ولدي العزيز فارس لن أبدأ كلامي قبل ان اضيف لك لقب جديد وهوانك واقعي وربما كان هذا نابع من كونك تطارد الواقع في اغلب الاوقات ولكنه لا يلبث ان يهرب منك حاملا اياك الى واقع اخر ولكنه متناقض تماما مع الواقع الاول وهلم جرا فواقعنا يا صديقي متقلب مثل آرائنا فقد اختلط علينا الامر فلم نعد نعرف متى نحب ومتى نكره متى نؤيد ومتى نعارض متى نكتب ومتى لا نكتب متى نبقى ومتى نرحل متى نهجو ومتى نمتدح هكذا نحن وهكذا نحن فقط اذا لم نعرف من نحن وهكذا انا فقط اذا لم اعرف من انا واذا كنت مرآة لمن حولي فأنا مرآة هوى عليها احدهم بحجر كبير فتكسرت الف قطعة فظهرت في كل قطعة صورة تختلف عن الاخرى وهذا بسبب ما نعرفه جميعا من السعي وراء ارضاء الناس وهي الغاية التي لا تدرك حتى لو تكسرت المرآه الى مليون قطعة ولهذا لا تقسو على نفسك يا صديقي وكن سيدا لأفكارك واجعل قلبك وعقلك سيدا لقلمك يحركه باتجاه الحرف الذي تريد وليقل الاخرين ما يقولون فلن تضيق عليهم اللغة في اختيار الالقاب فكلما علا النخل كثر راجموه بالحجارة ولكنه كعادته يرمونه بالحجارة فيرميهم بأطيب الثمر وانا هنا لأقول لك انك رائع مهما كتبت ويكفينا من فارس ما تميز به من تقبل للنقد بكل رحابة صدر ويكفينا منك سمو اخلاقك وطيبة قلبك وضوء كلماتك
لا تؤاخذني يا صديقي ان اسأت فقد اختلط علي الواقع فلم اعد ادري ان اسأت او احسنت
الموضوع الاصلي
من روعة الكون