بسم الله الرحمن الرحيم
اليكم اخوتي اعضاء منتدى روعة الكون
اثناء قراءتي للكتب الادبية اعجبني هذا الشعر للشاعر الكبير ... أبو الطيب المتنبي
و هو يحكي عن حرقة قلبه لتخلي سيف الدولة عنه الذي كان يحبه و بعد ذلك قام سيف الدولة بالتخلي عن المتنبي و فضل عليه ارخص الشعراء....
اليكم الشعر...
|
|
|
|
وَاحَـــرَّ قَـلـبـاهُ مِـمَّــن قَـلْـبُــه شَــبِــمُ
ومَـن بِجِسمـي وَحالـي عِـنْـدَه ُسَـقَـمُ
مـا لـي أُكَتِّـمُ حُبّـاً قــد بَــرَى جَـسَـدي
وتَـدَّعِـي حُــبَّ سَـيـفِ الـدَولـةِ الأُمَــمُ
إِنْ كــــانَ يَجـمَـعُـنـا حُــــبٌّ لِـغُــرَّتِــهِ
فَلَـيـت َ أَنَّــا بِـقَــدْرِ الـحُــب ِّ نَقـتَـسِـمُ
قــد زُرتُــه وسُـيُـوفُ الهِـنـدمُـغـمَـدةٌ
وقــد نَـظَـرتُ إلـيــه ِ والـسُـيُـوف ُدَمُ
وَكـــانَ أَحــسَــنَ خَــلــقِ الله كُـلِّـهِــمِ
وكانَ أَحْسَنَ ما فـي ا لأَحسَـنِ الشِيَـمُ
فَــوتُ الـعَــدُوِّ الِّـــذي يَمَّـمْـتَـهُ ظَـفَــرٌ
فــي طَـيِّـهِ أَسَــفٌ فـــي طَـيِّــه نِـعَــمُ
قد نابَ عنكَ شَدِيدُ الخَوفِ واصطَنَعَتْ
لَــكَ المَهـابـةُ مــا لا تَـصْـنـعُ الـبُـهَـمُ
أَلزَمْـتَ نَفْـسَـكَ شَيْـئـاً لَـيـسَ يَلْزَمُـهـا
أَنْ لا يُـوارِيَــهُــم أرض ٌ ولا عَـــلَـــمُ
أَكلـمـا رُمــتَ جَيـشـاً فانـثَـنَـى هَـرَبــاً
تَصَـرَّفَـتْ بِـــك َ فـــي آثـــارِهِ الـهِـمَـمُ
عـلَـيـكَ هَـزمُـهُـمُ فـــي كُـــلِّ مُـعْـتَـرَكٍ
ومـا عَلَـيـكَ بِـهِـمْ عــارٌ إِذا انهَـزَمـوا
أَمـا تَـرَى ظَـفَـراً حُـلـواً سِــوَى ظَـفَـرٍ
تَصافَحَـت ْفيـهِ بيـض ُ الهِنْـدِ والِلـمَـمُ
يــا أَعــدَلَ الـنـاسِ إِلاَّ فــي مُعامَلَـتـي
فيـكَ الخِصـامُ وأَنـتَ الخَصْـمُ والحَكَـمُ
أُعِـيـذُهــا نَــظَــراتٍ مِــنْــكَ صــادِقَــةً
أَنْ تَحْسَبَ الشَحـمَ فيمَـن شَحْمُـهُ وَرَمُ
ومــا انتِـفـاعُ أَخــي الـدُنـيـا بِـنـاظـرِهِ
إِذا اسـتَـوَتْ عِـنـدَهُ الأَنــوار ُ والظُـلَـمُ
سَيَعْلَـمُ الجَـمْـعُ مِـمَّـن ضَــمَّ مَجْلِسُـنـا
بِأنَّـنـي خَـيْـرُ مَــن تَسْـعَـى بِــهِ قـــدَمُ
أَنـا الَّــذي نَـظَـرَ الأَعـمَـى إلــى أَدَبــي
وأَسمَـعَـتْ كَلِمـاتـي مَــن بِــهِ صَـمَــمُ
أَنــامُ مِــلءَ جُفُـوفـي عــن شَـوارِدِهـا
ويَسْـهَـرُ الخَـلْـق ُ جَـرَّاهـا ويَخـتَـصِـمُ
وَجَـاهِـلٍ مَــدَّهُ فــي جَـهـلِـهِ ضَـحِـكِـي
حَـتَّــى أَتَـتْــهُ يَــــد ٌ فَــرَّاســة ٌ وفَــــمُ
إِذا رَأيـــتَ نُــيُــوبَ الـلّـيــثِ بــــارِزَةً
فَــــلا تَـظُـنَّــنَ أَنَّ الـلَــيــثَ يَـبْـتَـسِــمُ
ومُهجـةٍ مُهجتـي مِــن هَــمِّ صاحِبِـهـا
أَدرَكْـتُـهــا بِــجَــوادٍ ظَــهْــرُه ُ حَــــرَمُ
رِجلاهُ في الرَكـضِ رِجْـلٌ واليَـدانِ يَـدٌ
وفِعْـلُـه ُ مـــا تُـريــدُ الـكَــفُّ والـقَــدَمُ
ومُرهَـفٍ سِـرتُ بَيـنَ الجَحْفَلَـيـنِ بِــهِ
حتَّـى ضَرَبْـتُ ومَـوجُ المَـوتِ َيلْتَـطِـمُ
الـخَـيْـلُ والـلّـيـلُ والـبَـيـداءُ تَعـرِفُـنـي
والسَيفُ والرُمْـحُ والقِرطـاسُ والقَلَـمُ
صَحِبتُ في الفَلَـواتِ الوَحـشَ مُنْفَـرِداً
حـتَّـى تَعَـجَّـبَ مـنَّـي الـقُــورُ والأَكَـــمُ
يــا مَـــن يَـعِــزُّ عَلَـيـنـا أن نُفـارِقَـهـم
وَجدانـنـا كُــلَّ شَـــيءٍ بَـعـدَكُـمْ عَـــدَمُ
مـــا كـــانَ أَخلَـقَـنـا مِـنـكُـم بِتَـكـرِمـة
لَـــو أَن أَمـرَكُــمُ مِـــن أَمــرِنــا أَمَــــمُ
إِن كــانَ سَـرَّكُـمُ مــا قـــالَ حـاسِـدُنـا
فَــمــا لِــجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُـــمُ أَلَـــــمُ
وبَيـنَـنـا لَــــو رَعَـيْـتُــمْ ذاكَ مَـعـرِفــةٌ
إِنَّ المَعـارِفَ فــي أَهــلِ النُـهَـى ذِمَــمُ
كَــم تَطلُـبُـونَ لَـنـا عَـيـبـاً فيُعـجِـزُكـم
ويَـكــرَهُ الله مــــا تــأْتُــونَ والــكَــرَمُ
ما أَبعَدَ العَيْبَ والنُقصـانَ مـن شَرَفـي
أَنــا الـثُـرَيَّـا وَذانِ الـشَـيـبُ والـهَــرَمُ
لَيـتَ الغَمـامَ الـذي عِـنـدِي صَواعِـقُـهُ
يُزِيـلُـهُـنَّ إلـــى مَـــن عِـنــدَه الــدِيَــمُ
أَرَى الـنَـوَى يَقْتَضِيـنـي كُــلَّ مَرْحَـلـةٍ
لا تَسـتَـقِـلُّ بِـهــا الـوَخَّــادة الرسم
لَـئِـن تَـرَكْـنَ ضُمَـيـراً عـــن مَيامِـنِـنـا
لَـيَـحْـدُثَـنَّ لِــمَـــنْ ودَّعْـتُــهُــمْ نَـــــدَمُ
إذا تَرَحَّـلْـتَ عــن قَــومٍ وقــد قَـــدَروا
أَن لا تُـفـارِقَـهـم فـالـراحِـلُــونَ هُـــــمُ
شَــرُّ الـبِـلادِ مَـكــانٌ لا صَـديــقَ بـــهِ
وشَـرُّ مـا يَكْسِـبُ الإِنسـانُ مــا يَـصِـمُ
وشَــرُّ مــا قَنَصَـتْـهُ راحَـتــي قَـنَــصٌ
شُـهْـبُ الـبُـزاةِ سَــواءٌ فـيـهِ والـرَخَـمُ
بــأَيَّ لَـفْــظٍ تَـقُــولُ الـشِـعْـرَ زِعْـنِـفـةٌ
تـجُـوزْ عِـنــدَكَ لا عُـــرْبٌ وِلا عَـجَــمُ
هـــــذا عِــتــابــكَ إِلاَّ أَنَّــــــهُ مِـــقَـــةٌ
قـــد ضُــمِّــنَ الــــدُرَّ إِلاَّ أَنَّــــهُ كَــلِــمُ |
|
|
|
|
و لكم جزيل الشكر
تحيتي
رقيق المشاعر
الموضوع الاصلي
من روعة الكون