السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه اول مشاركة لي بهذا القسم
و أود أن تنال القصة اعجابكم
لم تكن هذه الفتاة تدري أن النافذة الصغيرة التي ينادونها الماسنجر سوف تكون سبابا في كل الالم الذي يعتصرها في تلك اللحظة!
فها هي تضع يدها على خدها في ساعة متأخرة من الليل في المستشفى تنتظر بفارغ الصبر بشرى من السماء تخفف عنتها ما هي فيه من وجع على زوجها الذي يرقد بين الحياة و الموت على أثر تعرضه لأطلاق ناري أصابه غدرا!
بداية الحبو لقد فاض بها الحديث الذكرى , فهي تتذكر جيدا كيف أنها بدأت بمطاردة قلمه المغمور في المدونات
و تتذكر كيف كان الاعجاب يفيض منهاكلما كانت تقرأ كلمات من كلماته التي تخط في صدرها خيطا يلفها بمقعدها فيجبرها عنوة على أن تلتهم عبراته المنمقة أكثر فأكثر .
سهى لا تنسى أبدا ترانيمه الخطوط في حروف كهربائية على الشاشة و التي كانت ترسم بداخاها صورا و لوحات له , و تفتح بداخلها ينابيع من الفرح و الفضول لتناجي بها رجلا ترءى لها كسراب في صحراء قاحلة يسمونها الانترنت .
و بدأت تتذكر كيف أنها في مدونة نفسها أدخلت كلمة للبحث عن أمر ما , فغاص محرك البحث ليأتي لها بتلك الكلمة التي خطها ذاك الشاب في نص لها منشورا على مدونته لتلتقي الصدف ببعضعا , فأكملت الفتاة القراءة الى النهاية فشدها , ف6بدأت تبحث في أرشيفه عما كتبه من قبل , لتجد نفسها أنها قد علقت في أمر ما لم تكن هي تعرف ما هيته.
في محراب المدونة
قد يكون ذلك الامر هو مجرد "ادمان" على كتاب مفضل , أو هو الراحة التي يبديها للانسان حينما يسمع حديثا يشيجه أو يطرب له , لكن في النهاية هي لا تعرف السبب الحقيقي لمواظبتها على قراءة له منذ أن وقعت عيناها على كلماته للمرة الاولى, ففي كل يوم كانت تدخل فيه الى الشبكة , تدخل فورا الى مدونته , و تبدأ بالخشوع في محراب كلماته التي كانت يضيفها كل يوم بشكل دوري و تسلسلي , فكانت تتعلف بما كتب, بشكل و تتغلغل كلماته البسيطة الناعمة في ثناياها لتذيقها متعة تحاول مضاعفتها بقراءة نصه مرة و مرتين و ثلاث!
اعتقدت لفترة أن السبب وراء ادمانها على قراءة هذا المدون انه استطاع هز فناعتها , فهي لم تؤمن قبل بالكاتب يكتب مذكراته أو تجاربه الشخصية لأنه , في رأيها "أناني", و لكن ذاك الشاب تمكن من أن يتكلم كل يوم عن شيء جديد حدث معه شخصيا بأسلوب بسيط , و أستطاع أن "يطغى غليها"لتغير قناعتها , فتحب ما يكتب على الرغم من أنه "تجارب مدون انترنت" يحكي فيها عن المفارقات في عمله و في علاقاته و في صداقاته و نظرته الشخصية الى الحياة.
ثم ينقطع عليها حبل الذكريات لتمثل صورته و هو عارق في دمائه تلك الصورة التي تعرف جيدا أن نافذة الماسنجر كانت سببا لها بشكل أو بأخر!
الموضوع الاصلي
من روعة الكون