الله ربـنا وسندنـا وهو غايتنا وملاذنا
بسم الله والصلاة على محمد قائد الأنبياء والأولياء وعلى آله الأطهار أنوار السماء
• البعض يتصور أن حب الله مجرد كلمات ولا يفهم أن حب الله هو جوهر الدين بل أن الدين لا يقوم إلا بحب الله سبحانه ، وأن حب الله هو منهج حقيقي في الحياة ، وهو المنهج الوحيد الذي يُحطم ويُدمر كل المناهج الدنيوية المسيطرة على حياة الإنسان ، ونحن جميعاً نحتاج للدخول في منهج حب الله بشكلٍ جاد وحقيقي كي نستطيع التخلص من مناهج الحياة الدنيوية المادية المتدنية الغافلة البعيدة عن الله سبحانه والمنفصلة عن طريق الحب الإلهي ..
• حب الله عندما يكون في ضمير الإنسان أو ضمير المجتمع بشكلٍ صادق وحقيقي سوف يُحدث إنقلاباً في طريقة الحياة ، وثورة كبيرة في طريقة التفكير ، وترتيباً للإنسان ولمشاعره وأهدافه بما يناسب طلب رضا الله والتقرب إليه سبحانه ..
• فإذا دخل حب الله على الإنسان فسوف يُخرج من قلبه وفكره وعمله أي إندفاع بإتجاه الظلم ، وإذا دخل حب الله في قلب إنسان أو قلب أمةٍ فسوف يُخرج منها أي نوازع للطائفية أو العنصرية ويقتلع من وجدانها أي كراهية إتجاه الأمم أو الطوائف الأخرى ..
• وإذا دخل حب الله في ضمير جهة ، أي جهة ، فسوف يجعلها في عفة عن المال ، وفي قناعة بما موجود من كفاف الحياة ، وفي رضا عن الله سبحانه ، وينقذها من أي طمع دنيوي ..
• لذلك فنحن ندعو الله سبحانه أن يوفقنا للدخول في منهج حبه ، لأننا لن نستطيع أن نقاوم فتن الدنيا ومغرياتها وعقائدها المادية إلا بحبه جل في علاه ..
• فعندما يكون حب الله منهج حياتنا سوف تكون الأولوية لرضا الله في كل خطوة ، وسوف لن نعيش في الهموم الدنيوية أو الأحقاد الذاتية أو الكراهية الطائفية ، ولن نتورط في أي ظلم ، ولن نسقط في فتن الدنيا وصراعاتها ونزاعاتها العشوائية والعبثية التي لا قيمة لها على الإطلاق مهما حاول أهل الأحزاب والحركات أن يجعلوا لهذه الصراعات قيمة ..
• إن المجتمع العالمي هو اليوم بأمس الحاجة للحب الإلهي ، ولذلك فإننا ندعو الله جل جلاله أن يُعجل لنا بالمصلح الذي عاش حب الله ويعيش حب الله بأعلى درجاته ، فهو وحده الذي يستطيع أن ينتشلنا من حب الدنيا وحب النفس وحب القبيلة وحب الطائفة وحب الحزب وحب المال وحب القوة وحب السلاح وحب السلطة وحب التميز وحب الملذات الدنيوية ..
• إننا يجب أن نفهم أن حب الله هو أكبر منهج في مناهج العبودية لله سبحانه ، لأن الإنسان أو المجتمع عندما يدخل في منهج حب الله وساحة حب الله سوف يصفو كله لله سبحانه وسوف لن يكون لهذه الفئة أو لتلك الجهة أو لهذه الغاية الدنيوية المتدنية أو لتلك الأهدف المادية المبتذلة ، وإنما يكون كله لله سبحانه بضميره وقلبه وعقله وأهدافه وأمنياته ومنهج حياته .
عندما تنفتح علينا البركات الإلهية مع المصلح الإلهي ، فإن أعظم البركات التي نطلبها هي بركة الحب الإلهي ، فإذا دخلنا في ساحة الحب الإلهي نكون قد ربحنا الربح العظيم وفزنا بالأجر العظيم
الموضوع الاصلي
من روعة الكون