جاء في كتاب "أحلى طرائف ونوادر اللغويين والنحاة والمعلمين والألغاز " اعداد هيكل نعمة الله، في بعض صفحاته ما يلي:
عن "المبرد" قال: قال الجاحظ: أنشدني بعض الحمقى:
إن داء الحب سقـــمٌ *** ليس يهــنيــه القــرار
ونجا مــن كان لا *** يقشــق من تلك المخازي
فقلت : إن القافية الأولى راء والثانية زاي؟
فقال: لا تنقط شيئا...
فقلت: إن الأولى مرفوعة والثانية مكسورة؟؟
فقال: يا سبحان الله، نقول له لا تنقط، فيشــكّل
___________________
الأمير والشاعر معن بن زائدة اشتهر بحلمه وحكمته.
ولما تولّى الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن:
أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ *** وإذ نعلاك من جلد البعير ِ
فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه ... فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك مُلكاً *** وعلّمك الجلوس على السرير ِ
قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك .. فقال الأعرابي:
فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً *** على معن ٍ بتسليم الأمير ِ
قال: السلام سنة تأتي بها كيف شئت .. فقال:
أميرٌ يأكلُ الفولاذ سِـرّاً *** ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ
قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء .. فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها *** ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ
قال معن: إن جاورتنا فمرحباً بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة ... قال:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيءٍ *** فإني قد عزمتُ على المسير ِ
قال: أعطوه ألفَ درهم ...... فقال:
قليل ما أتيت به وإني *** لأطمع منك بالمال الكثير ِ
قال: أعطوه ألفاً آخر.
فأخذ الأعرابي يمدحه بأربعة أبيات بعد ذلك وفي كل بيت مدح يقوله يعطيه من حوالي الأمير معن ألفاً من عندهم، فلما انتهى تقدم الأعرابي يقبل رأس معن بن زائدة وقال: ما جئتك والله إلا مختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال:
سألت الله أن يبقيك ذخراً *** فما لك في البرية من نظير ِ
قال معن: (( أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة ))
__________________
ومن طرائف الشعراء ما قاله الحسن بن زياد الرصافي يشكو حاله مع زوجه:
شكوت فقالت: كل هذا تبرما***بحبي أراح الله قلبك من حبي
فلما كتمت الحب قالت لشد ما***صبرت وما هذا بفعل شجي القلب
وأدنوا فتعصيني فابعد طالبا***رضاها فتعتد التباعد من ذنبي
وشكو أي تؤذيها وصبري يسؤوها***وتغضب من بعدي وتنفر من قربي
فقال بعض الظرفاء لما سمع هذه الشكوى لو حملت اليها شيئا من الذهب الاحمر والفضة البيضاء ما كان من هذا كله من شيء،
قلت وبحبوحة العيش ولطف المعشر وتمام القوامة.
____________________
مر رجل على قيس بن الملوح ، فقال له :مابك يا فتى ؟
فقال: بي اليأس أو (( داءُ . . الهيـــــام)) أصابني .
فإيّاك عَنَّــى لا يكن بك ما بيا
قال: أعاشــق أنت ؟
فقال : نعـــــــــــــــم !
إذا أنتَ لم تعشق فتصبح هائمـــــــاً *** ولم تكُ معشوقاً فأنتَ حِمـَــــــــــارُ
الرجل : وماذا تقول في الحبَِ أيضـــــاً ؟
قال قيس:
الحُـــبَُ أوَّلُ مايكـــُونَ لَجَـــــاجَـةً *** تأتِــي بـــه وَتَسُــــوقـُــهُ الأقــــــدارُ..
__________
قال بشّار بن برد:
رأيت حماري البارحة في النوم ، فقلت له : ويلك لِمَ متَّ ؟
قال الحمار :
أنسيت أنَّكَ ركبتني يوم كذا وكذا وأنَّك مررتَ بي على باب( الأصبهاني) فرأيت أتاناً (حمارة) عند بابه فعشقتها ،
حتى متُّ بها كمداً ؟
ثم أَنشدني(الحمار) :
سيِّــدي مَــل بعَناني *** نحوَ بابِ الأصْبَهــــانــــــي
إنَّ بـالبــابِ أَتانـــــاً *** فضلـــت كـــــلَّ أتـــــــــانِ
تيَّمتنــي يـومَ رِحــنْــا*** بثنـــايـــاهَـــا الحِـــســـانِ
وبغنــــــــــــج ودلالٍ *** ســلَّ جسمِـــي وبــرانِـــــي
ولَهَــا خـــــدٌّ أَسيــــلُ ***مثـــل خــــدِّ الشيفـــــرانِ
فبهـــا مِــتَُ وَلَــو عِشــتُ ***إذاً طــال هـــوانِـــي !
فقال له رجل من القوم:
وما الشيفران يا ( أبا معاذ) ؟
قال بشار:
هذا من غريب الحمار ,، فإذا لقيته لكم مرَّةً ثانية . سألتهُ ....
(أكرم الله القارئين والقارئات):aass:
_____________
وفي قصص الفقهاء (أحب الفقهاء لا أدري لماذا؟!!)
حضر رجلٌ مجلس الفقيه محمد بن داود الظاهري وأعطاه رقعة فتأملها ابن داود طويلاً، فظن من في المجلس أنها مسألة في الفقه يسأله الفتوى فيها، فقلبها وكتب على ظهرها وردّها إلى صاحبها، وبينما يمشي الرجل خارج من المجلس وقعت الرقعة منه والتقفها أحدهم ونظر فيها، فإذا الرجل علي بن العباس بن جريج الرومي وإذا هو قد كتب في الرقعة:
يــابــن داود يــا فــقــيــه الــعــراق ِ *** أفـْـتِـنـا فـي قـواتـل الأحـداق ِ
هـل عـليهـن في الجـروح قـصـاصٌ *** أم مـُـبـاحٌ لـهـا دم الـعـُــشـّـاق ِ
وإذا بابن داود قد كتب على ظهر الرقعة:
كـيـف يُـفـتـيـكـم قـتـيـلٌ صـريـعٌ *** بـسـهـام الـفـراق والإشـتـيـاق ِ
وقـتـيـلُ الـتــلاق ِ أحــســنُ حـالاً *** عـند داود من قـتـيـل الـفـراق ِ
______________________
يروي الجاحظ أن رجلاً اسمه "ابو علقمة" قال إن الذئب الذي أكل يوسف عليه السلام اسمه "رجحون".. فقيل ولكن الذئب لم يأكل يوسف. فقال إذاً هو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف..!!:qp:
_________________________
أتى أحد الأعراب ومعه قماش إلى خياط كي يخيط له ثوباً، فلما أخذ الخياط مقاس الأعرابي أخذ يقطع من القماش كي يخيط له حينها غضب الأعرابي وقال له: لم قطعت القماش يا علج (( العلج = الحمار )) فقال الخياط: لن تصلح الخياطة إلا بشق القماش ، وكان مع الأعرابي هراوة (( عصا )) فشج رأس الخياط بواحدة فهرب الخياط من محله ولحقه الأعرابي وهو يقول:
مـا إن رأيـت ولا سـمـعـت بـمـثـلـه *** فـيـمـا مـضـى فـي سـالـف الأحـقـابِ
مـن فـعـل ِ عـلـج ٍ جئـته ليخيط لي *** ثـــوبـاً فـخـــرّقـــه كـفـعـل ِ مُـصـابِ
فـعـلـوتـه بـهـــــراوةٍ كـانـت مـعـي *** ضـــــربـاً فـــولـّــى هــــاربـاً لـلـبـابِ
أيـشـق ثـوبـي ثـم يـقـعـد آمـنـاً ؟!! *** كـــلاّ ومـــنـــزل ســـــورة الأحــزابِ
_______________________
يُحكى أن الشاعر العباسي: أبا دلامة، كان من الشعراء الساخرين، وكان يوهم الخلفاء أن أحلامه رؤيا تتحقق فقد دخل يوما على أحد الخلفاء وانشد قائلا:
إني رأيتك في المنام وأنت تعطيني خيارة *** مملوءة بدراهم وعليك تأويل العبارة
فقال له الخليفة أمض وأحضر لي خيارة أملأها لك دراهم فمضى أبو دلامة وجاء بقرعة كبيرة واقسم للخليفة بالطلاق أن السوق لم تكن فيها سوى القرع فضحك الخليفة وملأ القرعة دراهم.
________________
الشاعرالأموي عمران بن حطان الشهير ببيته :
أسدٌ علي وفي الحروب نعامة *** ربداء تجفل من صفير الصافر ِ
مشهور أيضا بدمامته وقصره وقد تزوج بامرأة جميلة؛ دخل عليها في إحدى المرات وهي متزينة فزاد جمالها جمالاً فلم يستطع صرف بصره عنها؛
فقالت له: ما لك؟؟
قال: أصبحتِ والله جميلة.
فقالت: أبْـشِـر!؛ فإني وإياك في الجنة.
قال: من أين علمتِ هذا ؟؟
قالت: أُعطيتَ مثلي فشكرت، وأُعطيت مثلك فصبرت، والشاكر والصابر في الجنة.
فخجل ونهاها أن تعود لمثل ما قالت.
________________
قال الأصمعي: كنت أقرأ: (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
وكان بجانبي أعرابي فقال: كلام مَن هذا ؟؟
فقلت: كلام الله
قال: أعِد
فأعدت؛ فقال: ليس هذا كلام الله
فانتبهتُ فقرأت: (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))
فقال: أصبت
فقلت: أتقرأ القرآن ؟؟
قال: لا
قلت: فمن أين علمت ؟؟
فقال: يا هذا، عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع.
_________________
يقول الشاعر
تدفق في البـطـحـاء بعد تبهطلِ ** *وقعقع في البيداء غير مزركلِ
وســار بأركان العقيش مقرنصاً ** *وهام بكل القارطات بشنكــلِ
يقول وما بال البـحاط مـقرطماً *** ويسعى دواماً بين هك وهنكـلِ
إذا أقـبـل البعـراط طاح بهمةٍ ** *وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ
يكاد على فرط الحطيـف يبقبـق *** ويضرب ما بين الهماط وكندلِ
فيا أيها البغقوش لسـت بقاعـدٍ *** ولا أنت في كل البحيص بطنبلِ
معاني الكلمات
تبهطل : أي تكرنف في المشاحط
المزركل : هو كل بعبيط أصابته فطاطة
العقيش : هو البقس المزركب
مقرنطاً : أي كثير التمقمق ليلاً
البحطاط : أي الفكاش المكتئب
مقرطماً : أي مزنفلاً
هك : الهك هو البقيص الصغير
البعراط : هو واحد البعاريط وهو العكوش المضيئة
أقرط : أي قرطف يده من شدة البرد
المحطوش : هو المتقارش بغير مهباج
يبقبق : أي يهرتج بشدة
الهماط : هي عكوط تظهر ليلاً وتختفي نهاراً
الكندل : هو العنجف المتمارط
البغوش : هو المعطاط المكتنف
البحيص : هو وادٍ بشمال المريخ
الطنبل : هو البعاق المتفرطش ساعة الغروب
وبعد هذا الشرح المفصل للألفاظ والكلمات ، نود أن نذكر أن قائل هذه الأبيات هو
الليث بن فار الغضنفري ، وكان شاعراً فطحلاً ، روى الشعر وهو ابن عشرة أيام...!!
_______________
وقيل لأعرابي : أيسُرك أنك باهليّ و تدخل الجنة ؟ قال : إي والله ، بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني باهليّ .
____________________
وقال احد الشعراء الظرفاء ممن يولعون بالطعام والشراب ولكن رمضان يمنعه منهما .. فراح ينتظر هلال شوال بفارغ الصبر :
قل لشهر الصيام انحلت جسمي ***ان ميقاتنا طلوع الهلال
اجهد الآن كل جهدك فينا ***سنرى ما يكون في شوال!
_________________
أتمنى أن تكون مشاركتي حازة على رضاكم واستحسانكم , والنوادر والطرائف كثيرة , أتمنى مشاركة الجميع ممن لديه أي طرفة أو نادرة حتى تحصل الفائدة , ويتمم المجهود , ويحصل المقصود , واسئل الله لي ولكم المغفرة والرحمة انّه غفور ودود..
منقول
تحيتي
رقيق المشاعر
الموضوع الاصلي
من روعة الكون