لك الله يا قلـــــــــــــــــــــــــــــــــبى
ولكن بعد أن بدأت فى الكتابة .. استوقفنى صوت علا فى داخلى .. وهزنى من أعماقى ..
لماذا تشغل الناس بنفسك .. ما شأنهم أنك عدت من الموت أم لم تعد ..
وظل هذا الصدى يتردد ويعلو صوته .. من يهتم لشأنك .. من يبكى لأجلك ..
ترى هل لو حدث أنك فعلا لم تعد من رحلة الموت تلك .. أكان هناك من سيهتم لذلك ؟؟
أم يا ترى كان هناك من ستظل ذكراك فى داخله إلى الآن وقد مرت شهور وبتمر سنين على ذلك الأمر ..
هل هناك من يتعدى وفاءه ذلك الوقت كله ..
ثم جلست أفكر .. ما مقدار الوفاء عند الناس ..
هب عافاك الله أن أحب الناس إليك قد رحل عنك .. ما هى أكبر مدة ستظل حزيناً عليه فيها ..
هل ستظل حزيناً لمدة شهر ..
أم اثنين .. أم ثلاثة ..
أم يا ترى سيتعدى وفاؤك الحدود وتظل تبكى لأجله وترثى لحاله لمدة عام كامل رغم صعوبة هذا .. ؟؟
ما أسرع أن يسرى النسيان فى الإنسان فينسيه أعز من كان ..
فتش فيمن حولك .. وقل لا قدر الله إذا رحلت الآن ماذا ستكون ردة فعله ..
لا تخدعك الابتسامات .. ولا تغبنك الضحكات .. فإنها تخدع ..
فتش فى قلوب من حولك .. وابحث عن قلب صادق .. يحبك حباً صادقاً ..
لا تغرك المظاهر .. ولا تخدعك الماسكات على وجوه الناس ..
فللناس الآن ألف وجه ووجه ..
هل تستطيع فعلا أن تفرق بين شخص يحبك بإخلاص .. وبين من يحبك لنفع ..
وهل كنت شاباً .. هل تلك البنت تحبك لأنك وسيم ؟ أم لأنك ثرى ؟ أم لأنك شيك فى ملابسك ؟ أم لأنك تجيد الكلام و ( التهريج ) ؟ ..
أم أنها تحبك لأجلك .. اقتناعاً بكل جوانبك شخصيتك .. بغض النظر عن شكلك أو وسامتك أو مالك أو خفة ظلك ..
هل لو زال عنك سبب حبها لك ستظل تحبك أم أنها ستبحث عن شخص آخر فيه تلك الصفة التى أحبتها فيك ..
وهل يا ترى تلك البنت التى أحبتك لوسامتك إذا رأت من هو أوسم منك ستتركك وتذهب إليه .. ما دامت أحب فيك الوسامة فقط .. ؟؟ أم تلك التى أحبتك لمالك إذا زال عنك المال أو رأت من هو أغنى منك سيظل حبها لك على حاله ؟؟ وهل .. وهل .. وهل ..
أسألة كثيرة .. يجب أن يطرحها الشخص على نفسه ..
لست أتحدث عن الرجال فقط أو الشباب فقط حتى لا أتهم بالتفرقة العنصرية .. ولكن أتحدث نفس الشئ عن البنات ..
فإذا كنت جميلة .. وتودد إليك شخص وأحسستى بحبه .. هل لا قدر الله إذا زال عنك جمالك سيظل حبك فى قلبه .. ؟؟
أما يترى لو رأى من هى أجمل منك .. سيتركها حباً فيك ؟ أم سيذهب خلفها ويتركك ؟؟
غريبة طباع البشر ..
ألست تتفق معى اخي واختي أن التفرقة بين الناس أصبحت صعبة ..
ولكن الصورة ليست قاتمة كما تحدثت منذ قليل فهناك بارقة أمل .. تنير من بعيد ..
نعم هناك المخلصين من الناس .. وهناك الأشخاص الذين يحبون بصدق .. ومستعدين للتضحية من أجل الحبيب بكل غالى ونفيس ..
هناك الشاب الذي يحب بصدق .. ولو رأى أجمل و ألف مرة من حبيبته فإنها لا يرى ذلك ..
فحبيبته فى عينه .. هى أجمل امرأة فى الكون ..
لا يصفها غيره واصف .. ولا يرى أحد جمالها كما تراها عينه ..
نظرة منها تضئ جوانب حياته ..
وابتسامتها هى سر سعادته وهناء قلبه ..
أما ضحكتها فبها تشرق الشمس وإن غابت فهى لحظة الغروب بالنسبة له ..
يفكر فيها فى كل أحواله ..
فى نومه .. يحلم بها
فى عمله .. يرى كل الناس أشباا
فى صلاته .. يسأل الله كل خير لها
أما إذا سأل أن يقدم شيئاً فداءاً لها .. فإن حياته هى أرخص ما يبذل عنده من أجلها ..
وأيضا ..
هناك فتاة .. مستعدة لأن تبذل حياتها ثمناً لرضا حبيبها ..
فهى دائما تفكر فيه على كل أحوالها ..
وعندما تصلى .. فهو دائما وأبدا فى أول دعائها
تبتهل وتسأل الله ربها .. أن يجعله من نصيبها ..
وفجأة ..
&&
انقطع التفكير .. وتوقف القلم .. وجف المداد ..
أين أنا من هؤلاء ..
هل أنا وفى إلى هذه الدرجة .. أم أننى لست كذلك ..
ولكن سؤالاً فرض نفسه أما عقلى ..
جعلت أبعده وأتشاغل عنه ولكنه ألح على .. وكان لابد أن أجد له إجابة ..
هل هناك فتاة تستحق كل هذه التضحية من أجلها ..؟؟
هل هناك فتاة .. تستحق أن تبذل الحياة فداءاً لها ..؟؟
ولكن أين هي .. ؟؟
وما صفتها .. ؟؟ وكيف أجدها .. ؟؟
هل ما يوجد برأسك من مواصفات للفتاة هى المثالية ولن توجد مثلها ؟؟ أم أنك تطلب مستحيلا وسوف تستيقظ على عدم وجودها ؟؟ أم أنه ضرب من ضروب الخيال ؟؟
أعلم أنها موجودة .. ؟؟
ولكن السؤال الحقيقى .. هل إذا وجدت يتوجب عليها أن تبادلنى نفس الشعور ؟؟
ربما تراها وتحس أنها هي .. وتتيقن أنك قد وجدتها ..
وتصنع فى قلب الأفراح .. وتطير إلى السماء .. وتعلو فوق النجوم ..
لقد وجدت ضالتك التى كنت تنشدها .. وظننت أنها رابع المستحيلات .. بتلك الصفات التى تطلبها ..
ولكن هى موجودة فعلا ..
ليست خيالاً .. بكل صفاتها .. وأخلاقها .. والتزامها .. وعقليتها ..
ولكن أينها منى ..
وماذا تحس نحوى ..
هل من المفروض أن تحبنى أم يا ترى سوف تذهب كما أتت .. وأعود لأدور فى الدائرة المفرغة من البداية ..
وعندها فقط ..
انتفض قلبى الذى كان ساكناً منذ سنين .. مطمئناً ببرد اليقين ..
فأخبرته أن يستكين .. فإن الله إذا قدر شيئاً فهو ما سيكون ..
ولست أملك إلا أن أدعو ربى أن تكون كما رأيتها فى خيالى ..
وأن تكون حقيقة وليست خدعة فلست أحتمل أن تكون الأولى هى الأخيرة ..
ولست أرجو إن كانت كما أراها الآن أن تفوتنى ..
ولست أدرى ما يجب أن أفعل وأخلاقى تمنعنى ..
فأعود لأنشد مع الشعر :
ولست بمدركٍ ما فات منى .. بلهف ولا بليت ولا لو أنّى
وحينها سأكون قد ظلمت قلبى ..
فهل أنا الآن أقطع شكاً بيقين وأقدم على خطوة إيجابية وأسأل ربى التوفيق ..؟؟
أم أحجم عن الأمر تحسباً وتخوفاً من أن أصدم فيمن تخيلتها ملاكاً .. ؟؟
لست أدرى ..
وااحر قلباه ..
ولكن سأسأل الله ربى التوفيق :
يا من أجاب دعاء نوحٍ فانتصر .. وحملته فى فلكك المشحونِ
يا من أحال النار حول خليله .. روحاً وريحاناً بقولك كونى
يا من أمرت الحوت يلفظ يونساً .. وسترته بشجيرة اليقطينِ
أسألك التوفيق والسداد ..
وأنت ترحم ذلك القلب المسكين أن يصدم وليست صدمته بالهينة ..
وأخيراً ..
لا أملك إلا أن أقول ..
لك الله يا قلبى ..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون