هي بادرة طيبة لشرطة أن تذهب إلى الشباب، وتبحث في مشاكلهم وهمومهم، وتسأل عن احتياجاتهم. وهي صفة جديدة لم نعهدها في الشرطة من قبل، فلقد كنا ومازلنا ننظر إلى الشرطة على أنها جهة ضبط وحجز وتحقيق ومحاضر ومخالفات وإحالات إلى النيابة وسجن.
المبادرة لها أسبابها، ولكنه يحمد الأسلوب الجديد، فهناك يحدث ما يخطر وما لا يخطر على البال. وزيارة واحدة، خاصة في المساء، تكفي لتكوين صورة عن الطاقة الشبابية المهدرة في سباقات السيارات، وفنون التلاعب بهذا الجسم الحديدي المطاوع إلى درجة تحويله إلى أداة بهلوانية،.
وتحويل الشوارع في تلك المنطقة إلى خطوط حمراء يفضل ألا يستخدمها من يؤثر السلامة الجسدية والنفسية، فدرجة الرعب الذي يحدثه الشباب لا يتحملها غير الشجعان، أما هناك حيث الكثبان الرملية فالصورة أكثر قتامة وأشد مأساوية، فالطاقة تخرج من الشباب بشكل لا يمكن أن يوصف، والضحايا يتساقطون.
ولأن الشرطة قريبة من كل ما يحدث، وهي عاجزة عن وقف جيوش السيارات الفالتة من عقالها، وبعد أن فشلت إجراءات الضبط والحجز للسيارات والشباب، وبعد أن ثبت عدم جدوى زيادة أعداد الدوريات، وحملات المطاردة، بعد كل ذلك، كانت المبادرة بعقد جلسات نقاش وتحاور، واستماع للأسباب، بهدف الوصول إلى حلول أكثر عملية من الحلول «البوليسية».
فهؤلاء شباب لديهم طاقة هم بأشد الحاجة لتفريغها، وعندما يغيب النادي وتغيب المراكز الشبابية الدائمة، وتعجز الأماكن العامة عن استيعابهم، ولا توجد جهة واحدة تتولى شؤونهم، عندها يكون الشارع ملكاً لهم، ومعه كل ساحة مفتوحة، وتكون الكارثة
الموضوع الاصلي
من روعة الكون