي في قلبي وأنا أرى والدي يهديني لرجل غريب وبدون اي مقابل
يذكر .. ياحسرتي ..
كرهت لحظتها كل شيء من حولي حتى ............. !!!!؟
ذهبت مع الشخص الغريب الذي أصبحت بين لحظه وأخرى زوجته ..!!
ووالله بالرغم من عدم قناعتي بالموضوع .. وبالرغم من أنني مازلت تحت تأثير الصدمة التي لم أفق منها إلا بعد
شهرين ونصف .. حاولت جاهدة الرضا بنصيبي والرضا بهذا الزوج المفاجيء ..
ولكنني فوجئت بشيء أمرّ و أصعب من بيع والدي لي ..
فوجئت بأن زوجي مدمن حشيش ( نوع من انواع المخدرات ) .. وشراب أيضا ..
صدقوني كل هذا كان من الممكن أن أتغاضى عنه وأحاول جاهده تغييره .. وكنت مقتنعه بقدرتي على ذلك بعون
ربي لي سبحانه وتعالى .. ولكن المصيبه التي لم أستطع تحملها هي أن زوجي لا يصلي ..
آآآآآآآآآآآآآآآه .. ياوالدي ليتك قتلتني بيديك أفضل من هذا المصير الذي اخترته لي أنا إبنتك .. حبيبتك ..
إنسان لايصلي .. معناه أن لارحمة في قلبه ولاأمان ولا حتى خوف من الله ..
لأن من لا يخاف ربه .. لن يرحمه تعالى .. ومن لا يخاف الله في نفسه لن يخاف الله في أحد حتى ... زوجته
لا أريد أن أطيل عليكم ألمي وحرقة قلبي الذي ما زال ينزف رغم مرور 6 سنوات على قصتي ...
بعد زواجي من هذا الشخص .. اكتشف والدي أن الذي اختاره لي زوجا .. كان مجرد إنسان مخادع ونصاب وأنه خذله
في إتفاقهم .. وندم والدي كثيييييييييييييييييييرا ..!!
ولكن بعد ماذا ياأبي .. بعد ضياعي .. بعد تحطيمي .. بعد كسري وانهزامي .. آآآآآآه .. آآآه
رضيت بنصيبي لأن لا مجال للتراجع .. واستمرت حياتي مع هذا الزوج مدة شهران ونصف تقريبا .. كانت أصعب أيام حياتي ..
إلى الآن والتي لاأتمنى أن تمر بها أي واحده غيري حتى وإن كانت عدوتي .. لبشاعة تلك الأيام ومرارتها ..
كان يتعاطى سمـّـه أمامي دون أي إحترام لصغر سني وبرآتي وجهلي للعالم الغريب هذا من حولي .. والذي كان
يختلف إختلافا كليـّـاً عن عالم أسرتي الحبيبه .. النظيفه .. المحافظه ..
صبرت .. تحملت .. بكيت .. صرخت ........... آآآآآآآآآآآآآه .................. تألمت .. نعم تألمت .. ونزف قلبي دماً
هل تتخيلون كم كان ألمي ...؟!
لا والله ... لاااااااا والله .. كنت صباح .. مساء أتألم ..
في نومي ويقظتي .. حتى عند اللحظه المشروعه لي من رب العالمين أن أرتاح فيها كغريزه في كل إنسان .. كنت محرومه من الإستمتاع بها ..
وكان الضرب والإهانه والتعامل كالحيوانه *أكرمكم الله* هي وسيلة التعامل الوحيده منه ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآه ياوالدي .. ياحياتي .. ياسندي في دنيتي .. لماذا ؟؟؟؟!
بعد أن تحملت ذلك كله وبعد أن ضحيت بعمري وبأحلامي وسعادتي من أجل أغلى موجود في الوجود .. والدي .!!
تخيلوا أنني لم أجده بجانبي وتفاجأت بتخليه عني بكل سهوله وقسوه عندما لجأت له بعد الله ..
وهذا ماساعد زوجي على التمادي في الإساءة لي لمجرد أنني إبنة ( فلان ) .. وأنني في نظره رخييييصه ..
كما أرخصني والدي .. وأنا والله لاذنب لي في شيء سوى أنني أحب والدي حتى الثماله .. ومستعدة لأن أضحي
بعمري .. ومافيه من أجله ومن أجل سعادته هو ووالدتي وإخوتي ..
لم أستطع التحمل أكثر .. للصبر حدود .. ولكل إنسان حد فيه .. وأنا وصلت حدي وزياده ..؟!!
فبعد أن كنت الزوجه المهانه .. والضعيفه .. وبعد أن فقدت ثقتي في كل من حولي حتى نفسي ..
وبعد أن مات كل شيء جميل ورائع في نفسي .. قررت أن أخرج من صمتي .. أن أصرخ .. أن أتوحش ..!!؟
طالبت بطلاقي .. وكنت أظن أنه طلب منتظر .. ولكني تفاجأت برفضه القاطع للموضوع .. اسودت الدنيا في عينيّ
وكرهت نفسي .. ولكني لم استسلم ..
انتظرت الفرصه المناسبه في عدم تواجده في ماكان يسميه بيتنا ...!! ( شاليه .. في احدى القرى السياحيه الساحليه )
المهم أنني خرجت واستقليت أول وسيلة مواصلات رأيتها وأدركت للحظات أنها ستوصلني لبر الأمان .. لأهلي ..
لوالدي ووالدتي .. ولحضنيهما الدافئين .. والذي سينسيني مرارة الكون وسواده ..
سينسيني ألمي وعذابي وقهري وانكساري .. سينسيني وجود أي شيء غيرهما
وصلت للمدينه التي تسكن بها عائلتي .. احسست للحظات بسييييييييطه بالأمان .. تمنيت أن تنتهي حياتي عند هذه اللحظات .. أتدرون لماذا تمنيت ذلك ؟؟؟!!
لأنني صدمت برفض والدي لي .. ولإستقبالي في المنزل ..
( تصدقون أنني أكتب قصتي ودموعي تأبى أن تتوقف وترحمني ) ..
المهم أنه وبعد محاولات صعبه ومؤلمه لاتخلوا من التجريح والإهانات وافق والدي على دخولي للمنزل ..
أعلم أنكم تتسائلون عن سبب رفض والدي لرجوعي وسأقول لكم : والله لا سبب هناك سوى أنه وبعد إتمام الزواج
وإكتشافه خداع وكذب هذا الشخص له ..
طلب مني الرجوع وتركه .. كيف أفعل وأنا أمام زوج متجبـّـر .. بطشه في يده .. وقدمه .. لهذا تخلى عني والدي
بالله عليكم إذا كان هذا سبب مقنع لوالدي .. أخبروني .. لأني إلى لحظة كتابتي لهذه السطور لم استطع أن أقتنع
بالرغم من أنني لازلت أحب والدي كثيرا .. ولكنني لم أستطع النسيان ..
بعد رجوعي لعائلتي الغاليه طلبت من والدي أن يساعدني في الطلاق وإسترجاع حقي المسلوب ..
في الحفاظ على الجزء البسييييييييييييط المتبقي من كرامتي .. من عزتي .. من برآءتي .. من فرحتي ..وسعادتي
.................................................. ....... من ثقتي في العالم وفي نفسي ..؟؟!!!!
قال لي والدي : أنا عاجز عن ذلك ..!!
آآآآآآآآآآآآآآآآه ... ماذا سأفعل .. ولمن سألجأ .. لغيرك ياربي .. ياخالقي ومدبري ..
لا .. أنت الذي وضعتني في هذا الإمتحان الصعب وأنت الوحيد الذي سينجيني ..
إرحم ضعفي ياربي .. ويسر لي أمري .. وسخر لي من يساعدني في الأرض بتدبير منك وأنت في السماء سبحانك ..
ربي .. انا فقدت ثقتي في البشر .. وثقتي فيك ثااااااااابته ..
ربي .. كرهت كل من حولي .. وحبي لك راااااااااااااسخ ..
ربي .. ساعدني .. أنر طريقي .. سهل طلاقي .. وأبعد عني (....) ... للأبد ..!!
ربي .. انصرني عليه .. وأره قوتك .. وجبروتك ..
ربي .. أنت ناصر المظلوم وحدك .. انصرني عليه .. آآآآآآآآآآآآآآميييين
بعد سنتين من المحاولات المستميته لطلاقي .. أو لإثبات حقي وزواجي ..!!!
أراد الله لي شخص في طريقي عرف قصتي وتأثر بها كثيرا .. وكان تأثره وااااااااضح أمامي في عينيه ..
نصحني هذا الشخص أن ألجأ لذوي الإختصاص من رجال الأمن والدين .. وأن أشرح لهم قصتي لهم ..
وأن أكون قويه .. وأن أثق في ربي وفي نفسي .. حتى أستطيع إثبات حقي بكل ماأوتيت من قوه ..
وبالفعل .. أخذت بنصيحته .. وتقدمت بخطاب شرحت فيه قصتي بكل تفاصيلها والتي لم أستطع سردها لكم كامله ...
ووالله لا أبالغ إن قلت لكم أن كل مسؤول وقع خطابي في يده ورآني يتعجب .. وتدمع عيناه .. ويقول :
بارك الله لكي في نفسك وفي إيمانك وفي قوتك وثقتك بربك وبنفسك هذه .. وبارك لأهلك بك لأنك نعم
البنت البارّه الرائعه ...
وكنت أرى عند سماعي لهذه الكلمات دمعة حاااااره ونظرة ألم محروقه في عينيّ والدي الغالي ..
وكنت والله أخفف عنه بقولي : يكفيني فخراً أنني إبنة ( فلان ) ..
مرت عليّ شهور طويلة وصعبة .. وثقيله .. ومؤلمه ..
إلى أن منّ الله عليّ بالإنتصار .. والفوز .. وتم طلاقي والحمدلله ..
وكسبت ثقتي بنفسي .. وتأكدت أنه طالما الإنسان منّا وضع الله نصب عينيه .. ووضع ثقته في الخالق جلّ وعلا ..
واستمدّ قوته منه سبحانه .. وطالما أرضى والديه .. ورحمهما .. وعطف عليهما ........ فهو بخير وسعادة أكيده
وداااااااااااااااااااااااااائمه .....
الآن مضى على قصتي 7 سنوات .. تعلمت فيها أن :
أحب والدي أكثر ..
أحب نفسي أكثر ..
أثق في ربي وفي نفسي أكثر .. وأكثر ............. وأكثر ..
.................ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ...................
سامحوني على الإطاله .. ولكن هذه قصة واقعيه 100% أحببت مشاركتكم بها
الموضوع الاصلي
من روعة الكون