بصدفه
كان يراقب الأطفال وهم يلعبون فى حديقة المنزل فى هدوء وسكينة على الرغم من كبر سنه ، وضعف نظره إلا أنه كان مستندا إلى كرسيه يلحظ هؤلاء الصبية وهى تمرح فى تلك الحديقة ، إلا أن أوقف بصره عند فتى صغير ينحنى إنحناءة هادئة على وردة صغيرة ليحملها فى رقة ويتأملها فى حب ، كان الطفل فيما يبدو صغيرا إلى حد ما ليتأمل الوردة هذا التأمل الجارف بالحب ، فنادى عليه بسرعة قائلا له مبتسما : ماذا تفعل ، فأجابه الولد الصغير : وجدت هذه الوردة الصغيرة على الأرض فأخذتها لأنى أحب الورد . رد عليه الجد قائلا : وهل تحب الورد فعلا .. رد عليه الصبى فى فرح وكأنه وجد صديق يمرح معه : نعم أحبه جدا .. قال له الجد إذن إسمع هذه القصة القصيرة التى ذكرنى بها موقفك هذا . فأخذ الطفل ينظر له باهتمام وترقب وهو يحكى .... فى تلك الليلة الممطرة الهادئة تكاد الشوارع تخلو من المارة .. كان ذلك الشاب الهادىء يمر من على جانبى الطريق وهو يتأمل ذلك المطر الكثيف ..وإذا به وهو يمر أخذ نظره وردة صغيرة جميلة ملقاة فى إهمال فى وسط الطريق يكاد المطر يغرقها ويبللها ،، فذهب لها سريعا وانحنى ليأخذها ومع انحناءته انحنت هى الأخرى لتمتد تلك اليدين الصغيرتين فى نفس الوقت إلى هذه الوردة الصغيرة فنظر فى انبهار إلى تلك العينين الجميلتين ، كانت شابة فى منتصف العشرينات ينسدل شعرها الأسود على كتفيها ليضفى عليها أنوثة طاغية ، لم يعرف هذا الشاب كم مضى من الوقت فى إنحناءتهما سويا ، ولا فى النظر فى صمت إلى بعضهما البعض .. لم تدر تلك الفتاة كم مر من الوقت على ذلك إلا عندما قطعه ارتباك الشاب قائلا فى حرج : آسف لم أقصد .. قاطعته مبتسمة : أنا التى أعتذر لم أقصد إلا أن أنتشى هذه الوردة من الطريق لأنى أحب الورد .. نظر لها فى إعجاب متسائلا :لم أعرف إسمك بعد .. كانت قد أخذت الوردة من على الأرض وضمتها فى حنان قائلة : حنان إسمى حنان مد لها يده قائلا فى أمل أن تلامس يدها يده : إسمى يوسف ، عندها مدت لها يده فى استسلام لتسلم عليه .. فنظرت إلى عينيه ونظر إلى عينيها ولم يستطيعا إلا أن يتأملا بعضهما البعض لم يدر هو ما الذى جذبه إليها هكذا ، ولم تدر هى ما الذى أخذ وشدها إليه هكذا ، هكذا أحست به فى رقة قلبه أم حنانه أم فى دفء يديه ، لم تعلم إلا عندما سحبت يدها من يديه فى ارتباك قائلة : خذ هذه الوردة لعلك كنت تريدها .. رد عليها مبتسما : لا خذيها أنتى فأنت أولى بحبها ودفئها .. لم تكن تلك الكلمات عن قصد منه ولكنه لاحظ احمرار وجنتيها وارتباكها .. فاقترب منها أكثر و .. واقتربت منه هى الأخرى وتاهت عيونهما سويا بين نظرات الحب والاعجاب ، أمن الممكن أن تحب هى بهذه الصورة ، من صدفة ، من أول نظرة ،، كان احساسهما عاليا فى تلك اللحظة حتى نسيا أنهما فى وسط الطريق فأخذا يمشيان سويا على جانبى الطريق ليكملا تعارفهما .. هكذا أنهى الجد هذه القصة فصفق الطفل الصغير فى حماس قائلا : قصة جميلة يا جدى .. سأرويها لإخوتى .. وقفز الطفل فرحا ليحكى لاخوته تلك القصة الرقيقة .. ومن شدة لهفته وفرحه نسى الوردة على المنضدة ، فانحنى الجد ليلتقطها فى حنان ويتأملهـــا كما تأملها سابقا منذ ما يقرب من ستون عاما ، حينها كانت تلك الوردة سببا فى رؤية رفيقة عمره ، وسببا فى تغيير مسار حياته بالصدفة .
الموضوع الاصلي من روعة الكون
آخر مواضيع مــنــتــدى الــحــكــم والــقــصــص
منتديات روعة الكون
الــمــنــتــدى الــعــام | الـمـنـتـدى الإسـلامــي | مــنــتــدى الـترحـيب والـتـعارف والأهداءات | مــنــتــدى الــــصـــور | مــنــتــدى الأنـاقـة و الـتـجـمـيـل | مــنــتــدى الاســرة و الطفـل | مــنــتــدى الــصــحــة والــطــب | مــنــتــدى مـائــدة روعـة الكــون | مــنــتــدى الــحــكــم والــقــصــص | مــنــتــدى الــخــواطــر و الــنــثــر | مــنــتــدى هــمــس الــقــوافــي | مــنــتــدى الــريـاضــة والــشـبـاب | مــنــتــدى الألــعــاب والــمــســابــقــات | مــنــتــدى الــفــرفــشــة والــدجــة | مــنــتــدى البرامج والكمبيوتر و تبادل الخبرات | مــنــتــدى الاتــصــالات والالـكـتـرونـيـات | مــنــتــدى الـجـرافـيـكـس والـتـصـمـيـم | مــنــتــدى آخر الأخبار والأحداث | الخيــمــة الرمضــانيــة | مــنــتــدى القضـايا الساخنـة والحـوار | مــنــتــدى مجلس الاعضاء | الـصوتيـات والمـرئيات الإسلامية | مــنــتــدى الأنمـي و الألعـاب الإلكترونية | مــنــتــدى الديكور والاثاث المنزلي | قـسـم الـسـيـارات | مشاكل وحلول القسم الـتـقـنـي | مــنــتــدى الماسنجر والايميل | مــنــتــدى الفيديو والافلام والمسلسلات | ملحقات الفوتوشوب والفلاش , ودروس التصميم | مــنــتــدى السيـاحـة والسـفـر | منتدى اللغات الاجنبية | قسم تصاميم الفلاش والسويتش | :: مســآبقة " روعــة الكــون " الرياضيـــة :: |