[color=FF0000]بسم الله الرحمن الرحيم[/color]
حق الصبر حق جليل عظيم كبير ما احوج الامة اليه في زمن كثرت فيه المحن والابتلاءات ان هذا الموضوع الان من الخطورة و الاهمية بمكان,والله يجعلنا من الصابرين,انه ولي ذلك و القادر عليه اولا =حقيقة الصبر و مراتبه= الصبرهوالحبس والمنع,فهوحبس اللسان عن الشكوى وحبس النفس عن الجزع وحبس الجوارح عن المعاصي.وهو ينقسم الى ثلاثة اقسام=صبر على المأمور وهوالصبرعلى الطاعة وهذا أجل أنواع الصبر,ان تصبرعلى طاعة الله جل و علا,وأولوالعزم من الرسل صلوات الله عليهم اجمعين هم اعظم صبرا على الطاعة,من اجل ذلك امر الله نبينا صلى الله عليه و سلم ان يصبر كما صبر أولوالعزم من الرسل فقال الله سبحانه لنبينا صلى الله عليه وسلم=(فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم)فالصبر على الطاعة هواعلى درجات الصبر.. روى البخاري و غيره من حديث ابي هريرة رضي الله عنه.ان النبي صلى الله عليه و سلم قال:((قال الله تعالى في الحديث القدسي:من عادلي وليا فقد اذنته بالحرب و ما تقرب الي عبدي بشيئ احب الي مما افترضته عليه)). هذا هوالصبر على الطاعة،التقرب الى الله جل وعلا:((وماتقرب الي عبدي بشيئ احب الي مما افترضته عليه،ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه،فأذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يداه التي يبطش بها،ورجلاه التي يمشي بها،ولئن سالني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه)). القسم الثاني:اي الصبرعن المعصية و هذا هو صبر المحبين لرب العالمين. فالعبد المحب لله يصبر عن المعصية اجلالا لسيده و مولاه،لانه لا يحب ان يراه الله على معصية........ قيل لحاتم الأصم: يا حاتم،بما حققت التوكل على الله؟؟قال:باربع اشياء:علمت بأن رزقي لا يأخذه غيري فأطمأن قلبي،وعلمت بان عملي لا يتقنه غيري فاشتغلت به،وعلمت بأن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله،وعلمت بان الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية. فالمعصية شؤوم في الدنيا و الآخرة. فالصبرعن المعاصي ايها الكرام هو صبر المحبين الذين يعرفون جلال الله وقدر الله فأن زلت اقدامهم في بؤرة معصية ونجست المعصية ثيابهم سرعان ما جذبو ثيابهم وطهروها بدموع الأوبة والتوبة والندم،فلقد ذكر الله المتقين في قرآنه وذكرمن صفاتهم انهم ربما يقعون في الفاحشة،لكن الفارق بين التقي وبين الشقي ان التقي ان زل في المعصية ذكر الرب العلي فاستغفر الله و تاب اليه،قال تعالى:((وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات و الأرض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله،ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)). والقسم الثالث:الصبر على المقدور: اي على ما قضاه الله وقدره ربك عليك من المحن و المصائب والبلايا وهذا صبر الصدقين، فالصبر على البلاء هو المحك العملي الذي يبين حب العبد لربه ،الصبر على البلاء هو المحك العملي الذي يبين حقيقة رضا العبد عن ربه جل وعلا،والأيمان بالقدر خيره و شره ركن من اركان الأيمان لا يصح أيمانك الا به.... كما في الحديث الذي رواه مسلم و غيره من حديث عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-وفيه ان جبريل-عليه السلام-سأل نبينا صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((االايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم تلأخر والقدر خيره وشره)). فالمؤمن يعلم انه لا يقع شيئ في الكون الا بقدر:((انا كل شيئ خلقناه بقدر)).فان الصبرعلى البلاء رفع الله عز وجل مكانته،حتى ولو اشتكى الى الله سبحانه فالتحقيق:ان الشكوى نوعان:الشكوى الى الله،الشكوى من الله. الشكوي من الله تنفي الصبر،اما الشكوى الى الله لاتنفي الصبر،فلقد ذكر الله يعقوب عليه السلام وذكر قولته الجميلة حينما فقد ابنه يوسف-عليه السلام-قال يعقوب:((فصبرجميل والله المستعان على ما تصفون))ومع ذلك فقد شكى يعقوب الى ربه جل و علا فقال الله تعالىحكاية عنه:((انما أشكوا بثي وحزني الى الله))واثنى الله على ايوب عليه السلام وقال سبحانه في حقه:((انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب)).،ومع ذلك فقد شكا ايوب الى ربه العزيز الوهاب قال تعالى:((وأيوب اذ نادى ربه أني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)).، فالصبر الجميل على البلاء هو: الصبر الذي لاشكوى معه بهذا التحقيق الذي اصلته،،الصبر الذي لاهلع فيه ولاشكوى فيه الى المخلوقين،فاشكو الى الله لاحرج عليك فالى من تشكو ان لم تشكو حالك الى ارحم الراحمين...
الموضوع الاصلي
من روعة الكون