"المدردشون" حب من أول شات
أتى عالم الانترنت إلى فضائنا الموبوء.. أتى الانترنت ليدخل ويملأ الأرجاء والآفاق.. استخدمه الصغير قبل الكبير، وعملت عليه الفتاة قبل الشاب، فأدركنا جلياً أنه سلاح ذو حدين، قاطع مريع، وتبر جميل، ولقد أضحى هذا الأمر يشكل خطراً بالنسبة للفئة الفتية من الشباب، فغدا استخدام "الدردشة" أمر مهم لقطعة ليست باليسيرة منهم مما أدى بنا إلى سلبيات شتى
تقصم الظهور وتدق الرقاب، لقد غدى عالم الدردشة عالماً موحشاً مريعاً.. عالماً مخيفاً مفزعاً.. كيف لا، وقد استخدم في غير محله، واستعمل في
غير موضعه.. الفتاة تدخل.. لتتحدث مع الشباب.. والشباب يتهافتون ليتحدثوا مع الفتيات ويحصل في ذلك المضمار أضرار شتى,, ومساوئ
يندى لها الجبين.. أيها الإخوة الأكارم كم سمعنا من آهات فتاة.. تزفر لضياع كرامتها من اجل ذلك.. كم سمعنا من زفرات شاب يتأوه ويتعذب جراء ذلك الأمر.. لقد قرأنا كثيراً لدموع فتيات وقعن في الوحل ونسين رداء العفة.. كل ذلك من أجل الغفلة.. وضعف الوازع..
وغياب الرقيب.
أيها المربون.. إياكم ثم إياكم من التعاطف مع أبنائكم لتدخلوا هذه التقنية المشبوهة، فتتركوهم بلا رقيب أو حسيب.. فوالله إن البلاء طم.. والوباء جم.. أرقام الهاتف توزع في الميدان وتعطى فلان وعلان.. وزيد وحميدان.. والصور المشبوهة تعرض أمام المراهقين والمراهقات وعندهم هذا من المسلّمات.. حينها يحق لنا أن نطلق الآهات والزفرات.
أيها الفتى الغالي: ابتعد عن هذه الأماكن فأنت أعلى وأسمى أن تدخل مع أراذل القوم وسفهاءهم.. بل مكانك مع العلية والأكابر.. لا تقل لي إن ما أفعله قضاء وقت إلا أن الشيطان أوحى لك بذلك.. فأخبرك ربنا تعالى بقوله: } وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ {.
هب أنك تحدثت مع فتاة.. ورميتها بكل ساقط من القول! فأضحت حينها أختك ، وقريبتك فماذا عساك أن تفعل.. أخي المبارك.. عودة صادقة إلى الله تغسل بها أدران الذنوب.. وترجع بها إلى علام الغيوب وفارج الكروب..وقل حينها "ما مسنا من لغوب".
7 ساعات يوميا
يقول: "محمد.خ" أحد المهتمين بخاصية المحادثات الفورية على الشبكة أنه يقضي أكر من 7 ساعات في هذه المواقع متنقلاً بينها متحدثاً مع روادها وأن الأمر أصبح أشبه بحالة من الإدمان على هذه المحادثات فهو على موعد مع جميع من يلتفيهم بصفة يومية وقد كون بذلك صداقات عدة داخل الوطن وخارجه.
وعن المضايقات التي تصدر من البعض وما يطرح في هذه الحوارات أشار محمد إلى أن هناك فئة من هؤلاء المستخدمين لا هم لهم سوى الزج بما
هو غير أخلاقي عبر محادثاتهم مع الغير سرعان ما ينجرف معهم العديد من الشباب للأسف. وبسؤالنا له ما إذا كان هناك فائدة قد جناها جراء استخدامه "للشات" أجاب أن شيئاً من ذلك لا يذكر فليس هناك أكثر من أن يقوم الشاب بالتعرف على آخر عبر الشبكة أو الشاب إلى فتاة وقد تتطور الأمور ويحدث ما لا يحمد عقباه وهذا هو الغالب على كل هذه الممارسات وما يرجوه عدد من الشباب. وعن ما إذا كان قد كون علاقات وصداقات من خلال الانترنت قال "محمد.خ": بالفعل لي من الصداقات عبر الشبكة الكثير ومن كلا الجنسين وأضاف أنه لا يستطيع أن يترك هذه الخاصة أو الابتعاد عنها فقد وجد فيها كل ما يشغله وما يفتح الطرق أمامه لاكتشاف ما خفي على حد قوله. أيضاً تحدث فذ هذا الموضوع فتحي الغامدي وقد تردد في الحكم على هذه المحادثات ومن يداوم عليها غير انه سرعان ما عاد بذاكرته وتذكر عدداً من المواقف التي صادفته داخل هذه الغرف الحوارية حيث يقول أن هناك فتاة لم نكن نعلم أنها كذلك فما كانت تظهره هو اسم لشخص مذكر ولم يكن احد يعلم بذلك حتى انخرطت في علاقة مع احد رواد المحادثات ومن ثم أفصحت له عن جنسها وقد كان لهذه القصة أن تناقلتها عدد من المواقع حيث تطورت العلاقة وحدث مالا تحمد عقباه فقد بثت صور هذه الفتاة على عدد من المواقع عندما سلمت إلى هذا الشخص
ووضعت ثقتها العمياء فحدث ما حدث.
ضياع وسقوط
فتاة تحدثت عن مواقع المحادثات الساخنة و"الدردشات" على الانترنت وما فيه من تأثير على حياتها الزوجية فتقول "شرين" أنها بدأت هذا الأمر مع عدد من الصديقات عندما كن يتواعدن للالتقاء على خدمة "المسنجر" ومن ثم إلى مواقع أخرى أكثر تجمعاً وتواجداً من قبل رواد الانترنت ومن مختلف الاماكن والجنسيات وقد تسبب جلوسي لساعات طويلة أمام هذه الغرفة الحوارية إلى إثارة بعض المشاكل مع والد أبنائي الذي ضاق ذرعاً من الساعات الطويلة التي اقضيها أمام الشاشة وما زاد الأمر سوءاً أن أحد المحترفين لمواقع الانترنت حاول مراراً وتكراراً الدخول إلى بريدي الخاص وبث ما لديه من رسائل لائقة وغير لائقة بعد أن التقينا في إحدى الغرف الحوارية وتمنعت عن الحديث إليه ولكن ظل يحاول ويكرر محاولاته والاستجابة له في أن نتواصل عبر الشات ولكن سرعان ما تداركت الأمر بعد أن تفاقمت المشاكل بيني وبين زوجي نتيجة استخدام الانترنت والدردشات.
طريق الحرام حرام مثله
وللتعرف على هذه الظاهرة التي اجتاحت العالم كله مؤخراً والعالم العربي أيضاً كان لابد من التعرف علي رأي الدين في هذا الأمر فتقول الدكتورة سعاد صالح أن ما يحدث الآن في غرف الدردشة "الشات" إثم وحرام فطريق الحرام حرام مثله، وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: ((فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات))، والإنترنت والجوال مثل سكين المطبخ من يستخدمها في تقطيع الطعام فلا حرمة عليه، ومن يقتل بها نفس فهو قاتل يستحق القصاص، وقد يحدث هذا كأن يستخدم البعض الهاتف المحمول في المعاكسات فهو حرام ويجوز منعه، وغرف الدردشة إن كانت بين شاب وفتاة في سن المراهقة يتبادلون فيها مشاعر محرمة وصورا عن طريق الكاميرا ومشهدا غير لائق وكلمات تخدش الحياء فهي حرام، وإن كانت بين أشخاص ناضجين يتعاملون في معاملات نافعة كالتبادل الثقافي والتجاري والعلمي فهي حلال..
سلاح ذو حدين
أما الدكتور عرفة عامر أستاذ الشريعة بكلية أصول الدين وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيرى أننا في عصر تبادل الثقافات والمعلومات خاصة مع انتشار استخدام الإنترنت وهو سلاح ذو حدين يمكن أن نستخدمه فيما ينفع وفيما يضر، وبرامج الدردشة وسيلة للتواصل بين الناس وتصبح نعمة من الله؛ لأنها توفر اتصالا بالعالم الخارجي وتحث الشباب على متابعة الثقافات والمعلومات بصورة دورية، وهذا شيء جميل وجائز مثل ما ورد في الأثر"اطلبوا العلم ولو في الصين".
فالتبادل الثقافي مطلوب ونحن نحتاج إليه حتى نستطيع أن نصبح أمة متقدمة وذات حضارة وثقافة، فهو بدون شك نافع وإنما أضراره تقع على من يستخدمه الاستخدام السيئ فهو المخطئ وهو الآثم وإذ كان يستخدمها في الإثارة فهو ملعون ويقع عليه الوزر؛ لأنه يساعد على نشر الفتنة مثله مثل من يتصفح المواقع الجنسية إذ يساعد على نشر الإباحية بين الشباب والفتيات".
واعتبر الدكتور عامر أن التكنولوجيا وثورة الاتصالات مطلوبة حتى ترقى الأمة، ونحن نحتاج إليها؛ لأنها تفيدنا وتطلعنا على أخبار ما حولنا وإنما استخدامها الخاطئ هو الضرر بعينه، ولهذا فالوزر يقع على مرتكب هذه الإباحية.
تحريم الدردشة التي تثير الغرائز
ويتفق الدكتور عبد المعطي البيومي أستاذ الفقه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر مع الدكتورة سعاد إذ يقول: إن تحريم الدردشة انصب في تحريم الدردشة التي تثير الغرائز، وتسمح تبادل الصور والإباحية، وهو أخطر ما يكون، خاصة وأنه بات من اليسير ومتاح بالبيوت، ويتسبب في وقوع المشاكل العديدة؛ ولهذا يجب أن يكون تلك المحادثات تحت رقابة الآباء وتحت سيطرتهم لمنع الشباب من الانزلاق في تلك الأخطار حتى لا نهدم البشرية؛ لأننا مسلمون وشرقيون ونخشى أن ينتشر بيننا الاستخدام الخاطئ للإنترنت بصفة عامة وبرامج الدردشة بصفة خاصة التي تحث الشاب على تقليد الغرب تقليدا أعمى".
عالم الدردشة.. عالمٌ إلى الحضيض
استضاف موقع فور شباب عدداً من الشباب لتحاورهم حول هذه القضية وكانت إجاباتهم كالتالي:
· ما أسباب الدخول إلى الدردشة؟!
- سمير: كنت أظن أني حين أدخل سأكسب صداقات قوية ومتينة وهذا سراب، إذ أن الصديق الذي تكسبه عن طريق الدردشة بعيد عن مدينتك -غالبا- والصداقة عطاء، وهذا مما يعطلها.
- عبدالرحمن: للتسلية ولقضاء الوقت، وأحياناً حينما يدخل الإنسان مقهى، فهو يدخلها للقضاء على وقته المتاح له.
- رامي: 1- الفراغ. 2- عدم وجود البديل المناسب. 3- الإدمان على الشبكة العنكبوتية.
- سلمان: 1- الفراغ. 2- حب الاستطلاع.
- عبدالحكيم: 1- قضاء الوقت. 2- كسب صداقات من الجنسين!!
- ماجد: أنا لم أدخل الدردشة البتة، ولكني اعرف كثير من الشباب يدخلونها لتصيد الفتيات وهذه بحق جريمة لا تغتفر فأين الوازع الديني.
محمد: الفضول، حب الاستطلاع، الإطلاع لما لدى الغير.
· ما الفوائد التي جنيتها من الدردشة؟!
- سمير: بصراحة لم أجد أي فائدة بالعكس تجريح وسباب وشتام.
- عبدالرحمن: سرعة الكتابة.
- رامي: 1- دعوة الأشخاص. 2- النصح والإرشاد.
- سلمان: لم أجد شيئاً، بل هي ظلمات بعضها فوق بعض.
- عبدالحكيم: "إنك لا تجني من الشوك العنب"!
- ماجد: قُلِّي ما هي الفوائد عندما لم تدخلها!
- محمد: قضاء وقت بلا فائدة، والوقت محسوب عليك عند علام الغيوب.
· ما هي سلبيات الدردشة؟!
- سمير: 1- إضاعة المال. 2- الاشتغال بالأمور التافهة. 3- اصطياد الفتيات "وهذه هي النقطة الرئيسية" والدليل على ذلك: أنك حينما تدخل باسم شاب لا يلتفت إليك أحد!!.
- عبدالرحمن: 1- التعارف السلبي بين الجنسين من دون علم الأهل. 2- وسيلة لأخذ المواقع المحظورة.
- رامي: 1- ضياع الوقت. 2- المعارف السلبية.
- سلمان: 1- هدر الوقت. 2- التعرف على الفتيات، وأخذ الأرقام. 3- لو لم يكن لها إلا قسوة القلب لكفى!
- عبدالحكيم: وهل لها حصر.
- ماجد: الصداقة غير المشروعة، واكتساب اللغة السوقية، وقتل أنفاس الوقت الثمين.
- محمد: 1- عدم معرفة صاحب الدردشة لأن الأسماء وهمية. 2- تقمص الشخصيات النسائية. 3- الانجراف حول الأوهام.
· مع من تتحدث في الدردشة؟!
- سمير: كنت ميالاً لاكتساب الأصدقاء من الجنس الرجالي.
- عبدالرحمن: في الماسنجر: مع الأصدقاء والأقارب.
- في الدردشة : بدون تحديد.
- رامي: أتحدث مع المجهول الوهمي!
- سلمان: مع كل ما هب ودب.. وإن أساء الأدب!.
- عبدالحكيم: الأمر مفتوح على مصرعيه.
- ماجد: قلت لك لم أدردش -ولله الحمد- وأظن أني قابض على الجمر إنشاء الله.
- محمد: لكل من يضغط على اسمي ليدردش معي!
· عن أي شيء تتحدث في الدردشة؟!
- سمير: أتحدث عن أمور الغناء، والشباب، والسيارات، والبنات!!!.
- عبدالرحمن: عن أخذ المواقع كالرياضة، والسياسة، وغيرها.
- رامي: غالباً في السباب، والشتام "هذا حديثهم، وليس حديثي".
- سلمان: أحاديث جوفاء، ليست فيها أي روح للفائدة بل هي هباء منثور، وكذب وبهتان، وزور.
- عبدالحكيم: نحن نتحدث لكي نتحدث.
- ماجد: يُقال إنهم يتحدثون مع الجنس الناعم.
- محمد: مواضيع هامشية، سلبية ليست جادة، لأن أغلب من يدخلها مراهقين، ينجرفون حول الجنس الناعم.
وقفه!: إذا كان لا ينظر إليك أحد وأنت تتحدث مع الفتيات! فعلم بأن هناك رب يراك.. وملائكة تكتب! وصحائف ستعلن! وموت، فحساب، فجزاء، فجنة أو نار.
إعداد
سلمان المطلق – بريدة
أحمد العمودي - جدة
الموضوع الاصلي
من روعة الكون