تفسير السور من الناس الى قريش0000000

تفسير سورة الفلق ( مكية )
بسم الله الرحمن الرحيم

( قل أعوذ برب الفلق * من شر ماخلق* ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفثت في العقد* ومن شر حاسدٍ إذا حسد)
(قل ) متعوذآ
(أعوذ ) أي الجأ واعتصم
(برب الفلق) أي فالق الحب والنوى فالق الإصباح

(من شر ماخلق) جميع ماخلق الله من الإنس والجن والحيوانات ، فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها
ثم خص بعد ماعم ( ومن شر غاسق إذا وقب)
أي من شر مايكون في الليل 000 وتنتشر الأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية

(ومن شر النفثت في العقد) 00 أي من شر السواحر اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر

(ومن شر حاسد إذا حسد)000 الحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب ، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره
ويدخل في الحاسد 00 العاين لأنه لاتصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع 00 فهذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشر

ودلت على إن السحر له حقيقة يخشى من ضرره ، ويستعاذ بالله منه ومن اهله00

تفسير سورة الإخلاص ( مكية)
بسم الله الرحمن الرحيم

( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوآ أحد)

(قل) أي قولآ جازمآ معتقدآ له عارفآ بمعناه
(هو الله أحد) أي: قد انحصرت فيه الاحديه،فهو الأحد المنفرد بالكمال ، الذي له الأسماء الحسنى ، والأفعال المقدسة الذي لانظير له ولامثيل

(الله الصمد) 00المقصود في جميع الحوائج ، فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار ، يسألونه حوائجهم ، ويرغبون إليه في مهماتهم ، لأنه الكامل في أوصافه ، العليم الذي قد كمل في علمه ، الحليم الذي قد كمل في حلمه ، وهكذا سائر أوصافه ،
ومن كماله انه (لم يلد ولم يولد) لكمال غناه
(ولم يكن له كفوآ أحد)00 لافي أسمائه ولافي أوصافه ولافي أفعاله تبارك وتعالى

فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات

تفسير سورة المسد ( مكية)
بسم الله الرحمن الرحيم

( تبت يدا أبي لهب وتب* ماأغنى عنه ماله وماكسب* سيصلى نارآ ذات لهب* وامرأته حمالة الحطب* في جيدها حبلٌ من مسد)
أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان شديد العداوة له ، فلا فيه دين ولاحمية للقرابة _ فذمه الله بهذا الذم_ الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة

(تبت يدا أبي لهب) أي خسرت يداه وشقي
( وتب) فلم يربح

(ماأغنى عنه ماله وماكسب) الذي كان عنده وأطغاه ، ولاماكسبه فلم يرد عنه شيئآ من عذاب الله إذ نزل به

(سيصلى نارآ ذات لهب) أي ستحيط به النار من كل جانب هو (وامرأته حمالة الحطب) وهي ايضآ شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان وتلقي الشر00 وتسعى غاية ماتقدر عليه في أذيته عليه الصلاة والسلام وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزله من يجمع حطبآ ، قد اعد له في عنقه حبلآ ( من مسد) أي من ليف

أو إنها تحمل في النار الحطب على زوجها ، متقلدة في عنقها حبلآ من مسد

في هذه السورة آية من آيات الله المبهرة ، فقد نزلت وابولهب وزوجته لم يهلكا واخبر بأنهما سيعذبان في النار ومن لازم ذلك أنهما لايسلمان ، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة

تفسير سورة النصر ( مدنية)
بسم الله الرحمن الرحيم
( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا* فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)
في هذه السورة بشارة للرسول صلى الله عليه وسلم بنصر الله له وفتحه مكة ، ودخول الناس في دين الله أفواجا ، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره ، بعد إن كانوا من أعدائه ، وقد وقع هذا المبشر به

وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فهو أمر الله لرسوله إن يشكر ربه على ذلك ، ويسبح بحمده ويستغفره

وأما الإشارة فأن في ذلك إشارتين : إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله فإن هذا من الشكر والله يقول ( لئن شكرتم لأزيدنكم)
وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين ولم يزل نصر الله مستمرآ ، حتى وصل الإسلام إلى مالم يصل إليه دين من الاديان00 حتى حدث من الامه مخالفه أمر الله فابتلاهم00 بتفرق الكلمة وتشتت الأمر

أما الإشارة الثانية : فهي إشارة إلى إن أجل الرسول عليه الصلاة والسلام قد قرب00 وأمره بالحمد والاستغفار في هذه الحال إشارة إلى إن اجله قد انتهى 00 فكان عليه الصلاة والسلام يتأول القرآن ويقول ذلك في صلاته، ويكثر في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفرلي)

تفسير سورة الكافرون ( مكية)
بسم الله الرحمن الرحيم ( قل ياأيها الكافرون * لاأعبد ماتعبدون * ولآأنتم عبدون مااعبد* ولآأنا عابد ماعبدتم* ولآ أنتم عبدون ماأعبد* لكم دينكم ولي دين)

أي قل للكافرين معلنآ ومصرحآ00 (لاأعبد ماتعبدون) أي تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله ظاهرآ وباطنآ00

(ولآأنتم عابدون مااعبد) لعدم إخلاصكم لله في عبادته ، فعبادتكم له المقترنة بالشرك لاتسمى عباده ، ثم كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل ، والثاني على إن ذلك قد صار وصفآ لازمآ00

ولهذا ميز بين الفريقين فقال (لكم دينكم ولي دين) كما قال تعالى ( قل كل يعمل على شاكلته )( انتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون)

تفسير سورة الكوثر ( مكية)
بسم الله الرحمن الرحيم ( إنا أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر* إن شانئك هو الأبتر)
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنآ عليه (إنا أعطيناك الكوثر) أي: الخير الكثير والفضل الغزير الذي من جملته مايعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة من النهر الذي يقال له ( الكوثر) ومن الحوض

طوله شهر وعرضه شهر ، ماؤه اشد بياضآ من اللبن وأحلى من العسل ، آنيته كنجوم السماء في كثرتها واستنارتها من شرب منه شربه لايظمأ بعدها أبدا

ولما ذكر منته عليه ، أمره بشكرها فقال (فصل لربك وانحر) خص هاتين العبادتين بالذكر لأنهما من أفضل العبادات

ولأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله وتنقلها في أنواع العبودية ، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ماعند العبد من النحائر وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به

(إن شانئك) أي مبغضك وذامك ومنتقصك ( هو الأبتر) أي المقطوع من كل خير ، مقطوع العمل والذكر

وأما محمد صلى الله عليه وسلم فهو الكامل حقآ الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق من رفع الذكر وكثرة الأنصار والاتباع00

تفسير سورة الماعون ( مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم ( أرأيت الذي يكذب بالدين* فذلك الذي يدع اليتيم* ولايحض على طعام المسكين* فويلٌ للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون* الذين هم يرآءون ويمنعون الماعون)

يقول تعالى ذامآ لمن ترك حقوقه وحقوق عباده (( أرأيت الذي يكذب بالدين) أي : بالبعث والجزاء فلا يؤمن بما جاءت به الرسل

(فذلك الذي يدع اليتيم) أي: يدفعه بعنف وشدة ولايرحمه لقساوة قلبه ولأنه لايرجو ثوابآ ولايخشى عقابآ

( ولايحض) غيره (على طعام المسكين) ومن باب أولى أنه بنفسه لايطعم المسكين

(فويلٌ للمصلين) أي : الملتزمون لإقامة الصلاة ولكنهم (عن صلاتهم ساهون) أي: مضيعون لها تاركون لوقتها مفوتون لأركانها ، وذلك لعدم اهتمامهم لأمر الله حيث ضيعوا الصلاة التي هي من أهم القربات لله ، والسهو عن الصلاة هو الذي يستحق صاحبه اللوم
وأما السهو في الصلاة فهذا يحدث لكل الناس حتى من النبي صلى الله عليه وسلم
ولهذا وصف الله هؤلاء بالقسوة والرياء وعدم الرحمة فقال (الذين هم يرآءون) أي : يعملون الأعمال لأجل رياء الناس00

(ويمنعون الماعون) أي: يمنعون إعطاء الشي الذي لايضر إعطاؤه على وجه العارية أو الهبة كالإناء والدلو ونحو ذلك مماجرت بت العادة ببذلها والسماحة به

فهؤلاء لشدة حرصهم يمنعون الماعون فكيف بما هو أكثر منه

وفي هذه السورة الحث على إكرام اليتيم والمساكين ، والمحافظة على الصلاة ، والإخلاص فيها وفي سائر الأعمال
والحث على فعل المعروف وبذل الأمور الخفيفة كعارية الإناء والكتاب وغيره
لأن الله ذم من لم يفعل ذلك

تفسير سورة قريش ( مكية )
بسم الله الرحمن الرحيم
( لإيلاف قريش* إيلافهم رحلة الشتاء والصيف* فليعبدوا رب هذا البيت* الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)

قال كثير من المفسرين : إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا مافعلنا بأصحاب الفيل لآجل قريش وأمنهم واستقامة مصالحهم وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن وفي الصيف للشام لأجل التجارة والمكاسب

فأهلك الله من أرادهم بسوء ، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب ، حتى احترموهم ولم يتعرضوا لهم في أي سفر 00 ولهذا أمرهم الله بالشكر فقال (فليعبدوا رب هذا البيت) أي : يوحدوه ويخلصوا له العبادة

(الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)
فرغد الرزق والأمن من المخاوف من اكبر النعم الدنيوية الموجبة لشكر الله تعالى

فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنه وخص الله الربوبية البيت لفضله وشرفه وإلا فهو رب كل شيء


الراجــــــــي عفو ربه
مذهل جدآ00000000