الوجه :sm207:وتقطيب في الجبين؟
هل حرّم علينا ديننا التّبسّم والضّحك والمزاح؟
كيف كان سيّدنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام؟ وكيف كان السّلف الصّالح والتّابعون؟
لنقف لحظات مع بعض المواقف والطّرائف..
* أتى بلال بن رباح -رضي الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وليس لديه ما يضحّي به غير ديك، فسأله: أيجوز أن أذبح هذا كأضحية؟ فردّ عليه صلّى الله عليه وسلّم مازحاً: "أيضحّي مؤذّن بمؤذّن؟"
* كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّ زاهر بن حرام -رضي الله عنه، وهو رجل دميم، فأتاه وهو يبيع متاعه، واحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، وجعل يقول: "من يشتري العبد؟" فقال: يا رسول الله، إذاً والله تجدني كاسداً، فقال صلّى الله عليه وسلّم: "لكن عند الله لست بكاسد".
* مشي الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- يوماً بين صاحبيه -وهما طويلان- فمازحه أحدهما قائلاً: أنت كالنّون في "لنا"، فردّ عليه فوراً باسماً: "إذن لولا أنا لكنتما "لا".
كان قدوتنا -صلّى الله عليه وسلّم- ألين النّاس، ضحّاكاً بسّاماً، يمزح ولا يقول إلاّ حقّا. يلاعب أحفاده، ويداعب نساءه، ويشيع البهجة والسّرور. وكان صحابته الكرام يضحكون كالنّاس، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال الرّواسي..
جاء حنظلة الأسيديّ -رضي الله عنه- إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يتّهم نفسه بالنّفاق، وقد فزع لتغيّر حاله عند رسول الله عن حاله في بيته، فردّ عليه قائلاً: "والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة -وكرّرها ثلاثاً" رواه مسلم.
ديننا الإٍسلاميّ وسطيّ متوازن، لبّى كامل احتياجاتنا دون غلوّ ولا تفريط.. التّرويح عن النّفس بالمباح ليس تضييعاً للوقت، بل هو نزهة لقلب المؤمن، تطرد من حياته الكآبة والملل، وتعينه على مواصلة الطّاعة، ومعاودة النّشاط.
وأمثلة اللهو المباح كثيرة، أذكر منها تذوّق الشّعر والنّثر، والأمثال، والأناشيد الإسلاميّة، والمسرحيّات الهادفة، وهوايات الرّسم والقراءة، والأشغال اليدويّة، وممارسة الرّياضة وغيرها الكثييييير.
روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإنّها تملّ كما تملّ الأبدان
الموضوع الاصلي
من روعة الكون