كيف تكافحين البكتيريا المسؤولة عن التهاب
أثبتت دراسة طبية حديثة أن 20 ٪ من النساء يعانين من التهاب المثانة في مرحلة معينة من أعمارهن، علماً أن هذا المرض شائع في صفوف النساء بصورة تتجاوز الرجال لأسباب تعود إلى أن مجرى البول أقصر لدى السيدات عنه لدى الرجال، الأمر الذي يتيح الفرصة للبكتريا الانتقال بسهولة إلى الجهاز البولي ما يسبّب الالتهاب ومضاعفاته، بالإضافة إلى مشاكل جسدية ونفسية.
ما هي الأسباب المسؤولة عن التهاب المثانة لدى السيدات؟ وما هي طرق الوقاية منه؟ .
يشرح استشاري النساء والتوليد والمتخصص في جراحات تجميل المهبل وعلاج السلس البولي من مستشفى الملك خالد للحرس الوطني في جدة الدكتور وائل عواد «ان التهاب المثانة ينتج من الإصابة بالجراثيم التي تعيش في الأمعاء أو المهبل ما قد يسبّب للمرأة رغبةً متكرّرةً في التبول، مع شعور بالتهاب أو حرقان أثناء التبوّل. ومن إشارات الإصابة في هذا الداء: استيقاظ المرأة لمرات عدّة أثناء الليل للتبول، وفي بعض الأحيان يتمّ نزول بعض القطرات من البول قبل أن تتمكن السيدة من الوصول إلى دورة المياه».
نمو وتكاثر البكتيريا
> هل من عوامل تزيد من فرص نمو وتكاثر البكتيريا المسؤولة عن التهاب المثانة؟
ـ لا تقتصر الإصابة بداء التهاب المثانة على النساء المتزوجات حصراً بل ان الفتيات والسيدات غير النشيطات جنسياً يكن معرضات للإصابة به، وذلك لأن البكتيريا التي غالباً ما تسبّب الالتهاب و تسمّى Escherichia coli تكون موجودة في معظم الأحيان بشكل طبيعي في الأعضاء التناسلية للمرأة.
وثمة عوامل تزيد من فرص نمو وتكاثر البكتيريا، وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى ما يسمى بـ «التهاب شهر العسل» Honeymoon cystitis، وهو عبارة عن التهاب يصيب النساء نتيجة للإتصال الجنسي. فأثناء الجماع، قد تتمكن البكتيريا من الوصول إلى المثانة عن طريق مجرى البول، كما أن التغيرات الهورمونية التي تحدث أثناء الحمل قد تزيد من خطر حدوث التهاب المثانة.
وهناك أسباب أخرى مسؤولة عن التهاب المثانة كالفطريات المهبلية وداء السكري، وكذلك تناول بعض العقاقير.
> ما هي أبرز العلاجات؟
ـ يعتمد تشخيص التهاب المثانة على الأعراض التي تكون مصاحبة له والتي غالباً ما تظهر في فحص البول. وقد يتمّ الشفاء من التهاب المثانة الخفيف تلقائياً خلال يومين إلى أربعة أيام بدون تناول أي علاج.
وتتــلخّص أبرز العـلاجات المستخدمة في المضادات الحيوية ك «تريميثوبريم» Trimethoprim، و«نـــايـتــروفـيـورانـتـــويـن» Nitrofurantoin و«سيفالكسين» Cephalexin التي تستخدم للقضاء على الالتهاب.
وفي حال تكرّرت الإصابة، تحتاج بعض السيدات إلى تناول المضادات الحيوية يومياً ولعدة شهور، كما أن وصف جرعة واحدة من المضاد الحيوي للسيدة بعد العلاقة الجنسية قد يكون مفيداً في بعض الحالات.
> ما الجديد في علاج التهاب المثانة؟
ـ أثبتت دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية الأميركية American Journal of Medicine شملت أكثر من تسعة آلاف سيدة بأن استخدام المضادات الحيوية لمدة ثلاثة أيام يحقق نسبة مماثلة لشفاء أعراض التهاب المثانة مقارنة في استخدامها لمدى أسبوع كامل.
ولكن، يبقى العلاج لمدة سبعة أيام ضرورياً في بعض الحالات، خصوصاً لدى السيدات اللاتي يرغبن بالإنجاب أو المصابات بأمراض قد تؤثر على مناعة الجسم كالسكري.
أسباب مسؤولة
> ما هي الأسباب المسؤولة عن هذه الالتهابات؟
ـ هناك أسباب تزيد من احتمال الإصابة بالتهاب المثانة، وذلك على الشكل التالي:
< عدم الذهاب إلى دورة المياه بعد الجماع: ان تفريغ المثانة بعد ممارسة الجنس يغسل البكتيريا التي قد تكون وصلت إلى مجرى البول أثناء الجماع، كما أن الجماع قد يحدث كدمات في المثانة ما يسبّب الالتهابات. لذا، حاولي تناول كوب من الماء وإفراغ المثانة في أقرب وقت ممكن بعد الجماع.
< ارتداء السراويل الضيقة:يسبب ارتداء السراويل الضيقة احتكاكاً لمجرى البول، ما قد يجعلك تشعرين بآلام وحرقان أثناء التبول. لذا، اختاري الملابس المريحة الواسعة، وتأكدي من أن ملابسك الداخلية مصنوعة من القطن للتخفيف من احتمالية الإصابة بالالتهابات.
< عصير البرتقال: ان الإفراط في تناول كلّ من عصير البرتقال أو عصير الليمون أو غيرها من الحمضيات يؤدي إلى ارتفاع حموضة البول داخل المثانة، الأمر الذي يسبّب زيادة حساسية المثانة والتهابها. لذا، استبدلي هذه المشروبات بعصير التوت، كونه يعيد التوازن الطبيعي للبول ويساعد على منع تكرار الالتهاب. لكن، احرصي من التفاعلات المحتملة بين عصير التوت والأدوية المسيلة للدم ك «الورفرين» warfarin، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة السيولة، ومن ثم حدوث نزيف.
< أنواع من الصابون: إذا كنت تعانين من حساسية في الجلد، فإن استخدام كريم إزالة الشعر الزائد في منطقة «البيكيني» أو صابون الاستحمام المعطر قد يسبّب ألماً والتهاباً للأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية بسبب المواد الكيميائية التي تحتويها.
< المشروبات المحتوية على الكافيين: ان الإفراط في شرب القهوة والشاي يزيد من عملية إدرار البول ويجعله أكثر تركيزاً ما قد يسبّب التهاب المثانة، لذا حاولي التخفيف من استهلاك السوائل التي تحتوي على الكافيين ومراقبة لون البول باستمرار، فإذا كان لونه أغمق من اللون الطبيعي فأكثري من شرب الماء للمساعدة على غسل المثانة ومجرى البول من الجراثيم. وحاولي الذهاب مباشرةً إلى دورة المياه عندما تشعرين بالحاجة إلى التبول، وتجنبي إبقاء البول في المثانة لمدة طويلة.
أعراض شائع
تعاني غالبية السيدات المصابات بالتهابات المثانة، من الأعراض التالية: رغبة قوية ومستمرة في التبوّل، حرقان في البول، دم في البول، تعكّر في لون البول، رائحة للبول، الضغط في أسفل البطن، وارتفاع في درجة الحرارة.
احذري...
ان بعض الأنواع من الواقي الذكري مصنوعة من مادة «اللاتكس» (latex)، ومن الممكن أن تعاني الزوجة من حساسية تجاه هذه المادة ما يسبّب التهاب المثانة. لذا، من الممكن للزوج في هذه الحالة استخدام الواقي الذكري المصنوع من «البوليورثان» (Polyurethane).
الموضوع الاصلي
من روعة الكون