أخشى عليك يا ابنتي من احتراف الأبجدية
وولعك بقراءة القصص البوليسية
فأنت في زمن الضياع
انتصر فيه بطل الخداع
وتوج ملكاً على عرش اللصوصية
ماذا تتمنين ؟
وبماذا تحلمين ؟
أخشى عليك من لهيب نار الهمجية
ما عادت تجدي كلمة حقٍّ
أو تحرير رقبة رقٍّ
فكلّنا مقرنين في أصفاد العبودية
ترسمين أزهاراً من الكلماتِ
تقرأين أسراراً من المغامراتِ
وتنامين على فراشٍ من الأعشابِ الربيعية
وتجعلين الفراشات تحرسكِ
وعصافير الدوري تلمسكِ
وتصمين أذنيك عن اللغة الفحيحيةِ
تحسبين الصخر رمالاً
والأشواكَ سنابلاً
والنار ثلجاً تساقط من السماء اللازوردية ِ
أم تحسبين البشر قلوباً ؟
سارت في مدينة الحب دروباً
وعجنت بأرق الصفات الرحمانيةِ
واحتوت رؤوسها عقولاً
تضع للخير حلولاً
وتترك الشر للأمم الحيوانيةِ
لا عليك يا صغيرتي الذكية
إن اتبعت الثلة الآخرة العلية
التي تحصد النعيم من الحياة الأبدية
وتقبض على الجمرِ
وترضخ للأمرِ
لتشعل أناملها نوراً في الظلمة السرمديةِ
فالكلمة الطيبة تصنع الأعاجيبَ
وستصافح رقبة اللص الكلاليبَ
ولو أجاد كلَّ رموز المعلوماتيةِ
أو تحصن بأسوارٍ من الجندِ
وأخفى رائحته بأغصانٍ من الرندِ
وتسلح بأحدث القنابل الذريةِ
بقلم الدكتوره هدى برهان حماده طحلاوي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون