منزلة الحياء فى الإسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن عبد الله بن عمر -رضى الله عنهما- أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مر على رجل من الأنصار ، وهو يعظ أخاه فى الحياء ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):" دعه فإن الحياء من الإيمان".[صحيح البخارى]
لقد عنيت الشريعة الإسلامية بمكارم الأخلاق عناية قل أن تجدها فى دين من الأديان ، لأن صلاح أمر الإنسان فى الدنيا مرجعه الى الأخلاق الفاضلة ،،
ويكفيك دليلاً على هذه العناية أن الرسول الكريم حصر الغرض من بعثته فى شئ واحد وهو تكميل مكارم الأخلاق فقال:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ، وقضى بأن أحب الناس إليه وأقربهم منه مجالس فى دار النعيم أحسنهم أخلاقاً ..
وفى الحديث يقول الرسول أنه مر برجل من أنصاره يتحدث مع أخيه من النسب أو فى الدين ويعظه بسبب كثرة حيائه زاعماً أن هذا الحياء ضار به ، ومضيع لمصالحه ، زاجراً له عن تغاضيه وتسامحه ، محذراً له من العواقب إن استمر على حيائه ولم يحرص على مصالحه كما يحرص غيره من الناس.
سمع النبى(صلى الله عليه وسلم) كل ما دار فى هذا الشأن بين الرجلين فقال النبى دعه فإن الحياء من الإيمان أى اتركه متحلياً بهذا الخلق السنى ملازماً له خاضعاً لتأثيره مستجيباً لما يقتضيه ولا تنهاه عن التخلق به أو تقبحه عنده ، لأن الحياء شعبة من الإيمان وجزء منه وآثر من آثاره ومكملاً من مكملاته.
لا ينتفى الإيمان بفقده ، ولكن ينقص بعدم وجوده.
والحياء يكون على ثلاثة أقسام: حياء من الله - حياء من الناس - حياء من النفس.
فالحياء من الله يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وأن يعلم العبد بأن الله مطلع عليه وعلى ما يفعله.
والحياء من الناس يكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح.
والحياء من النفس ينحصر فى عفة النفس وصيانة الخلوات ، فهذا هو الحياء الذى يقول فيه النبى(صلى الله عليه وسلم):"الحياء خير كله" وما عداه لا يكون حياء يطلبه الشرع أو يحض عليه الدين
عسي الله أن ينفعنا بما علمنا
والسلام عليكم
الموضوع الاصلي
من روعة الكون