واع
في القيل والقال
عبد الكريم عبد الله –كاتب وصحفي عراقي
والقيل والقال او القال وقلت، مصطلح شعبي عراقي ، متداول بين عموم شرائح الشعب لعراقي ومكوناته، وهو مفهوم يراد به ذلك النوع من الكلام الذي يروج لغاية او جهلا، وهو بلا سند ولا دليل على صحته، وفي معظمه من الاكاذيب والاختلاقات، وفي احسن الاحوال هو نوع من المبالغات التي ربما كان لها اساس من الصحة ولكن ليس بالحجم الذي يظهره الشائع والمتداول من القول، على وفق مفهوم - القيل والقال – كما ان هذا المفهوم في الاونة الاخيرة بات الية من اليات السياسة، واسلوبا تستخدمه بعض الدول لتشويه الحقائق او تحريفها، وهذا ما لمسناه على الساحة العراقية من انواع القال والقيل، التي روجهتا ويروج لها باستمرار، النظام الايراني، وعملاؤه، وابسطها، اتهام اية جهة او شخصية وطنية عراقية سياسية او ثقافية او اجتماعية بانها من ايتام النظام المباد على تعبير الاعلام الايراني المظلم، واتهام المعارضة الوطنية العراقية، بانها تعمل على اعادة رموز هذا النظام الى السلطة، وما الى ذلك وعلى هذا النهج من الفبركة والتزوبر او القيل والقال، الذي قد ينجر اليه البعض عن حسن نية، فيروج له عن غير قصد وعلى سبيل المثال التصريح الاخير للدكتور محمود عثمان، النائب عن قائمة التحالف الكردستاني، بخصوص ذهاب وفد من المعارضة الوطنية العراقية يضم الدكنور اياد علاوي والدكتور صالح المطلك والدكتور عدنان الدليمي والشيخ خلف العليان الى واشنطن للتحدث مباشرة الى اعضاء الكونكرس الاميركي حول الوضع السياسي المتدهور في العراق وطبيعة المتغيرات المؤثرة على الساحة العراقية، في تمثيل الارادة الوطنية العراقية للسير قدما بالعملية السياسية الرامية الى بناء عراق جديد بمواصفاته الافتراضية التي اجمع عليها كل العراقيين القائمة على الديمقراطية والتعددية واحترام الاخر والحريات والحقوق الاساسية للانسان العراقي، وتمثيل الارادة الوطنية العراقية العامة بعيدا عن نظام واليات المحاصصة الطائفية والعرقية، وهذا التصريح الذي تحدث فيه الدكتور محمود عن بدء المعركة بين هذا الوفد وبين نوري المالكي، اسقط الدكتور دون ان يدري في فخ الاسلوب الايراني في التحريف، فهذا النظام يريد صرف انظار العالم والعراقيين بشكل خاص عن جوهر الصراع على الساحة العراقية الذي يتمثل بصراع مشروعين، احدهما المشروع الوطني العراقي، والاخر هو المشروع الالحاقي الايراني، مشروع تطبيق نسخة النظام الايراني في العراق، وتصوير الامر وكانه نزاع او تناحر بين شخصيات واسماء بحيث يمكن القول فيما بعد باستبدال هذه الاسماء وبقاء الصراع على ماهو عليه الى ان يحسم لصالح المشروع الايراني، ومع احترامنا للدكتور محمود عثمان ومعرفتنا بحسن نيته، الا اننا نجد انفسنا مجيربن على تنبي، ومن ثم تنبيه الاخرين ممن يمكن ان ينجروا الى مثل هذه المزالق المموهة بحسن نية ايضا، ان ينتبهوا لهذا الامر ويحتاطوا لهذه المزالق، وان يعيدوا قراءة الاحداث على ضوء فهم طبيعة الصراع بين هذين المشروعين .
المزيد
مظاهرة في مدينة اربيل ضد قصف النظام الإيراني مناطق كردية في العراق
المزيد
الموضوع الاصلي
من روعة الكون