******
مرت الليلة هادئة الا من بعض القلوب الي حرقتها نيران الحزن والتفكيـر والخوف من المستقبل المجهول ! كان خالد بغرفته يكابد حرقة دموعه وحرقة النار الي تسعر بصدره بكل مره يوصل فيها تفكيره بإن سمر خانته مع طـلال ! شلون قدرتي تخونيني وتلفين وتدورين من وراي ! شلون ياسمر سويتي الي سويتيه بكل بساطة ومن دون ماتحسبين لي أي حساب ! تهاونتي فيني وتهاونتي بمشاعري وحتى بحياتنا وعلاقتنا وكل شي بسبب نزوة شيطانية تملكتك بلحظات ! ليه ماجيت ببالك يوم سويتي الي سويته ! ليه مافكرتي اني ممكن بيوم من الأيام أعرف وأكتشف ؟! ليه ماتحاشيتيني وحذرتيني ! لهالدرجة هانت عليك علاقتنا ؟! لهالدرجة أهملتي وجودي بحياتك ؟! جنيتي على نفسك سمر ! تهاونتي فيني وشوفي وش الي بيجيك مني ! كنت ناوي أكلمك الليله لكن لاء .. بخليك تستمرين بسواياك وانا من وراك ! لين أكفشكم ويا بعض .. ! ووين بتروحون عني ! الله بيفضحكم بشر أعمالكم قدام عيوني ! وياويلي لو طلع هالكـلام مو صحيح ! بتكونين برضو غلطانة لأنك تهاونتي فيني وماحذرتيني بتصرفاتك .. مكالمات من طلال ورسائل منه !! ليه ياسمر ليه .. ليه ؟؟ بإيش قصرت عليك أنا وانتي أدرى اني عمري بيوم ماحبيت ولا عشقت ولا تمنيت غيرك .. (( ودمعت عيونه بكل ألم وهو يقول .. ياويل قلبي من هالدنيا الي عمرها ماريحتني بيـوم ! ياويلي ويلااااه
دق باب غرفته فاجأه وفزع من مكانه واهو الي عايش بتوتر شديد ومو ناقص أي ازعاج ووجع راس أكثر من الي فيه .. كانت الدقات هادية فعرف انها ساره وناداها تدخل .. فتحت ساره الباب بهدوء ودخلت واهي تحاول تبتسم بوجه أخوها .. وشافت الحزن العاصف بعيونه ووج .. وقعدت جمبه بنعومة وقالت : أمانة ياخالد قولي شفيك !
طالعها خالد بنظرة ألم وقال بضيق : مافيني شي ياساره لا تقلقين نفسك
ساره : شلون مافيك شي خالد .. طالع شكلك شلون الضيق والحزن مبين بعيونك بشكل كبير ؟! وش صاير ياخالد
خالد : ما اكذب عليك واقولك مو متضايق .. الا متضايق وهموم الدنيا كلها فوق صدري بعد لكن ماودي أتكلم
ساره : ليه حياتي ماتتكلم ! يمكن نخفف عليك شوي يمكن نقدر نساعدك بشي .. اتكلم ياخالد مانت خسران !
خالد : على الأقل مو الحين ياساره .. خليني اليوم بروحي وبكرا ... (( واتنهد من قلبه واهو يكمل : وبكرا بشوف ان كان في شي يستحق أتكلم عنه ولا لاء !
ساره بحنان : شي بينك وبين سمر ياخالد موو ؟
خالد بضيق : خلاص ياساره والله ماودي أتكلم أرجوك خليني لحالي
وقفت ساره ومشت بخطوات هادية للشباك ووقفت قدامه وعيونها ظايعة بالفراغ الي تشوفه وشوي الا قالت بصوت أقرب للهمس : عهد .. نكون لبعض .. ووعد .. نبقى لبعض !
التفت لها خالد وسمع كلامها واهو عاقد حواجبه باستغراب ! وعيون ساره بالشباك وكملت بهمس : أنا وانتي .. والحب ثالثنا .. ومافي شي يفرقنا .. أحبك خالد .. أحبك سمر !
ميلت راسها بنعومة وطالعت بخالد وشافت الدموع المجمعة بعيونه واهو يسمع كلامها وقالت بنعومة : ذكريات حلوة عشناها .. محسوبة من عمرنا الملئ بالأحزان .. خساره نظيعها بلحظة غضب .. موو ؟
وطالعت فيه بحنان وابتسمت له بنعومة ومشت عنه وانسحبت بهدوء لبرا الغرفة وسكرت الباب بخفة وعيون خالد تلاحقها لوين مارمت عليه هالكلمات ومشت وراحت .. آآآآآخ ياساره وش قلتي انتي ! والله مو ناقصتني هالكلمات ومو ناقصني أسترجع ذكرياتي مع سمر .. ! اي أحبهــا والله أحبها لكنها اهي ماهتمت بحبي لها ولعبت علي من وراي .. !! اهي الي دمرت الي بيننا واهي الي ماهتمت لا فيني ولا بمشاعري .. اهي السبب بكل الي صار والي بيصير وياويل قلبي من الي بيصير ! وسالت الدموع الساخنة بكل ألم من عيونه واهو ينتفض بكل حزن وخوف وقهر!
حتى دموع ساره سالت من سكرت الباب عن خالد ومشت لغرفتها بسرعه وسكرت الباب وصارت تبكي من خاطر .. هي خايفة من الي بيصير .. تدري عن شكوك خالد بسمر وضيقه منها لسبب ما .. هذا وهي مادرت عن الرسائل والمكالمات .. ولا كان مافوتت الفرصة ووضحت إهي لخالد كل شي وفهمته !! خصوص انها شايفة حال خالد المنقلب والضيق والحزن الي حاشيه .. واتأكدت انه متضايق من شي يتعلق بسمر وشكوكه بسمر .. وماتحملت ان يصير سوء فهم بينهم واهم الي حبهم يضرب في المثل بالجنون والغرام والشوق وأروع الذكريات الي هي شافتها وشهدت عليها .. وحاولت تكلم خالد لكنه رافض يتكلم معها ولا مع غيرها .. فكل الي قدرت تسوي انها تذكره بحب سمر وذكرياته الحلوة معها .. وياليت يفهم وينتبه لنفسه قبل لا يظيع كل شي بلحظة غضب ممكن يفقد التحكم بتصرفاته لحظتها !
وبكل ألم قامت ودقت على سمر وأول ماردت عليها قالت وهي تحاول تخبي دموعها : هلا سمر شلونك؟
سمر الي كان الضيق واصل حده منها من حال خالد ومن الي صار بين عطوف ومازن وقالت بتنهيدة : ماشي حالي .. انتي شلونك ؟
ساره : تمام .. الا اقولك سمر !
سمر : هلا
ساره : ليه ماتكلمين خالد الحين ؟؟
سمر : ومن قالك ماحاولت .. يمكن عشر مرات أدق على جواله مايرد
اتألمت ساره وقالت : أوكي أرسلتيله طيب ؟!
سمر : لا ما أرسلت شي .. الموضوع أكبر من اني أرسل .. انا ابي أكلمه بنفسي وأفهمه كل شي ..
ساره : ليه ياسمر انتي عارفة خالد شفيه ؟
سمر بتنهيدة : متأكدة وش فيه .. ياساره خالد يشك فيني ويفهم كل شي غلط .. مايقدر يحطلي مبررات ولا يحسن النية فيني .. تعرفين شكوكه الي دايم بيني وبين طلال موو ؟
ساره : إي اعرف ووش صار بعد ؟!
سمر : نهى كلمتني وأرسلتلي كم مره من جوال طلال لأن جوالها مفصول ..
كملت ساره عليها وهي تقول بحذر : وخالد شاف رقم طلال بجوالك !!
سمر بضيق : هذا الي انا خايفة منه !
ساره بخوف : لاااااا .. لايكون شافهم سمر !
سمر : انا بديت أتيقن من هالشيء !! لأن من بعدها خالد انقلب علي وماصار طايقني ولا يبي يكلمني !
ساره : ياربي .. ووش بتسوين ياسمر طيب ؟
اتنهدت سمر من خاطر وقالت : بكرا الصباح أول ما أصحى بجيه البيت على طول .. هذا ان كان قدرت أنام أصلا
ساره : الله يعديها على خير يارب
سمر : ليه هو قالك شي ؟
ساره : لا ابد والله .. مو راضي يتكلم مع أحد
سمر بخوف : والله اني شايلة همه ياساره ولو اني مو غلطانة بشي لكن اهو صعب يفهم !
ساره بحنان : انتي مو غلطانة ياسمر لكن غلطانة ياحياتي يوم مامسحتي رقم طلال من جوالك .. وغلطانة حتى الحين يوم أخذتي الدروع معاك ! ياسمر انا مابيك تزعلين بس حاولي تبعدين كابوس طلال من حياتكم ولا تبقين له اي شي ممكن يجيبلك الشك !
سمر بضيق : ااااااخ ياساره .. خلاص باخذ الدروع وباعطيها السواق أول مايصحى وبقوله يوديها لبيت نهى وأفتك منها وأرتاح
ساره : والله يكون أحسن ياسمر لان ماتدرين وش ردة فعل خالد لو شافهم !
سمر بتنهيدة : اااه .. ان شاء الله خير ..
ساره : أوكي حياتي روحي ارتاحي الحين وهدي اعصابك وان شاء الله يمر كل شي بسلام
سمر : الله يسمع منك يارب
ساره : آمين .. يالله حياتي باي
سمر : باي
وسكرت ساره الجوال منها وفورا انهمرت الدموع من عيونها بكل ألم .. شعور مخفي بأعماقها يحسسها بالخسران وبالفقد ! تحس انها بتخسر الي تحبهم وبينتشلون من حياتها بكل عنف وألم .. ماتحملت ساره هالضيق الي بيقضي عليها وقامت بألم وفتحت درج كوميدينتها وطلعت الكمامة واستنشقتها بهدوء .. ودموعها لازالت تسيل منها بكل حرقة .. رجعت الكمامة لدرجها ورمت نفسها على السرير وصارت تبكي بكل ضيق وحزن وألم ،، وش آخر هالأحزان والهموم ؟ والله تعبنا منها تعبنااااااا .. متى يادنيا تفكينا وتريحنا وتخلصينا من همومك متى .. متى .. متى
_________________________________--
قاطعها خالد واهو يقول : وش الي ماأعصب !! انتي ماادري متى بتبطلين حركاتك هذه .. مدري متى تتوبين وتحسين ان في واحد محترق على الي تسوينه فيه .. مدري متى يحس قلبك ويوعى عن حركاتك الي مردها بتآذيك انتي وتخسرك انتي !
سكتت سمر بصدمة واهي حست بيقين تااام ان خالد شاف كل شي وشاك فيها حــده ! وظاعت عيونها بالفراغ واهي تحس برجفة قلبها وكيانها وماعرفت شلون تبرر له واهو بهالحالة من العصبية ..
ولاحظ خالد صمتها وقال : ليش ســاكته ؟! تراجعين حساباتك ؟!
سمر والعبرة خانقتها : ابيك تهدى حبيبي ..
خالد : من وين أهدى ؟! وانتي ماعندك غير ترفعين ضغطي وتجيبيلي البلا بحياتي !
سمر بهمس : لا ياخالد انا أحبك وماسوي فيك كذا !
خالد : أجل وش تفسرين تصرفاتك الي انتي أدرى وشهي ..
سمر : انت اهدى حبيبي وبفهمك كل شي ..
ومن وين يهدى خالد !! وهو بدا يحس باعترافاتها تظهر .. وحس بأعصابه تثور أكثر ودمه يفور وهو يقول : مابقى شي تفهميني هو ياسمر .. لان ماعاد خفى عني شي و خلاص عرفت انا بكل شي .. ( وسكر الجوال بوجا واهو يحس بأعصابه بتنفجر ! ورمى الجوال بقوته ومشى بالسيارة ودار لين وصل لباب البيت .. وبغى يكمل مشواره ويبتعد لكنه وقف قدامه واهو يراود نفسه يدخل لها ! دامها صاحية الحين ليه أعيش نفسي بهالعذاب والألم ! خلني اروح أكلمها وأخليها تعترف بكل شي وتفسرلي ليه سوت كل الي سوته ؟! وليه ماحسبت حسابي ولا اهتمت فيني ولا بمشاعري ! وتفهمني وش شافت مني تقصير يوم التفتت لغيري ؟! وغمض عيونه بقوة واهو يحاول يكبت الدموع بعيونه .. واتنهد بكل مايحمله قلبه من هموم و وقف السيارة ونزل وقلبه يخفق بعذاب حبه وجنونه .. ومشى بخطوات تجر الالم والجروح معها .. ومن حسن حظه هو .. ويمكن يكون من سوء حظ سمر .. ان الباب كان مفتوح من بعد ماطلع مازن !! فما اضطر يدق الجرس ولا يدق التلفون ! فتح الباب ومشى لين داخل البيت ..
بهالوقت كانت سمر مخترعة من كلام خالد يوم تيقنت انه شاف كل شي بجوالها وشاك فيها للآخر !! وقررت تنزل بسرعه وتعطي السواق الدروع ليوصلها لنهى بأقرب وقت وترتاح وتخرج نفسها من هالورطة الي مو ناقصتها وممكن تحوس حياتها كلها !! نزلت الصالة وحطت الكيس على الطاولة وراحت تتصل بالسائق يجي لعند الباب عشان يستلم الكيس .. وبهاللحظة دخل خالد ومشى ووقف بنص الصالة وهو يحس بعجز من انه يواجا .. قوية على قلبي اسمع منها اعترافاتها بالخيانة ! والله ما أستحمل ولا ادري وش ممكن أسوي ! محد يرضى بالخيانة لو وش كان يعشق ويحب ! وفاجأة انتبه للكيس الموضوع بكل فخامة على طاولة الصالة .. عقد حواجبه واهو يطالع فيه وحس ان داخله هدايا لشخص ما .. ومن غيرها سمر الي بتهدي ولا بتنهدي ! ومشى للكيس وقلبه يخفق من بين ضلوعه .. وطلع الدروع بخفة من الكيس و قرا الي مكتوب فيهم !!
كـان الدرع الأول مقـدّم من طـلال لسمـاهر .. مكتوب باسم دلع سماهر الي الكـل يناديها فيه وهو سمور !!
" حبيبتي سموور " أنتي الحب وأنتي العشق وانتي السعادة التي أعيشهـا .. أحبـــك
طـلال
والدرع الثاني كـان من سماهر لطـلال !
"حبيبي طلال " انت الأمل .. وأنت الغرام .. وأنت حلمي الأجمل .. أحبك
سموور
لا خـلاص !! كـانت هالدروع هي الحد الفاصل الي قطع الشك من قلب خـالد وصار يقين تام بالخيانة ! توسعت عيونه بذهول واهو يعيد قراية الأسامي .. سموور .. طلال ! وانتفض كيانه بكل غضب وغيره وقهر ! وخفق قلبه بكل عنف وألم وحمق ..ومسك الدروع ورماها بكل قوة الغضب الي بداخله على الأرض! واتكسرت واتناثرت بتناثر قلبه وروحه بهاللحظة .. ! كانت سمر راجعة للصالة لما سمعت صوت تكسير قوي يضرب بالأرض ! وخفق قلبها بكل عنف وهي تمشي مسرعه للصالة وماتدري وش المصيبة والكارثة الي تنتظرها هناك .. وأول ما أقبلت شافت خالد واقف وعيونه تتوقد بنيران الغضب ! وقطع الدروع متناثره حوله بلا رحمة ! تسمرت سمر مكانها و هـوى قلبها بكـل خوف من بين ضلوعها ! وظهرت الصدمة على وجا وعيونها وإهي تنقل بصرها بين خالد وبين الدروع المكسرة على الأرض ..! وخالد من شافها مشى بسرعه لعندها وماكان اهو خالد الي يمشي !! كان عبارة عن بركان من نيران الغضب المتحرك !! بركان من نيران الغيرة والألم والقهر .. كان شعور الخيانة معمي بصره وعقله وقلبه !! فقد بهاللحظة كل مشاعر الحب والرحمة !! كان الشيطان اهو المحرك له .. كان يشوف سمر قدامه مثال للخاينة !! كان يتمنى يقطعها بإيدينه الاثنين ويمحيها اهي وطلال من الوجود !! وسمر من شافته مقبل عليها بثورة أعصابه وفوران دمه .. رجعت بخطواته على ورى واهي تقول برجاء : خالد اذكر الله وخلني أفهمك كل شي
مسكها خالد من ذراعينها واهو يصك سنونه ويقول بكل غضب : اسكتي ولا كلمة يالخاينة يالحقيرة !
انهمرت الدموع من عيون سمر واهي تطالع النيران المشتعله بعيون خالد وقالت بصوت عالي : لا تقـــولي كذا ياخـــالد انت مو فـــاهم شي !
مسكها خالد ودفها بكل قوة على الكنب واهو يقول بأعلى صوته : انا فـــــاهم كل شي من زمـــــــان .. وكنت احــــــــاول أعطيـــــك فرصة تتعدليــــــن .. وأحــــــاول اصبر واقول بيجــــي يوم وتتغيـــــر .. ويجي يوم وتتعـــــدل .. ويجي يوم وتوب عن حركاتهـــــا .. لكنك كنتـــــي أكبر خــــــاينـــــة وأكبر ممثلة شفتهـــــا بحياتـــي !
سمر وهي تبكي وتقول بصراخ : لاني خــــاينــــة ولاني ممثلــــة !! وان كــــان انت فاهــــم كل شي يصدر مني على مزاجـــك وبطريقتـــك .. فهـــذه مشكلتـــك ! وشوف لها حـــل قبل لا تخســــر كل شي حلـــو بحيـــاتك !
خالد بصراخ : انطمــــي ولا كلمة يالحقيـــــرة ! ولا تحــــاوليـــــن تبررين تصرفـــــاتك لان كل شي صـــــار واضـــــح وماعـــــاد تقـــدرين تخبيــــن عني شي .. وان كــــان قصـــــدك الشي الحــــلو الي باخســــره هو انتي فهنيــــــالي !! أخســــر وحده خاينــــــة كل حبهــــــا كــــــان تمثيـــــل بتمثيـــــــل !!
سمر بصراخ : طــــول عمرك شكـــــــــاك !! عمــــــرك ماتركتـــــــلي فرصـــــة أبـــــرر لك موقــفــي ! الا تواجهــــني بعصبيــــــة وصــــــراخ .. انت الي حطيــــت حاجـــــز بيني وبينــك وخليتني أخبـــــي عنك كــــــل شي .. أمــــــــور تافهـــــــة وعـــــادية لكن بأسلـــــــوبك انت معـــــــاي خليتني أتحاشـــــاك وما أعلمــــــك ولا بشي !
خالد بنفس الصوت : وش تعلميني يعنـــــــي ! ان بينك وبين طــــــلال عــــــــلاقة ! وتبيني أصفــــق لك على هالشــي وأهنيـــــك عليـــــه !
سمر : لااااااااا مـــــــابيني وبينــــــه ولا شي انت ليش ماتفهــــــــــم !!
خـالد وهو يكمل كلامه ولا كنه سامعها : وهالشي تسمنيه امور تافهــــــة وعادية !! أجل وش الأمور الكبيــــــــرة بنظرك ؟! اني أشـــــــوفك انتي وياه بالفـــــراش سوى ؟؟؟
وقفت سمر وهي تبكي وتصارخ : احتـــــــرم نفسك ياخــــــــالد .. ولا تقولي هالكــــــــلام !
مسكها خالد بقوة وهو يصرخ بوجا : أنا محتــــــــــرم نفسي ومحتــــــــــرم علاقتي معـــــــاك من عرفتــــــــك وحبيتك لهاللحظـــــــة !! لكن انتي الي لفــيتي ودرتـــــي من وراااي !
سمر وهي تحاول تفك نفسها منه : فكـني ياخــــالد واعرف اني ماخبيــــت شي عنك لان مافيـــــه شي أصــــلا !!
دفها خالد بقوه على الكنب واهو يقول : والمكــــالمـــات والرسائـــــــــل الي بجوالك من طـــــــلال !! (( وأشر على الأرض واهو يقول بصراخ : وهـــــالدروع الي أثبتت خيــــــانتــــــك ولفــــــك ودورانك !! وتقـــــــولين مافي شي ؟؟
سمر : اي مــــــــافي شي .. هذه كلهـــــــــا صارت بمحض الصدف يا خــــــــالد !! وأدري انك شفتــــــــها وفهمتهـــــــا على اني اكلـــــم طــــــلال واخونـــــــك معـــــــاه !! لكنك غلطـــــــان وطول عمـرك غلطـــان يوم شكيــــــت فيني واتهمتنـــــــي بالخيــــــــــانة !
خـالد ووصل حده من الثوران وقال : أنا الحين غلطــــــــان ؟؟؟ لأني اكتشفتـــــــــك على حقيقـــــــتك وعرفـــــت كل شي وفهـــــمـــــــــت كل شي ؟!
وقفت سمر وهي تقول : انت مو فـــــاهم ولا شــي ولا شـــــــــي !!
خـالد بصراخ : خـــــــــلاااااااص ماااااااابي أفهـــــــم ولا شــــيء ياسمر .. واعــــــرفي ان الي بيننــــــــــا انتهى من هاللحظـــــــة !! وانتي الســـــبب !! انتي ياسمـــــــر الي نهيتـــــي كل شي بيننــــــا .. ! بلفـــــــك .. ودورانك ولعـــــــبك من وراي !
سمر بخوف وصوت عالي : خــــــــالد لا تقــــــول هالكــلام وخليني أفهمك ان كــــــــل الي شفتـــــــــه مـاكان إلا ....
قاطعها خالد بعصبية وهو يقول بصراخ : مااااااابي أسمـــــــع ولا كلمة خـلاص .. فكـيـــــــــني منك خـلاص عــــــــــافك الخـــــــــاطر !
سمر برجاء وهي تبكي : هالأسلوب ماينفــــع ياخـالد .. كل شي يمشـــي بالتفــــاهم .. ولا تكون انت السبب بكل خســــــارة راح نخســـــــرها ..
خـالد بأعلى صوته : بتطلعينــــــــي أنا الغلطــــــــــــان عشــــــــــان تبررين لعمــــــــــــرك !؟ فكيـــــــــني منك ومن بلاويــــــــــك خــلاااااااص
وطالع فيها بنظرة تحمل كل نيران الغضب والألم والغيرة المشتعلة بداخله وصرخ فيها واهو يقول : إنتي طـــــــــــــــــالــــــــــــــــق!
صفقت سمر وجا بإيدنها وهي تصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااا ...
مسكها خالد ورماها على الأرض بقوة واهو يقول : طـــــــــــــــالـــــــــــــــــــــــق ! طــــــــــالــــــــــــــــــق !
صرخت سمر من قلبها ودفنت وجا بالأرض وهي تصرخ وتقول : لااااااااااااااااااااا يـا خــــــــالـــــد لااااااااااااااااااااااااااااااااااا لااااااااااااااااااااااااااا لااااااااااااااااااا لاااااااااااااا .. لااااااااااا ..
اهتزت جدران البيت بهالكلـمة الي أعلنت النهاية لعـلاقة سمر وخالد ! واتزلزلت الأرض بقوة الصدمة الي طاحت عليها بمعاني النهاية القاتلة !! والخسران المدمر !! والوداع الأبدي .. لأجمل حب عاش على وجه الأرض وانتهى بلحظـة غضب وثوران وغلطـة ظلت محيرة لعقول الجميـع بمين المسؤول عنها .. ! مين المسؤول عن وضع سمر وخالد الي انتهوا له بالآخر ! بعد ما طلع خـالد من البيت وهو ثاير وهايج ومو شايف طريقه .. مشى بالشارع واهو يتخبط يمين و يسار .. ودموعه تنهمر منه بلا شعور .. وظل يمشي بلا احساس وبلا تفكير وبلا هدف .. خسر كل شي .. خسر روحه وخسر حبه وخسر حياته .. ! كانت صدمة أقوى من ان يستحملها قلبه .. وظل يمشي بغير هدى .. ساعات واهو يمشي وعيونه ظايعة بالطريق وبالناس وبالسيارات !! ودموعه تنهمر بالدموع الحارقة كالطفل الظايع والمصدوم ! لين حس بالآلام تنغز كل جزء بكيانه !! حاول يكابدها ويكمل طريقة الي ماله نهاية .. لكنها كانت أقوى من انه يتحملها .. آلام قوية تفجرت بكيانه وخاصة براسه .. وبدت الدنيا تغم عليه .. والآلام تزيد لين منعته خلاص من الحركة .. وتمسك بكل قوة بالباب الي صادفه .. وكان باب فندق من الفنادق المطلة على أحد الشوارع ! فندق مألوف لخالد ودخله قريب مع سمر لسبب ما .. ! لكنه ماقدر يستوعب لحظتها ليه دخل هالفندق ومتى ! تمسك بالباب بكل قوته وعجز لا يستحمل آلام راسه ! وانحنى على ركبه وهو يلم راسه بإيدنه الاثنين .. وبكل ألم وتعب وتحطيم ودمار هوى على الأرض ضريح الآلام الي ماقدر ولا بيقدر يوم يستحملها .. دام انه خسـر أجمل حلم عاشه بحياته .. حلم حبه الأزلي .. حب سمر الوحيد !
**********
دق التلفون في بيت أبو فهد وانتبهت ساره للرنين وكانت توها داخلة الصالة .. ومشت وقلبها يخفق بظن ان المتصل سمر وبتحكيها يمكن قابلت خالد ولا شي .. رفعت ساره السماعة بسرعه وهي تقول : الووو
جاوبها صوت أنثوي يقول : مرحبااا
ساره باستغراب : أهلين .. مين معاي ..
المتصله : منزل الفهـد ؟؟ << عيلة ساره
ساره : إي منزل الفهد .. مين حضرتك ؟
المتصله : مرحبا ساره .. ماعرفتيني !
خفق قلب ساره وهي بدت تتبين الصوت وشوي الا جاها الرد الا صدمها يوم قالت : أنا عطوف !
تسمرت ساره مكانها وخفق قلبها بكل عنف واهي ماسكة السماعه بأصابع مرتعشة ! وماقدرت تنطق ولا بكلمة ! ولاحظت عطوف صمتها وقالت بضحك :شفيك ياحلوة مصدومة مو داخلة عليك من التلفون لاتخافين !
ساره بحمق : نعم ياعطوف آمري .. فيه شي !
عطوف : ابد ياحلوة بس حبيت أبلغكم ان .. خالد اخوك طايح بالفندق عندنا وتعبان .. و مدري ان كان سليمان ولا مازن يبون يجون يشوفونه و .......
قاطعتها ساره وهي تقول بخوف : خالد طايح عندكم بالفندق ؟؟!! ليه شفيه وش صار له ياعطوف واش جابه لعندكم ؟؟
عطوف بحنان مصطنع : شوي شوي على قلبك حياتي .. انا مدري عن شي ! كنت نازلة من الجناح لما شفت طوارئ الفندق حاملته ومدخلينه أحد الغرف .. ! ولأني عرفته رحت له فورا وكلمته ولقيته ياعمري مو حاس بأحد ومبين تعبان بالحيل .. المهم جابوله الطبيب وشخص حالته و طلع عنده انهيار عصبي !
ساره بفزع : إيــــــــــش ؟؟ انهيـــار عصبي !!
بهاللحظة كان سليمان نازل الدرج وسمع ساره وخفق قلبه بخوف وهو ينزل بسرعه لين وصلها وشاف الفزع بعيونها وقال : وش السالفة ياساره مين الي معاك ؟؟
رمت ساره السماعه على سليمان وهي تبكي وتقول : خالد ياسليمان تعبان و مدري شصار فيه !
أخذ السماعه منها ورفعها لاذنه بسرعه وهو يقول : الوو ..
عطوف بنعومة : هلا سليمان .. معاك عطوف !
عقد سليمان حواجبه باستغراب وهو يقول بخوف : وش الموضوع ياعطوف وش فيه خالد !
عطوف : تعبان ياسليمان وطايح عندنا بالفندق .. و أنا دورت بجواله على رقم بيتكم عشان أبلغكم تجون تشوفون اخوكم ..
سليمان : وينه هو بنفس الفندق الي انتي ساكنه فيه ؟؟
عطوف : إي بنفس الفندق !
سليمان : مشوار الطريق وأنا عنده.. باي
عطوف : باي
سكر سليمان السماعة وفورا مشى بسرعه للدرج .. وقبل يطلع انتبه لساره الي تبكي بصوتها وقال : سوسو حياتي تبين تروحين معاي بسرعه اجهزي ..
وطلع الدرج واهو يطلع كل ثلاث درجات مع بعض بسرعه لين وصل غرفته وبدل ملابسه وساره هالوقت نادت على الخدامه تجيبلها عبايتها ومافي وقت تبدل ملابسها ..
ونزل سليمان بسرعه وساره تلبس عبايتها وخلصت ومشوا مسرعين لسيارة سليمان وركبوها وانطلقوا فيها بكل سرعه لوين ماخالد طايح بالفندق ومو حاس بأحد !
دق جوال خـالد وكانت عطوف متواجده معاه بالغرفة .. ويوم سمعت الرنين مشت للجوال بسرعه ومسكته وطالعت الرقم المتصل وكان الرقم مسجل باسم .. مازن ! ابتسمت بدهاء يوم عرفت ان مازن المتصل وردت بنعومه : أهلين مازن !
مازن باستغراب : عفوا مين معاي !
عطوف بمكر : انا عطوف !
مازن بذهول : عطوووف ؟؟؟ .. وين خالد !
عطوف وهي تطالع خالد : خالد طايح وتعبان ومو داري عن الدنيا يامازن ؟؟
مازن بفزع : حتى خـالد تعبان وطايح !
عطوف وهي ترفع حاجبها : ليه ومين غيره بعد تعبان ؟؟
سكت مازن لحظات وهو يحاول يستوعب الصدمة وشوي الا قال : وينهو ؟ بالمستشفى ؟؟
عطوف : لالا .. شلون كنت بعرف عنه لو كان بالمستشفى .. هو طايح هنا بالفندق الا انا فيه !
انصدم مازن وحاول يستوعب الموضوع ويفهم السبب الا خـلى خالد يروح لفندق عطوف لكنه فقد التركيز من هالصدمة الي يواجا وقال : أوكي دقايق وانا عنده ..
ابتسمت عطوف بدهاء وقالت : حياك حبيبي
مازن بضيق : باي
عطوف بنعومة : بايات !
وسكرت منه وقلبها يخفق بالفرح من هالصدفة الي جات بطبيعتها بدون ماترتب لها ! مازن بيجيني الفندق عشان خـالد .. لكن بوجود ساره ! ياهي فرصة نزلت علي من السماء ! وماراح أفوتها ولازم ألعب بجزء من لعبتي بهالفرصة الي ماتتعوض ! وقعدت بغرور على الكنب المتواجد بجناح خالد .. ودارت الأفكار براسها لوين ماتوصلها لطريقة تحرق فيها قلوب الاثنين .. مازن وساره !
دقايق ووصل سليمان وساره للفندق ودخلوا بسرعه وسألوا موظف الاستقبال عن جناح خالد ودلهم عليه .. ومشوا مسرعين لجناحه ولقوا الباب مفتوح ودخلوه بسرعه ..
وقفت عطوف بواجهتم من دخلوا الجناح .. وساره من شافتها خفق قلبها بكل عنف وحمق وهي تطالعها وعطوف تقترب منها بنعومة وتقول : مرحبا ساره شلونك ؟
طالعتها ساره بنظرة من فوقها لتحتها وقالت بازدراء : بخير .. (( وتجاوزتها ومشت عنها لوين ما خالد متمدد على السرير .. التفتت لها عطوف وهي تبتسم بغرور وتحاول تظهراللا مبالاة .. ورفعت حاجبها وهي تطالع بسليمان وتقول : حتى انت ماراح تسلّم !
اتنهد سليمان ومشى وهو ينقل بصره بين خالد وبينها ومد ايده وصافحها بسرعه وهو يقول ببرود : الحمد لله على السلامة
عطوف بنعومة : الله يسلمك ..
سحب سليمان إيده ومشى عنها لعند أخوه .. وقعد على السرير بجمبه اليسار وساره على جمبه اليمين ودموعها تسيل بلاشعور وتمسح على إيد خالد بكل حنان ! مسك سليمان إيد خالد الثانيه وضغط عليها واهو يقرب راسه منه ويقول بهدوء : خـالد .. خالد رد علي ياخوي انا سليمان !
فتح خالد عيونه بوهن ولمح خيال سليمان وساره قدامه وعجز لا يفتح عيونه أكثر وسكرها مره ثانيه بكل تعب ! التفت سليمان لعطوف وقال : وش قال الطبيب بالضبط ؟!
اقتربت عطوف لهم واهي عاقدة ذراعينها على صدرها وقالت : قاسله الضغط والحرارة و يقول معاه انهيار عصبي ومحتاج للراحة التامة و عطاه ابره مسكنة ومهدية !
ظاعت عيون سليمان بالجدار الي قدامه وهو يقول بهمس : انهيار عصبي ! .. وعصفت بداخله الهواجس والأفكار ! وش الي صارلك ياخالد ! ليه صابك هالانهيار العصبي ؟! انت من طلعت من البيت الصباح كنت بأسوأ الأحوال .. كنت حاس ان فيك شي كايد وماسوى فيك خير ! والتفت يطالع بوجه اخوه ! وشاف الألم والتعب فيه .. وضغط على ايده وهو مضيق عيونه فيه بكل حنان .. والتفت لساره الي تشاهق بهدوء وتمسح دموعها بصوابعها ! واتنهد من خاطر واهو يتمنى اخوه يصحى ويقوله وش الي صار بالضبط !
وفاجأة سمع صوت الباب ينفتح من وراه والتفتوا كلهم للباب وشافوا مازن يدخل وعلامات الاهتمام والخوف بوج ! وراقبوا الباب من خلفه ياعسى تكون سمر معاه لكن ظهر ان مازن كان جاي لحاله .. ومشى بخطوات هادية وهو ينقل بصره بين ساره وسليمان وقلبه يخفق بكل خوف وأول ماوصل لهم وقف وقال : عسى ماشر ؟ .. قاله سليمان الحالة الي عرفها من عطوف عن خالد ! وانصدم مازن من هالخبـر !! انهيار عصبي ؟! ليه ياخالد وش صار ياخوي ؟! ومشى لجمب السرير واتلاقت عيونه بساره وهي تبكي .. ومسح على شعرها بحنان وهو ينحنى على الارض بجمب خالد وكانت الجهـة الي قاعده فيها ساره .. وقرب راسه من اذن خالد وقال بهدوء : سلامتك ياخالد .. ماتشوف شر .. خالد تسمعني ياخوي ! أنا مازن .. !
فتح خالد عيونه بصعوبه وحس بثقل جفونه وألمها وماقدر يطول فتحها .. وسكرها وهو يهمس بتعب : موويه .. ابي موويه .. !
وقف سليمان بسرعه ومشى بخطوات مسرعه لناحية الثلاجة المتواجده بالجناح وفتحها وطلع منها قارورة مويه ورجع وقعد مكانه ومسك ايد خالد يبي يقعده واهو يقول : خذ المويه ياخالد ..
فتح خالد عيونه بتعب وضغط على ايد سليمان بمحاولة للجلوس ومازن مسكه من ورى كتوفه ليعاونه على الجلوس .. وسليمان فتح المويه وقربها لفمه وخلاه يشرب منها لين بعد خالد راسه باكتفاء .. أبعد سليمان الموية عنه ومازن رجع يعاونه ليتمدد واهو يقول : سلامتك ياخوي ! .. سكر خالد عيونه بقوة وهو يتنهد بكل قوته بطريقة خلتهم يتبادلون النظرات بكل خوف ! وساره لازالت ممكسة بإيد خالد وتبكي بهدوء .. التفت لها مازن وشاف دموعها وحزنها ومد ايده ومسح على إيدها واهو يبتسم لها بحنان ! والتقت عيونه بعيون عطوف ومسرع ما أبعدها عنها وطالع بساره .. وانحمقت عطوف واهي كانت شايفة كل شي ونيران الغيرة والغضب تشتعل بداخلها .. مازن ولاطالع فيها ولاعبر وجودها بالمكان .. ! وكان هالشي كفيل بان يشعل نار الغضب بداخلها وتحرق قلبها ! .. وشوي الا طالع سليمان بمـازن وقاله بهدوء : وين سمر يامازن ؟!
انتفض جسم خـالد بكل قوته من وقع على مسامعه اسم سمر ! وخرجت من بين شفايفه أناااات وهو مسكر عيونه بكل قوتها !! وهم اخترعوا يوم شافوا الي صارله فاجأة وقلوبهم تخفق بكل عنف وخوف ! وقرّب سليمان راسه منه وهو يقول بخوف : عسى ماشر ياخالد شفيك ! وش تحس فيه ؟!
خالد بصوت مذبوح : اطلعوا عني تكفووون .. خلوني بحالي مابي أحد عندي ..
مازن : طيب ياخالد بس قولنا شفيك الحين ؟! في شي يوجعك .. ننادي الطبيب يشوفك ؟؟
خالد وعيونه مسكرة قال بأنفاس متقطعة : لااا .. مافيني شي .. بس مابي احد تكفون خلوني لحاااالي .. !
تبادلوا النظرات وسليمان يقول بهمس : خلاص تعال يامازن نطلع .. (( واتنهد واهو يكمل : خله يرتاح الحين وبعدين نشوفه ..
هز مازن راسه واهو يطالع بخالد لحظات .. وبعدها وقف ووقف سليمان معاه وساره تقول من بين دموعها : انا باقعد معاااه ..
سليمان : خليه يرتاح ياساره و ندخل نشوفه بعد شوي ..
طالعت ساره بوجه خالد الي مو مرتاااح وقالت : اخاف يتعب ولا يجيه شي ومحد عنده
فتح خالد عيونه بوهن وطالع بساره وقال يبي يطمنها : مافيني شي ياساره .. بس ابي ارتاح الحين لحالي .. لاتخافين حياتي !
وقفت ساره ودموعها تنزل واقتربت لين راس خالد وانحنت وباست جبينه بخفة ومسحت على راسه بكل حنان وعيون عطوف تراقبها وماقدرت تخفي تعجبها من هالحب والحنان إلي الكـل يغمره لساره ! حتى خالد بعز تعبه يهمسلها بكل حنان .. وسليمان يبتسم لها بكل حب .. ومازن .. وياويل قلبي منك يامازن ! راقبته بعيون مشتعلة بالغيرة وهو يمسك ايد ساره بنعومة ويمشي معها لخارج الجناح .. وسليمان بجمبهم واهي تمشي من خلفهم لين طلعوا من الجناح وسكروا الباب .. ! .. ومشت عطوف لموظف الاستقبال لسبب ما وهالمره ساره الي سألت مازن بكل خوف واهي تقول : مازن وينها سمر !
مازن بتنهيدة : بالمستشفى !
انتفض قلب ساره وشهقت وهي تغطي فمها بإيدها بصدمة وقالت ودموعها تنزل : صار شي بينها وبين خالد أنا متأكدة !
سليمان بخوف : عسى ماشر يامازن ؟! وش جاها !
مازن بهمس : كنت برا البيت .. ويوم رديت لقيتها طايحة ومغمى عليها على الأرض ! (( وراقب عيونهم المخترعة وكمل واهو يقول : شلتها بسرعه ووديتها المستشفى وطلع جاها إغماء من ضيق بالتنفس !
سليمان بذهول : ضيق بالتنفس ؟؟!
هز مازن راسه وهو يقول بضيق : وسببه صدمة نفسية قوية !
غطت ساره وجا بإيدنيها وبكت وهي تقول بخرعة : لاااااه .. لايكون سواها خـالد .. لايكووون سواها !
طالعوا فيها كلهم بخوف واستغراب وسليمان يقول : وش يكون سوى ياساره ؟! انتي دارية عن شي !
مسكت ساره جوانب وجا واهي تقول بهمس من بين دموعها : لااااه .. ياويلي لو كان سواها !
مازن بخوف : وش الموضوع حياتي !
راقبت ساره عطوف واهي تقترب لناحيتهم وعيونها تطالع بساره وتحرقها بنظراتها .. شاحت ساره بوجا عنها والتفتوا اهم لها يوم شافوها اقتربت لهم وقالت وهي تنقل بصرها بينهم : عفوا بازعجكم شوي !
اتأففف سليمان بضيق ومشى عنهم لوين مايروح لقسم طوارئ الفندق ويتطمن على حالة خالد من لسان الطبيب نفسه .. وساره ظلت دايرة وجا عن عطوف وتمسح دموعها بصوابعها وسمعت عطوف وإهي تقول لمازن بدلع : مازن أبيك تغيرلي الفندق .. مو مرتاحة فيه ! ..
طالعها مازن بنظرة حمق وإهي كملت متجاهلة نظرته : خدمتهم مو عاجبتني وموقعهم بعيد عن بيتـك يطول علي المشورا لو بغيت أجيك دايم !!
التفتت ساره لهم بقوة يوم سمعت هالجملة من عطوف وطالعت فيها بنظرة نارية وماقدرت تسكت وقالت بعصبية : وانتي مين سمح لك أصلا تجين لبيت مازن ؟؟
عطوف ببرود : مازن الي سامحلي واهو الي مرتب كل شي معاي من قبل لا أوصل السعودية !
مازن بعصبية : انطمي ولا كلمة ! (( والتفت لساره ومسك ايدها وقال وهو يراقب عيونها المصدومة : لا تصدقينها ياساره هذي تبي تخرب بيننا وبس .. !
عطوف بابتسامة دهاء : لا تنكـر حبيبي وخلها تفهم .. (( ونقلت بصرها بينهم وهي تقول بمكر : وقولها اني كنت في بيتك أمس وقت ماكانت طالعه اهي وسمر ؟!
اتوقدت عيون مازن بالغضب وقال وهو يصك سنونه : انتي أكبر حقيرة ونذلة شفتها بحياتي !
عطوف بأسف : أوووه مازن آسفة .. نسيت انك حرصتني ما أتكلم قدام ساره وما أبين لها شي ! (( وضحكت بغرور وابتعدت عنهم .. والتفت مازن لساره وشاف الألم بعيونها ودموعها ومسك إيدها وهو يقول برجاء : حياتي أرجوك لا تعبرين كلامها !
ظاعت عيون ساره بوج وهمست من بين دموعها : مو هذا الي اتفقنا عليه يامازن ؟!
مازن : أدري ياحياتي بس صدقيني غصب عني !
ساره بصدمة : يعني صدق هي جتك أمس ؟؟
راقب مازن عيونها بعجز عن الرد .. وسحبت ساره ايدها من ايده وهي تقول : ليه يامازن ليه ؟!
ودارت عنه من غير ماتنتظر الرد ومشت بسرعه لبوابة الفندق ومازن مشى خلفها بسرعه ومسكها من ذراعها واهو يقول : وين رايحة حياتي تكفين لاتسوين كذا !
سحبت ساره ذراعها منه وكملت مشيها للبوابه وهي تبكي .. ومسكها مازن مره ثانية وهو يقول : أوكي خليني أنا أوصلك البيت
لفت ساره وجا عنه وشافت سليمان مقبل لهم وعلامات الاستغراب بوج وقالت لمازن برفض : لا مابيك انت .. روح لها اهي لاتتركها بحالها ..
انجـرح مازن من خاطر وهو يطالع بسليمان الي وصل لهم وقال بخوف : عسى ماشر شفيكم ؟؟
ساره من بين دموعها : وديني البيت سليمان ..
سليمان بهدوء : حياتي انا لازم أقعد مع خالد الليلة وانتي خلي مازن يوصلك ..
اتنهدت ساره بضيق ومشت مبتعدة عنهم للباب وعيون سليمان تلحقها واهو يسأل مازن : وش صاير يامازن ..
لحقها مازن واهو يقول لسليمان : بعدين ياسليمان .. بيننا اتصال !
سليمان بضيق : على خير ..
ودار عنهم ومشى لوين ماخالد يكابد جروحه ووناته وآلامه ..
|