سواف اشكو الا ربي هذا
إلى الله وحده أشكو ألم فراق أهلي و أولادي , إلى الله وحده أشكو كلما أُلاقي , إلى الله وحده أشكو الزنزانة ووحشتها ,إلى الله وحده أشكو السجانين وقسوتها ,إلى الله وحده أشكو الجوع إليه ,وإلى الله وحده أشكو العري والحر والبرد والطاقة كم أسطُّر من الشكوى وكم اكتب من الحنين, وكم أتأوه من الضيق والفراق الأليم. الأقلام قد لا تفي والأوراق قد لا تتسع والمستمع قد لا يتحمل, كيف وأنا الحبيس في الوحشة وأنا المفارق للأهل والأخوة, وأن البعيد ألبعيد عن الألفة والقربة.
إليك يا الله يا من تسمع وإذا سمعت نفعت إليك يا الله يا قريب وإذا سئلت أجبت إليك يا الله يا من قلت أدعوني , أدعوك بكل كلمة قالها مظلوم ففرجت عنه , وقالها مأسور فكلفت من يفديه ,وقالها مريض فعجلت له بالعافية في حينه ولحظته ,وقالها جائع فأشبعته وقالها جاهل فعلمته ,وقالها مرتكب للفواحش و الآثام فعصمته , وقالها مفلس في أمواله فأغنيته , وقالها مخرج من أهله فأرجعته ,وقالها خائف فأمنته , وقالها نبي لميت فأحييته , وقالها يونس في بطن الحوت فأخرجته ورعيته , وقالها يعقوب فيوسف حبيبه أرددته وشافيته وعافيته .
يا من تسمع مشية النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء , يا من يرى مخ ساق البعوض وهي في سرعتها ,يا من يعلم مكاييل البحار و ذرات الرمال وقطرات الأمطار ومكونات الجبال ,يا من لا تخلط عليه الأصوات فيسمع صغيرها كما يسمع كبيرها ويعطي كل واحد منها سؤالها ولا تختلف عنه حاجته .
يا رب قلبي صار لا يتحمل ويدي نست التعب مادامت تكتب شاكينها وضرها نحوك وما تلاقي من حرقة القلب وضيق الصدر ولهيب الأحشاء كلها رافعة أكف الضراعة أليك , وأنواع الابتهالات بين يديك وكل العقائر نحوك قائلة يا رب : أنت الذي لا يعجزك شئ في الأرض ولا في السماء يا رب أنت الذي إذا وعدت وفيت وإذا قلت صدقت وإذا استُغفرت عفيت و إذا رجع عبدك إليك قبلته ووفيت.
أنا يا حبي في ضائعة لا يعلمها إلا أنت , وأنا قد توجهت بأهلي و أو لأدي بين يديك و نسألك بكل سؤال مستجاب إليك أن تعجل بجمعي بأهلي فقد ضاقت عليَّ ولم أجد للصبر مكاناً ,ولا للتحمل عنواناً ولا للانتظار استقراراً فإن لم تجبني عاجلاً بالخروج من سجن الألمان فأخرجني من سجن الدنيا الآن الآن الآن فقد ضاقت بما رحبت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم
|