[[color=#AC5668]size=5]]
بسم الله الرحمن الرحيم[align=center
قال تعالى
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا*والجبال أوتادا﴾
(النبأ:6-7)
تشير الآية الكريمة إلى أن الجبال أوتاد للأرض
، والوتد يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض
والجيولوجيا ، ومعظمه غائر فيها ، ووظيفته التثبيت لغيره . بينما كان علماء
يعرفّون الجبل بأنه: كتلة من الأرض تبرز فوق ما يحيط بها، وهو أعلى من التل
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا حقيقا مخالفة تماما لجميع نظريات علماء الجيولوجيا والجغرافيا
فقد روى أنس بن مالك
عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال
لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَاد بها عليهاَ
وهذه أشارة إلى
الطريقة التي تكونت بها الجبال البركانية بإلقاء مادتها من باطن الأرض
إلى الأعلى ثم عودتها لتستقر على سطح الأرض
فقد اكتشف علم الجيولوجيا الحديث أن طبقة القشرة الأرضية (السيال) التي نعيش عليها هي التي تشكل القارات
وتحتضن المحيطات، وترتفع جبالاً في مكان وتنخفض ودياناً في مكان آخر وتلي هذه الطبقة - مباشرة - طبقة السيما
وهي أكثف من طبقة السيال؛ ولكن تحت ثقل هذه الأخيرة يصبح لها قوام عجيني الأمر الذي يسهل انزلاق القارات عليها؛
فالقارات جميعها تنزلق بسرعة ملحوظة وباتجاهات متعددة، حسب القياسات الحديثة بالأقمار الاصطناعية.
جاء في كتاب "الأرض"
(Earth, Frank Press, 3rd ed., P. 435, 1982)
إن الجبال الضخمة لا ترتكز على قشرة صلبة، وإنما هي تطفو على بحر من
الصخور الأكثر كثافة، وبمعنى آخر: "إن للجبال جذوراً أقل كثافة من طبقة السيما تساعد هذه الجبال على العوم".
ويقول العالم
Van Anglin C.R.
في كتابه "Geomorphology"
الصادر في عام 1948 (ص:27): "من المفهوم الآن أنه من الضروري
وجود جذر في السيما مقابل كل جبل فوق سطح الأرض".
ولنفهم هذا التوازن نأخذ مثلاً الجليد فالجليد أقل كثافة
( Density ) من الماء، كما أن السيال أقل كثافة من السيما،
فإن علا جبل الجليد فوق الماء فلا بد من امتداد له تحت الماء يدفعه ويساعده على العوم.
كذلك الجبال الصخرية؛ فهي تشكل - من حيث تكوينها - جزءاً بارزاً فوق سطح الأرض وجذراً غارقاً في السيما،
وقد أثبت ذلك علمياً بواسطة قياسات الجاذبية في مختلف تضاريس الأرض.
لقد اتضح من خلال ما تقدم أنه من الثابت علمياً أن للجبال شكل أوتاد،
كما هو مذكور في القرآن العظيم المنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم منذ ما يزيد على 1400 سنة.
بين يدي هذا كله يطرح سؤال، وهو كيف عرف النبي محمد بن عبد الله صلاة الله وسلامه عليه أن الجبال تشبه الأوتاد شكلاً ودورا
ً في الوقت الذي كان فيه الإنسان يجهل طبيعة تكّون الأرض؟!.
والجواب هو أن أي عاقل - على ضوء ما تقدم - ليقطع جازماً بأن هذا الكتاب الذي أُنزل معجز وأنه ليس من صنع البشر
ولا هو داخل في طاقاتهم ولا تحت إمكانياتهم - مهما أوتوا من العبقرية والذكاء أو الفطنة والدهاء
- وإنما هو كلام الله تعالى خالق الكون، والعالم بحقيقة تكوينه مصداقاً
لقوله جل وعز: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الملك: 14.
وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآيات القرآنية الكريمة هو دلالة اللفظ "أوتاداً" على وظيفة الجبال، فهي تحفظ الأرض من الاضطراب والميلان
وتؤمن لها الاستقرار، وهذا ما كشف عنه الجيولوجيون في النصف الثاني من القرن العشرين
[/align[/size]][/color]
الموضوع الاصلي
من روعة الكون