مرحبا بكم

قصة غارقات في دوامة الحب

مــنــتــدى الــحــكــم والــقــصــص

آخر 10 مشاركات
ذكريات المنتدى 2007 م أين هي ؟
(الكاتـب : المقاولون ) (مشاركات : 25) (آخر مشاركة : الشآآرد؟!)
اسباب البركه في حياتنا.
(الكاتـب : aseeer-com ) (مشاركات : 3) (آخر مشاركة : بسووومي)
افضل اكبر موقع سيارات عربي
(الكاتـب : norhan2000 ) (مشاركات : 0)
افضل جامعات بالخارج
(الكاتـب : norhan2000 ) (مشاركات : 0)

 
العودة   منتديات روعة الكون > (¯`·._) الـمنـتـديات الادبــيــة (¯`·._) > مــنــتــدى الــحــكــم والــقــصــص
التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم
 
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-2007, 08:48   رقم المشاركة : 41 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

في بيت اهل بدر .. المعازيم اللي وصلوا للحين قليلين .. نوف وسهى مع بنات عمهم بالمطبخ .. رايحين جايين ومحتشرين .. مافي وقت يقعدون ويرتاحون .. اللي يشوفهم يقول هذا عرس بدر مو عزيمة عادية ..
نوف : فرح .. أقول ما كأننا معطين هالعزيمة اكبر من قدرها ..
فرح : ... هذا كلام ابوي .. هو اللي يبي كذا ..
دلال : نوفو .. وانت شعليك اخوي رايح دارس برا وناجح وماخذ شهادة ماتبينا نفرح فيه ..
نوف : عشتو ... اللي يسمعك يقول اخوك هو الوحيد اللي درس برا .. تراه مو اول واحد ولا آخر واحد ..
دلال بغرور : بس حتى ولو ... اهم شي انه جاب شهادة نفتخر فيها كلنا ..
نوف بنفس الغرور : كفوك .. من زينه عاد ..
فرح : .. نوف حرام عليك .. تراك ظالمه اخوي ..
نوف وهي تأشر لنفسها : انا ظالمه اخوك .. بلاك ماتدرين وش هي سواياه ..
فرح : أدري .. تتكلمين عن اول قبل مايسافر .. بس الحين خلاص ..
تنهدت نوف .. يوم اقولكم ان كل الناس مخدوعين فيه .. ماصدقتوني .. حتى فرح اللي هي اخته ماتدري عن اللي قاعد يسويه .. تحسب انه تعدل بس طل ... الا شكله بيزيد ..
فرح : الا اقول ندى بنت عمك .. مب جاية ؟!!.
نوف : الا بتجي .. كل بيت عمي بيجون ان شالله ..
فرح : ياحليلها .. وحشتني مرة ..
حنان اللي كانت تصف البيالات في الصينية : اقول ما كأن المعازيم تأخروا .. محد جا ماغير ست حريم .. والرجال مدري عنهم ..
فرح رفعت يدها تشوف الساعة : لا تونا ثمان الا ربع .. انتظري لما ثمان وبيجون ..
سهى : انا بروح اشوف امي يمكن تبي شي مني ..
طلعت سهى من المطبخ وراحت لمجلس الحريم .. اما نوف ودلال ظلوا يسولفون بالمطبخ وفرح وحنان يرتبون الكاسات والأغراض ..
لحظات ويسمعون صوت رجال يتنحنح .. نوف انخبصت لأن ما معها غطا .. راحت وتخبت ورا الثلاجة من الربكة ..
فرح : لحظة شوي بدر ..
راحت له فرح عند الباب : نعم بدر .. تبي شي ؟!
بدر استغرب وقفتها عند الباب : بدخل بشرب موية ..
فرح : معليش بس نوف داخل .. انا بجيبلك ..
ابتسم بدر .. ورفع حاجب : نوف داخل ؟!.... طيب وخري بسلم عليها ..
فرح : وين اوخر .. اقولك داخل ..
بدر رفع نفسه يبي يشوف : ايه بس ماشوفها .. وينها ؟!!...
نوف تنرفزت .. وقالت وهي للحين ورا الثلاجة من الجهة الثانية : وش اللي ما اشوفها ... أجل تبي تشوفني ..
بدر مسك ضحكته لما سمع صوتها الحاد ينفخ عليه : تصدقين عاد ... ودي ..
نوف باحتقار : بأحلامك ...
بدر بجدية : لا تتحديني أدخل الحين واجي اشوفك ..
نوف بتحدي : .. أتحــداك ..
ماتريث بدر لحظة انه يدخل ... سحب اخته فرح على جنب ودخل .. صرخت فرح وهي تقول لا .. وحنان بعد .. اما دلال ظلت تضحك من الموقف باستغراب .. نوف من سمعتهم يصرخون وينادونه ارتعب قلبها وعرفت انه دخل ...
بدر عرف انها ورا الثلاجة وقف مكانه بوسط المطبخ وعيونه على ذاك المكان : ها نوف .. تتحديني بعد أجي لما انتي ..
نوف كانت خايفة وقلبها يرجف .. كانت عارفة انها اذا تحدته بيجي .. لكن كبرياءاً فيها قالت : أتحداك ..
كان بدر ينتظر منها هالكلمة .. راح لها لكن فرح مسكت يده بخوف ..
فرح : بدر شفيك .. وين انت فيه ؟!!
بدر : خليني .. هي تبيني اجي لها .. خليني انا ماعندي مانع ..
نوف بلعت ريقها بصعوبة : لا لو سمحت لا تجي .. وش ابي فيك .. اطلع بس ..
كتم بدر ضحكة وحاول يسحب يده من بين يدين اخته لكن فرح كانت ماسكته بأقوى شي عندها ..
فرح : بدر ... خلاص .. لو تدخل امي الحين ولا ابوي وش بيكون موقفك ..
بدر : عادي ... اقولهم ان نوف هاللي تحدتني ..
حنان : بدر خلاص .. خذ اللي تبي واطلع ... ترا اذا صار شي نوف مارح تسكت بتفضحك ..
نوف استغلت هالنقطة وأيدت كلام حنان : ايه ... ترا اذا جيت بعلم ابوي ..
ماقدر بدر غير انه يضحك بصوت عالي : ..!!
نوف : لا تضحك .. ترا والله اسويها ..
بدر : اذا كنتي جبانة لهالدرجة .. وشلون بتنفذين تهديدك ؟!!
التفتوا فرح وحنان ودلال له مستغربين .. أي تهديد هذا ..
فرح : بدر وش تهديده ؟!!.
بدر ببرود وعيونه للمكان الموجودة فيه نوف : اسألوا بنت عمكم وتعلمكم ..
نوف بارتباك : أي تهديد .. وش تخربط .. اقول فرح اخوكم استخف صار يقول كلام من بطنه ..
ضحك بدر مرة ثانية بصوت عااااالي ... يوم اقولك جبانة تراها جبانة .. بس ماعليه يانوف .. انا اقول كلام من بطني ؟!!.. طيــــــــب ..!!
التفت بدر لفرح : يالله عطيني كاس موية .. وبطلع ..
جابت له فرح الكاس .. شربها ومشى طالع لكنه سمع نوف تستوقفه ..
نوف : بـــــــدر ..!!
التفت بدر مبتسم : عيونه ...
شب وجه نوف نار من الحيا .. وغلى دمها من الغيظ .. يعني قاصد تستخدم معي هالأسلوب تبي تحرجني ..
مسكت اعصابها وقالت بكل ثقة : لا يغرك شكلي .. تراني بسويها ..
البنات فهموا انها تقصد انها بتعلم ابوها ... لكن بدر فهم شي ثاني .. تقصد تهديدها بالانتقام .. زادت ابتسامته وهو يسمعها تقول كذا ..
بدر ببرود وثقة : طيب ... وانا في الانتظار ..
نوف اغتاظت اكثر : يعني منت خايف ..
بدر : لا مب خايف .. منك انتي يالجبانة ما أخاف ..
كان ود نوف في هاللحظة تطلع له وترجمه بالكعب اللي لابسته تفلق راسه وتبرد حرتها .. يعني مو خايف !!... طيب انا اوريك .. مارح أرجع لبيتنا اليوم الا وانا ماخذه حقي كامل ..
نوف : اوكي .. على راحتك .. بس ترا قد اعذر من انذر ..
بدر : قد اعذر من انذر ها ؟!!
نوف : ايه ..
بدر: اوكي .. but you must be careful
راح عنهم .. طلعت نوف وهي تكلم فرح بانفعالية : فررررح .. وتقولين اخوي تغير... وين تغير ها قولي لي ..
فرح كانت مستغربة من تصرف اخوها : وانا وش يدريني .. مادريت انه بيدخل بهالطريقة ..
مشت نوف طالعة من المطبخ : انا بطلع .. لا يجي مرة ثانية ويسبب لي مشكلة ..

.......

راح بدر لمجلس الرجال .. كان كبير وفخم وموجود فيه عدد من الرجال من اقاربهم .. دخل وهو يبتسم وفي داخله يضحك عاللي صار معه في المطبخ .. شاف ضيوف جدد وصلوا بغيابه .. راح وسلم عليهم وتحمدوا له بالسلامة وباركوا له ..
ودق تلفونه .. كان سلمان..
بدر :هلا بك ...
سلمان : هلا فيك
بدر : وينك ؟!... ماقلت انك بتكون موجود مبكر ..
سلمان : وانا عند كلمتي .. يالله تعال انا عند الباب ..
سكر منه وراح عند باب الشارع اللي كان مفتوح من الاساس عشان اللي يجي يدخل على طول .. لقا سلمان واقف عند سيارته ..
بدر : هلا .. تفضل ليش واقف .. اسفرت وانورت ..
قرب سلمان منه وسلم عليه وبارك له : الحمدلله عالسلامة .. والف مبروك عالشهادة ..
بدر : ه .. تراك باركتلي قبل ..
سلمان : معليه ... عشان مناسبة اليوم قلت لازم اباركلك ثانية ..
بدر : يالله تفضل البيت بيتك ..
دخل معه وراحوا للمجلس .. وكل لحظة والثانية كانوا الضيوف في تزايد مستمر ...

.......

وصلوا بيت ابو فهد .. كانوا الضيوف قد كثروا وبدت المجالس تمتلي .. سلموا شوق وندى عالضيوف وطلعوا على طول للبنات في المطبخ .. من شافوهم قام الصراخ والترحيب ...
فرح : شخبارك ندى ؟!..
ندى : انا تمااام عال العال ... بشوفتك طبعا ..
ضحكت فرح : ياحبي لك .. وانتي شوق شلونك ؟
شوق : تماااام ..
وتموا شوي ياخذون اخبار بعض ويسولفون وبدوا ندى وشوق يساعدون .. انتبهت ندى لنوف اللي تشتغل بدون نفس .. راحت ووقف جنبها وهمست ..
ندى : نوف ... ابتسمي مايصير كذا .. وش بيقولون عنك الناس ..
نوف : احاول ... بس من جد شي ينرفز ..
ندى ابتسمت : عاااادي انسي الحين انها عزيمة بدر وسولفي معنا واضحكي وبتنسين الموضوع كله ..
نوف ابتسمت ابتسامة وسيعة ماتعكس اللي داخل قلبها .. من شافت ندى ابتسامتها المبالغ فيه ضحكت ..
ندى : ه ..
نوف : ليش تضحكين .. ماتبيني ابتسم .. هذاني ابتسمت ..
ندى : ايه بس ابتسمي بطريقة مقبولة .. مو كذا .. كأنك مغصوبة عالابتسامة .. ولا كأنك ماقد ابتسمتي في حياتك ..
ربع ساعة وامتلت المجالس عن بكرة أبيها ضيوف .. بدوا البنات يقدمون القهوة والحلى .. ويضيفون الحاضرين ويتحركون بكل مكان ..
بعدها قدموا الشاهي والمجالس كلها تعج بالازعاج والسواليف .. الكل يسولف ويهني ويبارك لام عبدالله ( ام بدر) سلامة ولدها والنجاح اللي حققه ..
أثناء ماكانوا البنات موجودين بالمطبخ يرتبون غلاسات العصير ويستعدون لتقديمه .. دخلت عليهم ام عبدالله ..
ام عبدالله : فرح حبيبتي وين البخور ..
فرح عضت على شفايفها : يوووه يمه .. للحين ماسويته .. وكيسة البخور الجديدة نسيتها فوق بغرفتي ..
تنهدت ام عبدالله بضيق : الله يهديك .. بسرعة روحي جيبيه لا نتأخر عالضيوف ..
فرح كانت منشغلة : بس انا الحين مشغولة ..
جت نوف : انا بجيبه .. وين حاطته ؟!
فرح : فوق على سريري بتلقينه ..
طلعت نوف من المطبخ وراحت راقية فوق .. توجهت لغرفة فرح ودخلتها .. لقت الكيس المقصود موجود فوق السرير .. خذته ورجعت طلعت .. مشت متوج للدرج .. لكن وقفت بمكانها لما شافت باب غرفة بدر مردود .. مو مسكر .. حطت الكيس اللي بيدها عالأرض راحت لها بفضول ودفعت بالباب لما انفتح على مصراعيه .. كانت الغرفة مظلمة ومبين ان مافيها احد .. فتحت النور وتقدمت بهدوء لما صارت بوسط الغرفة .. ابتسمت بخبث .. يمكن هاللحظة هي لحظة الانتقام اللي تنتظرها ..
اول شي توجهت للمكتب .. فتشت في الاشياء الموجودة فوقه .. كانت مجرد اوراق مافهمت منها شي .. تركت المكتب وراحت للمكتبة الصغيرة .. لفت نظرها ملف أصفر .. فتحته .. وكانت شهادات بدر ومن ضمنها الشهادة اللي حصل عليها من دراسته برا ..
فتشت فيها اكثر وابتسامتها الخبيثة تزيد وأفكارها تتسابق لذهنها .. شهادات بدر !!!... مارح القى وسيلة احسن من هذي ... شقى عمرك يابدر هذي الشهادات .. وانا اوريك وش بسوي ..

تحت .. وتحديدا بمجلس الرجال الكبير.. كان بدر يضحك ويسولف وسعادته ماتنوصف بالناس اللي حضروا مخصوص عشانه .. كان معه احمد وفهد وخويه سلمان .. عاد اجتمعت سوالفهم شوفوا الضحك ..
احمد : اقووول سلمان بالله عليك ماتعاني انك تخاوي واحد شخصيته مثل شخصية بدر ..
سلمان : .. تبي الجد عاد .. احيانا ..
بدر بفخر : الا قل من قده .. مخاوي واحد حاصل على شهادة الماجستير ..
سلمان : في هذي صدقت .. من قدي والله ..
احمد : ه ... اقول بدر بدينا نشوف منك شوفة نفس وغرور ..
بدر : يحق لي ...
فهد : ايه يحق له .. الدور عليك الحين احمد .. مابي اخاويك عالفاضي ..
احمد التفت له بطرف عينه : انت بس يحصلك تخاوي احمد .. هذا بس يكفي ..
فهد : لا والله ... اشوفك واثق من نفسك بزيادة ..
انتبه سلمان ليد بدر : بدييييير ..
بدر : خير ... لا تقول بدير ..
سلمان : الحين انت مو قايل لي انك بتلبس الساعة اللي عطيتك اياها .. وينها ماشوفها ..
بدر رفع يده : ايه ... تصدق نسيت ... متعود على هالساعة .. ( التفت لاحمد وفهد ) ماتدرون ؟!... حبيبي وعمري سلمان مهديني ساعة ...
احمد : ايوه من قدك ... كذا الاخويا ولا بلاش .. مو انا مخاوي واحد اسمه فهد وهو ولا ينفع لي بشي ..
رفع فهد حاجبه : يعني الحين انت اللي نافعني بشي .. الا طل ..
سلمان : بدر .. ما ارضى اجيبها ولا تلبسها ..
قام بدر واقف : خلاص ولا يهمك .. الحين اروح البسها .. عشان خاطرك بس ..
احمد : وين بتروح ؟!.. ووين حاطها ؟!!
بدر : حاطها بغرفتي بعد وين ... يالله عن اذنكم ..
احمد : لا تتأخر ... مايصير تبعد عن المعازيم ..
بدر : دقايق وراجع ..
طلع من المجلس وهم رجعوا يسولفون مع بعض ينتظرون عودته ..

في غرفة بدر .. نوف لازالت واقفة تقلب بصفحات الملف الموجود بين يديها .. ومبتسمة بوناسة وبخبث عالفكرة اللي استقرت ببالها .. راحت للمكتب وخذت من الملف آخر شهادتين حصل عليهم بدر .. وحمدت ربها انها كانت جايبة شنطتها معها .. ولأن شنطتها كانت كبيرة نوعا ما .. قدرت تدخل فيها الشهادات .. تنهدت بارتياح لأنها حصلت شي تقدر تنتقم عبره من بدر ..
انتفضت برعب لما سمعت حس احد جاي .. شالت الملف بسرعة ودخلته مكانه وراحت تركض بتطلع لكن ماقدرت .. شافت بدر جاي مقبل يدندن .. تراجعت بخوف .. وتلفتت يمين وشمال لعلها تلقى مكان تتخبى فيه ..
راحت تركض وتخبت خلف السرير وكتمت أنفاسها بخوف ..
وصل بدر لغرفته ودخل وهو مستغرب ان النور مفتوح .. ماطال استغرابه لأنه حط في باله ان وحدة من خواته يمكن دخلت ونست النور ..
وقف لحظات يتذكر وين حط الساعة الجديدة اللي وصلته من سلمان .. تذكر انها بالكومدينة .. راح وقعد على طرف السرير ..
نوف من حست بحركة عالسرير ضمت شنطتها لحضنها أكثر وغمضت عيونها بشدة من الخوف والرعب .. ياربي عسى ماينتبه .. يا ويلي انا وش جابني هنا ..
طلع بدرالساعة .. فصخ ساعته اللي عليه ولبس الجديدة الرائعة على يده .. راح لتسريحته يعدل شماغه وكشخته ...
نوف من الخوف الرعب العايشه فيه بدت قطرات العرق تلمع بوجا .. والدموع تجمعت في عيونها .. لكن بصمت وبدون صوت .. انا حمارة .. والله اني حمارة انا وش جابني .. ياربي انقذني ..
انتبهت انت طرف تنورتها مبين .. عضت على شفايفها وسحبتها ببطء عشان ما يحس ..
بدر لازال واقف قدام المراية يعدل العقال والشماغ .. رفع وحدة من العطور وبدا يتعطر .. لكنه لاحظ حركة غريبة انعكست عالمرايه .. شي يتحرك بجنب السرير ..
في البداية حس انه يتوهم لكنه تأكد لما شاف ظلال عالأرض .. وهالظلال تتحرك لكن بشكل خفيف ومحد ملاحظ الا اذا ركز ..
ابتسم .. فيه شخص هنا بالغرفة .. شكوكه تقول له انها نوف .. بس شلون يتأكد .. مايبي يرعبها ..
راح بخطوات هادية لما شاف جزء منها أكد له انها نوف .. مع انه ماشاف وجا بس تأكد .. رجع للتسريحة وهو يفكر ويسأل نفسه بحيرة عن سبب وجودها بغرفتها .. معقولة يكون السبب الانتقام .. تجي هنا عشان تنتقم .. لا مو معقوووول !!!... لكن اوريك يانوف ... جيتي لهنا برجليك .. محد جابك ..
كمل شغله وهو يغني بأغنية ولا كأنه داري بشي .. نوف كل لحظة تبلع ريقها بخوف .. كانت ترتجف من فوقها لتحتها .. ياربي وش بقول لو شافني ولا درا اني موجودة معه بنفس الغرفة .. ياويلي بموووت اليوم ..
سالت دمعتها ولا قدرت تتحرك حتى عشان تمسحها .. تركت دمعتها تشق طريقها على خدها بحرية .. اما هي ظلت تنتظر الفرج من ربها .. ضامة شنطتها بخوف وتبكي بصمت ..
فيما كان بدر يعدل الكبك حق كمه .. استقرت في باله فكرة .. لكنها فكرة شيطانية بمعني الكلمة .. ضحك بدر وهو يتخيل انه نفذها .. اما نوف لما سمعته يضحك استغربت .. خير ليش يضحك .. خبل ومجنون .. يالله اذلف خلني اطلع تكفى .. ابي اروووح لامي ..
سالت من عينها دمعه ثانية .. بدر انتهى من تضبيط نفسه طلع مفتاح غرفته من جيبه وظل يناظره بابتسامة خبيثة .. مشى للباب وطلع وسكره .. لكنه قبل لا يروح دخل المفتاح فيه وقفله .. رجع المفتاح لجيبه وراح نازل وهو وده يضحك بصوت عالي من اللي سواه .. خلي تهديدك ينفعك يانوف ..
رجع للمجلس ولا كأنه سوا شي ..
اما نوف لما طفى النور وتسكر الباب .. رفعت راسها بحذر تشوف .. كان الظلام دامس .. قامت بخوف والشنطة بيدها وركضت للباب .. مدت يدها وحاولت تفتحه لكن الباب مو راضي .. حطت يدها على فمها برعب وهي تحاول تكتشف السبب .. بدر قفل الباب علي ..!!!
لا حرام ... ليش يقفله ماكان مقفول .. ابي أطلع وشلون اطلع ..
قلبها بدل مايهدا زادت دقاته ... الحين وش اسوي ... بقعد كذا لما يجي بدر مرة ثانية ويفتح .. مابي .. مقدر اتخيل اني بقعد هنا لثلاث ساعات والاربع ..
ماقدرت تعبر عن شعورها بالخوف والرعب غير انها تبكي .. مشت للسرير بخطوات خايفة وجلست على طرفه وهي تبكي بشدة .. انا وش اللي جابني هنا من الاساس ..
ظلت خمس دقايق على حالها تشكي لربها وتدعي يطلعها من اللي هي فيه .. تذكرت ان جوالها معها .. طلعته بسرعة وبلهفة وكأنه هو المنقذ الوحيد الحين .. بس .. من تدق عليه الحين ... وش بتقوله .. انا بغرفة بدر !! .. مافي غير ندى .. هي اللي بتفهمني ..
بسرعة ضغطت عالأرقام ..

تحت ... رجعت ام عبدالله تدخل على البنات بالمطبخ
ام عبدالله : فرح ... وين البخور ؟!..
فرح : مدري عنها نوف .. راحت ولا عاد رجعت ..
ام عبدالله : روحي جيبيه بتنتظرين نوف .. يمكنها نست ..
فرح التفتت لوحدة من الخدامات : مينا .. روحي جيبي كيس ازرق موجود على سريري ..
طلعت الخدامة وبعدها بدقايق رجعت بالكيس
مينا الخدامة : هذا موجود فوق عند درج .. مافي غرفة انتي ..
استغربت فرح .. وطلبت من الخدامة تضبط الجمر .. ندى كانت واقفة معهم تسولف مع حنان مرة ومع دلال مرة .. لما دق جوالها وكان اسم نوف مكتوب ..
ندى : هلا نوف وينك .. وين رحتي ؟!
نوف انفجرت : نـــــــــــــــــــــــــــدى .... الحقيني يا ندى .... الحقيني ....
سكتت وظلت تشهق من البكي .. ماتخيلت نفسها بيوم من الايام انها بتكون في موقف مثل هذا ..
ندى خافت من صوتها راحت وطلعت برا عشان تعرف تكلمها : نووووف ... روعتيني وينك ؟!!!
نوف وهي تشهق : الحقي علي ... بدر ... بدر قفل علي ...
ندى قطبت ولا فهمت ... وانصفق قلبها من صوت نوف : نوف ليش تصيحين ... وينك فيه انتي ؟!!!
نوف بحسرة وهي تلوم نفسها : انا ... في غرفة بدر ...
شهقت ندى بقوة .. وحطت يدها على قلبها : ياحمارة وش تسوين هناك ... وش وداك هناك ؟!!
نوف استرسلت بالبكي والنوح : ندى لا تصارخين علي .. ابي اطلع .. ابي اطلع بدر قفل علي الباب وراح ..
ندى : ياحمارة وهو ليش قفل الباب عليك ..
نوف : ما ... ما يدري .. طلع وقفل الباب ..
ندى : يعني مافيك شي ..
نوف صرخت زيادة عاللي هي فيه : ياحمارة لا يروح فكرك بعيد ... ماكان يدري اني جوا الغرفة طلع وقفلها ..
تنهدت ندى بارتياح .. اشوى .. لكنها عاتبت نوف بغضب : وانتي يالزفتة وش اللي وداك هناك ..
نوف ارتبكت : ها ... مـ... ماكنت ادري انها غرفة بدر .. حستها غرفة دلال ..
هزت ندى راسها بعد اقتناع .. معقولة ماتعرف غرف بنات عمها .. سكتت وماحبت تسترسل بالأسئلة مع نوف احتراما لحالتها اللي هي عليها ..
نوف : والحين ندى ... وش اسوي ؟!... قولي لي والله بموووت ..... ( ورجعت لبكيها ولوم نفسها )
ندى : نوف الحين انا وش اقدر اسوي ...
نوف : دبريني ... دبريني حرام يقفل الباب علي هالحمار .. ليش يقفل الباب علي ليش .. هو اصلا ماكان مقفول بس مدري وش اللي طرا له هالثور ..
ندى : نوف .. ماقدر اقول لبنات عمك انك بغرفة بدر .. وانتي تعرفين اذا قلت لهم وش بصير .. بيفكرون غلط ..
نوف بمعنويات جدا منخفضة واحباط وخيبة امل علت صوتها : صح ... بس ..
ندى : اقولك اصبري شوي .. وبفكر وش اقدر اسوي ..
نوف : ندى انا خااااايفة ... طلعيني ... والله خايفة بموت من الخوف ..
ندى : خلاص اصبري مكانك .. وانا بدق عليك كل شوي ..
نوف : طيب ... بس لا تنسيني ..
ندى : افا عليك ... مارح انساك لا تخافين .. يالله تيك كير ..
نوف والدموع مستمرة بالنزول : باي ..
سكرت ندى عنها وهي محتارة ... نوف خبلة بعض الأحيان .. وش اقدر اسوي لها الحين .. من اقوله .. مقدر اقول لفرح لا يفهمون غلط .. ظلت واقفة بمكانها تفكر .. لما جتها شوق ..
شوق : ندى ... وين رحتي ..
ندى : هنا ..
شوق : تعالي يالله بنقدم العصير ..
ندى : يالله ..
راحت معها وانشغلت بتقديم العصير والفطاير للمعازيم ..

مرت ساعتين ونوف على هالحال وقرب موعد تقديم العشا .. ندى حطت جوالها وشنطتها بمكان ونست نوف لأنها انشغلت مع البنات .. ونوف تحاول تتصل فيها لكن محد يرد ... وهذا اللي زاد الطين بله عندها .. ندى حقرتني .. الحمارة هذا وانا موصيتها ..
مالقت نوف طريقة تعبر عن الخوف اللي داخلها بغير البكي .. طول الساعتين اللي فاتت كانت تبكي لما تغير وجا وحمرت عيونها ..

في مجلس الرجال .. كانوا الشباب يسولفون وبدر يضحك معهم بطريقة غريبة .. لأنه مثل ماهو يضحك على سواليفهم يضحك باللي قاعد يتخيله الحين صاير لنوف .. اكيد قاعدة ترتجف من الخوف .. ورينا يانوف وش بتسوين .. وين التهديد راح .. بس ردي لك كان قبل تنفيذك .. اعترف كان رد مبكر جا بغير وقته ..
سلمان : بدر ... بصراحة انت غريب .. وش صاير لك .. رحت عنا شكل ورجعت شكل ثاني ..
بدر تلفت حوله لقى احمد وفهد مو موجودين : تعال برا واقولك وش مسوي ..
سلمان : الله يستر منك ... ماندري وش يطلع منك انت ..
سكت بدر وقام .. وسلمان قام وراه .. لما طلعو للحوش التفت سلمان لبدر وهو معقد يديه على صدره ..
سلمان : قول وش انت مسوي ... بصراحة حاس انها مصيبة ..
بدر : لا لا تخاف مو مصيبة ..
سلمان : طيب تكلم ..
قبل ما يبدا بدر الكلام ضحك بصوت عالي .. ماقدر يمسك نفسه .. سلمان استغرب وحس ان السالفة فيها نوف .. بدر مايضحك بهالطريقة الا اذا كانت السالفة فيها نوف ..
سلمان : بدر ... وش انك مسوي ببنت عمك ؟!!
بدر وهو يضحك : ه ... نوف ؟!!!
سلمان : ايه نوف ... فيه غيرها ..
بدر : ه ... تدري اني مقفل عليها بغرفتي ..
سلمان فتح عيونه عالآخر ومسك بدر من ذراعه من المفاجأة : بغرفتك ؟!!.... صاحي انت ؟!!... وش مسوي فيها ..؟!!!
ضحك بدر لما شاف تعابير وجه سلمان : ه ... شفيك سلمان ... هذي بنت عمي مستحيل اضرها بشي ... اذبح نفسي قبل ما افكر بهالشي ..
بعد سلمان يده عنه : لا والله استخفيت ... ومن متى ؟!!
بدر رفع راسه يحسب : تقريبا من ساعتين .. يوم اروح البس الساعة ..
فتح سلمان عيونه على آخرهم من هول المفاجأة .. ساعتين ؟؟!!...
سلمان : ساعتين ؟!!؟!... ساعتين يابدر حرام عليك ...
بدر : خلها تعرف منهو بدر .. ومن يكون ... عشان تحرم تهدده مرة ثانية ..
سلمان : طيب وشلون ؟!!.. وش جابها بغرفتك اساسا ؟!!!..
قص له بدر السالفة .. ووشلون اكتشف وجودها وهي ماتدري .. وسلمان يسمع وهو متعجب .. تأكد الحين ان بدر داهيه ويسوي اللي في باله ...
سلمان : روح ... روووووح خاف ربك طلعها ...
بدر : لا .. خلها بعد العشا بعدين اروح ..
سلمان : بدر روح ولا ترا بصير للبنت شي ... ماتقول انها خوافة وجبانة .. روح ترا بعدين بتندم ..
بدر : هذا رايك ...
سلمان : ايوه هذا رايي ... والله لو يدري عنك احمد ان يذبحك ...
بدر : طيب ... بيني وبينك بدت تكسر خاطري .. بروح اطلعها والله يستر صدق مايكون جاها شي ..
راح بدر داخل وسلمان رجع للمجلس وهو مستغرب من تصرفات بدر .. ساعتين مرة وحدة ؟!!! حرام عليك يابدر ..!!!

نوف للحين على حالها .. كانت حالتها النفسية في تدهور والدموع ما جفت من عيونها .. قاعدة فوق السرير وضامة رجولها لها ومنكسة راسها وتبكي ... حتى النور مافتحته .. كانت جالسة بالظلام طول الوقت ومستمرة بالبكي وتفكر بالتصرف المتهور اللي وصلها لهالنقطة .. كله مني .. كله منك يابدر .. انا مالي دخل .. انت السبب .. لو ماكنت تتصرف معي كل هالتصرفات كان ماسويت اللي سويته .. ولا كان جيت هنا .. انت السبب في اللي انا فيه .. انت السبب .. ياااااااربي ابي اطلع .. طلعني ياربي ..
تركت الجوال بشنطتها ولا فكرت تستخدمه ثانية .. كانت قد يأست وهي تحاول تتصل بندى اللي ماردت عليها من آخر مكالمة .. وهذا نكد عليها .. ندى قالت انها بتتصل فيها كل شوي بس مرت ساعتين وشوي وهي مادقت ولا فكرت فيني ..
لذا استسلمت وتمت تبكي وتعبر بالدموع الغزيرة ..

بدر وصل للدور الثاني .. راح لغرفته وهو حاس بتأنيب الضمير مع شعور ثاني يطغى على قلبه .. نوف جوا غرفتي ..
وقف قبال الباب قبل مايفتحه ... ماكان يشوف أي خيط نور داخل الغرفة .. كانت مظلمة .. معقول نوف جالسة بالظلام .. طلع مفتاحه وفتح الباب .. تسرب النور اللي كان صادر من برا لداخل الغرفة .. وشافها جالسة فوق السرير ومنكسة راسها ويسمعها تبكي .. بوضع عصر قبله من الندم .. ياعمري يانوف ..
نوف ما انتبهت له لأنها كانت مغمضة عيونها وتفكر بالمشكلة اللي طايحة فيها ..
مد بدر يده لمفتاح النور وفتحه .. انتبهت نوف ورفعت راسها وهي تشهق من الروعة .. لما شاف بدر شكلها حس بشي يضغط على قلبه أكثر ويعصره بقوة فضيعه .. ماتحمل يشوف وجا الطفولي البرئ بهالشكل ... مبين انها مقطعة نفسها من البكي .. ماتوقعت توصل لهالدرجة ..
بدر : نوف ...
نوف من الخوف تراجعت على ورا بسرعة ولأنها كانت ناسية انها فوق السرير طاحت منه على ورا بشكل قوي ومؤلم ..
بدر ارتعب عليها وهو يسمعها تتأوه من الألم ..: نوف بسم الله عليك شفيك ؟!!
نوف تمت على وضعها .. طايحة لكنها استسلمت للبكي بصوت عالي : ابي اطلــــــــــع ... والله ماكان قصدي .. ابي اطلع ... بدر تكفى خلني اروووح ... مابي اجلس هنا اكثر ..
بدر تم واقف مكانه مرتاع وهو يسمعها تترجاه .. ماكان يقدر يشوفها بس كان يسمعها .. الحين حس بكبر ذنب اللي سواه : نوف ..... انا آسف ..
نوف ماسمعت وتمت تبكي : ابي اطلع ... ( تشهق من البكي ) .. ابي اطلع .. طلعنـــي .. والله خايفة ابي اروووح .. بدر لا تقفل علي خلني اطلع .. خلني ارووووح ...
ضرب بدر راسه عتابا على نفسه .. انا وش سويت .. ماقدر حتى يتحرك من مكانه ويروح لها ..
بدر : ... نوف ... اذا تبين تروحين روحي ... الباب مفتوح يالله ..
نوف : ...............
بدر : نوف تسمعيني .. تبين تطلعين اطلعي ..
ماردت عليه لكنه سمع شهقاتها المتواصلة واللي زاد من احساس تأنيب الضمير عنده .. مايدري شلون بيتصرف .. مبين ان البنت مرة متأثرة ..
بدر بمحاولة أخيرة : نــــوف ...
نوف وهي لا زالت بمكانها ولا تحركت .. بس ينسمع بكيها : وانت ... روح ابي اطلع ..
بدر فهم لطلبها : ولا يهمك بروح لغرفة فرح لما تطلعين .. طيب ؟!!
نوف : ...............
طلع بدر من الغرفة وراح لغرفة فرح اللي كانت اقرب غرفة لغرفته .. اما نوف لما حست انه ابتعد قامت واقفة وهي تمسح دموعها بارتجاف .. سحبت شنطتها من عالسرير وراحت تركض لبرا ونزلت تحت وهي مو قادرة تتحكم بدموعها .. ماصدقت ان الفرج جاها ..

اما بدر تم خمس دقايق بغرفة اخته .. ولما تأكد انها نزلت طلع راجع لغرفته .. وهو عايش بدوامة .. يلوم نفسه مية مرة عاللي سواه .. نوف للحين طفلة ما كبرت .. شلون فكرت اسوي اللي سويته .. شلون هان علي اتركها ساعتين بهالطريقة ..
مسك راسه بيدينه وهو يتذكر كلامها ورجاها بصوتها الباكي .. قبضه قلبه مرة ثانية نـــــدم عاللي سواه ..

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:48   رقم المشاركة : 42 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

الجــــــــــــــــــ 15 ـــــــــــــــــــزء




كانت شوق تدور بأنحاء غرفتها ترتبها وتعيد تنظيمها ... ماكانت حوسة لكن كان فيه اشياء بسيطة مرمية في أي مكان بطريقة عشوائية وغير منظمة ..
ولأن وقتها كان عندها وقت فراغ فحبت تلهي نفسها بهالشي وتشغل وقتها .. رتبت بعض الأوراق اللي تخص الجامعة عالمكتب وحطتهم بملف خاص .. راحت لكومدينتها وجلست على طرف السرير وفتحت درجها .. البروازين اللي كانت جابتهم معها حطت فيها صورتين .. طلعته من الدرج .. واحد منهم كان يحمل صورة ابوها صالح .. والثانية تشيل داخلها صورة لها مع أمها .. خلت البرواز الثاني وخذت صورة ابوها وتمت تتأملها بابتسامة حزينة .. ونظرة فيها عتاب .. حطت البرواز فوق الكومدينة عشان تقدر تشوفها كل مابغت .. اما الصورة الثاينة خلتها داخل الدرج ..


انتبهت للباب ينفتح وتدخل ندى .. راحت وجلست على طرف السرير من الجهة الثانية وهي تتنهد ..
انتبهت شوق للضيق في وجا ..
شوق : خير ندى شفيك ؟!
كانت ندى تقلب جوالها بيدها ومتضايقة .. ورفعت راسها لها : نوف ...
قطبت شوق واستغربت : نوف ؟!!... وش فيها ؟!!
ندى مبرطمة : أدق عليها ولا ترد علي ..
شوق : يمكن مشغولة ولا حاطه جوالها بمكان ..
ندى : ايه بس انا قاعدة ادق عليها من الصبح لما الحين ولا ترد ... وشوفي كم الساعة الحين .. معقولة ماتدري عن جوالها ...
شوق : طيب دقي على البيت ...
ندى : دقيت .. ردت علي سهى وقالت لي انها في غرفتها من الصبح ولا طلعت .. يعني اكيد جوالها عندها .. بس ليش ماترد ...
سكتت شوق .. ومر في بالها فجأة ذكرى العزيمة أمس .. كانت نوف قد اختفت عنهم .. ولما دخلوا الضيوف للعشا طلعت عليهم .. بس بهيئة غريبة .. شكت وقتها ان فيها شي بس ماحبت تسأل لأن الوقت كان غير مناسب ..
ندى : دبريني .. وشلون اكلمها ..
انتبهت شوق ورفعت عينها : ما أدري ...
تحركت ندى بضيق وقامت واقفة وهي تضغط على رقمها .. رفعت الجوال لأذنها وهي تحرك رجلها بقلق ... ثواني ورجعت نزلت الجوال والتفتت لشوق : شفتي .. سافهته ... ماترد ..
شوق : طيب يمكن بالحمام ... يمكن نايمه ... ولا يمكن حاطته عالصامت ولا انتبهت ..
هزت ندى راسها بعصبية : يمكن ... اتمنى ... عسى بس ماتصير زعلانة مني ...
قطبت شوق : زعلانة منك ؟!!... ليش انتي مسويتلها شي ؟!!
سكتت ندى .. كانت متضايقة ... متضايقة من نفسها .. شلون نسيتها امس وانا اللي وعدتها .. مليون بالمية ماترد علي لأنها زعلانة مني .. والله ماكنت اقصد .. انشغلت مع البنات ونسيتها تماما ...
شوق : نوف شفيها ؟!... انتبهت لها امس كانت غير طبيعية ؟!!..
ندى ماودها ترد .. تبي تكلم نوف بس هي مو راضية ترد .. ردت عليها بعصبية : مدري مدري .. ابي اكلمها .. ابي اشوف ليش ماترد ..
شوق : اصبري شوي .. يمكن تشوف رقمك وتدق ..
ندى رفعت عيونها للسما بنفاذ صبر : ياااارب ... الله يسمع منك ..
ظلت ندى جالسة عند شوق بغرفتها مع ان كل وحدة منهم ساكتة .. شوق كملت شغلها اللي بدت فيه .. وندى كل عدة دقائق تحاول تدق .. بس ملت المحاولات .. مبين ان ماعندها نية ترد .. كتبت لها مسجات .. لكن بعد مافي جواب ..
تذكرت بقلق وجه نوف امس .. انقلب فجأة .. ويوم حاولت تسألها وش صار ولا وشلون طلعت ماردت .. وكان مبين وقتها ان نوف كانت تتمنى تصرخ على ندى ولا تعطيها كف .. كان الغضب مبين بعيونها رغم التغير اللي لبسها امس ..
بقية ساعات العزيمة كلها كانت ساكتة ولا تكلم احد .. ندى قلبها حارقها تبي تكلمها وتتطمن عليها .. بس نوف ماعطتها وجه ولا عطتها فرصة .. ومن البارح للحين ماردت على مكالماتها المستمرة ..
شوق وهي ترتب بقية الأوراق المنثورة عالمكتب : ندى خلاص .. لا تشيلين هم .. نوف قلبها ابيض على طول بتنسى وبتدق عليك من نفسها ..
ندى في نفسها .. ياليت .. بس اللي سويته فيها امس مو شوية .. جحدتها ساعتين كاملة .. لو احد مسويها لي كانت قاطعته سنة .. شلون نوف .. لا وهذا وهي موصيتني ومحذرتني .. الله ياخذ بليسي صدق مايعتمد علي .. وين راح عقلي ساعتها ..
ندى : ما أظن ياشوق .. مع اني اتمنى .. حاسة انها زعلانة مني عشان كذا ما تبي ترد ..
شوق : قلت لك لا تخافين .. يمكن تزعل يوم يومين لكن على طول بتنسى ... مع ان ودي اعرف .. ليش زعلانة منك .. سويتي لها شي ؟!!
ظلت ندى ساكتة لحظات .. وعيونها على صورة عمها اللي لفتت نظرها ... رجعت التفتت لها : بعدين اقولك .. اهم شي ترد الحين ..
شوق رجعت لأوراقها : على راحتك .. ماتبين تقولين ترا مو لازم .. بالنسبة لي مو ضروري اعرف ..
تنهدت ندى ورجعت تسكت ... وشوق نست على طول وكملت شغلها ..


**** ****

كانت نوف بغرفتها منسدحة عالسرير ومغمضة عيونها .. تستعيد كل شي حصل لها البارح في بيت عمها وتحديدا بغرفة بدر .. كانت من فترة تبكي .. لكن الحين وقفت عن البكي وجفت دموعها .. لكنها تمت تتذكر اللي صار بشي من المرارة ..
من الخوف أمس ماقدرت تتذكر وش صار بالضبط .. غير ان بدر دخل ورجع يطلع ومن بعده طلعت هي .. لكن الحوار اللي دار بينهم ماتذكره بالضبط .. ماتذكر غير انها كانت تبكي ...
رجعت امس من العزيمة بالليل ودخلت غرفتها وكملت فيها بكي لما داخت ونامت بدون حتى ماتغير ملابسها .. مع ان جوالها ماسكت عن الرنين من امس لليوم وكل المكالمات كانت من ندى .. لكنها مابغت ترد .. ولها وجه تدق علي بعد اللي سوته هالحمارة .. كانت العون الوحيد لي لكنها جحدت ..
فتحت عيونها ببطء وركزتها عالسقف .. احمرار عيونها ماخف عقب الدموع من امس .. حاولت تقعد جالسة لكنها حست فجأة بألم أسفل ظهرها .. جلست ببطئ وهي تتأوه من الألم .. قامت واقفة ويدها على موضع الألم .. كله بسبب الطيحة امس .. كله منك يابدر ..
مشت بهدوء للحمام ويدها على ظهرها .. تمشي ببطء بسبب الألم اللي تحس فيه مع كل خطوة ..
دخلت غسلت وجا وطلعت وهي تحس برعشة برد .. مسكت الجوال ولقت فيه 30 مس كول ... وكلها من ندى .. كانت تسمعه يرن لكن قاصده تسف .. ماتبي تكلمها ... ولما شافت الحاحها عالأتصال حطته عالصامت عشان ترتاح .. مايهمها تلفونها يدق من اليوم لبكرة ..
رجعت الجوال مكانه وطلعت من غرفتها ونزلت تحت .. تلاقت مع امها وهي نازلة الدرج .. كانت ام احمد بتكمل طريقها للمطبخ لولا انتبهت لوجه بنتها الغريب ..
ام احمد : نووف ... شفيك يمه تعبانة ؟!!..
وصلت نوف لتحت وهي تمسك ظهرها من الألم .. والعبوس والضيق مبين على ملامح وجا ..
نوف : يعني ... حاسة اني تعبانة شوي .. ورجليني يالله تشيلني ..
تقدمت لها ام احمد ومدت يدها تتحسس جبينها : نوف ... حرارتك مرتفعة ... وش تحسين فيه ؟!!
نوف : قلت لك يمه .. راسي مصدع ورجليني مافيها حيل تشيلني وبردانة .. وبعد .. ظهري يعورني ..
ام احمد : طيب ارتاحي .. لا تتحركين كثير ..
نوف : لا بروح آكل .. جوعانة .. ماكلت شي من الصبح ..
ام احمد : روحي اقعدي وانا بخلي الخدامة تصلح لك شي .. لا تتحركين شكلك تعبانة مرة ... حتى عيونك مب طبيعة .. محمرة وذبلانة .. روحي اقعدي ...
نوف تقدمت ماشية : ان شالله ...
راحت لوحدة من الكنبات وجلست وهي تحس بالتعب يزيد عليها .. رجليها ويديها وكل شي ... كل مالها وتحس بقوتها تتلاشى .. معد تقدر تحرك اصبع الحين .. رجع الخدر يهاجم جسمها ويسيطر عليها .. تمت على حالها مثل الميت خااااملة .. لما غلبها النوم ونامت عالكنبة ...
رجعت ام احمد للصالة لقت بنتها نايمة .. جابت لها بطانية وغطتها .. ورجعت للمطبخ تصلح لها بنفسها وجبة تفيدها ..
شوي ودخل احمد الصالة جاي من برا .. انتبه لأخته نايمة بوسط الصالة والبطانية فوقها .. راح لها مستغرب من نومتها هنا .. هزها بخفة من كتفها ..
احمد : نوف ...
نوف : ...........
رجع يهزها : نوووف ... ليش نايمة هنا ؟!
تحركت ببطء .. وفتحت عيونها بصعوبة : ......... نعم ...
احمد : شفيك نايمة هنا ؟!!
رجعت غمضت عيونها : مافيني شي ... خلني ... ابي انوووم ..
احمد : قومي لغرفتك طيب ..
نوف بصوت مبحوووح : ماابي .. خلني نايمة ابي انوم ...
استغرب احمد صوتها وشكل عيونها .. رفع يده وحطها على جبينها يشوف .. انتفضت نوف من لمسته وفتحت عيونها مرتاعة ..
نوف : أحمــــــــــد ... يدك باردة .. بعد ..
احمد مقطب : تعبانة فيك حرارة ..
بعدت يده عنها ورجعت تغطت بشكل كامل حتى وجا غطته : أدري .. خلني نايمة تكفى ... حاسة اني ماقدر اتحرك ..
احمد : تبين تروحين للطبيب ؟!!
نوف شوي وبتصيح : لا .. مابي .. احمد خلني نايمة خربت علي نومي ..
انتصب احمد واقف : طيب خلاص نومي .. بعد هذا جزاي ..
تركها وطلع من الصالة ... اما هي ماصدقت من ابتعد عنها رجعت لنومها .. وهو راقي الدرج شاف امه ..
احمد : يمه ... ترا نوف تعبانة ...
ام احمد : أدري ... مدري وش جاها .. امس مافيها الا العافية ... مدري وش جاها اليوم ..
احمد : يمكن برد ..
ام احمد : يمكن .. بس من رجعنا من العزيمة امس ووجا مو عاجبني ..
احمد : يمكن كان بداية التعب ...
ام احمد : خلها ترتاح الحين .. واذا ماتحسنت من اليوم لبكرة وديناها الطبيب .. صلحت لها الحين شي يدفيها ..
ترك احمد امه وطلع فوق لغرفته ..

نوف تعبت وجتها حرارة .. وكل هذا كان انعكاس للي صار لها امس .. حالتها النفسية اللي ساءت لساعتين مع الدموع اللي ذرفتها زيادة عالرعب والخوف اللي عاشته .. كله انعكس سلبي على نفسها ومرضت .. تمت بقية اليوم بطوله تحت بطانيتها ونااايمة .. معد صار لها حيل حتى تفتح عيونها ... كانت حالتها تكسر الخاطر مسكينة ..


**** ****

بعيد عن الرياض .. وفي مكان يسمونه عروس البحر الأحمر .. هناك كان موجود عش الزوجية لنجلاء وسعود .. حياتهم مع بعض ابتدت هناك .. وارتباطهم مع بعض ابتدا هناك .. سعادتهم كل مالها وتكبر داخل قلوبهم ومن حولهم وحواليهم .. حياتهم مع بعض كانت بثابة ولادتهم من اول وجديد .. وكأنه عُمر ابتدا من الصفر ..
قريب من البحر كانت شقتهم .. تطل عالكورنيش .. شقة متوسطة الحجم لكنها حلوة .. تحوي ثلاث غرف وحدة منهم غرفة النوم .. وصالة وسيعة وحمامين ومطبخ .. كانت شقة مرتبة أضفت عليها نجلاء لمسات خاصة من ابداعها وذوقها في هالأشياء ..

طلع سعود من الحمام والفوطة على كتفه بعد ما اخذ شاور.. كان توه راجع من الشغل ودخل على طول للحمام .. حتى نجلاء كانت مشغولة بالمطبخ تجهز للغدا ولا عرفت انه رجع .. راح بخطوات هادية للمطبخ عشان ما تحس فيه نجلاء .. وقف عند الباب يشوفها .. كانت واقفة ومعطيته ظهرها وتقطع السلطة قدامها وتدندن بألحان وهي تشتغل .. مشى لها بهدء بدون ماتحس .. وهي كانت غارقة بشغلها ولا حست بشي ..
رفعت نجلاء يدها تشوف الساعة .. استغربت تأخر سعود .. رجعت تكمل شغلها وهي تتمتم ..
نجلاء : شفيه تأخر ..!!؟
انتفضت لما حست بيد تستقر على كتفها ..
سعود : ... شفيك ؟!... ارتعتي ؟!!
حطت نجلاء يدها على قلبها : سعوود ؟!!... يمه روعتني .. طيحت قلبي ..
سعود : اسم الله على قلبك .. ياقلبي ..
نجلاء : قلبك ؟!... قلبك شلون تروعه ؟!... ماتعرف تطلع صوت قبل ماتجي ..
سعود : لا ماعرف ..
انتبهت نجلاء للفوطة المعلقة على كتفه .. قطبت مستغربة : سعود من متى وانت راجع ؟!
سعود : من زماااان ..
نجلاء : وليش ماقلت لي ..؟!
سعود ببرود : وليش أقولك ؟!!
نجلاء : بس ... عشان اعرف ..
سعود : مو لازم ..
نجلاء : طيب .. اطلع للصالة ارتاح والغدا شوي ويكون جاهز ..
سكت سعود وراح للثلاجة وصب له كاس موية وشربها : ..... يعني لهالدرجة انا مشغلك ..
نجلاء : لا مب قصدي .. بس ماعرف اكمل الشغل بسرعة وانا اتكلم ..
طنش سعود كلامها : سمعتك تكلمين نفسك ... لهالدرجة مشتاقة لي ..؟!
نجلاء عشان تقهره وتغيضه : لا .. ما اشتقت لك .. بس كنت خايفة عالغدا .. اخاف يروح شغلي كله هباءا منثورا .. وبعدين من ياكله .. يروح تعبي عالفاضي ..
هز سعود راسه وهو رافع حواجبه .. وعشان يعاندها راح وقعد على كرسي بالمطبخ يعني ماني طالع قاعد على قلبك : يعني ما اشتقتي لي ؟!!
نجلاء وهي تكمل شغلها : لأ ...
سعود : متأكــــدة ؟!!
نجلاء : ايه متأكدة .. وبعدين لو سمحت ياليت تطلع عشان اخلص .. من الصبح وانا اشتغل عالغدا وما خلصت للحين ..
بدا سعود يغني اغنية وهو حاط رجل على رجل ويطق باصابعه عالطاولة مع الايقاع .. نجلاء فهمت انه يقصدها .. اصلا مافي غيرها يغني لها بهالطريقة .. وهذا اللي اشغلها وخلاها تلهى عن الشغل وتسمع له وهي يغني .. لما انتبهت انه قاصد يسوي كذا عشان يلهيها عن الطبخ والشغل ..
نجلاء : سعوود ...
سعود وقع عن الغنى : عيوووون سعود ..
نجلاء برجا مثل الأطفال : تكفى عاد .. كذا مارح تخليني اكمل شغلي ..
سكت ومبين انه طلع من المطبخ .. التفتت للكرسي اللي كان جالس عليه لقته خالي .. خذت نفس وكملت شغلها
نجلاء عشان تلطف الجو قالت بصوت عالي : معلييييييش حبيبي .. دقايق واكون عندك ..
توقعت انها يتلقى رد لكن مافي .. وقفت جامدة بمكانها ومصنمة .. شفيه مايرد أول مرة يسويها .. لا يكون زعل ..!!
رجعت لسلطتها وكملتها .. وشالت الغدا وحطته على طاولة الطعام في الصالة .. وكل مرة ترجع من المطبخ تناديه لكن هو مطنشها ولا يرد ..
انتهت من ترتيب السفرة وكل شي .. راحت لسعود اللي كان منسدح عالكنبة ويده ورا راسه ويناظر التلفزيون ..
نجلاء : سعود ..
سعود : ...........
مارد وتمت عيونه عالتلفزيون ولا التفت لها حتى .. ولا كأنها موجودة وتناديه ..
نجلاء : سعوود ... أكلمك انا ..
التفت لها : نعم ..
نجلاء : يالله الغدا ينتظرك ...
رجع عيونه عالتلفزيون : مابي .. كليه انتي ..
فتحت نجلاء عيونها وحطت يدها على خصرها : نعــــــم ؟!!.. وش قلت ؟!!
سعود : قلت كليه انتي .. مابي ..
نجلاء : لا حبيبي .. الظاهر اني قلت لك اني كنت انتظرك عشان تاكل .. ومايروح تعبي عالفاضي ..
سعود : بتغصبيني عالأكل ؟!!..
نجلاء : لا ما اغصبك بس لازم تاكل وانت جاي من الشغل تعبان .. وبعدين مايصير نرمي هالأكل كله ..
تم سعود على حاله منسدح وعيونه عالتلفزيون .. رد عليها ببرود : لا ترمينه .. كليه انتي ..
فتحت نجلاء عيونها عالآخر .. شفيه شصاير له : وانت وش شايفني .. غولة آكل هذا كله .. كان انفجر ..
سعود : أجل ... دبري حالك ..
تنهدت نجلاء وخذت نفس .. راحت وجلست على طرف الكنبة عنده .. مدت يدها ومسكت يده ..
نجلاء بدلال : حبيبـــــي ...
لف سعود عينه لها لكنه مارد : .............
نجلاء : حبيبي عاد رد علي .. شفيك ؟!... زعلان مني شي ؟!!
سعود بهدوء : انت شايفة انك مسوية شي ؟!
نجلاء ببراءة هزت كتفها وهزت راسها : ..... لا ...
رجع سعود عينه للتلفزيون : خلاص اجل .. اذا انتي شايفة انك ماسويتي شي .. ليش ازعل ..
نجلاء بدت تتضايق من تجاهله : ايه بس انت شكلك زعلان ...
سعود : ............
نجلاء : سعووود يالله عاد .. قوم تغدا .. مسوية طبخة اليوم .. غييييييير شكل ..
ظل ساكت ومافلحت في اغرائه بالأكل .. ظلت ماسكة يده وضمتها لصدرها لعلها تسترعي اهتمامه ..
سعود رفع حاجب من تصرفاتها .. تبي تلعب علي بكلمتين وبهالنظرات اللي تذبحني .. بس هين يانجلاء ان ماخذت منك كلمة اشتقت لك ماكون سعود : شفيك ؟!.. اذا جوعانة روحي كلي ..
نجلاء برطمت : ماقدر آكل وانتا مو معي .. ما اشتهي ..
سعود : اجل مو لازم ...
نجلاء باستغراب : مو لازم وشو ؟!
سعود : مو لازم تاكلين ..
نجلاء : بس انتا لازم تاكل .. توك راجع من الشغل تعبان ..
سعود بنظرة : انتي ماتبيني آكل عشاني تعبان أصلا ..
بلمت نجلاء وهي تناظره .. وشلون ما أبيه ياكل عشانه تعبان .. ماعرفت وش قصده ..
نجلاء : وش قصدك ؟!.. وشلون يعني ؟!
قام سعود قاعد وواجا بعد ماسحب يده من بين يديها .. نجلاء تمت ساكتة وعيونها بعيونه تنتظر منه رد ..
سعود : مب انتي اللي قلتي كذا ؟!!
نجلاء تأشر لنفسها باستغراب : أنا ؟!!
هز سعود راسه : ايه انتي .. ولا نسيتي ..
نجلاء : متى .........
قطعت كلامها وهي تتذكر .. وسعود تم ساكت وهو يطالعها تعفس وجا تحاول تتذكر .. بعدها ابتسمت ابتسامة وسيعة وضحكت ...
نجلاء : ...
سعود : ليش الضحك ؟!
نجلاء : من جدك انت ؟!
سعود : ايه من جدي ...
قامت نجلاء واقفة : كنت امزح معك ياحبي .. ويالله الغدا ينتظر ..
مد سعود يده وسحبها من يدها ورجعها تقعد : هذا ما يكفي ..
نجلاء : وشو اللي مايكفي .. !!؟!!
قرب سعود منها ومسك يدها عشان ماتقوم : اذا تبيني آكل غداك .. قولي أول انك اشتقتي لي ...
بلعت نجلاء ريقها وقلبها بدا يدق ... هزت راسها بعناد ... يعني ماني قايلة ..
سعود : بتقولين ..
نجلاء : ..............
سعود بنظرة : قولي يالله ..
رجعت نجلاء وهزت راسها بلأ.. حاولت تبعد عنه لكن يده ماسكة يدها ..
سعود بهدوء وبنظرة طالما أحرجت نجلاء : حبيبتي ... بتقولين ولا أستخدم معك الأسلوب الثاني ..
حاولت تتراجع .. لكن ماقدرت .. هي تعرف الأسلوب الثاني ولمع الخوف بعيونها من سمعته يقول هالكلام .. والحيا شب في وجا وتوردت خدودها لدرجة حست بالهوا حولها يحتررررق ..
نجلاء بارتباك : وش بتسوي ؟!!..

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:49   رقم المشاركة : 43 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

سعود : انتي تعرفين وش بسوي ؟!!.. بتقولين اللي أبيه ولا تحملي وش بيجيك مني ؟!!
زادت دقات قلب نجلاء لدرجة حست انها بتموت ... غمضت عيونها تهرب من نظراته : سعووووووود ..
ابتسم سعود لما شاف شكلها اللي انقلب .. وحاول يمسك ضحكته : لبيه ...
نجلاء : بمووووووت ...
سعود : ه ..
نجلاء حاولت تتكلم .. بس تتلعثم : والله ... والله اشتقت لك .. ولهانة عليك من الصبح ... اشتقت لك ..
ضحك سعود بصوت عالي .. اعترفت غصب عنها مثل مايبي .. رفع يدها وباسها ..
سعود : ... لو قلتيها من اول ماكان قلت اللي قلته ..
ظلت نجلاء ساكته ومنزلة راسها للأرض لدرجة خصل شعرها أخفت عنه وجا اللي انقلب ..
سعود : وأنا اشتقت لك أكثر ياعمري ..
رفعت وجا له بنظرة عتاب ولما شافه مات من الضحك .. وجا كان مثل الطماطم ..
سعود : ... نجولة حبيبتي شفيك .. أنا زوجك تستحين مني ؟!!
نجلاء منزلة عيونها للأرض ولا رفعتها : حرااااااااااام عليك .. والله قلبي بيوقف ..
سعود : ه ..
عصبت نجلاء من اسلوبه وسحبت يدها من يده وقامت واقفة ... نجلاء :عاجبتك حالتي الحين .. ويالله تعال تغدا ... ولا اقولك بالطقاق .... بتجي كيفك .. مارح تجي بالطقاق مايهمني ..
وقف سعود وراح وراها : .. لا بجي .. ميت جوووع بصراحة .. وريحة الاكل مااقدر اقاومها أكثر ..
قعد عالطاولة معها وبدوا يتغدون وهم يسولفون .. شوي شوي رجعت نجلاء طبيعية ورجع وجا للونه الطبيعي .. بس قلبها قعد فترة على ماهدا ..

**** **** ****

بعد محاولات مستميتة قدرت ندى تتطمن على نوف .. لكنها ماكلمتها شخصيا .. دقت عالبيت بعد مايست كليا ان نوف ترد عليها .. ردت عليها سهى وسألتها عن حال نوف .. خبرتها سهى انها مريضة شوي وتعبانة ونايمة ولا تقدر تكلمها ... ندى تطمنت جزئيا على نوف وقررت تكلمها فيما بعد وتعتذر منها ..
والحين قررت تنسى السالفة شوي ولا تضيق نفسها اكثر ... فقررت تنزل للصالة .. وراحت تجلس مع ابوها الجالس بوسط الصالة مع أمها ..
ندى : مسا الخير يبه ..
ابو فهد : هلا حبيبتي .. استريحي ..
راحت وجلست جنبه بعد ماحبت راسه ..
ابو فهد : شخبارك .. وشخبار الدراسة معك ..؟!!
هزت راسها مبتسمة : تمام .. ماشية ..
ابو فهد : مرتاحة ..؟!
ندى : الحمدلله ..
تموا فترة جالسين يسولفون .. وابو فهد يسأل بنته ويناقشها عن الدراسة وينصحها .. وندى تسمع وتعلق وتضحك وتبتسم ..
الفترة الأخيرة ماجلست مع ابوها .. ولها وقت ماجلست معه مثل هالجلسة اللي تاخذ وتعطي معه بالكلام ..
ابو فهد كان يضحك على سالفة تقولها ندى .. مد يده وقرص اذنها بحنية ..
ابو فهد : ... سوسة من وانتي صغيرة ..
ندى كانت تضحك وعاضة على لسانها بشقاوة : ... يبه تراني عاقلة .. عقلت الحين ..
ام فهد : الله يدوم هالعقل ...
ابو فهد : وين شوق اجل ؟!..
هزت ندى كتفها : مدري ... يمكن بغرفتها ...
ابو فهد : روحي ناديها ... لي فترة ماقعدت معها ..
ندى : ان شالله ..
وتوها بتقوم الا يسمعون صوت خطوات احد نازل .. كانت شوق .. مشت لهم مبتسمة ..
شوق : مسا الخير ..
ابو فهد ابتسم لها ابتسامة وسيعة كلها حنان : مساء النووور والسرووور ..
راحت وجلست على وحدة من الكنبات بعيد عنهم .. ناظرتها ندى بطرف عينها ...
ندى : كل هذا مذاكرة يالدافووورة ..؟!!
رفعت شوق حواجبها مستغربة : وانتي شعليك ؟!!..
ندى ببراءة : لا بس خايفة عليك من العين والحسد .. تعرفين الناس ماترحم عيونهم تخوف ..
شوق بسخرية : ومن هالناس اللي بتحسد غيرك انتي ..
ضحك ابو فهد على مناقرهم : ه ..!!
برطمت ندى بدلع والتفتت لأبوها بدلال : يبـــــــــــه ..!!... تضحك علي !!
ابو فهد : اضحك عليكم ... خليها تذاكر وش فيها .. عالأقل تستفيد ..
شوق : اصلا انا ماكنت اذاكر .. خلصت المذاكرة من زمان ..
رجعت ندى التفتت لأبوها : شفت يبه .. داااااافورة ماينخاف عليها ..
شوق : قولي ماشالله ... بسم الله علي منك .. تروعين ..!!
حطت ندى راسها على كتف ابوها بدلال .. بهيئة أثرت بقلب شوق بشكل كبير .. وذكرتها بذكريات قديمة رجعت تمر في بالها ..
ندى وهي حاطة راسها على كتف ابوها : كم مرة قلت لك ... عيوني باردة مو حارة .. أنا قلبي ابيض ماضر احد .. ولا لا يا بابي ؟!!
ابو فهد : صح يا عيوني .. بس انتبهي في ناس ينظلون انفسهم بدون مايدرون ..
رفعت ندى راسها عن كتفه والتفتت له باستغراب : الا انا ... انا غييييييير الحمدلله ..
التفت ابو فهد لشوق اللي سرحت فجأة وتغيرت نظرتها : شوق حبيبتي ..
انتبهت شوق له : هلا عمي ..
ابو فهد وهو يربت على مكان جنبه : تعالي عندي .. سولفي لي عنك .. شخبارك هالأيام ..
قامت شوق مبتسمة بتروح له .. لكن ندى فاجأتها لما اعترضت ..
ندى : لأ ... اسألني أول .. وبعدين لما اروح واختفي اسألها على كيفك ..
قالت هالكلمات وهي تطالع شوق بنظرات عشان تغيضها ... شوق ولا كأنها شافت شي راحت وجلست جنب عمها وتجاهلت اللي قالته ندى ..
ندى : يبببببببببه .. انا بنتك .. تبديها علي .. المفروض تسالني أول .. انا بنتك مو هي ..
كانت هالكلمات زلة لسان من ندى .. ماكانت تقصد بها شي .. قالتها وهي مو حاسة بالجرح الكبير اللي فتحته بقلب شوق .. جرح للحين مابرى تماما .. رجعت تفتحه من جديد ..
كانت ندى تقصد المزاح وماقصدت شي .. لكنه مزاح ادمى قلب بنت عمها من أول وجديد .. حاولت تبتسم عشان تجاري ندى ولا يبين عليها الحزن ..
ابو فهد : .. واذا انتي بنتي .. حتى شوق ... عزيزة علي ..
الم جديد ينغز قلبها .. عزيزة عليك ؟!!... بس كذا ... مارح اكون مثل بناتك ... اكيد مارح اكون مثل بناتك .. بناتك غير وانا غير .. ومعزتي عندك غير بناتك اكيد .. بناتك اغلى مني .. اما انا بالنسبة لك مجرد بنت اخ وبس ..
انتبهت لعمها يحضن ندى اللي قاعدة طول الوقت تدلل عليه .. ويعطيها من الدلال والدلع وكأنها طفلة صغيرة .. تذكرت نفسها وهي صغيرة .. لما كانت احضان ابوها ملاذها الوحيد متى ما بغت ..

شوق ( 6 سنين ) : باباااااااااااااا ...
كان صالح يمشي عالشاطئ حافي ويتنفس هواء البحر النقي المنعش اللي يرد الروح .. سمع بنته تناديه والتفت لها .. شافها جاية تركض طايرة وجزمتها كل وحدة بيد .. تركت الرمل واللعب لما شافته ابتعد عنها .. فقامت تلحق عليه وهي تنااادي ..
ضحك صالح وهو يشوف شعرها الناعم القصير يتطايربخفة يمين وشمال ... فتح ذراعينه لها واستقبلها بحضنه وهي ميتة من الضحك ..
شالها ورماها بالهوا وهي طايرة من الفرح والسعادة ... نزلها عالأرض وهي تترجاه يشيلها مرة ثانية ..
صالح ( 33 سنة ) : شوقتي .. خلاص انتي كبيرة .. وبعدين انا اتعب .. ترضين علي اتعب ..
هزت راسها بالنفي ببراءة : لأ ..
حط صالح يده على راس بنته بحنية : طيب خلاص .. انتي كبيرة وما يصلح تقولين لي شلني بعد كذا .. طيب ..؟!!
هزت شوق راسها باقتناع : انا كبيرة ...
التفت صالح عنها وكمل ماشي ... اما هي لحقته تركض وصارت تمشي جنبه .. وكل ماشافت صدفة او أي شي يلفت نظرها جلست عنده وتمت تكتشف ... لما تنتبه لأبوها اللي يبتعد عنها فتقوم تلحقه ..
شوق : بابااااا ... شوف وش جمعت ..
وقف صالح والتفت لبنته اللي وصلت له وبين يديها مجموعة قواااقع بعضها صغيرة وبعضها متوسطة وبأشكال مختلفة ..
ابتسم صالح الابتسامة اللي مستحيل تنساها شوق بحياتها .. ابتسامة بتظل مركووزة بذاكرتها طالما هي عايشة ..
صالح : الله شوقتي .. حلوة .. من وين جبتيها ؟!!..
شوق : القاها بالأرض وآخذها .. حلوة ؟!!
هز صالح راسه ... تمت شوق ساكتة فترة مترددة تبي تقول شي .. كانت خايفة انها تنطق .. انتبه صالح للتردد اللي بعيونها ..
صالح : حبيبتي ... تبين شي ؟!
شوق بتردد وببراءة : أبغى اخذ هذي معي للبيت ... يصلح ؟!!
ضحك صالح وشالها : ايه يصلح .. انتي لقيتيها انتي اللي تاخذينها ...
شوق : يعني البحر ... مايزعل مني اني أخذتها ..
صالح ضحك على براءة بنته المجننته : ... لا مايزعل .. اصلا البحر يقول خذيها .. هو اللي حطها عالأرض عشان تاخذينها انتي ..
صالح طبع بوسة على خد بنته .. اللي بادرته فرح : يعني اقدر اوديها معي للبيت ..؟!
هز صالح راسها بالايجاب .. وظل شايل بنته وراح راجع للسيارة ..
شوق لما ركبت السيارة : بابا ... مارح نرجع مرة ثانية للبحر ..؟!
جلس صالح جنبها بمكان السواق : الا بنرجع .. اذا تبغين ..
شوق : ابغي بكرة ..
صالح بابتسامة حنونة : بكرة بكرة ... انتي تامرين امر ياعمري ..
ضحكت شوق بسعادة وقامت من مكانها ونطت لحضن ابوها اللي حضنها بحنية والابتسامة مافارقته ..

كانت دموعها على وشك الهطول لما انتبهت لعمها يناديها ... التفتت له بعد ماحاولت تكون طبيعية ..
شوق : هلا عمي ...
ابو فهد : شفيك ساكتة ..
كانت شوق تحاول تتماسك قد ماتقدر نزلت راسها وبدت تلعب بأصابعها عشان تظلله ولا ينتبه ...
شوق : مافيني شي ..
ندى للحين ماتدري باللي سببته لشوق .. وعشان تغيضها قالت بأسلوب مزح : وش بيصير فيها يعني ... شوفها مافيها شي .. بس هي كذا بعض الأحيان تسرح .. ( ورجعت مسكت يد ابوها وبدلال قالت ) ... يبـــــه .. أبغى اشتري لي ساعة جديدة .. ساعتي صارت قديمة معد تنفع ..
هنا شوق صارت الذكريات تألمها .. قامت واقفة فجأة ومشت عنهم لكن ابو فهد استوقفها ..
ابو فهد : لحظة شوق وين رايحة ...
شوق ظلت وقفة ومعطيتهم ظهرها لأن دموعها كانت على وشك انها تسيل : لا ... ولا شي .. بس تذكرت ان عندي شي للجامعة لازم أسويه ..
ابو فهد : على راحتك اجل ..
طلعت عنهم بشكل مستعجل .. رقت الدرج بسرعة وهي ماسكة دموعها قد ماتقدر .. لما وصلت لأعلى الدرج صدمت بأحد ... كان فهد ... رفعت راسها له وارتبكت ..
شوق : أ.. أنا آسفة فهد ... ما انتبهت لك ..
فهد اللي استغرب حالها : لا عادي ماصار شي ..
التفتت عنه وراحت لغرفتها بسرعة .. اما هو ظل واقف مستغرب ... وكأنه لمح لمعة دموع بعيونها .. او هو يتوهم .. بس كانت هيئتها غريبة ..
نزل تحت للصالة وشاف ندى على حالها تتدلع عند ابوها وتتدلل .. راح وجلس على وحدة من الكنبات وهو يتمصخر عليها ..
فهد : الله العالم وش ورا هالتدلع وهالكلام ..
ندى : وانت وش دخلك .. هذا شي بيني وبين ابوي .. انت وش اللي حارق رزك ..
فهد بتهكم وبغرور حط رجل على رجل : وليش احترق !! .. احترق منك انتي ... كثرررري منها ..
رجعت ندى لفت لأبوها وبدلال : ها يبـــــــــه ... وش قلت ؟!!..
ابو فهد : يصير خير ان شالله ..
ندى : شلون يعني ..
فهد : قالك يصير خير ... يوه ... صدق نشبة ...
التفتت ندى له بعصبية : هيـــه انت ... هذا يسمونه .. لقاااافة .. لا تتدخل ..
فهد : كيفي ... انا حر ... اتدخل باللي ابي .. ( وقام واقف ) .. يالله انا طالع .. تامرون بشي ..
ام فهد : سلامتك ... وانتبه لنفسك ..
فهد : ان شالله ... يالله ... كلكم فمان الله الا هذي ..( ويأشر باصبعه على ندى ) ..
ندى : فهيد انا اختك ... ماتقولي فمان الله ...
فهد : ه ... فمان الله .......... يالملسونة ..
ندى : ملسونة بعينك ...
طلع فهد وهو يضحك .. ورجعت ندى لنقاشها مع ابوها ...

فوق بغرفة شوق ... كانت جالسة عالمكتب ودموعها بعيونها ... مستغربة من حالها .. انا شفيني .. وش اللي قلب حالي .. ليش الحين ذكرياته تألمني .. امس وقبله كان عادي .. بس الحين ليش صرت اتأثر بسرعة .. ما انكر اني اشتقت له .. ما انكر اني ابي اشوفه .. بس هذ نصيبي وهذي حياتي ..
سحبت لها كلينكس ومسحت به عيونها قبل ماتنزل الدموع .. تنهدت وذكرت الله .. وحاولت تتناسا اللي صار تحت عشان ما تتأثر وتنسى هالأفكار ..

**** ****

كان بدر جالس عند سلمان في بيته .. كان ساكت وسرحان على غير عادته .. هو اذا كان مع سلمان بمكان مايسكت عن الكلام والضحك .. بس الحين غير .. مبين انه شارد ومستهم ..
سلمان : بدر .. خير شفيك .. مو على طبيعتك .. لا يكون عزيمة قبل أمس غيرتك ..
بدر : لا ...
سلمان : ه .. شفيك .. ترا جد انت اليوم غيييير طبيعي .. شفيك ..
تنهد بدر وسكت .. وسلمان نفذ صبره ..
سلمان : بدر تكلم لا تسكت ..
بدر : بصراحة يا سلمان ... ندمااااااان ..
سلمان هز راسه وكأنه فهم وش يقصد : ندماااان ... تستاهل اللي جاك .. ولا هذيك فعلة تسويها بالبنت ..
بدر : والله سلمان .. ما شفتها مثل ما انا شفتها .. شفت شي قطع قلبي ..
سلمان : ليش وش شفت ؟!!
بدر : ما اقدر اوصف لك اللي شفته .. والله كل هاليومين وانا حاس بالندم .. وودي اكلمها واشوف وش اخبارها بس مدري .. عارف انها مارح ترد علي ..
سلمان : طيب انت جربت تكلمها ..
بدر تنهد بضيق : بصراحة لأ .. لأني عارف النتيجة مسبقا ... عارف انها مارح ترد علي .. هي ما تتطيقني أكلمها شلون بترد علي بعد اللي صار .. والله محتاااااااار ...
سلمان : والله مدري شقولك بدر ... بس انت اللي سويته بالبنت مو شوية .. شي قوي اللي سويته ..
بدر : لا تذكرني .. والله حاس ان فيها شي .. وودي اتطمن عليها بس ماني عارف كيف ..
سلمان وهو قايم : انسى نوف الحين .. وتقهوى .. بروح اجيب القهوة .. وانت لا تشغل حالك باللي صار انسى ..
طلع سلمان عنه وبدر قعد لحاله .. يعاتب نفسه ويلومها .. عرف بقرارة نفسه بالنهاية ان اللي سواه شي كبير بحق نوف .. حبسها بغرفته واكبر من كذا انه حبسها ولا قدّرها ... ما قدّرها ولا قدّر السبب اللي حضرت فيه للعزيمة .. هي ماحضرت للعزيمة الا عشان تقوم بالواجب والمعازيم .. وكل هذا بالنهاية عشانه .. بس هو ماقدر هالشي .. وانكر جميلها ..
تنهد بضيق مرة ثانية واسند راسه على يده من الأفكار والعتاب اللي قاعدة تعاتبه فيه نفسه .. قلبه ندمااااان اشد الندم عاللي سواه ...
رجع سلمان بصينية القهوة وقدم له فنجال لكنه انتبه لسرحانه ..
سلمان : اوووهووو ... هيــه انت وبعدين معك .. ماقلنا لك انسى الحين ووسع صدرك ..
بدر : مدري يا سلمان .. انا حاس ان فيها شي .. ودي اتطمن عليها ..
سلمان : طيب شرايك تروح لبيت عمك وتسال عنها بطريقة غير مباشرة ..
هز بدر راسه بعدم اقتناع : لا لا ... مدري .. ودي أكلمها بالتلفون اريح لي ..
سلمان : ايه بس انت تقول انها مارح ترد عليك بعد اللي صار ..
تم بدر ساكت فترة وهو يفكر ... رفع عينه لسلمان بعد ماخطرت في باله فكرة : ولا أقولك ... بدق عليها الحين واشوف ...
طلع الجوال من جيبه ولا حتى انتظر جواب ورأي سلمان .. دق على رقمها اللي كان مسجل عنده اصلا .. ظل ينتظر منها رد .. بس مثل ماتوقع ... لا جوااب ....
حاول مرة ثانية ونفس النتيجة ... حط الجوال قدامه عالطاولة : شفت ... مو قلت لك .. مارح ترد .. هي اصلا مدري شلون كانت ترد علي بالمرات اللي راحت .. انا اعتبرها ضربة حظ ...
سلمان ضحك : ه ... لهالدرجة محتقرتك ..!!
ابتسم بدر وهو يتذكر : واكثر بعد .. لو تشوفها بس شلون تكلمني .. كان تمووت ضحك ..
سكت سلمان فترة بعدها رفع عينه لبدر : بدر ... بسألك سؤال ...
بدر : سؤال ؟!!.... تفضل اسأل لو مية سؤال ...
سلمان : انت تحبها ؟!!!..
بدر اللي كان يشرب من فنجاله بعد الفنجال وقام يكح ... ضحك سلمان عليه : بالعافية بالعافية ..
بدر : وش قلت ؟!!... أحبها ؟!!
سلمان : ايه ... انا اسألك ... تحبها ؟!!..
بدر : وش اللي خلاك تسأل مثل هالسؤال ؟!!
سلمان : تصرفاتك اللي خلتني اسأل ... اللي يشوفك يقول عاشق ولهان ..
بدر : ه ... عاشق ولهان مرة وحدة ؟!!
سلمان بسخرية : أيــــــه ... هذا اذا ماكنت متووووولع فيها ..
بدر : ه ... لا ما اقدر اقولك اني احبها ... تقدر تقول منجذب لها ...
سلمان : وش قصدك ؟!!...
بدر : ما اقصد شي ... نوف كانت تعجبني من وهي صغيرة .. ولما كبرت صارت تجذبني .. وما اقدر امسك نفسي ما اناقرها ...
سلمان هز راسه بحسرة : لا والله شكلك تحبها وتمووووت فيها بس انت مب حاااس ... الله يخلف عليك ..
هز بدر راسه بعد اقتناع : لا ما وصلت للحب ...
سلمان : اجل وش تفسر خوفك عليها الحين وحاس ان فيها شي ومدري ايش ...
بدر : ياخي بنت عمي وخايف عليها .. عادي .. وتدري ... شكلي بروح لبيت عمي بنفسي واتطمن عليها .. شرايك ..؟!!
سلمان بسخرية : وتقول ما احبها ... اجل اللي بتسويه وش تسميه ؟!!.
بدر : قلت لك .. بنت عمي ... وخايف عليها .. مافيها شي ... وبعدين خلك من هالكلام وقم نطلع نشم هوا شوي ...
طلعوا مع بعض يتمشون ويشمون شوية هوا مثل ما قال بدر ..

**** ****

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:50   رقم المشاركة : 44 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

الجـــــــــــــــــ 16 ـــــــــــــــــــزء




القت نظرة أخيرة على صورة ابوها المبروزة قبل ما تطلع .. وكالعادة هالنظرة كلها كانت نظرة حزن ... صعب عليها لما تشوف الصورة تبتسم او تحاول مجرد محاولة .. خذت شنطتها وقبل ما تطلع من الغرفة راحت للصورة وباستها وضمتها لصدرها ضمه طووويلة .. انتبهت لباب غرفتها يطق ..
شوق : نعم ..
ندى : يالله شوق انتظرك تحت ..
شوق : خلاص جاية ..
رجعت الصورة مكانها وخذت شنتطها وطلعت .. أفطرت بشكل سريع مع ندى ومشوا بالجامعة .. شافت نوال تنتظرها ..
شوق : صباح الخير نوال ..
نوال : اهلين صباح النور ..
مشوا مع بعض يجلسون في وحدة من الأماكن ينتظرون نوف .. ظلوا يسولفون ومر الوقت ولا جت .. باقي عالمحاضرة الحين ربع ساعة ونوف للحين ما شرفت .. مو من عادتها تتاخر .. هي أحرص وحدة عالحضور ..
نوال : شفيها تأخرت ؟!
شوق : مدري عنها .. أقول نوال دقي عليها ..
نوال : ليه انتي ماتدرين عنها اذا كانت بتجي او لا ..
شوق : لا وانا وش يدريني .. دقي عليها وشوفي ..
دقت نوال عليها بس ماردت .. التفتت لشوق : ماترد ...
شوق : غريبة ...
سكتت نوال لفترة والتفتت لشوق : أقول شوق .. لا يكون سبقتنا للمحاضرة وخلتنا ننتظرها .. لا يكون مقلب .. ترا تسويها نوف ..
سكتت شوق لفترة بعد وهي تفكر .. تذكرت كلام ندى لها أمس : يؤؤ ..!!!
نوال : وشو ؟!..
ضربت شوق راسها : نوف تعبانة .. قالت لي ندى أمس ؟!
نوال : ليه شفيها ؟!!
شوق : مدري .. انفلونزا .. مدري حرارة .. وحدة منهم مدري .. وأكيد ماحضرت عشان كذا ..
نوال : مدام كذا .. خلينا نروح لا نتأخر ..
راحوا مع بعض وبعد ساعة طلعوا ودقوا على نوف ..
نوف بصوت هلكان : هلا نوال ..
نوال مسكت بطنها : ...
نوف : نوالوو .. داقة علي عشان تضحكين وتتمصخرين .. قللللللللة أدب !!!
نوال : ... لا والله مو بقصدي .. بس صوتك مرة متغير .. شفيك نوف سلامات شصار لك ..
نوف : الله يسلمك .. ماصار شي .. مدري يمكن فايروس ..
نوال : والحين شخبارك ..؟! طيبة ؟!!
نوف تتنهد : تبين الصدق للحين تعبااانة وهلكانة .. بس أخف من أمس واللي قبله .. الحمدلله أحسن ..
نوال : تصدقين لك فقده ولك وحشة .. يعني الجلسة بدونك ماتسوى .. ( التفتت لشوق بنظرة جانبية ) حتى شوق ماتسوى ظفر منك ..
شهقت شوق الجالسة جنبها وحطت يدها على قلبها .. ومن قهرها شدت أذن نوال ..
شوق : أنا ما أسوى ظفر يانوالو ؟!!
كانت نوال مكشرة من الألم : آآآي ... هذا الصدق بعد ... انا ماقول الا الحق ..
ظلت شوق للحظات ساكتة ومعصبة : أهاا ... مادام هذا الصدق أنا أوريك ..
فكت اذنها وقامت واقفة .. وقبل ماتمشي ناظرتها بنظرة غرور وراحت عنها .. نوال من بعدها قامت تركض وراها ..
نوال : ... تعالي تعالي .. وين رايحة ..
مسكتها من ذراعها توقفها .. وقفت شوق بس ما التفتت لها وتمت تقلب عيونها بتملل وبغرور وهي تتأفف ..
نوف كانت تسمعهم : نوال شفيكم ؟!!
نوال : ... مدري خليني أشوف ..
شوق بدون ما تناظرها : وش تشوفين ... اذا انا ما اسوى ظفر .. وش اللي مجلسك معي .. خليني بروح ..
نوال : .. وانا صادقة ..
فتحت شوق عيونها والتفتت لها متعجبة : طيب اذا صادقة ليش موقفتني خليني اروح أدور على ظفر مثلي ويسواني أجلس معه ...
نوال : ... نوف سمعتي ؟!!
نوف : ... حسبي الله على بليسكم خلاص لا تضحكوني .. ترا مافيني حيل أضحك حتى ... آآآآآه ...
فكت شوق يدها من يد نوال وراحت ... ونوال تمشي وراها وتضحك وتكلم نوف بنفس الوقت ... شوي شوي تعبت من المشي ..
نوال تلهث : شوووووق .. بس خلاص أمززززح معك ..
شوق مستمرة بالمشي ومطنشتها .. ولا التفتت لها حتى ولا كأن فيه احد يمشي وراها : انطقي هناك لا تلحقيني .. خلي نوف تنفعك ..
نوال : شوووووق .. بس ترا بطيح الحين من التعب ..
نوف : شفيك انتي بعد ..
نوال : مدرررري ... شوق ماعجبها كلامي وراحت عني .. احاول ألحقها بس ماني قادرة ..
نوف : أقول نوال .. شكلي طولت بالتلفون يالله بنوم فيني النوووووووم ..
نوال بتحسر : ايوه من قدك .. تلقينك قاعدة تحت الفراش الحين .. يابختك
نوف : صصصصصصصح ... والله تصدقين مافي مكان أحلى من هالمكان .. يالله يالله تصبحين على خير ..
نوال : تصبحين على خير ؟!!!... قولي تمسين على خير .. ( رفعت راسها لشوق ) هيـــــــه شوق وقفي انتظريني ووجع .. ( رجعت لنوف ) يالله يام النوم .. باي ..
نوف : بايات ...
سكرت عنها ورجعت التلفون بشنطتها وسرعت بخطاها تحاول تلحق شوق اللي مطنشتها ..
نوال شوي وبتصيح من التعب : شوووق .. بس خلاص ترا الحين انا اللي بزعل ..
شوق ببرود وعدم اهتمام التفتت لها بسرعة ورجعت صدت عنها : ازعلي ...
شافت نوال شوق تصدم في بنت ما انتبهت لها طلعت عليها فجأة من وحدة من الزوايا .. ما كانت بنت لحالها كانت معها مجموعة من البنات .. كانوا أربعة .. وقفت شوق عن المشي لما كلموها هالبنات .. نوال عرفتهم فسرعت بخطاها لهم لما وصلت ووقفت جنب شوق ..
أريج بسخرية : لهالدرجة العمى ماكل عيونك ؟!... ماتشوفين طريقك ..؟!
مابين أي ملامح خوف على شوق .. تمت ساكتة وتبادلها نفس النظرة اللي كانت أريج تشوفها بها ..
شوق : لو سمحتي ... هذا مو أسلوب تتكلمين فيه مع الناس ..
التفتت أريج للبنات اللي معها وكأنها تتمصخر .. لفت لشوق وعقدت يديها على صدرها : بأي أسلوب تبيني أكلمك ؟!!
شوق : مو أصغر عيالك انا عشان تكلميني بهالطريقة .. فيه شي يسمونه ذوق ...
أريج : انا اعرف الذوق قبل ما اشوف وجهك يابنت .... وبعدين ...
قاطعتها شوق بعد ما شافتها من فوق لتحت : لو سمحتي عندي اسم .. مو بنت ..
التفتت اريج لمروى الواقفة جنبها بابتسامة سخرية : والله ؟!!... عندك اسم ؟!... مادرينا ... عرفينا ..
شوق بنظرة تعالي : اسمي شوق ..
نوال بنفس النظرة : وانا نوال ..
مروى تكلم نوال : انتي محد كلمك .. محد طلب اسمك ..
شوق : بكيفها صديقتي وتقول اللي تبي .. ( لفت لأريج وهي تحرك يدها ) ولو سمحتي ممكن .. نبي نمر ..
اريج ما تزحزحت من مكانها : اذا تبين تمشين .. اعتذري ..
رفعت شوق حواجبها باستنكار : اعتذر ؟!!
اريج : ايه اعتذري ..
شوق : وليش ؟
اريج : عشانك عميانة وماتشوفين طريقة تصدمين بالعالم ..
شوق : مو انتي بعد طالعة وبس ماتشوفين ..
اريج بنظرة يعني اعتذري : .............
شوق : اسمحي لي .. انا ماغلطت عشان اعتذر .. ووخري
اريج : مارح نتحرك .. الا لما تعتذرين ..
شوق باحتقار : سوري .. مارح أعتذر .. وبعدين لو سمحتي بليز بلا هالهمجية اللي قاعدة تستخدمينها مع الناس والعالم ..
تقدمت لها أريج وقالت بتعالي : شوفي ياشوق .. انا اللي براسي بسويه مهما صار فاهمة .. وقبل ماتتكلمين بهالطريقة اعرفي انا بنت مين ...
ابتسمت شوق بسخرية : بنت مين يعني ؟!.. بنت وزير ؟!!... واذا ؟!!... خير ياطير ... شي ما يقدم ولا يأخر ... وبالنهاية انتي بنت حالك حالي .. ومالك حق تكلميني بهالأسلوب ..
تمت اريج ساكتة لفترة .. والغيض بدا يبين بوجا .. حاولت تبتسم بسخرية : لا حبيبتي ... انا غير وانتي غير .. لا تقارنين نفسك فيني .. فاهمة .. وبالنهاية انا اقدر اسوي اللي ابيه .. وأولها .. الدكتورة اللي بغيتها تتفنش تفنشت .. تعرفين ... تفنشت من الجامعة كلها بإشارة مني .. شفتي كيف انا غيرك وغير الكل ..
هزت شوق راسها بسخرية : اسمحي لي اقولك انتي مسكينة ... تدرين ليش ... لأنك مخدوعة ومخدوعة بمنصب ابوك ... بقولك شي .. يا أريج .. كفاية هالخداع اللي قاعدة تخدعين نفسك فيه .. لأنه ابوك ممكن بأي وقت يرجع لشخص عادي مثله مثل اللي قبله .. ويكون بداله وزير ثاني وبنت وزير غيرك .. وانتي ترجعين بنت مثلي مثل الناس كلهم .. اوكي يا بنت الوزير ..؟!!
مسكت بيد نوال وسحبتها معها ومشوا مبتعدين .. والبنات واقفين كل وحدة مستغربة ومدهوشة من اللي سمعوه ..
أريج تمت ساكتة وعيونها تتابع شوق اللي كانت تبتعد عنهم لما اختفت عن انظارها .. حست بمروى تهزها ..
مروى : أريج ... شفيك ؟!... لا تعطين لكلامها أهمية ..
أريج وعيونها بعيد : انا بنت مثل هذي تقولي هالكلام .. من تكون حضرتها ؟!
رانيا : أقول مروى هذي البنت اللي كلمتونا عنها ذيك المرة ..؟!!
مروى : ايه هذي .. شفتي شلون معطيه نفسها أهمية ..
أريج : من جد وقحة .. أوريها .. بخليها تعرف انا من أكون ..
رهف : اريج طنشي .. ما يستاهل تضيعين وقتك عشان هالأشكال ..
التفتت أريج لها بعصبية وقالت وهي تأشر لنفسها : لا يستاهل .. انا بنت مثل هذي تكلمني كذا ... مثل هذي لازم تتوقف عند حدها وتعرف وش هي حدودها ...
رانيا بتملل مسكت بذراع اريج وسحبتها معها : اريييييييج .. ترا باين عليها صغيرة وبزر .. لا تحطين عقلك بعقلها ..
سكتت اريج ومشت معهم ..
مروى : يالله بس خلونا نروح نفرفش .. بنات الشلة ينتظرونا ..

كانت نوال شابكة ذراعها بذراع شوق وتمشي معها وهي ميتة ضحك .. طال ضحكها والتفتت لها شوق مستغربة ..
شوق : خير .. يكفي ضحك لك ساعة تضحكين الحين ..
نوال : ه ... آآخ .. مقدر مقدر .. بطني ..
شوق قطبت وصرخت باذنها : بس خلااااااااااااص .. المفروض الحين اروح واخليك عشان تتأدبين .. بعد كل اللي سويتيه وقلتيه لك وجه تمشين معي ...
نوال : احمدي ربك يا ماما ... وقفت جنبك قدام ذوليك البنات ..
ضحكت شوق بسخرية وفكت ذراعها عنها وواجهتها : نعم نعم .. وقفتي جنبي ؟!!... لا حبيبتي اسمحي لي .. انتي اصلا كنتي ساكتة طول الوقت .. ولو ماكنتي معي كنت بقدر عليهم .. مايهمني ..
نوال بفخر : ومن قال اني كنت ساكتة .. قلت كلمتين .. ما يكفون ..؟!!
مسكت شوق فمها من الضحك : ه .. كلمتين ... بس ؟!!... هذا اللي قدرتي عليه اسمي نوال ... أجل انا كم قلت من كلمة .. عدي واغلطي ..
نوال وهي تشبك ذراعها بذراع شوق وتماشيها : شويق .. لا تتمصخرين ..


***
بعد العصر كانت ندى تكلم صديقتها ابتسام عالماسنجر .. بعد السواليف الطويلة والفرفشة فتحوا موضوع الحب .. مايدرون شلون دخلوا فيه بس السواليف خذت منحنيات مختلفة لما وصلوا لهالموضوع .. راق لهم فتعمقوا فيه
ندى .." طير جريح ينتظر من يداويه " : .. اقول ابتسام .. بالله عليك شلون دخلنا في هالموضوع ؟!!..
ابتسام .. " أميرة زماني " : مدري .. بس صدق ندى .. جا وقت الاعتراافات ...
ارتبكت ندى ووقفت ساعة عن الكتابة لما حست بالخطر يقترب .. بلعت ريقها وبدت تكتب ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : .. الله يهديك ابتسام .. وش اعترافاته ...!!
" أميرة زماني " : بالله عليك ندى ... سؤال واضح .. وكلامي أوضح .. لا تتغيبين ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : بس أنا ما فهمت عليك .. وضححححي ..
" أميرة زماني " : يعني باختصار ... انتي تحبيــن ؟!!
ارتجفت يد ندى عالكيبورد وعضت على شفايفها بحسرة .. تنهدت وكتبت ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : لا ... بس ليش السؤال ..؟!!
" أميرة زماني " : لا ولا شي .. بس قلت لك اعترافات ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : مادام اعترافات .. اعترفي لنا .. تحبين ؟!!
" أميرة زماني " : بصراحة ندى .. مع اني صديقتك من زمان وعشرة عمر بينا .. بس ماقد قلت لك .. انا كنت احب .. بس الحين انتهى هالحب ..
ندى قبضها قلبها .. معقولة ..!!!؟
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ليش .. ومن متى ..؟!!
" أميرة زماني " : هالحب انتهى من سنة تقريبا .. تقدرين تقولين انه كان حب مراهقة .. ابتدا معي وانا بعمر 16 سنة ..وانتهى من سنة يعني استمر معي سنتين بس وانتهى وانا بعمر 18 ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : من سنة ؟!
" أميرة زماني " : ايوه من سنة .. كنت أظن انه رح يكون حب حياتي .. بس صرت غلطانة ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : شلون ؟!
" امير زماني " : بقولك شلون ... انا حبيت واحد أكبر مني بتسع سنين .. يعني كان وقتها عمره 25 سنة .. هو يقرب لي من عيال عمومتي ..
سرحت ندى فجأة وهي تفكر باللي عرفته ..
" أميرة زماني " : ندى .. وين رحتي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : معك ... طيب ممكن أسأل .. شلون انتهى ؟!!... الحب اذا كان مبني على أساس بيستمر مهما يكون .. حتى لو كان عمرك 14 سنة .. مافي شي اسمه حب مراهقة اذا كان مبني على اساس قوي مثل ماقلت لك ..
" أميرة زماني " : صح كلامك .. لكن انا كنت وقتها طايشة لساتي باول المراهقة .. كنت اجري ورا قلبي بس ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : طيب ممكن تفهميني شلون بالضبط انتهى ؟!!
" أميرة زماني " : بتضحكين علي اذا عرفتي شلون .. بتقولين علي خبلة ومجنونة ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : كيف ..؟!
" أميرة زماني " : كلمت اللي احبه واعترفت له ... خخخخخخخخخ .. شفتي خبالي ..!!
فتحت ندى عيونها عالآخر من اللي تقراه .. عمرها ما توقعت ان ابتسام تكون بهالجرأة وبهالطيش اللي يوصل بها انها تخبر اللي تحبه بأنها تحبه .. ابتسام طول الوقت هادية ورزينة ولا يبين عليها هالتصرفات .. ما بين عليها اصلا انها عاشت قصة حب من قبل ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : اعترفتي له ؟!!... من جدك ؟!!
" أميرة زماني " : ايوه اعترفت له .. قلت له انا احبك واشوفك غير الناس كلها .. انت عندي غير العالم كلها .. قلت له انتا حبيبي اللي احلم فيه كل يوم .. تدرين وش رد علي ..؟!!
من الكلام اللي قاعدة ندى تقراه .. ماقدرت ترفع يدها وتكتب اكثر .. متفاجأة ..!! .. معقولة كل هذا يطلع من ابتسام .. ماصدق ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ؟؟؟؟
" أميرة زماني " : رد علي رد حطم قلبي .. خلى عيوني تدمع لفترة مو قصيرة .. كان وقتها قلبي لساته طري مايعرف لهالمواقف .. كنت اظن اني لما حبيته خلاص .. تيقنت وصدقت انه رح يكون لي بمجرد اني حبيته ... كنت مخدوعة بهالأفكار ..
حست ندى بقلبها ينغزها .. وكأن هالكلمات ضربت على وتر حساس وأنذرتها .. وقته هالكلام يا ابتسام ..
التفتت للصورة الموضوعة في البرواز قبالها .. تمت تتأمل ملامح أحمد المبتسمة وكأنها تناجيه .. مو انا لحالي اللي مريت بهالتجربة .. حتى ابتسام .. لكن فيه فرق بينا .. الفرق انها قدرت تطلع من اللي هي فيه وتنسى .. أما انا ما اظن أني اقدر .. انا اعاني وياك .. أعاني وياك يا احمد .. ولا ادري متى بنتهي من اللي أنا فيه ..
لمعت عيونها لكنها مادمعت .. ظلت الدمعة مستقرة بوسط عينها لما جفت .. مررت ظهر كف يدها عالصورة بنعومة وبابتسامة باهتة .. شوي وانتبهت لابتسام ترسل لها اشارة تنبيه ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : هاااه ...
" أميرة زماني " : هويتي ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : وووووجع ...
" أميرة زماني " : وين رحتي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : بمكاني وين بروح ..
" أميرة زماني " : ليش سكتي يا ندى ... كلامي ماعجبك ؟!!
" طير جريح ينتظر من يداويه " : لا عادي .. بس بصراحة مستغربة منك .. عمري ماتوقعتك مريتي بالحب ..

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:51   رقم المشاركة : 45 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

" أميرة زماني " : ه ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ؟؟؟!!!!!!
" أميرة زماني " : مو مبين علي صح .. عادي شخصية الواحد تتغير اذا كبر .. انا الحين شخصيتي غير وانا صغيرة .. طيب خليني اكمل لك ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : كملي ..
" أميرة زماني " : كل اللي قاله لي اني انا مثل اخته الصغيرة ومايعتبرني اكثر من كذا .. والصدمة الأكبر انه اعترف لي انه خاطب وبيتزوج قريب .. والحين هو متزوج وعنده ولد ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ابتسام مابين عليك هذا كله ..؟!!
" أميرة زماني " : قعدت يمكن فترة اسبوعين ابكي وما اطلع من غرفتي ... اذا تذكرين ذيك الأيام بالثانوية اللي كان فيها وجهي متغير ودوم تقولين لي وش فيك واقولك تعبانة ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : اهااااا ... يا دوبا ما بين عليك ابدا .. ماتوقعت يكون هذا السبب ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : بس الحين يا قلبي انا مرتاحة .. واكتشفت انه ماكان حب حقيقي بذاك المعنى .. تقدرين تقولين كان حب عابر .. الحمدلله انه انتهى ..
اهتزت يدين ندى عالكيبورد وهي تتخيل نهاية حبها يكون مثل ابتسام .. هزت راسها تنفض هالأفكار المزعجة ...
" أميرة زماني " : انتي قولي لي ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : وش اقوول ؟!!
" أميرة زماني " : ماقد حسيتي مرة انك تحبين احد .. متولعة بأحد ..
رجعت التفتت ندى مرة ثانية للصورة جنبها .. كانت حاطتها قريب منها عشان كل مااحتاجت تشوف احمد تلقاه بسرعة وتملى عيونها منه .. ماتدرين يا ابتسام .. متولعة ومتولعة موووت .. قلبي ينبض بحبه .. لكن انا وش ذنبي اذا هو مو حاس ولا فاهم ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : قلت لك لأ .. ماجربت ..
" أميرة زماني " : طيب ماودك تجربين ؟!!
بلمت ندى .. شفيها هذي اليوم .. مو صاحية ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ابتساموو شفيك .. صاحية ؟!!
" أميرة زماني " : خخخخخخخخخخ .. مجرد سؤال وجاوبيني عليه .. ماقلت لك اعترافات ..
ارتبكت ندى وماعرفت وش ترد عليها بالضبط ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : مدري ..
وبلحظة قررت ندى تسألها وتاخذ رايها بس بطريقة غير مباشرة .. ترددت بالبداية انها تقول لها .. بس اخاف تكتشف انه انا اللي احب .. ظلت بحالة من الحيرة لوهلة .. التفتت لصورة احمد للمرة العشرين .. تمت تتأملها لوقت وكأنها تستمد منها القوة والثقة .. أقولها يا حبيبي .. ولا ما اقولها .. وش تنصحني فيه ... أقولها ؟!!...
قبضت اصابعها وبسطتها بسرعة وقررت تقولها ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : أقول ابتسام .. بما انك مريتي بالحب من قبل وتعرفين عنه .. بسألك شي يخص بنت من معارفي .. مرت بالحب مثلك .. بس ما انتهى للحين مثل حالك ..
" أميرة زماني " : شفيها ؟!... هي قالت لك ؟!
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ايوه قالت لي بآخر مرة جتني فيها للبيت .. يعني انا وياها قريبين من بعض .. وهي سألتني تاخذ برايي بس بما اني ماعرف شي ولا مريت بالحب ماعرفت اعطيها الراي الصح ... فياليت تساعدينها ..
" أميرة زماني " : قولي ... كلللي آذااان صاغية ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : خخخخخخخ !!.. أي آذان !؟؟!.. قولي عيووون ...
" أميرة زماني " : خخخخخخخخ ... كللله واحد ... الموهم .. قولي ..
تنهدت ندى بعمق قبل ماتكمل .. من وين ابدا من وييين ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : شوفي .. بقووولك كل شي قالت لي اياه .. هي حبت لها واحد من فترة طوووويلة ..
" أميرة زماني " : فترة طويلة ؟!!... كم يعني ؟!!
" طير جريح ينتظر من يداويه " : يعني ... تقدرين تقولين من ... 5 سنين ..
" أميرة زماني " : اوووفففففف ... 5 سنين ..؟!!!!... وكم عمرها الحين ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : اممممممم ( يقالها تتذكر )... هي بعمري انا وانتي .. 19 سنة ..
" أميرة زماني " : يعني قصدك حبت وهي في الـ 14 سنة .... غريبة ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ؟؟؟ .. وشو اللي غريبة ؟!!
" أميرة زماني " : غريبة ان بنت بعمر 14 سنة .. حبت حب صادق .. اللي اعرفه ان حب هالعمر كله خربوطي ..
عصبت ندى من كلامها .. خربوطي في عينك يالدوبه ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : أي خربوطي انتي بعد ... أقولك البنت متولعععععة ... صار عمرها الحين 19 سنة وهي للحين متولعة فيه وتحبه ..
" أميرة زماني " : طيب اعصاااابك ... ممكن تشرحين لي حالتها عشان اعطيك رايي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : اوكيه دكتورة زمانك .. البنت هذي حبت ولد خالتها من خمس سنين .. بالبداية كان حب طفولة برئ .. بس ما توقعت بيوم من الأيام انه يتطور لحب حقيقي وولع ... تقولي انها دايم تحلم فيه وتفكر .. ماتقدر تشيله من بالها .. حتى انه صار يزورها بأحلامها من فترة لفترة ..
" أميرة زماني " : اوكيه .. فهمنا ... وبعدين ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : المهم يا حبيبتي استمر معها هالحال وهالحب لخمس سنين مثل ماقلت لك ... بس فيه مشكلة تواجا ..
سكتت ابتسام فترة ولا ردت .. انتظرت ندى ردها بس تأخرت .. بس بالنهاية جاها رد ..
" أميرة زماني " : اظن ان المشكلة انه حبها من طرف واحد ... صح ؟!!
ابتسمت ندى .. ابتسام طول عمرها ذكية وتفهمها وهي طاااايرة ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : صح ...
" أميرة زماني " : تيب تيب .. كملي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : هذي المشكلة .. اكتشفت متأخرة من فترة مو بعيدة انه مايحبها ولا يفكر فيها .. حب من طرف واحد ... وتظن انه يعاملها كبنت خالة لا أكثر ولا أقل .. وظنها هذا كل ماله يتحول لليقين .. لما تيقنت فعلا انه قلبه خالي من المشاعر ناحيتها .. وهي ندمانة فعلا انها اكتشفت هالشي متأخرة .. لو اكتشفته مبكرة كان ماصارت هذي حالتها .. هي خلاص تعلقت فيه ..
" أميرة زماني " : اهاااا ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ها شقلتي .. البنت بآخر مرة شفتها فيها كانت حالتها منقلبة .. كله حزينة .. ماتعرف شلون تطلع من هالحب اللي مارح يستمر ان تم من طرف واحد .. تقولي انها حاولت تلمح له أكثر من مرة .. بس هو مو راضي يفهم او يفتح لها قلبه .. ماتدري وش تسوي ...
" أميرة زماني " : اوووكيـــــه ... طيب هي ماحاولت تعترف له ..
دق قلب ندى .. اعترف له ؟!!... اعترف له صريح ؟!!..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : شلون يعني .. اقولك حاولت تلمح له بس مانفع ..
" أميرة زماني " : لااااااااااء ... اقولك تعترف له ... بشكل صريح وبدون لف ولا دوران ..
زاد قلب ندى من دقاته .. وشلون اقوله .. تذكرت المكالمة الأخيرة .. وشلون كانت كلمة " أحبك " على لسانها .. بس ماقدرت تنطقها .. لو قالتها بذيك اللحظة كان كل شي اختلف الحين ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : بصراحة ابتسام .. البنت حاولت تعترف له .. بس ماقدرت .. شي صعب يا ابتسام .. والله صعب ..
" أميرة زماني " : صعب ؟!!.. تتكلمين وكأنك انتي اللي تحبين مو البنت ..
ارتبكت ندى .. اعوذ بالله .. صادتني مايفوت عليها شي ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ابتساموو .. ماله داعي انا اللي احب .. لأنه شي صعب فعلا .. تخيلي الموقف بس .. شي صعب بدون ماتجربينه ..
" أميرة زماني " : طيب انتي ماتبين الحل ؟!!
" طير جريح ينتظر من يداويه " : الا والله ... ياليت ..
" أميرة زماني " : انا اقووول .. اول الخطوات انها تعترف له .. وتخبره بكل اللي في قلبها ..
التفتت ندى للصورة وتخيلت نفسها واقفة قبال احمد وتعترف له بكللللل شي .. اقشعر بدنها من المنظر اللي تخيلته .. هي لو وقفت قدامه لحظات بس .. بتضيع بملامح وج وبتسرح لعوالم الله العالم فيها .. الكلمات بتضيع منها ومارح تقدر تنطق بحرف واحد .. اذا انا ما اقدر احط عيني بعينه شلون بعبر وتكلم عن كل شي داخلي ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ابتساموو انجنيتي ... لا شكلك استخفيتي .. تبينها تروح له وتخبره هالكلام ..
" أميرة زماني " : انتي تقولين انها تحبه وهو ولا يدري .. شلون تبينه يدري وهي ماخبرته بهالشي .. يمكن اذا اعترفت له ينتبه على اشيااااء كثيرة ماكان منتبه لها ..
سكتت ندى محتارة وهي تفكر بهالكلام .. يمكن وجهة نظرك يا ابتسام صحيحة .. بس التنفيذ صعب ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : تتوقعين كذا ؟!!!
" اميرة زماني " : ايه هذا رايي .. اظن مافي الا هذا الحل .. اذا خمس سنين ماحس بشي فما فيه غير هذي الطريقة انها تعترف له .. يمكن تتغير حياتها وينتبه ويلتفت لها ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : يعني هذا رايك أكيد ..
" اميرة زماني " : اكيدين ... ولا تنسين اني انا سويتها من قبل وجربت .. يمكن تكون النتيجة بصالحها بعكس حالتي ..
سكتت ندى وما ردت .. تفكر بالنصيحة اللي قالتها ابتسام .. اظن مثل ماقلتي ياابتسام .. مافيه غير هذي الطريقة ..
التفتت لصورة احمد بتفكير عميق .. بس اذا طلعت النتيجة وطلع الرد نفس اللي صار لابتسام .. وش بيكون موقفي .. شلون بقدر اواج بعد كذا .. والله خايفة من النتيجة .. اخاف يرفضني ويرفض حبي .. اخاف اتحطم أكثر من ما انا متحطمة .. أخاف انكسر اكثر .. عمري ماتوقعتك يا احمد تكون جافي بهالطريقة معي .. كل ذكرياتي معك بالطفولة تثبت لي انك تحس فيني وتحس بكل اللي يصير .. كنت تحس فيني اذا تضايقت او زعلت .. بس الحين كل شي انقلب ومعد صرت احمد اللي انا اعرفه بصغره ..
" اميرة زماني " : وين رحتي ياهوووه ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : لبيه ..
" أميرة زماني " : لبا قلبك .. انا بطلع ندى امي تبيني .. تامريني بشي حبي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : سلامتك ياقلبي ..
" اميرة زماني " : بااااي ..
" طير جيح ينتظر من يداويه " : بااااياااات ...
سكرت ندى الماسنجر والنت مرة وحدة .. تهادت على وراها وهي تعيد التفكير والنظر بكللل شي قالته ابتسام .. لازم تاخذ لها موقف وقرار .. وبأسرع وقت ..

****

كانت نوف جالسة بالصالة منسدحة .. حالتها كانت في تحسن مع انها تحس بالتعب بعض الأوقات .. بيدها الكنترول وتقلب بالقنوات بملل ..
أمل وقتها كانت رايحة لموعد بالمستشفى مع زوجها اللي جا وأخذها .. أثناء ماكانت تتجول بين محطات التلفزيون نزلت عليها امها لابسة عباتها ومبين انها بتطلع وسهى معها بعبايتها ..
نوف : يمه ... وين بتروحون وتخلوني ؟!!
ام احمد : انا بروح للمسشفى لحرمة مريضة ... وسهى بتروح لبيت وحدة من صديقاتها ..
نوف برطمت بدلع : واقعد لحالي يعني ..؟ّ!
ام احمد : وش اسوي فيك .. انتي تعبانة ..
نوف : اصلا انا مابي اروح .. بس انتوا بتروحون وتخلوني .. اقعد لحالي .. مايصير ..
ام احمد : اخوانك عندك ...
نوف : يمه محمد طول الوقت عالبلاي ستيشن .. وريم اكيد فوق تلعب بعرايسها .. من اقعد معه ..
ام احمد : احمد فوق ..
نوف : احمد اكيد بيطلع .. اوووفففف ..
عقدت ذراعها على صدرها وهي تتأفف ومبرطمة .. انتبهت لسهى واقفة ورا امها وماسكة فمها وتضحك بطريقة تغيض نوف ..
نوف : يااااحمارة وش تضحكين عليه ..
سهى تاشر لنفسها تتصنع البراءة : انا ؟!!!!
نوف : لا الجدار ..
سهى : الحمدلله والشكر .. انهبلت اختي تكلم الجدران ..
نوف : انطمي ياحمارة .. ان شالله تمرضين عشان تحسين فيني ..
ام احمد : نوووف وش هالكلام .. عيب تدعين على اختك ..
سهى بدت تكركر بطريقة مغيضه : كككككككك .. امي تعلمها العيب .. كككككككك ... يالبزر ..
نوف : بزر في عينك يالعجوووز ..
سهى : انا اصلا شبااااااب ... احترررري البزر ..
نوف : يمممممه .. سكتيها ولا ترا بقوم واكفخها وافرشها ..
ام احمد : الحين انتي يادوب فيك حيل تاخذي نفس .. تبين تقومين تضاربين ..
نوف برطمت : حتى انتي يمه تشمتين فيني .. وين ابوووووي بس هو اللي يراعيني ...
ام احمد : بلا دلع .. وبلا حركة زايدة ها ارتاحي ..
نوف : ان شالله ... طيب لا تروحون ..
ام احمد : لازم نطلع .. المهم لا تنسين تشربين الدوا اللي معطيك الدكتور .. ترا موعده بعد ساعة ..
نوف مبرطمة : ان شالله ..
تغطت ام احمد وطلعت وسهى وراها .. اما نوف تمت على حالها تقلب بهالقنوات بدون هدف .. ربع ساعة ونزل احمد لابس ومبين انه بيطلع ..
نوف : حتى انت بتطلع ..؟!!
كان احمد بيطلع من الباب لما كلمته .. التفت لها مستغرب وشافها مبرطمة .. ابتسم وراح لها ..
احمد : ايه بطلع ... عندك مانع ..؟!!
نوف : اقعد معي ..
احمد : وليش اقعد ؟!
نوف : اقعد لحالي قدام اربع جدران ؟!... ( تنرفزت ) وش هذا ما كأني بنتكم المريضة .. الكل طلع ولا عطاني حساب .. محد مهتم ..
هز احمد راسه وهو يضحك .. نوف طول عمرها لما تتدلع تكون مثل الأطفال .. راح وجلس عالكنبة جنبها ..
احمد : ... بس انتي الحين خفيتي .. مو زي اول .. ماشالله مثل الحصان الحين ..
نوف اعترضت وباستنكار : أي حصان ؟!!... شوفني ماقدر اتحرك تقول مثل الحصان .. لساتي تعبانة ..
احمد قام واقف وقرصها من اذنها : اقوووول يالدلوعة .. بلا دلع زايد ها ... انتي طيبة الحين ومافيك الا العافية ..
كشرت نوف منه وبعدت يده عنها .. رفعت راسها له : اذا تبيني اسمح لك تطلع .. غن لي ..
عفس احمد وج : اغني لك ؟!! .. ليش ان الله ؟؟
حطت نوف اصبعها على راسها : كذا ... اخوي وابيك تغني لي فيها شي .. وبعدين ابيك تونسني ..
احمد : اقولك بطلع تقولين ونسني ..
نوف : ايه غن لي بعدين اطلع ..
احمد : وش الطاري عليك ..؟!!
نوف : بس كذا مشتاقة اسمعك تغني ..
احمد يأشر بيده عالتلفزيون : وهالقنوات المليانة أغاني ماملت عينك ان شالله ...؟!!
نوف : لا مابيهم ابيك انت تغني ...
تأفف احمد ورفع عيونه للسما : ياذا النشبة ...
التفتت نوف له معصبة وهي تأشر على نفسها : انا نشبة ؟!!!
رجع احمد يجلس عالكنبة مستسلم لطلبها : احد قال انك نشبة ...
نوف : انت تقول ..
احمد يتصنع البراءة : لا ماقلت ..
نوف : طيب بتغني ولا شلون ؟!!
احمد بعد ماتنهد : بغني ... الله يعيني عليك يالدلوعة ..
تسندت نوف عالكنبة باسترخاء وصارت شبه منسدحة .. ابتسمت واستعدت تسمع .. ظلت تنتظره يغني لكن ماسمعت شي .. التفتت له مستغربة ..
نوف : يالله تكلم .. غني ..
احمد : وش تبيني اغني .. خلصيني وراي طلعة ..
رجعت نوف لوضعها وجلست باسترخاء : أي شي .. غني لي أي شي عارفة ذوقك حلو بالأغاني ..
احمد هز راسه على حركات اخته .. مرضت وابلشتنا .. دلعها زاد حبتين من مرضت : طيب .. شرااااااااايك فيــ ... أوعدني ... ؟!!
نوف : ايوه ايوه حلللوة ... يالله أطربنا ... قصدي أطربني ..
احمد : وتتأمرين بعد انتي ويا هالوجه ..
نوف : اذا ما تأمرت نوف بنت سعد .. من اللي يتأمر ها ؟!!
احمد رد على سؤالها : أحمد ولد سعد .. هو اللي يتامر مو انتي يالمفعوصة ..
نوف : مفعوصة بعينك ... يالله خلصني غني ..
احمد : الله يعيني عليك ..
سكت لحظات ونوف مبتسمة وعيونها فوق للسقف تنتظره يغني ويطرب على قولتها .. شوي وبدا يغني وتحول صوته لآلة موسيقية تلامس المشاعر والاحاسيس .. بارع جدا في نقل احاسيسه عبر الغنى والألحان .. مبدع بهالشي ..
احمد : أوعدني عني ماتغيب ... تبقى هنا جنبي قريب ... محتاج انا مثلك حبيب ... يفهم عيوني وضحكتي ..
فيك انتا حلمي من زمان ... وانتا الهوى وادفى حنان ... تلقى معاك روحي الأمان ... يا احلى بشر في دنيتي ...
وحدك ابيك ... والله ابيك ... بس تكفى طمني عليك ... مابي احد يشغل عينيك .. اموت انا من غيرتي ..
فيك انتا حلمني من زمان ... وانتا الهوى وادفى حنان ... تلقى معاك روحي الأمان ... يا احلى بشر في دنيتي ...
وقف ومادرى الا بنوف تصفق له وتصفر من قلبها ..
نوف : برااااافو ...برااااااااافووووو .. والله منت هيييين .. رحت معك في جو ثاااااااااااااااني ...
قطب احمد وعفس وج وقال يتمصخر : والله رايقة ... الحين هذي التعبانة ... التعبانة ماتصفق ولا تصفر ..
نوف بشاعرية : وش اسوي ... مادريت ان اخوي العزيز يكن لي كل هالمشاعر ..
احمد بسخرية : ومن قال اني اقصدك انتي بهالأغنية ؟!!
لفت له نوف بعصبية ويدها على خصرها : ومن تقصد يعني ؟!!.. مافي غيري جالسة هنا .. وانت اصلا قاعد تغني لي ..
احمد ببرود : وحتى لو غنيت لك .. مو معناته انك انتي المقصودة .. انا غنيت بس عشان افتك من لسانك .. يم لسان ..
نوف : ومنهي ان شالله هذي سعيدة الحظ اللي قاعد تقصدها ...
احمد : وحدة ..
شهقت نوف وحطت يدها على قلبها : احمدووووه ... تعرف بنات من ورانا يالخربان ...
احمد : خربان في عينك ..
نوف بخبث وبنظرة خبيثة : اجل منهي هذي !!؟!!
احمد ببرود ما اهتم لنظرتها : تصدقين عاد ... حتى انا ما ادري منهي ؟!!
نوف قامت تتمتم بينها وبين نفسها وتتحمد ربها وتتشكره : الحمدلله والشكر الحمدلله والشكر .. تغني لوحدة ماتعرف منهي .. ( رفعت يديها للسما ) الحمدلله ياربي الحمدلله انك عطيتني نعمة العقل غير عن اخوي ..
ضحك احمد على شكلها : ه ... وش اسوي اذا انا مابعد عرفت حبيبتي ..
فتحت نوف عيونها عالآخر والتفتت لاخوها : والله ماتستحي ... تقولي حبيبتي قدامي ..
تنهد احمد وتعدل جالس وهو يحط رجل على رجل : اقول لا تخوينا وبلا هالمثالية ... وبعدين انتي بيوم من الأيام بتصيرين حبيبة ..
شهقت نوف من سمعت لقب " حبيبة " .. حست بقلبها يدق وبرعشة خفيفة بجسمها .. لكن مابين عليها هالشي .. معقولة اكون حبيبة احد ... حبيبة من يا ترى ؟!!!
نوف : وش تقصد يالدب ؟!!
احمد : كلامي واضح .. بتكونين بيوم من الأيام حبيبة احد .. يمكن زوجك ...
نوف : أيــــــه ... الله يحيينا حياة طيبة ... تونا عالزواج .. بدرررررررري عليه ..
قام احمد واقف .. انتبهت له نوف وبسرعة مسكت بطرف كمه تحاول تمنعه من انه يروح ..
نوف برجا : احمممممممممد ... تكفى لا ترووووح ... مابي اقعد لحالي ..
احمد : خلاص اغنية وغنيت لك .. وش تبين اكثر ..
نوف برجا وبنظرة طفولية : طيب بليز غني لي مرة ثانية ..
احمد بنفاذ صبر : اوووهووو ... نوف بلا دلع .. وخلي عنك حركات الأطفال هذي ..
نوف : بس هالاغنية بس هذي بلييييييييييييييييز احمد تكفى .. كان لي خاطر عندك .. غني لي نفس الاغنية وخلاص ..
رجع احمد وجلس مستسلم .. وبدا يغني لها نفس الاغنية مرة ثانية .. وهي تهز راسها ببراءة وعايشة في كلمات الأغنية .. اول ماخلص احمد تكلمت ..
نوف : تدري .. ذكرتني بندى ..
قطب احمد : ندى ؟!!... شفيها ...؟!
نوف : تموووت بهالأغنية .. تقول ان كلماتها مرررة حلوة وتعبر عن مشاعر الواحد .. وخاصة مشاعرها .. مع اني ماعرف وش هي مشاعرها بس انا معها .. الاغنية رومنسية مررررة ..
تم احمد ساكت وهز راسه .. التفت بيروح عن نوف بس وقف مكانه مرة ثانيه لما سمعها تصرخ ..
نوف : وووع مالت عليك ذكرتني فيها ؟!!!
لف لها احمد والاستغراب بوج : ذكرتك في مين ؟!!
نوف : في ندى بعد مين ...
احمد : ليش وش فيها بعد ؟!!
نوف : انا اصلا زعلانة منها وانت ذكرتني فيها ..
قطب احمد وبسخرية رفع حواجبه : وليش زعلانة منها باللهِ .. ندى طول عمرها ماتزعل احد .. انا اعرفها زين ..
نوف وهي تهز يديها مثل العجايز : بلاك ماتدري وش سوت فيني .. حمارة ...
احمد : حمارة ؟!!
نوف : حمارتين بعد ..
احمد : نوف هذي بنت خالتك .. مايصير تسبينها كذا ..
نوف : الا يصير .. انت ماتدري وش هي مسوية ..
تنهد احمد وزهق منها .. سفا وراح ماشي وطلع من البيت .. وهي تناديه تبيه يرجع بس هو ماعطاها وجه زيادة .. هو يعرف انها تبي تجلسه معها بأي طريقة .. وانا مو فاضي لها هالنشبة ..

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:51   رقم المشاركة : 46 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

اول ماركب سيارته دق تلفونه .. شاف الرقم وابتسم ...
احمد : هلاااااا بولد العم ..
بدر : هلا فيك شخبارك ؟!
احمد : تماااام .. وانت ؟
بدر : بخير بخير الله يسلم قلبك ..
احمد : هاااا شعندك ؟!... داق علي تبي شي اكيد ؟!!
بدر : وانا يعني لازم ادق عليك اذا بغيت شي .. ولد عمي وابي أسلم عليه .. عاااااااااادي
احمد : ه ... عااادي ماقلت شي .. الا حياك الله ..
بدر : المهم يالحبيب .. وينك فيه ؟!!
احمد تنهد : والله طالع للشباب الحين .. ومتأخر عليهم بسبة ذا النشبة اللي عندي بالبيت ..
بدر : نشبة !!؟؟.... عندك نشب بالبيت وحنا ما ندري ؟!!!
احمد : ... عاد هالنشبة اللي عندي عن عشر نشب ... تخيل ..
بدر : ... لا يكون ريم .. ترا البزران دايم كذا ..
احمد بنفاذ صبر رفع يده فوق بانفعالية : يااااااااااااليتها ريم ... قول الهبلة اللي اكبر منها .. باليالله طلعت من عندها ...
بدر : ... منهي نوف ولا سهى ؟!!
احمد : لا نوف ..
مسك بدر ضحكته وبنفس الوقت رجعت له ذكرى العزيمة .. وحس انه الوقت المناسب عشان يسأل عنها بس بطريقة غير مباشرة ..
بدر : ليش شفيها ؟!!..
احمد : مريضة ... وأمرضتني معها بطلباتها اللي ما تخلص ...
بدر قبضه قلبه .. رجع احساس تأنيب الضمير يراوده .. مع انه ماعرف سبب مرضها بس حس بتأنيب الضمير يعصر قلبه .. نوف مريضة ؟!!.. من متى ؟؟!!
بدر تغيرت نبرة صوته للجدية : ليــــــــش سلامات شفيها ؟!.. عسى ماشر ..
احمد : الشر مايجيك ... بس لها كم يوم تعبانة .. ثاني يوم بعد العزيمة تعبت علينا .. انفلونزا ..
بدر زاد عليه تأنيب الضمير .. أكيد تعبت من بعد اللي سويت فيها .. انتابه الضيق فجاة ..
بدر : ماتشوف شر ان شالله ..
احمد استرسل بالسالفة : اقولك اعووذ بالله ... وقفت لي بحلقي .. مابيك تروح وتخليني لحالي .. ومسكتني الا تقعد معي وتغني لي ..
مسك بدر ضحكته .. بس تذكر كلام احمد : ليش والأهل وين راحوا ؟!!
احمد : امي طالعة وامل اظنها مع رجلها وسهى مدري وين رايحة .. مافي البيت الا ريم ومحمد ونوف اللي طول الوقت منسدحة وبس تتطلب علينا وتتدلع .. اقولك هالبنت ماتصدق يجيها مرض الا وتقول دلعوني انا بنتكم المريضة لازم تهتمون فيني ... أذتني ياخوووي .. في النهاية طلعت وتركتها ..
بدر : ه ... اصبر عليها هذي اختك ..
احمد : آآآآآخ بس .. ماصدقت افتك منها .. الا اقول بدر شعندك داق علي تبي شي ؟!!
بدر : لا بس دقيت اشوف انت بالبيت جيت اجلس معك ونسولف .. بس بما انك طالع خلاص .. بشوف سلمان ..
احمد : اها .. خلاص فرصة ثانية ان شالله ..
بدر : خلاص اجل ما اعطلك .. مع السلامة
احمد : فمان الله ..

***


بعد مذاكرة استمرت لساعتين .. سكرت شوق الكتاب ومسكت راسها بألم ..كثرة القراءة والتركيز سببولها صداع .. خلاص .. بقضي باقي يومي بدون مذاكرة .. كويز بكرة مايحتاج له كل هالمذاكرة الدسمة ..
قامت للحمام وغسلت وجا وسرعان ماحست بتحسن والصداع يخف لما تلاشى تدريجيا .. طلعت من غرفتها وطلت من الدربزين لتحت .. ماسمعت حس كلام او حركة عالأقل تشير بوجود احد بالصالة قاعد .. مبين ان البيت ساكن وكأن مافيه أحد .. التفتت لغرفة ندى لقت بابها مفتوح والغرفة ظلمى .. استغربت داخل نفسها ونزلت .. وفعلا كانت الصالة خالية ولا فيها أحد .. أهل البيت وينهم ؟!!.. حتى نايف المرابط عند البلاي ستيشن مو موجود .. قررت تروح للمطبخ تسأل وحدة من الخدامات .. راحت وقبل ماتطلع من الصالة وقفت مكانها وهي تسمع ضحكات طفولية عذبة .. كأنها ضحكات عمر ؟!!.. قطبت لحظات تحاول تميز مصدر الصوت .. كانت الأصوات بعيدة وتجي من الحديقة .. راحت ووقفت قبال النافذة المطلة عالحديقة مباشرة وابعدت ستارها .. شافت العائلة كلها مجتمعة وجالسة على طاولة الحديقة .. ابو فهد وام فهد جالسين قبال بعد وكل واحد منهم كاس العصير قدامه .. منى جالسة على حافة حوض النافورة وتغطس يدها بالموية وتلعب .. وعمر يتراكض بكل مكان والضحكة ماتفارقه ونايف يركض وراه ويلاعبه وعيون ام فهد وابو فهد تراقبهم وتبتسم لهم .. وندى جالسة جنب ابوها وبين يديها وردة فل كبيرة الحجم نوعا ما وتستنشقها كل شوي ... وفهد بعد جالس معهم .. على غير عادته.. هو نادرا ما يجلس مع اهله مثل هالجلسات .. كان جالس باسترخاء جنب امه وحاط رجل على رجل ويده ممددها على المسند ورا ظهر امه .. وكل لحظة والثانية يكلم ندى وكأنه يناقرها .. ثم يرجع يسكت ويكلم امه .. طبعا شوق من موقعها كانت تشوفهم بس ماتسمعهم ... مبين ان الجلسة حلوة .. ابتسمت وراحت للباب ودفعته وطلعت .. مشت لهم والابتسامة على وجا .. اول واحد انتبه لها هو فهد .. التفت لها ولما تلاقت عيونهم دق قلبها .. حوّل عيونه عنها ورجع التفت لأمه يكمل سالفة .. وصلت ووصل معها ترحيب ابو فهد ..
ابو فهد : هلا شوق ... وينك ؟
شوق : كنت فوق .. عندي كويز بكرة ..
تدخلت ندى ورفعت راسها عن وردتها بعد ما خذت شمة طوووويلة : فاتتك الجلسة .. ما نقصنا الا انتي ..
ضحكت شوق بنعومة : عاد انا مو ذاك الزود أهمية .. يكفي انتوا جالسين مع بعض ..
زادت ابتسامة ابو فهد : تفضلي اجلسي ..
تقدمت بتجلس واحساس مؤلم غمر قلبها .. حست لحظتها انها دخيلة وبتخرب عليهم القعدة العائلية اللي قليل ماتصير وخاصة بالحديقة .. اذا جلست الحين بتخرب عليهم خصوصيتهم وبتنقض بجلوسها اسم " عائلية
" ...
رغم الفكرة اللي استقرت ببالها الا انها حست بالحزن .. دخيلة ؟!!... انا اصلا مو من هالعائلة فليش احزن ؟!!.. انا بنت صالح مو بنت عبدالرحمن .. فليش احزن ؟!!
كانت بتعتذر وبترجع ادراجها لولا طلب ابو فهد لها مرة ثانية بالجلوس ... استجابت وراحت جلست جنب ندى بعد مافسحت لها مكان .. فصارت ندى مابين ابوها وشوق ..
التفتت ندى لها وبيدها الفل : شوق .. شوفي شرايك ؟!!
ابتسمت شوق : حلوة ..
ندى : عيونك الحلوة .. ممكن تثبتينها لي ؟!!
شوق باستغراب : وين ؟!!
رفعت ندى يدها تأشر على شعرها فوق اذنها : بشعري ..
هزت شوق راسها بتفهم ومدت يدها بتاخذ الوردة : طيب معك بنسة شي ؟!!
ندى : لا ..
شوق : شلون أثبتها بدون بنسة عالأقل ..
التفتت ندى لمنى اللي للحين منشغلة تلعب بالموية : منى ..
انتبهت منى : نعم ..
ندى : معك بنسة ؟!!
نشفت منى يدها في ملابسها وبدت تدور بشعرها لما لقت وحدة مندفنة فيه : ايه لقيت ..
قامت وعطتها اياه ورجعت تلعب بالموية .. خذتها شوق وبدت تثبت الوردة وندى انتابتها حالة تبي تنرفزها فصارت كل شوي تتحرك وتخرب عليها شغلها ..
شوق تحاول تهمس : نددددددددى .. اجمدي .. ولا بكيفك مارح اصلحها لك ..
تأدبت ندى وحاولت تجمد ..
شوق : لا تتحركين ..
ندى انصاعت : طيب ..
جمدت ندى بمكانها تماما .. اما فهد من مكانه كانت ساكت ويراقب شوق وحركات يدها الناعمة عالوردة وعلى شعر ندى .. ويراقب ملامحها وهي مركزة عاللي تسويه .. ماقدر يبعد عينه عنها وظل يراقبها لما انتهت وسمعها تقول لندى ..
شوق : خلاص خلصت ..
لفت لها ندى مبتسمة : حلوة ؟!
ضحكت شوق ضحكتها الناعمة : تجنن ..
لفت ندى لأخوها فهد بنظرة غرور وهي تلمس الوردة بأطراف اصابعها وكأنها تعدلها ..
ندى : فهد شرايك ؟!
فهد بازدراء : في وشو ؟!!
ندى : في وشو يعني .. في وردتي ..؟!!
فهد بابتسامة جانبية : .. حلوة ..
ندى متفاجئة : جــــد ؟!!.. اول مرة تقول في حقي شي زين ..
فهد : حلوة .... مو لأنك انتي اللي حاطتها .. ( لف عينه لشوق وقال بنبرة بريئة ) .. حلوة بسبب اللي ضبطتها لك ..
دق قلب شوق بعنف وحست بنار بتولع في وجا وجسمها كله .. لفت عينها تبحث عن شي تراقبه عشان ماترتبك من نظراته .. طاحت عيونها على عمر اللي لازال يتراكض بكل مكان وبكل اتجاه ..
الكل فهم انه فهد بكلامه هذا يقصد يغيظ به ندى ومحد فهم العكس .. عشان كذا محد علق .. سمعت شوق ندى تنفخ ..
ندى ويدها على خصرها : ايه .. بس حتى شكلي له دور .. بعد مو معقولة تجيب لك وحدة شينة وشيفة وتحطلها وردة مهما كان الفنان اللي حاطها .. وتقولها حلوة .. ( التفتت لشوق ) .. ولا لا يا شوق ؟!!
شوق : هاا .. الا صح ..
رجعت التفتت ندى لفهد وتهادت على وراها مستندة بغرور : شفت ... شوق بنفسها تقول ..
كان شكل ندى بالوردة كله نعومة ودلال .. الشعر كان طايح على وجا في وحدة من الجهتين والثانية مثبتة فيها الوردة لما خلى شكلها في منتهى النعومة ..
اندمجوا بالسواليف واثناء هالشي دق تلفون فهد بنغمة مسج .. محد اهتم ولا كأنهم سمعوه وكملوا سوالف .. انتهت شوق من سالفتها مع ندى اللي لفت لابوها تسولف معه سالفة جديدة .. والتفتت لفهد شافته منزل راسه للجوال بين يديه ويضغط فيه وابتسامة خفيفة مرسومة على وج .. ظلت تراقبه ونوع من الفضول يراودها تبي تعرف سبب ابتسامته .. أكيد يبتسم على شي مكتوب بالجوال .. انتهى فهد وانحنى يرجع الجوال عالطاولة اما شوق بسرعة لفت عيونها عنه لمكان ثاني لا ينتبه لها .. رجع استند على ظهره باسترخاء وعيونه عليها .. كان يحس بنظراتها تراقبه .. أو هو يتوهم ؟!!!..
كان المسج في الواقع من شذى .. مسج عادي كله كلام شوق وغرام وهذي سبب ابتسامته .. فرد عليها بمسج ثاني ..
رجعت ندى لسالفة الوردة وهزت ابوها من ذراعه : صدق بابي وشرايك بالوردة .. ماقلت رايك .. ( لفت عينها لفهد بنظرة جانبية ) انا اصلا غلطانة يوم اني اخذت راي فهد ..
ابو فهد مبتسم : تهبليـــــن ... الله لا يخليني من بنتي والله ..
حوط ندى بذراعه وضمها بخفة وندى تضحك وتتبسم بدلال .. وكل هذا عشان تحر وتقهر فهد .. لكن فهد ماهمه هذا كله ولا انقهر .. لف عيونه بدون اهتمام لعمر ونايف اللي واقفين بجهة ويدحرجون الكورة ما بينهم ..
شوق من حصل هالشي بقربها وهي تحس بالحزن يرجع يكتسحها .. وهاللي صار ذكرها بذكرى قديمة ثانية .. وكأن كل شي يصير بين عمها وندى يذكرها بذكرى حصلت لها هي مع ابوها وعاشتها من قبل في حياتها ..

شوق ( 5 سنين ) .. كانت جالسة منبطحة بالصالة وعروستها الحبيبة المهداة من امها بين يديها .. وصالح ماسك الجريدة ويقرا فيها والتلفزيون مفتوح على وحدة من قنوات الأخبار ..
رفعت راسها لابوها تناديه : باباااا ... بابااااااااااااااا ..
مارد عليها ومبين انه مندمج باللي قاعد يقراه .. هزت راسها ببراءة وملل من تجاهله .. قامت والعروسة للحين بيدها .. وقفت قبال ابوها وماكانت تقدر تشوف وج لأنه الجريدة كانت حاجبته عنها .. من القهر ضربت بأقصى قوتها الجريدة لما طاحت من بين يدين صالح ..
صالح بحزم : شوووق ... وش هذا اللي سويتيه ؟!!
شوق برطمت وسكتت ... اما صالح انحنى يشيل الجريدة اللي تناثرت صفحاتها بالأرض ..
صالح : كم مرة قلت لك لا تسوين كذا ..
شوق والدموع بعيونها : طيب انتا ما تكلمني ..
استغرب صالح منها : انا ما أكلمك ..؟!!
شوق : ايه .. اقولك بابا وماترد علي ... ليش ماتبي تكلمني ..
ابتسمت صالح ابتسامة حنونة ومسح على راس بنته : ومن قال اني مابي اكلمك ياعمري ..
شوق : اجل ليش ماتردعلي .. اجل ماتبي تكلمني ..
سحب صالح بنته لحضنه ولمّها.. وغمرها بحنان يحاول فيه يعوض عن حنان امها اللي فقدته وهي لسا بنعومة اظفارها ...
صالح : حبيبتي انا احبك شلون ما ابي اكلمك .. انتي شوقتي حبيبتي .. نسيتي ..
شوق بعدم اقتناع : اجل ليش ماترد علي .. انا اعرف انت ماتبي تكلمني ..
ضحك صالح عليها وبعدها عنه ومسح دموعها : شوووق .. انتي تبيني ازعل عليك صح ؟!!
رفعت عينها له برعب وتمسكت بيده بخوف : لاااااا .. مابي .. ( رجعت الدموع تتدفق لعيونها ) ..
صالح : اذا ماتبيني ازعل عليك لا تقولين هالكلام مرة ثانية ... طيب ..
شوق رفعت اصبعها بوجه ابوها : طيب .. بس ترد علي ..
صالح : ه ... طيب ارد عليك .. وانا اقدر اسفهك .. والحين قولي لي ليش ناديتيني .. تبين شي عمري ؟!!
شوق : ابي فستان جديد ..
صالح استغرب : فستان جديد ... ليه ؟!!
شوق : كل البنات اللي معي بالروضة عندهم فساتين حلوة الا انا .. حتى نهلة ( صديقتها بالروضة ).. جت اليوم وعليها فستان حلو .. انا ابي بعد ..
صالح : انتي عندك فستان جديد بدولاب ملابسك ما لبستيه .. تذكرين ؟!!
وقفت شوق ثواني ساكتة تحاول تتذكر .. وفجاة اشرق وجا بضحكة عذبة من وناستها : الأصفر ...
هز صالح راسه : ايواااااااا الاصفر .. نسيتيه ..
شوق : بروح البسه الحين ...
ورمت عروستها الحبيبة جنب ابوها وراحت ركض لغرفتها .. حاول صالح يناديها ويوقفها لكن ماردت وطارت لغرفتها ..
صالح : شوووقتي .. مو الحين تلبسينه .. بكرة البسيه ..
ماسمع جواب .. هز راسه وهو يضحك ورجع يقرا في جريدته .. مرت يمكن عشر دقايق لما سمع صوت بنته يناديه .. كان الصوت قريب منه .. بعد الجريدة عن وج وانبهر ببنته الواقفة مباشرة قباله .. جمالها المبهر كان يذكره بزوجته الحبيبة " فاتن " اللي توفت بالخبيث وهي في عز شبابها .. كانت وقتها بعمر 25 سنة لما توفت .. ماتهنت بحياتها ولا تهنت ببنتها اللي خذت منها الكثير من الخصال .. وابرزها الجمال الرباني .. يحمد ربه مليون مرة انه وهبه بنت تملى عليه حياته وتذكره بزوجته وحبيبة قلبه .. الله يرحمها ..
كانت شوق واقفة ويديها وراها وواقفة مايلة بدلع .. لابسة الفستان الأصفر ومرتبة شعرها بشكل عشوائي بشرايط ملونة .. ماكان مرتب تماما بس شوق حطتها بطريقتها الخاصة ..
حط صالح الجريدة جنبه ومادرت شوق الا هو يسحبها ويحضنها .. ضحكت بالبداية لأنها توقعت ان حركته هذي دليل اعجابه بها .. لكن الخوف انولد داخل قلبها لما سمعت شهقات ابوها المتواصلة وأنينه المكتوم .. زاد خوفها وحست ان فيه شي غير طبيعي .. حاولت تبتعد عنه لكنها ماقدرت ابوها كان حاضنها بقوة .. ظلت تناديه وتناديه تبيه يرد لكن ردوده كلها كانت شهقات بكي وانين .. شوق من الخوف بدت تبكي معه ..
شوق والدموع بدت تغسل وجا : بابااااا ... باااااباااااا .... ليش ما ترد علي .. بابا .. وش فيك ؟!!
حاولت تهزه من كتفه وبعد مارد .. ماكان في يدها حيلة غير انها تبكي معه ...بعد عدة دقائق هدا فيها صالح بعد بنته عنها وظل يطالعها بابتسامة حزينة من فوق لتحت .. لاحظت شوق الدموع المنهمرة وقالت بخوف اكبر تملك قلبها ..
شوق : بابا .. ليش تصيح ؟!.. انت تعبان ؟!!
ابتسم صالح وباسها على جبينها : لا حبيبتي .. انا مب تعبان ..
شوق فاض الخوف من عيونها وبان حتى على اطرافها اللي بدت ترتجف : اجل ليش تصيح ...؟!
شال صالح بنته وجلسها على رجله وقال يطمنها : انا ما اصيح .. انا فرحان لأن الفستان طلع يجنن ..
اختفى الخوف اللي بعيونها بغمضة عين وتحولت نظرتها لنظرة فرح : يعني اقدر البسه بكرة في الروضة ..
صالح : تقدرين .. والحين روحي غيري ملابسك والبسي بجامة النوم ..
نزلت شوق من رجل ابوها وراحت لغرفتها ركض تنفذ اللي أمرها فيه ..
لكن شوق لما كبرت صارت تعرف سبب بكى ابوها بذاك اليوم .. ماكان بسبب الفستان وانه فرحان عشانه .. لا .. هي عرفت الحين ان ابوها كان يحمل حزن كبيييييير داخل قلبه .. حزن فراقه لأهله .. وحزن فراقه لحبيبة عمره فاتن .. كل هذا كانت شوق تكتشفه في كل سنة تمضي من عمرها وصارت فاهمة وش الأسباب اللي كانت محزنة لأبوها ..

صحت من ذكرياتها على صوت عمر يهزها .. نزلت عيونها له تحاول تخفي عيونها الغرقانة بالدموع عن الكل ..
شوق : هلا عمر ..
عمر : تعالي العبي معي .. بالكولة .. ( الكولة = الكورة )
ابتسمت له شوق بصعوبة .. وحصلتها فرصة انها تهرب بنفسها وبقلبها اللي قاعد ينزف حزن الحين .. تبي تهرب عشان مايحسون بتغيرها ..
مسكت بيد عمر ومشت معه وين ما الكورة كانت .. واثناء مشيها ماقدرت تحبس دموعها اللي سالت بسرعة من ابتعدت عن الجالسين .. ماقدرت حتى ترفع يدها وتمسح هالدموع .. ترك عمر يدها وركض للكورة وشالها بيده ورجع راكض لشوق اللي جمدت بمكانها وهي مغمضة عيونها مستسلمة لذكرياتها .. فتحت عيونها ببطء شافت عمر واقف قبالها والكورة بين يديه ونظرة غريبة بعيونه ماقدرت تفهمها .. وكأنه مستغرب من حالها او خايف من شكلها .. رفعت يدها بسرعة ومسحت دموعها وضحكت له عشان تطمنه .. لكنها ماكانت ضحكة من قلب .. عمر يبي يتأكد : سوق .. وث فيك ؟!!
شوق مبتسمة : مافيني شي حبيبي .. يالله العب ..
ضحك عمر بسعادة وركل الكورة ناحيتها .. وظلت شوق تلاعبه وهي داخلها مييييتة من الشوق واللهفة لأبوها تبي تشوفه .. آخر مرة شافته كان قبل شهر ونص او شهرين قبل لايموت ..
هالفترة اللي مرت عليها كانت تظن انها اعتادت على فراقه واعتادت العيش ببيت عمها .. لكنها كانت فترة سكون في نفسها .. هدوء ماقبل العاصفة .. كل هالأشياء كانت تدور ببواطن شوق من دون ماتدري وللحين ماتعرف وش هي الأحزان اللي بتمر فيها ..
اللعب مع عمر نساها شوي هالافكار وجفت دموعها وصارت تضحك عليه وعلى لعبه .. وكل اللي جالسين يسمعونها وهي تضحك وتسولف مع عمر .. ام فهد بالذات استغربت تعلق عمر بشوق غير عن اخته ندى ..
ام فهد : الله لا يخليني من هالولد .. شف شلون مستانس ..
ابو فهد وهو يراقب ضحكاته العذبة البريئة اللي تنسي الواحد هموم الدنيا : الله يدوووم عليه هالوناسة ..
ام فهد : بس احس هالولد تعلق ببنت عمه بشكل غريب .. ولا شرايك يابو فهد ..
ابو فهد : والله هذا اللي الحين قاعد اشوفه .. غير عن اخته ..
تحركت ندى في مكانها فجاة والتفتت لابوها : وش تقصد يبه .. تقصدني انا ؟!!
تدخل فهد وابتسامة ساخرة على وج : اكيد يقصدك انتي .. في احد غيرك ..
التفتت له ندى بنظرات ناااارية .. يعني انت وش دخلك .. وانتبهت ام فهد لنظراتها ..
ام فهد : وهذي الحقيقة .. ماقلنا شي غلط .. اخوك ماسوا معك اللي قاعد يسويه مع شوق ..
فهد بسخرية اكبر : معلووم .. بلاها مطنشته طول الوقت ولا تعطيه وجه .. غير عن شوق اللي مدللته ..
ندى : وشعليك انت .. بكيفي .. اذا تبي تدللـه دللـه محد منعك ..
ام فهد وهي تطالع عمر بنظرات عطف : بعد قلبي هالولد ماندري وش بيصير له لو طلعت شوق من البيت ..
ندى بخوف وكأن شي نغزها : وين تطلع من البيت .. وين بتروح ..؟!!
ام فهد : وين بتروح بعد ... بتروح مع زوجها ان شالله اذا جاها نصيب ..
ندى باعتراض : لا لا .. شوق موب طالعة .. بتقعد معنا بالبيت ..
فهد بنبرة باردة ساخرة : حلوة ذي .. بتقطعين رزق البنت بس عشان تجلس معك بالبيت وتونسك .. وش هالأنانية ..
ندى : موب أنانية ..
سكتت فترة وهي تناظر اخوها بنظرات غريبة وابتسامة جانبية .. فهد شك بنظراتها وتم ساكت ينتظرها تتكلم ..
ندى بنبرة واثقة : طيب انا عندي الحل .. يخلي شوق تقعد عندنا ..
شوق اللي كانت طول الوقت تلاعب عمر سمعت كلامهم عنها وتمت تلعب بس قلبها وعقلها عندهم .. ارتبكت من كلام ندى .. ياترا وش هو الحل ؟!!.. اما فهد تم ساكت ولا تكلم بس نظراته لاخته تقول تكلمي ..
ندى بثقة اكبر : بصراحة ياخوي ... انت ولد عمها واولى فيها من الغريب ..
جمدت شوق واقفة والكورة بين يديها .. وجا اصطبغ باللون الاحمرر ولحسن حظها انها كانت معطيتهم ظهرها .. حسبي الله على بليسك يا ندى ..
اما فهد ضاقت عيونه واحتدت نظراته وكردة فعل مد يده لكاس الموية اللي قدامه وكبه كله في وجه ندى اللي شهقت من الروعة .. قام واقف ورفع اصبعه بوجا : لو سمعتك تجيبين طاري هالموضوع مرة ثانية يا ويلك ..
قال هالكلام والتفت عنهم وراح راجع للبيت ومن بعده سمعوا صوت باب الشارع يتسكر ... فعرفوا انه طلع ..
ندى من بعد ما التفت عنهم قامت تنفض ملابسها وهي تشهق .. الموية كانت صاقعة من البرودة .. وجا كله يقطر وشعرها بعد ..
ندى : ياربي ياربي حسبي الله عليه من ولد .. بااااااااردة ..
ابو فهد ماكان رده غير الضحك : ..
ام فهد : تستاهلين ... اعنبوك هذي كلام ينقال .. وين الحيا انفصخ ؟!!
برطمت ندى : يمه انا قاعدة اقول الحل .. عادي فكرة وخطرت ببالي .. بس مدري شصار له هالغبي .. مرة وحدة بالموية في وجهي ..
ام فهد : دواك .. خلي فيك شوية حيا ..
قامت ندى معصبة وهي تمسح وجا بيدها : انا بروح اغير ملابسي ..
راحت عنهم داخل .. اما هم كملوا الجلسة لما غابت الشمس وبعدها تفرقوا والكل راح يصلي ..

***

لازالت على حالها تقلب في هالقنوات من ساعتين والملل كل ماله ويزيد عليها لما طفح الكيل وصرخت بأعلى شي عندها .. شافت اخوها محمد ينزل الدرج ركض وعلى وج علامات الفزع ومن وراه ريم ..
محمد : خييير ليش تصارخين ؟!.. مهبولة انتي ؟!!
لما شافت نوف وج ضحكت : ه ..
محمد من قهره قعد يسخر منها ويقلد ضحكتها : يا حمارة مافي شي يضحك .. روعتيني وانتي بهالصراخ .. ممكن اعرف ليش ؟!!
نوف ببرود : اولا يا حمار احترم نفسك انا اختك اللي اكبر منك .. ثانيا بكيفي .. اصرخ ما اصرخ انا حرة .. فيني ضيق ويوم صرخت بح .. رااااااح ..
محمد بسخرية : " فيني ضيق ويوم صرخت بح .. راح " .. وجعة ان شالله روعتي حتى ريم ..
نوف التفتت نوف لريم لقتها واقفة والدموع بعيونها .. كلمت نفسها تتمصخر .. اصلا هذي متى ما نشوف دموعها .. كل ماشفتها لقيتها مبرطمة والدموع اربع اربع .. حشا ماتخلص .. نفسي يوم اشوفها بدون دموع ..
نوف تتمتم : الله واكبر عاد هالصيوحة متى شفناها بلا دموع ..
سمعتها ريم وخنقتها العبرة : انتي الصيوحة .. انا مو صيوحة ..
نوف : الا صيوحة ونص ..
ريم غطت وجا وغابت في نوبة دموعها المشهورة بهالبيت : لااا .. انتي الصيوحة .. ياحمارة ..
نوف من سمعتها تسبها رمت باللحاف اللي كان يغطيها وقامت واقفة .. حست بتعب شوي وبرد ..
نوف : انا حمارة .. طيب اوريك ..
خافت ريم وركضت تخبت ورا محمد .. جت نوف تبي تضربها بس محمد كان يمنعها ..
نوف : محيميييييد وخر لا يجي الطق فيك انت ..
محمد : لا ..
جت نوف قوة عجيبة ولا كأنها وحدة مريضة مسكت محمد من اذنه وشدته لما رمته عالكنبة ..
نوف : مسوي لي قوي .. تراني اقوى منك
اما ريم صرخت وهي تصيح وانحاشت للمطبخ ونوف وراها .. دخلت للمطبخ لقت ريم متخبية ورا تينا الخدامة ..
نوف : تينا وخري ..
تينا : what happening nouf ??!!
نوف : قلت لك وخري بدون اسئلة ..
ريم من بين دموعها : لا تينا لا توخرين تبي تطقني ..
تينا : that's not good nouf .. you are sick ..
نوف : مالك شغل انتي .. مريضة مو مريضة هذا شي راجعلي ..
وماطلعت نوف من المطبخ الا لما عطت ريم ذاك الطق اللي يخليها تحترمها وما تسبها بعد كذا ..
ماصدقت رجعت لبطانيتها وتغطت وهي ترتجف من البرد .. محمد كان يشوفها بنظرات سخرية ..
محمد : هذي التعبانة هاه .. هين ان ماعلمت امي انك تلعبين عليها وتسوين نفسك مريضة ..
نوف بنظرات حادة : بتنطم انت الحين والا اسوي فيك اللي سويته بريم ..
سكت محمد لأنه مايقدر على لسانها .. رن الجرس ومحد قام يفتحه .. تم يرن لما طفشت نوف وصرخت في وجه محمد الجالس معها يتفرج عالتلفزيون ..
نوف : محيميييييييييد ووجع .. الظاهر انك تسمع الجرس يرن .. يالله قم افتحه ..
محمد : قومي انتي ..
نوف : بتقوم الحين والا اخليك تروح تفتح وانت مفلق ومضروب ..
تأفف محمد وطلع برا يشوف اللي عند الباب ..

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:52   رقم المشاركة : 47 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

الجـــــــــــــــزء 17





وماطلعت نوف من المطبخ الا لما عطت ريم ذاك الطق اللي يخليها تحترمها وما تسبها بعد كذا ..
ماصدقت رجعت لبطانيتها وتغطت وهي ترتجف من البرد .. محمد كان يشوفها بنظرات سخرية ..
محمد : هذي التعبانة هاه .. هين ان ماعلمت امي انك تلعبين عليها وتسوين نفسك مريضة ..
نوف بنظرات حادة : بتنطم انت الحين والا اسوي فيك اللي سويته بريم ..
سكت محمد ولأنه مايقدر على لسانها .. رن الجرس ومحد قام يفتحه .. تم يرن لما طفشت نوف وصرخت في وجه محمد الجالس معها يتفرج عالتلفزيون ..
نوف : محيميييييييييد ووجع .. الظاهر انك تسمع الجرس يرن .. يالله قم افتحه ..
محمد : قومي انتي ..
نوف : بتقوم الحين والا اخليك تروح تفتح وانت مفلق ومضروب ..
تأفف محمد وطلع برا يشوف اللي عند الباب ..
فتح الباب شاف واحد واقف عند سيارته ومعطيه ظهره .. وقف لحظة يحاول يعرف هيئته لكنه مافلح فتكلم ..
محمد : نعم ؟!!
التفت الرجال ولما شافه محمد ابتسم : بدر .. هلا والله ..
ابتسم بدر ابتسامة وسيعة وتقدم وهو يمد يده يصافحه : هلا فيك محمد .. شلونك حبيبي ؟!!
محمد : تماااام .. شخبارك ؟
بدر : بخير بشوفتك ..
ارتبك محمد من وقفته : هلا بدر تفضل تفضل ..
بدر ضحك على شكله : زاد فضلك .. ( ودخلوا متوجهين للمجلس داخل ) ماشالله محمد والله صرت رجااال ..
تنحنح محمد بفخر : احم .. اعجبك ..
بدر : والنعم والله ..
دخلوا المجلس وجلس بدر بعد مااخذ احوال محمد كاملة ..
محمد : دقااايق بس بروح اخبر الخدامة تجهز لك القهوة ..
وقبل مايطلع ناداه بدر : محمــــد ..
محمد : هلا ..
بدر باسلوب حاول انه يكون عفوي : الا اقول شخبار اختك ؟!!
محمد : أي وحدة فيهم ؟!!
بدر : المريضة ..
ظهرت ملامح سخرية واضحة على وجه محمد لاحظها بدر : قصدك نوف ؟!!
بدر : ايه .. شخبارها ؟؟
محمد ببرود : بخير ..
بدر : وليش تقولها كذا بدون نفس ؟!!
محمد بسخرية : بلاني ماقد شفت وحدة مريضة تراكض بالبيت وتضارب ..
مسك بدر ضحكته اللي بغت تفلت منه : ليه ؟!
محمد : بعدين اقولك .. بروح شوي وبرجع ..
طلع من المجلس وراح للصالة .. شاف نوف على حالها ماتحركت غير ان وضعها بالجلوس تغير .. صارت منسدحة ومتغطية والمخدة تحت راسها .. ناظرها باحتقار وكمل طريقه للمطبخ .. لكنها صرخت قبل لا يطلع ...
نوف : جعل عيونك الخفس قل آمين .. شايفني زبالة عندك ..
محمد : الحين انتي ليش تحبين تضاربين العالم .. المريض يهجد موتطلع شياطينه مثلك ..
نوف : شف !!... ( وبصوت عالي أشبه بالصراخ ) هيه انت احترم نفسك لأقوم اطلع الحرة اللي فيني فيك .. هاا انتبه لكلامك لا يجيك اكثر من اللي جا لريم .. ترا بتنفرش هنا بوسط الصالة ..
محمد بسخرية : انتي الحين خلي فيك حيل تقومين واقفة عشان يكون فيك حيل تقومين تفرشيني .. ( ويحرك يده بتحدي ) وبعدين تراني اقدر ارد عليك وارجع لك الضرب بس راحم حالتك اللي انتي فيها .. ما تنلامين .. انا راحم الحالة العقلية اللي انتي فيها بسبة المرض ..
فتحت نوف عيونها وعلا صوتها : محيمييييييد لا تزودها وهي قصيرة لا يجيك شي ماقد شفته بحياتك هااااا .. انتبه ..
محمد وهو ماشي عنها : اقلبي وجهك زين ..
اختفى عنها رايح للمطبخ وهي تفوووور داخلها .. مالها خلق طقاق وياه عشان كذا كتمت غيضها وكبحت جماح غضبها ورجعت عيونها للتلفزيون .. بعد دقيقتين رجع محمد رايح للمجلس شافته نوف ونادته ..
نوف : محمـــــــد ..
محمد بدون نفس لف لها : نعم ..
نوف : من اللي كان عند الباب .. فيه احد بالمجلس ؟!
محمد وهو ماشي : ايه فيه ..
نوف : مين ؟!!
محمد : مالك شغل .. رجال ..
نوف بسخرية طغت على صوتها : ادري انه رجال .. اجل حرمة ؟!!
محمد يتمصخر ويمثل انه يضحك : .. لا ضحكتيني .. بايخة ..
نوف تقلده : .. لا تتمصخر وجاوبني على سؤالي .. من اللي بالمجلس ..
محمد : رجال وبس .. مب لازم تعرفينه .. ( وقبل لا يختفي رجع التفت لها ) اذا جت الخدامة بالقهوة خليها تجيبها للمجلس ..
طلع .. وهي منقهرة لا ويتأمر بعد من قواية الوجه .. هي اوريك يامحيميييد .. اوريك يالتبن ..
دخل محمد المجلس لقى بدر يلعب بجواله .. رفع راسه مبتسم لما انتبه له يدخل .. بادله محمد الابتسامة وهو يرحب ..
محمد : هلا والله .. منووور بيتنا
ضحك بدر عليه .. لاحظ انه بكلامه يحاول يقلد احمد : هلا فيك .. منوور فيك يابعدي ..
محمد : شفيك تضحك ؟!!
بدر وهو يتذكر نوف وصوتها الغاضب .. كان قبل شوي يسمع صراخها الواصل لين عنده .. وتمنى لحظتها يدخل عليها ويشوفها ويسلم ويطمئن .. بس تخيل شكلها اذا شافته وشلون بتكون ردة فعلها خصوصا بعد اللي صار بالعزيمة ..
بدر : ولا شي .. بس اضحك على صراخ اختك ..
محمد بسخرية وعفوية : خبلة ..
بدر : ه ..
محمد : وربي انها خبلة ومجنونة .. مدري شصاير لها نفسيتها ماادري وشلون منقلبة .. محد سلم من لسانها بهالبيت .. من مرضت وهي كذا تصارخ وتنافخ وبس ..
رجع احساس تأنيب الضمير يملى قلب بدر .. استغفر ربه بقلبه عاللي سواه فيها ..
بدر تصنع الابتسامة : عادي .. فيه مريضين كذا ..
محمد : الا نوف .. اعوذ بالله ماتنبلع ..
بدر : ه ..
انتبه محمد للخدامة تدخل وتوقف عند الباب وصينية القهوة بيدها .. قام محمد واخذه منها وقدم لبدر القهوة وبدا يضيفه ..
رجعت الخدامة للمطبخ شافتها نوف ونادتها : تينا تينااااا ..
تينا راحت لها : yes ..
نوف بترقب : are you know who is that guest ?!
تينا هزت كتفها وهي تعصر ملامح وجا : no .. but his face is wonted for me
نوف بعصبية : شلون يعني .. يعني ماشفتيه من قبل
تينا : may be
نوف بعصبية زايدة : مابي ماي بي .. ابي اكيد .. شوووور ..
تينا عصبت وباعتراض : noo .. I don't know him .. ok ?!!
جمدت نوف وعيونها مبققة عالخدامة .. حتى هذي قامت تنافخ ..
نوف صرخت بوجا : يالله انقلعي .. يالله اذلفي عن وجهي لأقوم افرشك انتي بعد ..
سكتت الخدامة وبنفسها متفهمة حالة نوف النفسية اللي مستمرة معها من كم يوم .. رجعت لشغلها بالمطبخ بدون ماترد .. تمت نوف مبوزة بغضب وهي تراقبها .. بعد هذا اللي ناقص تجي هذي وتنافخ علي .. ماش انا لو معلمتهم يحترموني من البداية كان ما تجرأت وحدة منهم ترفع صوتها او تحط عينها بعيني حتى .. رجع مسار تفكيرها للشخص المتواجد بالمجلس واللي رفض محمد يخبرها عن هويته .. مو من عادتها تهتم بالضيوف الرجال اللي يدخلون للمجلس بس دقات قلبها المتزايدة بذيك اللحظات هو اللي خلاها تتساءل .. ماكانت عارفة السبب بالضبط وشو .. وشو السبب الي يخلي قلبها يدق الحين .. وكل دقيقة تمر تحس بالخوف يتصاعد داخلها .. شفيني ياربي انا ببيتي وش اللي مخوفني ..
الخوف خلاها تحس بالبرد .. ضمت اللحاف مثل الطفل اللي يطلب الدفا .. وماطلع الا عيونها .. قادها تفكيرها انها تروح للمجلس خلسة وتعرف من اللي جاي بنفسها ..
قامت واقفة واللحاف لازال يغطي جسمها كله .. ضامة اللحاف بيديها الثنتين من البرد اللي يزداد .. كان اللحاف طويل اطول منها .. مشت بهدوء للمجلس وطرفه يسحب وراها ..
وصلت لنصف الممر ووقفت مترددة بسبب الخوف اللي بدا يطفح منها .. احساسها بالخوف كل ماقربت من المجلس خلاها تتيقن ان السبب هو القابع بالمجلس هناك مع اخوها ..
بلعت ريقها ونفخت بوجا باللحاف تمتص شوية دفا .. كملت طريقها وقبل ماتوصل للباب طلع عليها محمد بصينية القهوة .. فرملت بمكانها وهي تمسك شهقتها ومحمد تم يطالعها بنظرة شك ..
محمد بهمس : نوفوو .. وش تسوين هنا ..
نوف وهي تأشر له يسكت بارتباك : ششششش .. لا تفضحني
محمد بهمس منخفض جدا : طيب يامجنونة .. وش جابك .. روحي لا يطلع ويشوفك ..
رفعت عيونها لباب المجلس بترقب : من هو ؟!!
محمد بعفوية : بدر .. ياللـ...
غطت نوف فمها بيدها تمنع شهقة الخوف لا تنطلق منها .. وقفت بمكانها جامدة تحاول تستوعب واطرافها بدت ترتجف ..
محمد لازال يهمس : هييه .. يالله روحي لا يشـ ....
انقطع كلامه وهو يسمع صوت بدر من وراه وهو طالع من المجلس : يالله محمد .. انا بطلــ ...... ــع ..
كمل كلمته وهو يطالع نوف باندهاش .. ماكان صعب عليه يلاحظ وجا الأصفر التعبان .. حس بمية خنجر ينغرسون بقلبه ..
محمد تم ضايع بالموقف ما التفت حتى لبدر .. عيونه على اخته ينتظر منها عالأقل ردة فعل لكن لحظتها ماكانت فيها حياة .. عيونها جامدة على بدر .. وبحكم صغر سنه مافهم مضمون هذيك النظرة بعيونها .. لكن بدر فهمها .. كانت نظرتها مزيج من الخوف والعتاب .. نظرة شافها من قبل كثير ..
بدر قدر يتمالك نفسه اخيرا ويجمع شتات روحه ونسى تماما وجود محمد : شلونك نوف ؟!!
سماع اسمها بلسانه وقظها من جمودها .. نظرة الخوف بعيونها طغى على كل شي .. ذكرى العزيمة والخوف اللي عاشته ذاك اليوم خلاها ترتجف وتتراجع برعب وبطء ..
نوف وهي ضامة اللحاف اكثر وتحاول تحمي نفسها فيه : لأ .. لا تسوي شي .. مابي مابي ..
لفت عنهم وراحت تركض .. اما بدر ماقدر يفسر تصرفها هذا .. وكأنها مب طبيعية .. تذكر اخيرا وجود محمد وشهادته عاللي صار .. شاف علامة استفهام كبيرة بوج وكأنه يطلب تفسير عاللي صار ..
بدر حاول يكون طبيعي : شفيك ؟!!
محمد : مافيني شي .. بس مستغرب منها .. ما ادري وش صار لها ..
بدر ابتسم بتصنع : ماصار شي لا تخاف .. مو انت تقول انها من مرضت وهي كذا ..
محمد : مدري .. بس الحين غير .. كأنها مجنونة ..
ابتسم بدر عليه وبنفسه يتحسر .. ايه والله لا يكون البنت انجنت مرة وحدة ..
سلم على محمد وطلب منه يسلم على ابوه وطلع ركب سارته ومشى وكل تفكيره عاللي صار قبل شوي .. ما توقع ان اللي سواه فيها ممكن يأثر عليها لدرجة صار هو يرعبها ..

نوف لما تركت المجلس ركضت لغرفتها وقفلت عليها الباب ورمت بنفسها عالسرير وهي للحين ضامة نفسها داخل اللحاف وبدت تبكي ..الخوف اللي داخلها كان واحد من الاسباب .. والسبب الثاني ان شوفة بدر ذكرها باللي صار لها بغرفته والرعب اللي عاشته .. عمرها ماكانت تتوقع انها بتمر بمثل هالموقف الفضيع .. وهي بطبيعتها خوافة وجبانة لكنها دايما تحاول تتغلب عالخوف هذا اللي داخلها وتبين انها للكل شجاعة .. لكن بعد اللي صار لها بيوم العزيمة صارت تخاف من بدر اكثر من خوفها منه وهي صغيرة .. خوفها منه وهي طفلة كبر اضعاف مضاعفة الحين ..
دق تلفونها ورفعت راسها اللي كان مغسول من الدموع .. وبدون ماتشوف الرقم ردت ..
نوف بصوت مبحوح : الوو ..
ندى : هلااااااااااااا والله وغلاااااااااااا .. بحبيبتي نوف .. بقلبي .. وبروحي وبعيوني وكللللللللل شي ..
ابتسمت نوف غصب عنها وعرفت قصد ندى من هالكلام العسل ..
نوف : هلا ندى ...
ندى بنبرة عدم تصديق : يااااربي قالت لي هلا ... ماصدق كلولولولولولوللوووووش .. عمى بعيون العدو ان شالله وينك يادوبا .. ( وبنبرة عتاب ) كذا يعني يانوف ثلاث ايام احاول اتصل لك وماتردين .. يهوون عليك تسوين فيني كل هذا ..
قامت نوف قاعدة ومسحت دموعها بذراعها : لا تلوميني .. ولا يعني اللي سويتي فيني سهل ..؟!!
ندى : والله ادري اني غلطانة .. بس وش اسوي انشغلت مع البنات ونسيت ..
نوف : لو اني مهمة عندك كان مانسيتيني ..
ندى : لا عاااااد .. انتي تعرفين غلاتك عندي كيف .. وانتي اكثر وحدة عارفة هالشي ..
نوف بعدم اقتناع : ايه هذا كلام بس .. الكلام سهل
ندى بشتى الوسائل كانت تحاول تعتذر وتبرر : والله والله واللللللللللله العظيييييم اني جادة ما اكذب .. نوف عاد خلاص ارضي والله ماتعرفين حالتي شلون كانت .. كنت معتفسة ابي اكلمك بس انتي ماتردين .. نوف والله آآآآآآآآآآآآسفة آآآآآآآآآآآآآسفة ماكنت اقصد صدقيني ..
نوف بعناد : مابي ..
ندى شوي وتصيح : نووووووف حبيبة قلبي انتي وعمري كلللللللله ... سامحيني بلييييييز ..
نوف : ............
ندى : نووووف .. بليييييز ..
نوف : أفكر ..
ندى : يعني رضيتي ..
نوف : قلت لك بفكر .. يعني مارضيت لسا ..
ندى : طيب بنتظر .. مع اني عارفة ان نوف روحي لااااا يمكن تزعل مني ولا تقدر على فراقي و قطيعتي .. صح ولا لا ؟!!
نوف : لا غلط ..
ندى : ............
نوف : ..
ندى : ياااااربي ضحكت لي .. من قدي .. والله اشتقت لهالضحكة ..
نوف : ه ... طيب خلاص رضيت عليك ..
ندى : والللللللللللللله ... شوووووووووق تعاااااااالي لا يفووووتك ... نوف رضت علي ..
سمعت نوف شوق تقول : مبرووووووك .. ان شالله دوووم يارب ..
عطت ندى شوق التلفون : ه ... نوف
نوف : هلا شوق ..
شوق : ه .. حرام عليك ذليتي البنت ذلة .. منتي هينة ..
نوف بفخر : ايه ياحبيبتي انا حقي مايروح عبث ..
شوق : .. حلوة عبث .. ه .. المهم اخيرا رضيتي على ندى ماتتصورين شلون كانت حالتها ..
نوف : خلها تستاهل ..
شوق تكلم ندى : اوووفف شوي شوي نوف مب طايرة اصبري .. ( تكلم نوف ) اقول نوف البنت هذي أذتني تبي تاخذ التلفون ..
نوف : ه .. اوكي
رجع صوت ندى يوصلها : ها نوف شخبارك .. سمعت انك مريضة سلامات ؟؟
نوف : الله يسلمك ..
ندى : نوف .. صوتك متغير مرة .. كل هذا من المرض ..
رجع لنوف ذكرى اللي صار لها تحت قبل شوي : ها .. لا عادي هذا المرض ومايسوي ..
ندى : يعني مافي شي ثاني ..
نوف حست ان ندى تقصد بدر : لا لا تخافين ماصار شي ..
ندى بعد ما ارتاحت : خلاص اجل يا قلبي .. اخليك ترتاحين وبزورك قريب ان شالله ..
نوف : اوكي ..
ندى : أهم شي اني اخذت القرار الملكي منك بالرضا علي ..
نوف : .. لا تغترين يمكن اغير رايي الحين
ندى بخوف : يمه .. لا لا اجل بسكر يالله بااااااي ياحبببي
نوف : مع السلامة ..
سكرت .. لما سمعت صوت ندى نست زعلها عليها لأن وقتها كانت محتاجة تكلم احد وتنسى اللي صار لها قبل شوي .. رمت بنفسها عالسرير وغرقت بتفكيرها .. بدر هالحمار اكيد ما جا لبيتنا الا عشان يشمت فيني خصوصا بعد ما اكتشف اني كنت محبوسة بغرفته .. آآآآخ .. عندي احساس انه كان له يد بالموضوع وانه كان يدري اني بغرفته عشان كذا قفل علي ..
تذكرت عبارته لما كانت بالمطبخ مع خواته " but you must be careful ".. معقولة له علاقة بالموضوع .. بدر طول عمره داهية وما استبعد هالشي ..



بعد ما سكرت ندى من نوف حست براحة غريبة .. كانت شايلة هالهم بس بعد مارضت عليها نوف انزاح .. التفتت لشوق اللي كانت ماسكة ضحكتها وبعيونها نظرة سخرية .. طنشت هالنظرة وقامت فتحت النت .. ومن عطتها ظهرها سمعتها تضحك .. لفت لها بالكرسي ..
ندى : وش تضحكين عليه يادووببا ..
شوق : ه .. عليك .. بالله وش هالمذلة اللي ذليتي نفسك فيها ..
ندى : وش اسوي .. انتي ماتعرفين نوف اذا زعلت .. ماترضى ولا بعد طلوع الروح ..
شوق : ..
ندى مدت يدها لكرتون الكلينكس ورفعتها على انها بترجمها : انا عارفة ان شكلي كان مضحكة بس لازم .. وبعدين وقفي ضحك لا يجي هالكرتون بوجهك ..
شوق : .. طيب ..
مسكت نفسها عن الضحك .. وراحت لها تشوف وش تسوي بالضبط
شوق : وش بتسوين ..؟!
ندى : ولا شي .. بلف بالنت ادور شي يسليني ..
تمت شوق واقفة تراقب ندى
ندى : ليش واقفة .. جيبي كرسي واجلسي .. بوريك صور تحححححفة ..
سحبت شوق لها كرسي وجلست جنبها .. اول شي فتحت ندى ملف الصور عندها وبعدها فتحت ملف باسم " أزياء " .. وبدت تفرجها على صور فساتين سهرات روعة .. فساتين اشكال والوان وموديلات مختلفة ولمصممين عدة ..
ندى : ها شرايك ؟!!
شوق : واو .. حلوة مرة .. بس بعضها موديلاتها ماتناسبنا ..
ندى : ادري .. انا بس حفظتها عندي لأنهم عجبوني .. ومو شرط اذا بغيت اسوي لي فستان اخذ فكرة الفستان كامل .. يعني ممكن آخذ فكرة الكم بس .. او فكرة الذيل .. يعني مثل كذا ..
شوق : بس بصراحة حلوة مرة .. كل واحد احلى من الثاني ..
بدت تفرجها على مجموعة ثانية كانت احلى من المجموعة الاولى .. وبعد ماخلصت سكرت الملف وانتبهت شوق لوجود ملف باسم " حبيب الروح " .. أشرت عليه وهي تسأل
شوق : وش هالملف ؟!
ندى : وشو ؟!
شوق : هذا .. حبيب الروح ..
ابتسمت ندى : يعني ماعرفتيه ؟!..
شوق : الا عرفته .. هو فيه غيره يعني .. افتحيه خلينا نشوف وش حاطة فيه ..
احمر وجه ندى لدرجة انتبهت له شوق ..
شوق ونظرة محرجة : ساكتة ومنحرجة .. افتحيه خل نشوف وش البلاوي اللي حاطة فيه ..
ضربتها ندى بكوعها : وجع مافي بلاوي ولا شي .. بس صور ..
شوق بحزم مصطنع : ادري انها صور .. يالله يالله افتحيه ..
ندى وجا شبيه بالطماطم : لازم يعني ؟!!
شوق تهز راسها بتأكيد : لازمين .. يالله ورينا ..
سكتت ندى وحطت الماوس عالملف وضغطت .. انعرض لهم مجموعة كبيرة من الصور .. بالواقع ماكانت صور عادية .. كانت تصاميم من تصميمها هي ..
شوق : الله الله .. وش هالابداع كله ..
سكتت ندى بترقب ..
شوق لمحت شي غريب وقربت وجا من الشاشة .. لفت لندى بتساؤل ..
شوق : هذي مب صور احمد لحاله .. وصورك بعد ..
ندى بارتباك : طيب وعادي .. مجرد صور ..
شوق بنظرة خبيثة مدت يدها للماوس وكبرت وحدة من الصور لأنها مو واضحة وهي صغيرة .. لما كبرت الصورة ابتسمت والتفتت لندى ..
شوق : ..........
ندى : لا تناظريني كذا .. اهم شي قولي رايك بالصورة ..
رجعت شوق عيونها للصورة مبتسمة .. كانت تصميم رومنسي حييييييل .. دامجة فيه ندى بين صورتها وصورة احمد بطريقة رومانسية ورايقة ..
الخلفية كانت تموج ألوان مابين الاسود والعنابي والموف الغامق ودرجاتهم .. دخلت فيها ندى وحدة من احدث صورها وأروعها .. كانت ندى قد صورت هالصورة مع مجموعة صور لها في أرقى استديوهات التصوير بالرياض ..
ركزت بالتصميم على وجا ونظرتها أكثر شي .. ودمجت معها بعد وحدة من أروع صور احمد .. سرقتها من عند نوف بدون ماتدري ولما دخلتها الكمبيوتر رجعتها لها .. صورة احمد كان فيها ستايله روعة ومصور بطريقة جذابة .. واهم شي نظرته اللي كانت اجمل شي بالصورة .. دخلت فيها كلمات اغنية لعبدالكريم ..

أحبــــك .. عدد ماقالوا العشـــــاق ..
أحبــــك .. عدد ما سطرت الاوراق .. كلمة أحبك
احب شمسك واحب ظلك .. واحبك بغربة ايامي ..
واحب همسك واحب صمتك .. وفرحي فيك وآلامي ..
واحب الليـــــــل
لأنك قمرته وضيه ..
واحب النـــــــور
لأنك نور هالدنيا ..
حبيبي .. اذا مر يوم وماشفتك
حبيبي .. اناظر فالخيال رسمك
كأنك جيت وناظرتك ..
" حبيب الروح " لو تدري .. حياتي بيدك وأمري
بردد لك واغنيلك .. لآخــر لحظة في عمري ..

سكتت شوق وضربتها ندى بانحراج : لا تقعدين ساكتة ..
شوق بنظرة : وش تبيني اقول ؟!!
ندى : أي شي .. قولي رايك طيب ..
شوق : حلو ..
ندى : مالت عليك هذا اللي قدرتي عليه ..
فتحت ندى ملف نفس الاغنية وانطلق صوت عبدالكريم الرائع .. طنشت ندى نظرات شوق عشان ما تنحرج اكثر وبدت تغني معه وهي تهز رجلها ..
ندى : احب شمسك واحب ظلك .. واحبك فغربة ايامي
واحب همسك واحب صمتك .. وفرحي فيك والامي
واحب الليل .. لأنك قمرته وضيه
واحب النور .. لأنك نور هالدنيا
شوق خشت معها : حبيبي .. اذا مر يوم وماشفتك ... حبيبي .. اناظر في الخيال رسمك .. كأنك جيت وناظرتك ..
ندى : حبيب الروح لو تدري .. حياتي بيدك وأمري .. بردد لك واغنيلك .. لآخـر لحظة في عمري ..
سكرت فايل الاغنية وفتحت وحدة من غرف الدردشة ..
شوق : وش عندك هنا ؟!
ندى : ولا شي .. أضيع وقتي ..
انتبهت شوق ان النك نيم حقها كان " حكاية احساس " .. وانتبهت لواحد بنك نيم " المجروح " يكلمها ..
المجروح : سلااااام حكاية ..
حكاية احساس : هلا المجروح
المجروح : شلونك غناتي ؟!
فتحت شوق عيونها .. غناتي ؟!.. خير شفيه هذا ؟!!.. يموووون ..
حكاية : تمام .. كيفك انت ؟
المجروح : انا بخير .. بشوفتك ..
شوق ظلت ساكتة .. وكأنه يعرفها من قبل .. التفتت لندى : ندى ..
شافت ندى مبتسمة وعيونها عالكلام المكتوب وماردت عليها .. هزتها : ندددى ..
ندى بدون ماتلتفت : همممم ..
شوق : وش سالفته هذا ؟!
ندى : ولا شي ..
سكتت شوق مستغربة وقعدت تقرا السوالف اللي بينهم ..
المجروح : وينك غناتي .. ماشفتك امس ؟!!
حكاية احساس : امس مادخلت النت .. ماكان لي خلق ..
المجروح : تصدقين عاد .. الشات ماله طعم بدونك .. المهم كيفك ؟!
حكاية احساس : ماشي الحال ..
المجروح : توني بطلع .. بس ماصدقت شفت اسمك .. قلت مالي طلعة الا لما اكلمك ..
حكاية احساس : ماله داعي .. اذا كنت مشغول اطلع ..
المجروح : لا لا مشغول ولا شي .. عشانك اترك اشغال الدنيا كلها ..
ضحكت ندى بوناسة والتفتت لها شوق باستغراب
شوق : ندى .. تعرفين هذا انتي ..
ندى بدون ماتلتفت لها : يعني .. مو مرة .. توني متعرفة عليه من فترة ..
شوق : يعني من متى ؟!!
ماردت ندى وباين انها اندمجت بالسوالف مع المجروح .. عرفت شوق انها ان تمت معها بتضيع وقتها فقامت ..
شوق : ندى انا بروح ..
ندى : براحتك ..
طلعت شوق وسكرت الباب وهي مستغربة .. بعد فترة تفكير اعتبرته شي عادي ومو ممكن يأثر على ندى .. اليوم بتسولف معه وبكرة بتنساه ..
نست هالموضع بسرعة ونزلت تحت ..

** **

في جدة .. الحال مثل ماهو بين نجلاء وسعود .. الحب كان اساس علاقتهم وقاعدتها .. الحب هو اللي ملك قلب كل واحد فيهم ..
طلعت نجلاء من الحمام بعد ماخذت دوش سريع .. لبست ملابسها وراحت للمطبخ وصلحت لها كوب نسكافيه .. جلست تقلب بقنوات التلفزيون وهي ترتشف قهوتها المفضلة كالعادة بهالوقت .. مرت ساعتين وهي تتفرج عالتلفزيون وبعدها قامت تكمل شغل بالمطبخ من جلي وغسل للصحون وهي تفكر بسعود وحاسة انها ولهانة عليه ... اليوم الصبح طلع من بدري قبل لاتقوم وللحين مارجع حتى للغدا ..لما قربت انها تنتهي دق التلفون اللي بالصالة ..
راحت بسرعة ترد واللهفة تطل من عيونها وفي بالها انه سعود : الوووووه .. ( قالتها بلهفة كبيرة )
- السلام عليكم ..
قطبت نجلاء وحست بشوية احباط : وعليكم السلام ..
بالبداية ماعرفت صاحبة الصوت الا لما تكلمت مرة ثانية ..
- شلونك نجلاء ان شالله بخير ؟!!
ابتسمت نجلاء : هلا خالتي ام عبدالملك .. انا بخير شلونك انتي ؟!
ام عبدالملك : بخيرن جعلك بخير .. شخبار ولدي سعود ان شالله مرتاح ؟!
ضحكت نجلاء بنعومة : والله يا خالتي سعود بعيوني وان شالله انه مرتاح ..
ام عبدالملك : ايه الحمد لله .. ما اوصيك ترا كل شي ولا زعل سعود مايهون علي زعله ها انتبهي ..
كانت نبرتها لما قالت هالكلام فيها شوي من الجفاف مما اثار استغراب نجلاء لكنها بسرعة طنشت ونست واعتبرته شي عادي وغير مقصود ..
نجلاء مبتسمة : لا تخافين خالتي .. هذا سعود الغالي اشيله بوسط عيوني ..
ام عبدالملك : ايه ما اوصيك .. بس وينه هو الحين ولهت عليه .. من زمان مادق علي ولا سمعت صوته .. آخر مرة سمعت صوته فيها لما تركتوا الرياض ورجعتوا لجدة ..
نجلاء بلطف ولين : معليه يا خالتي .. اعذريه .. تعرفين شغله انتي .. شغله مشغله عن الناس كلهم ..
ام عبدالملك بنبرة باردة : اتمنى ما يكون شاغله عني شي ثاني يا بنتي ..
حست نجلاء بنغزات من هالكلام لكنها ايضا ما اهتمت واعتبرته مجرد كلام يروح ويجي وسوت نفسها ماسمعته ..
نجلاء : معليه خالتي .. اعذريه شغله ماخذ وقته كله ..
ام عبدالملك : بس انا ابي اسمع صوته ولهانة على حبيبي سعود ..
نجلاء برقة : ان شااااااااااااالله يا خالتي .. انتي تامرين .. اول ما يوصل اقوله يدق عليك .. ها آمري بعد ..
ام عبدالملك : متأكدة يا نجلاء انه مو بعندك الحين ؟!!
قطبت نجلاء .. شلون يعني انا اكذب : لا خالتي .. سعود طالع لشغله من الصبح وللحين مارجع ..
ام عبدالملك وبنبرتها شي من القلق : بس الحين الساعة 11 الا ربع .. والدنيا ليل الحين .. ماخلص شغله للحين ..
نجلاء : لا خالتي للحين مارجع .. هو بعض الاحيان يتأخر ..
ام عبدالملك : خلاص اجل .. لما يوصل خبريه يدق علي ويسمعني صوته .. ابي اتطمن عليه ..
نجلاء : من عيوني بس انتي لا تشيلين هم ..
ام عبدالملك : اجل فمان الله ولا تنسين ..
نجلاء بطولة بال : ماني ناسية ان شالله .. اول ما يوصل اقوله .. فمان الكريم ..
سكرت عنها وهي تذكر الله .. خالتها مو طبيعية مبين ان فيه شي مضايقها .. آخر مرة شافتها بالرياض كانت خالتها منشرحة معها .. يمكن مشاكل عندها بالبيت .. او يمكن بُعد سعود عنها فترات طويلة ..
دعت الله بقلبها انه يصبر خالتها على بعد سعود عنها لفترات طويلة .. قامت راجعة للمطبخ تكمل شغلها اللي بدت فيه .. بعد خمس دقايق سمعت صوت حركة عند الباب .. بسرعة طلعت ووقفت عند باب المطبخ وعيونها على باب الشقة ..
دخل سعود وسكر الباب وراه .. التفت شاف نجلاء واقفة عند المطبخ ومبتسمة بعذوبة وهو بدوره بادلها الابتسامة.. لكنها كانت ابتسامة باهتة استشفت منها نجلاء ارهاقه الواضح .. شي طبيعي فهو طالع من الصبح يعني اكثر من 12 ساعة متواصلة كلها شغل ..
كانت تنتظره يتقدم لها ويسلم عليها سلامه المعتاد لكنه لف عنها وج ومشى ناحية الغرفة .. اختفت ابتسامتها لخيبة الامل اللي حست فيها لكنها سرعان ماعذرته .. مبين ان التعب هد حيله ..
وقبل مايوصل للغرفة نادته : سعــــــــووود ..
التفت لها ورد عليها بصوت اعلى من الهمس شوية : لبيــه حياتي ..
فرحت بقلبها .. صح التعب نساه يسلم عليها لكنه ما نساه كلماته الحلوة اللي يخلي قلبها يرقص من البهجة .. " حياتي " .. وش كثر احب هالكلمة منك يا سعود ..
نجلاء بابتسامة عذبة تنسي الواحد نفسه : تبي عشا ؟!
هز راسه نفي : لا حبيبتي .. متعشي ..
نجلاء : بس اكيد اكلت شي خفيف .. خلني اصلح لك شي دسم يقويك .. مبين انك تعبان ..
سعود : لا حياتي .. محتاج انوم بس ..
نجلاء : على راحتك اجل ..
وقبل مايدخل الغرفة نادته مرة ثانية لما تذكرت شي : حبيبي ..
التفت لها بدون مايرد : ......
نجلاء وهي حاسة انه مو الوقت المناسب اللي تخبره فيها وخاصة وهو على هالحالة : أأ .. ترا خالتي دقت .. وتسأل عنك وتبيك تكلمها ..
سعود : أمي ؟!
هزت راسها بالايجاب .. سكت سعود وهو يفرك عيونه وحالته تقول انه مو مستعد يكلمها الحين .. هز يده بعدم اهتمام جراء الانهاك : بكرة اكلمها ...
نجلاء : على راحتك حبيبي ..
دخل الغرفة وسكر الباب ونجلاء تراقبه بعيون كلها عطف ..هذا ثاني يوم يرجع من الشغل وعلى طول يروح للنوم وبدون عشى حتى .. اتمنى ما يطول وهو على هالحال .. بيأذي نفسه ..
رجعت للمطبخ تكمل اللي بدت فيه وتفكيرها كله عند زوجها حبيب قلبها .. ياربي مقدر اتحمل اشوفه تعبان .. تذكرت المكالمة اللي صارت مع خالتها .. انتابها قلق فجأة انها ممكن تتصل بأي لحظة تسأل واذا سألت وش بتقول لها .. هي تعرف خالتها من النوع الطيب .. لكنها بسرعة تزعل وتشيل بخاطرها وهي ابدا مو مستعدة تدخل بهالنوع من المشاكل وخاصة مع ام زوجها .. كل اللي تتمناه انها تحصل على رضاها دايما .. بس اذا دقت الحين وعرفت ان سعود وصل وما دق عليها بتشيل بخاطرها ..
مرت نص ساعة ماسمعت فيه لجرس التلفون أي صوت .. فاطمأنت .. اكيد خالتها نامت الحين .. طلعت للصالة وطفت التلفزيون وفجأة مر في بالها صورة ندى .. بدون سابق انذار تذكرت المشكلة اللي طايحة فيها .. فكرت تدق .. بس رجعت تتردد .. شافت الساعة لقتها 12 الا ربع .. يعني لسا على نومهم .. انا اصلا بنتهم اتصل بأي وقت ..
رفعت السماعة ودقت .. لحظات ووصلها صوت كله براءة : الووو ..
ابتسمت : الووو .. السلام عليكم عمر ..
عمر : وعليكم الثلام ..
نجلاء : شخبار عمر حبيبي ..؟!
ضحك لما ميز صوت اخته : طيب وذين وكل ثي .. انتي في ددة ؟!.. ( ذين = زين ) ( ددة = جدة )
ضحكت نجلاء : ايه انا في جدة ..
عمر : ومتى بتلدعين .. ( بتلدعين = بترجعين )
نجلاء : ه .. برجع قريب ان شالله .. الا اقول حبيبي عمر .. وين ندى ؟!
عمر : ندى ؟
نجلاء :ايه ..
عمر : اممممم ... مدلي .. آآ.. يمكن فوق ..
نجلاء : وين ؟
عمر : مدلي ... سوووووق ..
نجلاء : شوق عندك ؟
عمر : ايه .. سوووووووق .. تعالي كلمي ..
لحظة وصوت شوق يوصلها : الووو ..
نجلاء : هلا شوق كيفك ؟
شوق : نجلاء ؟!.. هلا والله بخير كيفك انتي ؟
نجلاء : تمام .. وين ندى اسال عمر عنها وماعرفت اخذ منه حق ..
شوق : ه .. اظنها بغرفتها .. واتوقع انها نايمة .. لانها رقت لغرفتها من وقت ..
نجلاء :اهااااا .. ( وبعد فترة صمت ) .. الا اقول شخبارها ؟
شوق بعفوية : بخير .. ( وسكتت ) .. آآ .. قصدك احمد ؟!.. ( بهمس قالتها )
نجلاء : ايه .. شخبارها ؟!... للحين على حالها الاولي ؟
شوق : اممم .. بصراحة انا ملاحظة انها متغيرة .. يعني صارت تضحك وتسولف غير عن قبل .. تغيرت مرة ..
نجلاء : حلووو .. الله يبشرك بالخير .. نست مرة مرة ؟
شوق : ما اقدر اقولك انها نست مرة .. بس اللي اشوفه انها بدت تنسى .. يعني معد صرت اشوفها حزينة كثير .. حالها تغير للأحسن الحمدلله ..
نجلاء : الحمدلله .. شووق .
شوق : لبيه ..
نجلاء بنبرة جاادة : أبيك تنتبهين لها .. اوكي ؟!
شوق : انتبه لها ؟!.. اصلا انها معها اغلب الوقت .. لا تخافين ..
نجلاء : ادري .. بس انتبهي لها .. اخاف اللي صار لها يرجع ينعكس عليها بشكل سلبي .. ابيك تفتحين عيونك ..
سكتت شوق لانها مافهمت وش نجلاء تقصد بالضبط .. شلون يعني ينعكس عليها سلبي ..
شوق رغم انها مافهمت : لا تخافين .. انا معها لا تشيلين هم ..
نجلاء : زين .. وياليت تساعدينها كثير على النسيان .. يعني اذا بدت تتكلم بالموضوع نسيها لا تخلينها تتكلم فيه .. واذا شفتيها بدت تتذكر ضيعي الموضوع كله وخليها تلهى .. يعني زي كذا .. أوكي ؟
شوق : اوكي .. لا تخافين دامني معها ..
نجلاء : اكيد مارح اخاف .. سلميني على امي وابوي وافهد وكلهم ..
شوق : ان شالله ..
نجلاء : اوكي قلبي .. تصبحين على خير ..
سكرت عنها وهي حاسة براحة في قلبها .. كلام شوق يطمن الحمدلله .. بما انها صارت تضحك وتسولف هذا يعني انها بدت تنسى .. وهذي اول خطوة واهم خطوة .. الله يعينك ياندى وتتخلصين من اللي انتي فيه تماما ..
قامت وسكرت الابجورة المفتوحة جنبها وسكرت باقي الانوار المتفرقة بالشقة واتجهت لغرفة النوم .. دخلت لقت الظلام دااامس الا من نور بسيط متسلل بخفة من بين الستارتين المسدولة على باب البلكون ومسلط على جزء من الغرفة .. راحت للسرير بهدوء وبحذر تحاول انها ما تصدر أي صوت ممكن يزعج سعود من نومه .. وقبل ما تستلقي وقفت تتأمل وج من خلال هالخيط البسيط من النور المسلط عليه .. ابتسمت وانسدحت .. وطول الوقت كانت تتأمله وهو غارقاااان بالنوم والابتسامة ما فارقتها .. لما غلبها النوم ونامت وصورته مطبوعة في خيالها ..


*** ***

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:53   رقم المشاركة : 48 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

جالسة .. مثل الايام الاخيرة .. والاحزان والذكريات تطوف بكل زاوية من بالها وقلبها .. جميع انواع الذكريات .. حلوها او مرها .. تتمنى تعيشها مرة ثانية بس عشان ترجع لحياتها السابقة مع ابوها خصوصا اللي عرفت طعم الحياة معه .. لكن الدنيا تاخذ منك كل شي غالي وماتعطيك الا القليل !!..
فمن اللي يقدر يقدم لك السعادة السابقة اللي انفقدت ومالها رجعة بعد رحيل الاحباب ..
طول جلوسها على سريرها بسكون .. لكن هالة الحزن محيطه بها من كل اتجاه.. تقلب في صور امها وابوها مثل عادتها كل يوم في الفترة الاخيرة .. الشوق والحنين زادوا هالأيام وقلبها ما عاد يتحمل اكثر الفراق .. بالبداية امي اللي ماعرفتها الا خلال الثلاث السنين الاولى من عمري .. وبعدها ابوي اللي كان كل شي بحياتي ولولاه ماقدرت اكمل حياتي طبيعية مثل باقي البنات .. مشتاااااقة لكم .. كلللكم ..
حست من وراها الغرفة تقتحم بقوة وتدخل ندى وهي تنادي بلهفة : شووووووووق ..
وقبل لا تسيل الدمعة المعلقة بعيونها مسحتها بشكل خاطف والتفتت وهي تحاول تتصنع الابتسام : هلا ندى .. شفيك ..
ندى بلهفة ومو قادرة تسيطر على نفسها : في وحدة بالتلفون تبيك ..
قطبت شوق مستغربة وعيونها على ندى بصمت : وحدة ؟!!.. تبيني انا ؟!
ندى راحت لها تسحبها عشان تستعجلها عالمشي معها : ايه ايه تبيك .. تنتظرك عالتلفون .. يالله روحي كلميها .. بتستانسين اذا عرفتي منهي ..
وقفت شوق بدون حراك ورافضة انها تمشي معها من الحيرة : منهي هذي اللي تبيني ..؟!
ندى : تعالي كلميها وبتعرفين ..
شوق : منهي هذي قولي لي ..
ندى : هي قالت لا تعلمونها من انا .. قالت خلوها تجي تكلمني ..
صار وجه شوق كله علامات استفهام وجرتها ندى معها لما وصولوا تحت للصالة .. كانت ام فهد جالسة وسماعة التلفون بيدها ومبين انها كانت تكلم هالحرمة.. ومنى ونايف معها ..
وصلت شوق عندها وخذت السماعة بنظرة متسائلة وردت بارتباك : أ .. الووو ..
- الوو هلا شوق .. هلا بنظر عيني ..
من ربكتها ماعرفت الصوت على طول : هـ هلا ..
بعد صمت تكلمت الحرمة : شفيك شوق .. لايكون ماعرفتيني ..
بدا عقلها يحلل الصوت .. ولما لقت الجواب ماصدقت تفجرت دموعها بصمت وعطت ظهرها للجالسين ..
شوق : خالتي إيمان ؟؟!!!
ايمان : .. ايه خالتك .. لا يكون نسيتيني ..
ضحكت شوق برغم دموعها : هلا فيك خالتي .. مشتاقة لك موووت موووووت ..
ضحكت صاحبة الصوت بحنية : ه .. يابعد قلبي والله .. والله احنا اللي مشتاقين لك .. وينك كذا تنسينا ماتقولين عندي اهل بالشرقية اسلم عليهم .. عندي خالة هناك وحشتها ..
صارت دموع شوق مثل الانهار الجارية .. سماعها لصوت خالتها ذكرها بحياتها السابقة والسعادة المنسية : انتوا وحشتوني اكثر يا خالتي .. مرة مرة ..
لأن ايمان كانت عارفة طبايع شوق وحساسيتها اللي تظهر في بعض الاحيان .. لمست بصوتها المخنوق الدموع : حبيبتي عاد لا تبكين .. انا داقة اتطمن عليك وأسأل عن احوالك .. مادقيت عشان اضيق صدرك ..
زادت دموع شوق وصارت تبكي بشدة اكبر بس تحاول تكتم صوتها : غصب عني يا خالتي .. مشتاقة لكم .. ماصدقت اسمع صوتك .. تذكرت الشرقية .. وابوي .. وامـ .. ـي
كان صوتها متقطع نتيجة الذكريات الكثيرة اللي هلت عليها مرة وحدة .. ضحكت ايمان تحاول تلطف الجو عندها برغم انها حاسة فيها .. ايمان عاشت مع شوق معاناتها .. فقد امها اللي تصير بنت اختها واللي كانت صديقة لها قبل ماتكون بنت اخت .. وبعدها فقدان الاب بسن هي محتاجته فيه اكثر من أي وقت ..
ايمان تحوال تلطف : طيب يا حبيبتي اذا تبين تسمعين صوتي عندك التلفون .. دقي بأي وقت تبين .. تعرفيني ودي اسمع صوتك دايما .. بس انتي دقي كل مابغيتي .. مافي شي يمنعك ..
شوق وهي تشهق : انا آآسفة خالتي .. عارفة اني مقصرة معك .. سامحيني .. سامحيني يا خالتي .. مشتاقة لكم ومشتاقة للشرقية بعد ..
غاب صوتها وزادت في نوية بكيها .. استغربت ندى منها لهالدرجة صوت خالتها مأثر عليها .. راحت جنبها وربتت على كتفها بحنية تبي تهديها .. لكن شوق كانت ردة فعلها انها ابتعدت عنها ..
شوق : معليش ندى .. ابي اكلم خالتي لا تخافين ..
ندى : بس ماله داعي تبكين .. المفروض تفرحين ..
ابتعدت شوق عنها تكمل مكالمتها وندى رجع لمكانها وعيونها تراقب بنت عمها ..
ايمان : المهم شخبارك .. ان شالله مرتاحة ببيت عمك ؟!
شوق بابتسامة حزينة : الحمدلله خالتي .. مانشكي باس ..
ايمان : محتاجة شي حبيبتي .. قولي ترا انا امك الحين ..
شوق : لا خالتي مو محتاجة شي .. عمي مو مقصر .. محتاجة اشوفكم بس ..
ورجعت لدموعها .. وكل ماحاولت تمسحها ترجع الدمعة تطل من جديد ..
ايمان : ان شالله قريب بنشوفك .. المهم ترا هديل جنبي ترن فوق راسي تقول عطيني ابي اكلمها ..
ضحكت شوق بوسط دموعها : ه .. عطيني اياها .. وحشتني هي بعد ..
لحظات قصيرة ويوصلها صوت انثوي كله لهفة وحماااااس : هلا بالغلا .. هلا بالقاطعة اللي نستني مرة وحدة .. ماتقول عندها بنت خالة تسأل عنها ..
ضحكت شوق على طريقتها وعفويتها اللي ماتغيرت .. وتذكرت ايامها معها من قبل ..
شوق : ه .. هلا هديل .. وحشتيني شخبارك ..
هديل : تمام تمام تمااااااام .. الا قولي انتي شخبارك .. شخبار الرياض .. انا زعلانة منك .. يعني بهالسرعة نسيتي ان عندك وحدة عزيزة عليك اسمها هديل ..
وصل لشوق صوت خالتها المستنكر يكلم بنتها : هوو .. هديل شوي شوي .. بلا طفاقة ها سلمي شوي شوي .. خليني مرة اشوفك راكدة وثقيلة ..
ردت هديل " وش اسوي يمه .. ولهااااااااانة عليه ماتعرفين قد ايييش "
مسكت شوق ضحكتها .. حتى اسلوبها مع امها ونقاشهم مع بعض ماتغير .. ياربي والله اشتقت لكم ..
هديل : .. سوري شوق ادري اني ثقلت عليك بالاسئلة بس وش اسوي .. اشتقققققققققققققققققققققققققت لس ...
ضحكت شوق على خبالها : لس ؟!!... قولي " لك " .. مو لس ..
هديل باستهبال : وش اسوي تعودت .. المهم شخبارس شعلومس .. بشريني عنس يا قلب هديل انتي ..
شوق : ه .. بخير يا قلب شوق انتي .. وانا بعد اشتققققققققت لك فوووووق ما تتصورين ..
هديل : شخبار الرياض ؟!.. والله ولهت علييييها ..
شوق بدت دموعها تجف تدريجيا لما خذها الضحك مع هديل : الرياض تسلم عليك وظلمى بلياك .. انتي نورها يا نور الرياض انتي ..
هديل : ياااااااي .. تصدقين .. من رحتي عنا وانا هالكلام الحلو معد سمعته .. انتي الوحيدة اللي كانت ترفع من معنوياتي ..
شوق : ..
هديل : من جد .. حتى مشعل هالزفت .. صار يسمعني كلام سممممممم .. ( وشدت على كلمة " سم " لدرجة ضحكت شوق )
من نطقت هديل باسم اخوها تذكرت : ايه صح .. شخبار مشعل اخوك ؟!!
هديل بنبرة باردة فيها خبث : ايه نسيت .. تراه يسللللم عليك .. ويقول انه مشتااااااق لك وولهااااااااان علييك .. تصدقين ..
توردت خدود شوق : هديلوو للحين انتي على حركاتك ..
هديل باستعباط : أي حركات ..؟!!
شوق : لا تستعبطين ها تراني فاهمتك ..
هديل بنبرة جد : ما استعبطش .. بس تبين الجد .. تراه دايم يسأل عنك .. ومن جد فاقدك ..
شوق وصوتها فيه الضحكة : هديلووووووه ..
هديل : والله والله العزيييييييييم ما اكزبش .. ايوه .. دا هوا دخل عليا .. ( وتنادي مشعل اللي توه داخل ) .. مشعععععععععععل .. يا مشعل تعالا بأى .. وحدة عايزاك بالتلفون ..
سمعت شوق صوته يرد " وحدة ؟!!.. اقول تكفين هديل ترا ماني رايق لك الحين "
هديل : لأأأأأ .. دي وحدة مهمة بالنسبا لك .. تعالا كلمها بأى .. دي شفآنه عايزة تسمع صوتك ..
انحرجت شوق من كلامها : شفقانة في عينك يا حمااااارة .. انتي ما تجوزين عن حركاتك ..
انطلقت ضحكة هديل : ..
وصلها مشعل وهو للحين مستغرب : هديل انا اشك انه مقلب ..
هديل : لاأ لاأ .. مش مألب .. والله العزيم مش مألب .. دي بنت عايزاك ..
شوق : يا حمارة استحي شوي .. يالله يالله باي لا تورطيني ..
هديل : لللللللللللللللأأأأأأأأ... استني شويا .. مشعل خود كلم شوق ..
مشعل : شوق ؟؟؟!!!!
هديل : ايوا دي شوق بنت خالتي فاتن .. نسيتها ؟!!
رفع مشعل حواجبه واخذ السماعة وهو يجلس : هلا بالقاطعين ...
عضت شوق على شفايفها بانحراج : هلا مشعل .. شلونك ؟!
مشعل : ماشي الحال .. شخبارك انتي ؟!
شوق : الحمدلله ..
سمعت شوق هديل مرة ثانية تكلم اخوها وتحاول تاخذ السماعة منه ..
مشعل : صبر شوي انتي بعد .. البنت مو بطايرة .. ( وصرخ لما نفذ صبره ) اقولك لحظة لأطيرك عالجدار الحين ..
شوق ماقدرت تمسك نفسها لما سمعتهم يتناقرون .. وذكرها هذا بعيشتها معهم من قبل لا يتوفى ابوها وبعد ماتوفى : ه ...
مشعل سمع ضحكتها وضحك معها : .. خبرك .. هديل للحين على خبالها .. المهم شلون العيشة بالرياض .. لا تقولين انه احلى من عندنا ..
شوق : والله تبي الجد .. الشرقية لها طعم .. والرياض لها طعم ثاني .. الشرقية كانوا فيها الاحباب .. ( الجملة الاخيرة قالتها بكثيييير من الحزن )
مشعل حس فيها : ادري .. بس الحياة كذا .. انتي اهم شي عيشي حياتك الحين ..
شوق بابتسامة : ان شالله ..
رجع مشعل يصرخ : اوهووووه .. هديلو بس خلاص خليني اعرف اكلم ..
هديل مثل الاطفال : مابي مابي .. ابي اكلمها لسا ما شبعت منها ..
مشعل : هديل صبر شوي .. خليني اكلمها بعدين كلميها على راحتك .. يووه !!!!
شوق : .. خلك منها هذي عومة ..
مشعل : ايه والله صدقتي .. هي عومة عووومة ..
سمعت شهقة هديل : منهي العومة ؟!
مشعل : انتي ..
هديل : عومة بعينك يالنعام ..
مشعل : مو انا اللي اقول .. هذي ..
قاطعته شوق : لا لا لاتقووول .. تورطني معها ..
مشعل : اقصد ... انا اللي اقوول ..
هديل : مشكلتي اني اعطيك وجه داااايما .. عطني عطني ..
مشعل : مع السلامة شوق ..
شوق : مع السلامة ..
سحبت هديل السماعة بعنف وخزته بنظرة قبل مايروح : اوووفف.. مابغى .. المهم يالغلا .. بشريني عنك .. وسولفي وقولي لي كلللل شي ..
تموا يمكن ربع ساعة يسولفون لما رجعت ايمان وخذت السماعة من بنتها بعد حرب وطحن وجدال ..
ايمان : صبر شوي يالمطفووقة .. الوو هلا شوق .. أدري هالبنية اللي عندي ازعجتك ..
شوق : ه .. لا عادي خالتي وش دعوة ..
ايمان : خلاص حبيبتي اجل .. لا تقطعينا دقي دايم طمنينا عليك .. وانا بعد بتصل فييك من فترة لفترة ..
شوق : ان شالله .. بس خالتي .. مارح نشوفكم قريب ؟!؟!
ايمان : قريب ان شالله بتشوفينا ..
شوق : اوكي انتظركم ..
ايمان : فمان الله
شوق : مع السلامة ..
رجعت السماعة مكانها وطلعت على طول لغرفتها بصمت .. وندى بمكانها كانت تنتظرها تتكلم وتقول أي شي .. عالأقل عن فرحتها بهالمكالمة اللي محد توقعها ..

ندى : يمه ..
ام فهد : هلا
ندى : شفيها شوق ؟!!
ام فهد : وش فيها بعد .. فرحانة بخالتها اكيد ..
ندى بعد صمت لفترة : بروح اشوفها ..
طلعت فوق ودقت الباب قبل ماتدخل .. ماوصلها صوت فدخلت وسكرت الباب .. شافت شوق منسدحة عالسرير ومخبية وجا بالمخدة واصوات مكتومة تصدر منها .. قبضها قلبها وقعدت جنبها ومسكت كتفها برفق : شوق ..
كان ردها الجمود حتى انها وقفت عن البكي ..
ندى : حبيبتي شفيك ؟؟..
شوق ووجا مدفون بالوسادة : مافيني شي ..
ندى : طيب ليش تبكين ؟؟
شوق لفت وجا عن الوسادة لها بس لازالت منسدحة : ولا شي .. بس متضايقة شوي ..
ندى : المفروض تفرحين .. مو تزعلين ..
شوق : لا بس اشتقت لخالتي .. وهديل و .... ابي اشوفهم .. وابي اشوف ابوي ..
ورجعت خبت وجا بالوسادة وكملت بكيها .. احتارت ندى .. سمعت صوت خالتها ايه لكنه مو سبب كافي انها تبكي ..
تنهدت وشافت ساعتها وتذكرت انها وعدت نوف تزورها : شوق
شوق : ........
ندى : اقول انا بروح لنوف الحين .. تجين معي ؟!
شوق : لا ..
ندى : قومي عالاقل توسعين صدرك ..
شوق : مابي ..
رفضها كان قاطع من نبرتها .. لا مجال للنقاش .. مابي يعني مابي .. تنهدت طلعت وتركتها وهي محتارة عن سبب حالها اللي انقلب فجأة .. كل هذا عشانها سمعت صوت خالتها ..
دخلت غرفتها ولبست ملابسها وراحت لبيت خالتها بعد ماخذت الاذن من امها ..


** يتبـــــــــــع **

شراح يصير في بيت ابو احمد ؟!..

وش نهاية الخوف اللي تحسه نوف ناحية بدر .. اقول لكم راح يستمر معها .. لكن الى متى ؟!!

وشوق والاحزان اللي رجعت تسكن في حياتها .. هل لها نهاية ام بتظلل على دنياها للأبد ..؟!!


كالعادة تطورات واحداث جديدة .. لكن الى اين تصل ياترا .. ولا اي نقطة سوف تتوقف ..

القلوب لازالت تخفي داخلها الكثير من المشاعر والاحاسيس .. مكنونة داخل اعماقها .. متى سوف تظهر .. وتطير في الفضاء بحرية وبدون قيود ..

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:53   رقم المشاركة : 49 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

الجــــــــــــــزء 18




في بيت ابو احمد تعالت صيحات الطفلة ريم لما اهتزت اركانه .. ام احمد مستغربة وراحت لها تهديها ..
ام احمد : ريم حبيبتي شفيك ؟؟
ريم تصيح : ............... ....
دخل محمد وبملامحه الانزعاج : شفيها تصيح هذي بعد .. ازعجتنا !!
ام احمد : ريم يعورك شي ؟!
ريم مستمرة بالبكي والنوح : ............... نوف ... ضربتني الحمارة ..
ام احمد : وليش تضربك ؟!.. انتي مسوية شي ؟
رد محمد قبلها : اكيد ما سوت شي .. ونوف اكيد ضربتها من غير سبب ..
صدت ام احمد عن محمد ولفت لريم : وش سويتي عشان تضربك ؟!
ريم : ماسويت شي .. بس عشاني شربت البيبسي حقها اللي كان بالثلاجة .. ( ورفعت راسها لامها بخوف ودموع تسيل ) .. والله ماكنت ادري انه حقها .. لو كنت ادري كان ماخذيته ..
ام احمد : طيب وينها هي ؟!
ريم : بغرفتها .. ضربتني وقفلت الباب .. قلت لها ماكنت اعرف انه حقها بس ماصدقتني ..
هزت ام احمد راسها باسف .. حتى هي مستغربة من بنتها اللي متغيرة خلال هالايام لسبب مجهول ..!!
لفت لولدها محمد : رح نادها لي .. خلني اعرف وش نهاية هالتصرفات معها ..
محمد بتأييد : ايه يمه .. ياليت تأدبينها .. خلاص معد احد يستحملها بهالبيت .. صايرة حمارة ..
خزت ام احمد ولدها بنظرة خلته يسكت وينزل عيونه : بس عااااد خلاص .. هذي اختك اللي اكبر منك لعد اسمعك تتكلم عنها كذا .. ويالله اشوف رح نادها لي ..
راح محمد راقي الدرج : ان شالله ..
طلع فوق ودق الباب على اخته : نوووف ..
نوف : خير انت بعد .. شعندك ؟!
محمد : امي تبيك ..
نوف : وش تبي ؟!!
محمد : مدري .. روحي شوفيها وبس ..
ماسمع لها رد فرجع نازل تحت وسألته امه : وينها ؟؟
محمد : مدري عنها قلت لها وبس ..
دقيقتين وطلت نوف عليهم نازلة من فوق ووقفت بنص الدرج : ها يمه بغيتيني ؟!
لفت لها ام احمد وبعيونها الحزم : انتي وبعدين معك ؟!!
نوف تأففت بداخلها : وشو ؟!
ام احمد : انتي تعرفين وشو ..!!
نوف : لا ماعرف ..
ام احمد : ليش ضربتي اختك ؟؟
نوف : لأنها حمارة .. شي مب لها لا تاخذه .. والا اكسر يديها المرة الجاية ..
ام احمد : وهي قالت لك انها ماكانت تدري انه لك .. وبعدين البيبسي كله بريال .. مايسوى تطقين اختك عليه ..
تكتفت نوف بعصبية ووجهت نظراتها بعيد عن امها : ولو .. شي مب لها لا تجيه .. ( ولفت عيونها لريم اللي كانت جالسة جنب امها وعيونها متفخة من الدموع ) .. فاهمة يالسوسة ؟!!
ماردت ريم سوى بنظرات لوم لأختها .. مااهتمت نوف ورجعت لفت لامها : بروح لغرفتي تبين شي ثاني ؟!
ام احمد : مابي شي .. بس خلك من هالتصرفات .. تراك كبيرة وعاقل مايحتاج افهمك .. هالتصرفات مايسوونها ولا الاطفال ..
وغابت عن بنتها رايحة للمطبخ .. ضربت نوف برجلها في الارض بقهر .. ورجعت راقية فوق وهي تضرب بخطواتها بقوة وشادة على اسنانها .. اصطدمت بأخوها احمد لما وصلت فوق وصرخت بعصبية ..
نوف : وخر عن طريقي انت بعد ..
وبسرعة راحت لغرفتها وسكرت الباب .. تم احمد لحظة يشوفها مستغرب .. هز كتفه بعدم اهتمام وكمل طريقه لتحت ..

قدام باب نفس البيت وقفت سيارة ابو فهد ونزلت ندى منها بهدوء .. شالت بوكيه الورد اللي شرته قبل ماتجي لهنا .. كان بوكيه حلو وبسيط باللونين الاحمر والاصفر وبالورد الجوري .. شالته بين يديها والتفتت لقاسم السواق : قاسم روح للبيت .. بعدين انا لما اخلص ادق لك تلفون .. اوكي؟
قاسم : اوكي ..
سكرت باب السيارة وراحت دقت الجرس .. اقل من دقيقة وانفتح لها الباب .. دخلت شافت الخدامة راجعة للمطبخ بدون ماتلتفت حتى تشوف من اللي جاي .. توها بتنزل الطرحة عن وجا بس خافت لايكون ابو احمد فيه ..
كان البوكيه شوي ثقيل حاولت ترفعه اكثر ومشت للباب الداخلي .. ماكانت تشوف طريقها لان اليوكيه يغطي عليها .. ومادرت اللي هي تصدم في احد والبوكيه فلت من يدها .. شهقت وهي متفاجئة وتحاول تتدارك الموقف .. حست بيدين تمسك يدينها وتساعدها على حمل البوكيه وخفق قلبها من هاللمسة .. رفعت راسها شافته احمد ماسك البوكيه معها وعاض على شفايفه خايف ان الورد يطيح ..
تبلعمت ندى وعيونها عليه معد عرفت تنطق .. وجا احترررق وحاولت تسحب يدها بس قواها كلها تبخرت لحظتها .. تحس انها مخدرة ..
بعد لحظات وجيزة كانت بالنسبة لندى ساعات طويلة بعد احمد يده بعد ماتطمن ان البوكيه استقر بيدها ..
احمد وهو مو متأكد من هوية هالبنت : ندى ؟!!
ندى بدون وعي : ها ..
احمد ابتسم بأسف : معليش آآآسف .. ما انتبهت لك ..
ندى وقلبها اشبه بالطبل اللي يقرع بقووة : لا .. لا عادي .. أصـ... انا اسفة ماشفت طريقي ..
كانت ذايبة تحت تأثير نظراته .. ومو حاسة بالدنيا من حولها .. ياربي وش هالجنوون اللي احس فيه ..
احمد بتساؤل : لمين هالبوكيه ؟!!
ندى بصعوبة قدرت تستعيد توازنها : البوكيه ؟!... أأ..آآآ ( نست الاخت لمين ) .. آآآ.. ايه .. هذا لنوف ..
احمد ونظراته ثابتة عليها وما بعدها لحظة : لنوف ؟؟
هزت ندى راسها وهي تبلع ريقها .. الاكسجين من حولها احترررق واختفى : ايه .. سمعت .. سمعت انها مريضة .. وجاية اتطمن عليها ..
هز احمد راسه : اهاا .. تبين الجد ؟؟
ندى مثل الغبية : الجد ؟؟
احمد : ماتستاهل هذا كله .. توها زافتني قبل شوي ..
عصبت ندى بقلبها على نوف وغارت عليه : زفتك ؟؟ ... حمارة .. ايه والله ماتستاهل .. الحين بروح ارمي هالبوكيه في الزبالة ..
ضحك احمد عليها : ه .. اجل عطيني اياه .. شرايك ؟
فقد قلبها دقة من دقاته وتوهجت خدودها بشكل جدا حااارق : ها .. اعطيك .. اوكي خذه .. مايغلى عليك ..
مسكت لسانها وهي مغمضة بشدة .. الله ياخذ بليس انا شقلت .. سمعت ضحكة احمد مرة ثانية اللي خلاها تفتح عيونها وتضيع بضحكته اللي دوختها ..
احمد : ه .. امزح معك .. تكفيني وردة وحدة .. تبين الصراحة شكل الورد عجبني ..
مافهمت ندى شقصده : اذا البوكيه عاجبك خذه كله ..
احمد : ه ... لا وردة وحدة تكفيني ..
ندى وهي تمد له البوكيه : اوكي اختار لك وحدة يالله ..
لحظات ظل فيها احمد يتأمل فيها البوكيه وهي معفس وج .. بعدين رفع عينه لندى اللي نزلت عيونها عنه بحيا ..
احمد : انتي اختاري لي وحدة ..
رفعت عينها له اندهاش : انا .. خذ لك أي وحدة كلها نفس الشي ..
احمد : مادام كلها نفس الشي اختاري انتي .. البوكيه حقك وانتي اللي تختارين ..
تنهدت بصعوبة وبصمت .. ومدت يدها لوردة جوري حمرا تلمع بقطرات الندى وسحبتها برقة ومدتها ببطء وبحيا له : تفضل ..
احمد : شمعنى الاحمر ؟
رفعت عينها له بحيرة : نعم ؟؟
احمد : شمعنى اخترتي الاحمر .. مو الاصفر ؟؟
ندى : عادي كله واحد .. الاصفر او الاحمر كلهم نفس الشي ..
مد احمد يده واخذ الوردة وقام يتأملها وهو يقلبها يمين وشمال : لا مو كله واحد .. ( رفع عينه لها بنظرة ساحرة وبهدوء ) .. اللي اعرفه ان الورد الاحمر ... يدل ... عالحب ..
ضاع قلب ندى منها واهتزت يديدها الحاملة للبوكيه .. تمنت تختفي الحين من عيونه .. ماتقدر تواج ..
ندى بهمس وانفاس متقطعة : ... وش .. وش قصدك ؟؟
ابتسم احمد بعذوبة وبعدها ضحك بخفة : ه .. ما اقصد شي .. مجرد معلومة وحبيت اتأكد منها .. صح علي ؟!
ندى بارتباك : الـ .. الا صح .. الاحمر يدل عالـ .. عالحب .. والاصفر يدل عالغيرة ..
هز احمد راسه : الحين توني ادري ان الاصفر يدل عالغيرة .. مشكورة على هالمعلومة ..
ندى : ...........
رجع احمد يقلب في الوردة بحيرة : بس شرايك .. وين احطها ؟!
ندى : وشي ؟
احمد : هالوردة .. ودي اكشخ بها اليوم ..
ضحكت ندى برقة وهي تحاول تكتم ضحكتها .. بس احمد سمعها وضحك معها ..
احمد : .. لا والله جد ..
ندى تكتم ضحكتها : ........... كيفك ..
انتبه احمد للجيب اللي في قميصه عند صدره وحط الوردة فيه .. ابتسم ورفع راسه لندى : ها شرايك ؟
ندى والابتسامة مافارقتها : حلوة ..
زادت ابتسامة احمد وتنحنح وهو يعدل ياقة قميصه بفخر .. وندى عيونها تعلقت فيه وسرحت بأفكارها .. تحس حالها شوي وتوصل للجنون .. كل كلمة منه لها او ابتسامة تجننها .. بلمحة خاطفة تذكرت قرارها من بعد المحادثة اللي صارت لها مع ابتسام .. ابتسام عطتها نصيحة .. وهو انها تكون واضحة معه وتعترف له .. وبكذا تريح حالها وترتاح .. لكن بأي طريقة تقوله وبأي اسلوب ..
رجعت للواقع شافت احمد يعدل الوردة كل شوي .. خذت نفس بصمت ونادت اسمه بهدوء : .... احمد ...
رفع راسه لها باهتمام : ... هلا ..
شدت ندى قبضتها عالبوكيه خوف انه يطيح : آآ .. بغيت .. بغيت اقولك شي ..
احمد مبتسم : تبين تقولين لي شي ؟؟
ندى نزلت راسها بحيا وهي تهزه : ايه .. من زمان ابي اقوله لك .. بس ماحصلت فرصة ..
احمد وهي يدخل يديه بجيوب بنطلونه : تفضلي ... اسمعك ..
ماعرفت ندى من وين تبدا .. بقلبها اشياء كثيرة تبي تقولها .. بس لسانها ما يسعفها وقلبها ضعيف مايقوى .. قبل ماتتكلم بثواني راجعت نفسها .. طيب اذا قلت له الحين وكان رده عكس اللي اتمناه .. وش بسوي ساعتها ؟!.. رجعت الحيرة تتملكها ..
طال انتظار احمد : ندى ... ها شعندك قولي ؟
رفعت راسها له بانهزام .. عقلها انهزم قدام قلبها .. قلبها يقول لها اعترفي وعقلها يقول لا .. لكن قلبها بالنهاية هو اللي فاز ..
ندى بنبرة مترددة حس فيها احمد : بقولك .. بس .. ابيك توعدني بشي ؟؟
رفع حواجبه مستغرب وبهدوء : اوعدك ؟؟!!
هزت ندى راسها بصمت .. وابتسم احمد الابتسامة اللي طالما ريحت ندى من سنين : اوكي ..
ندى بلعت ريقها : ابيك .. توعدني انك ماتزعل مني اذا قلت لك ..
زادت ابتسامته وحط يده على صدره : اوعدك اني مارح ازعل منك .. اصلا انا من متى زعلت عليك .. ولا نسيتي ايامنا اول ..
لمعت دمعة بعيونها .. معقولة انسى هذيك الايام : لا ابدا مانسيت .. بس اللي بقوله لك الحين غير .. اخاف تزعل مني ..
نزل احمد يده عن صدره ورجعها لجيبه وهو ما يملك ولا ادنى فكرة عن اللي بتقوله له رغم ان الفضول تملكه يبي يعرف وشو : لا ابدا مهما كان اللي بتقولينه مارح يزعلني .. تطمني ..
ندى بنبرة شك : متأكد انك مارح تزعل ؟؟
احمد ضحك : ندى شفيك .. خلاص قلت لك مارح ازعل .. مهما كان الشي اللي انتي مسويته مارح ازعل ..
ندى حسرة غمرت قلبها .. انا ماسويت شي .. انا كل اللي سويته اني حبيتك .. فهل بتتفهم هالشي ..!!!
ندى بهدوء : احمد بقولك شي واتمنى تفهمه ..
دق تلفون احمد بهاللحظة وقطع عليهم الجو اللي كانوا عايشين فيه .. حتى نظراتهم اللي تعلقت ببعض .. طلع احمد الجوال من جيبه وشاف الاسم بعدها رفع عينه لندى : لحظة شوي ندى ..
احمد وهو يلتفت عنها ويروح بعيد شوي ويرد بصوت شبه مرتفع : هلااااااا والله بالغلا كلللللله ..
حسين باستهبال : هلا بحبيبي .. شلونك اشتقت لك ..
ضحك احمد عليه وكمل معه : وانا اشتقت لك اكثر ياعمري .. وينك مانشوفك حبيبتي ..
بهاللحظة طاح قلب ندى وتغير لون وجا .. حبيبتك وعمرك ؟.. معقولة يا احمد ؟؟. .. لا مستحيل ..
كلمت نفسها انها يمكن تتوهم .. لكن الكلمات الي قاعدة تسمعها منه بينت لها الحقيقة المرة .. شدت يدها عالبوكيه باللحظة اللي كان ودها فيها ترجمه عليه من الحسرة .. يكلم وحدة لا وقدامي بعد .. مو معقول يا احمد مو معقووول ..
احمد غارق بالضحك : ه .. لا من عيوني .. مادامك مشتاقة لي .. الحين الحين جاي لك طيرااااان ..
حسين يضحك بنعومة وباستهبال : ... الله يخليك لي يارب .. ولا انحرم منك ان شالله ..
احمد : ولا انحرم منك انتي ياحياااتي ..
سالت دمعة ساخنة من عيون ندى اللي حست بالقهر والحسرة والضعف .. شي ما ينتصدق .. قولوا اللي ان اللي قاعد يصير الحين كذب .. قولوا لي ان اللي قدامي مو احمد حبيبي اللي اعرفه .. طاحت الدمعة من عيونها للأرض ولحقتها ثانية وثالثة .. هذا اللي كنت انتظره منك طول هالسنين .. طول هالسنين وانا اركض وراك وبالنهاية يبين انك تحب غيري .. لا ويكلمها قدامي بعد .. شلون يتجرأ ..
استقرت فكرة في بالها بشكل خاطف .. لا يكون عرف اللي بقوله له واني احبه عشان كذا قام يكلمها بصوت عالي عشان يعلمني انه مايحبني ويفكر بغيري .. عشان يهرب من المواجهة ..
اهتزت يدها و وحست ان رجليها فقدت كل القوة ..
احمد : ه .. لا عاد تبين الصدق .. انتي حبي الاول والاخير ولا يمكن افكر بغيرك ..
كانت هالكلمات مثل حد السيوف اللي ينغرسون بقلب ندى بقسوة .. حطت البوكيه عالأرض وجلست عالدرج تحاول تتماسك قد ماتقدر ..
حسين : ه .. يابعد هالدنيا يا حووووووووووبي ..
احمد : ه .. بس خلاص ما كني زودتها معك ..
ندى الألم العميق يزيد عليها وينهش بقلبها وبوجدانها .. الا زودتها يا احمد .. زودتها .. هذي نهاية انتظاري يا احمد ؟!.. هذي نهايته ؟؟!!
التفت احمد وهو يضحك يشوف ندى .. وتفاجأ لما شافها جالسة عالدرج وراسها بين يديها .. حس بالخوف عليها ..
احمد وهو ماشي لندى يكلم حسين : اقوووولك .. لحظة شوي خلك معي ..
وصل لها ونزل عندها بينها وبينه البوكيه : ندى عسى ماشر ..
رفعت راسها له وبصوتها الكثير من الدموع : تسأل عني ؟؟
قطب احمد ونزل التلفون عن اذنه : ايه انتي فيه احد غيرك ؟؟
ندى : ولا شي .. ولا شي .. خلني ورح ..
احمد مستغرب منها ومن صوتها ومن طريقتها : وين اروح .. قولي لي شفيك ..
ندى بنبرة جافة : مافيني شي .. مافيني شي .. خلاص خلني ..
هز احمد راسه وهو للحين مب فاهم اللي يصير .. ورجع التلفون لاذنه : الووو .. اكلمك بعدين ها .. يالله باي ..
زادت دموع ندى .. وتواعدها انك تكلمها قدامي .. احترمني عالاقل ..
رجع احمد التلفون بجيبه ورجع يكلم ندى : قومي اذا تعبانة ارتاحي داخل .. لا تقعدين هنا ..
ندى وهي تمسح دموعها : رح عني وانا بدخل ..
بهاللحظة تذكر اللي كانت بتقوله له : طيب .. مارح تقولين لي اللي كنت تبين تقولينه ؟؟
غمضت عيونها بشدة بدموع اشبه بالسيول .. وش يفيد اللي بقوله الحين .. انت تحب غيري وش بيفيد اللي بقوله .. مارح يغير بالموضوع شي .. مارح يغير ..
بحركة سريعة وبعصبية شالت البوكيه وقامت واقفة واحمد وقف معها : لا .. وانسى اللي كنت بقوله لك .. انســـــاه ..
تركته وراحت داخل .. واحمد متسمر بمكانه وعلامات استفهاااااام كثر النجوم في وج .. مو مستوعب اللي صار .. اول مرة في حياته يشوف ندى على هالحالة ..
شي في قلبه خلاه يروح ويلحقها داخل .. الصالة كانت خالية الا منها .. شاف ندى تحط البوكيه على وحدة من الطاولات الموجودة بالمدخل وتاخذ كلينكس وتمسح عيونها من تحت الطرحة ..
احمد : ندى ...
ندى بدون نفس ولا عندها ادنى رغبة تتكلم : نعم ..
احمد الأسئلة زادت عليه والموقف صار لغز بالنسبة له مو عارف له جواب : انتي كنتي تبين تقولين شي صح ؟!
ندى بسخرية : كنت ...
احمد : والحين ؟!
ندى : الحين لا .. مافي قلبي شي اقوله لك .. وانسى هالموضوع ..
قلبه يقول له ان ندى زعلانة من شي .. بس وش هو .. الله اعلم !!.. كان مبين عليها انها كانت تبي تقول لي فليش غيرت رايها ؟!..
انتبه عليها تاخذ البوكيه وترقى الدرج .. وقف بمكانه يحاول يحبث عن جواب لهالاستفهام العملاق بوج .. تنهد بعمق وطلع .. ركب سيارته وهو يفكر .. شوي ورجع يدق على حسين عشان يستفسر عنه مع الشباب وين جالسين بالضبط ..

رقت ندى للدور الثاني وهي متماسكة بأكبر قوة امتلكتها بحياتها .. نزلت الطرحة عن وجا ومسحت الاثار العميقة اللي رسمتها الدموع .. حطت البوكيه عالارض جنب غرفة نوف وفتحت شنطتها .. طلعت كحلها وحطت غلوس عشان تبين طبيعية .. هي جت عشان تسلم على نوف وتخفف عنها .. بتخلي الدموع للبيت .. مع ان خلاص مافي شي يستاهل الدموع .. كل شي انتهى ..
نثرت شعرها من تحت الطرحة لبرا وشالت البوكيه ودقت الباب ..
وصلها صوت نوف : مين بعد ؟؟
ندى : لا تصارخين يالملسونة .. هذا انا ندى ..
اقل من ثانية وانفتح الباب وطارت نوف لحضن ندى من الفرحة : ندووووووووووووش ..
ندى ضحكت تحاول تخفي حزنها : ه .. الحين صدقت انك رضيتي علي ..
بعدت نوف عنها وشافت البوكيه : الللللللللللللله .. لا تقولين ان هذا لي ..
ندى بابتسامة عذبة : الا لك .. اجل لمين غيرك ؟؟
نوف وهي تاخذه منها وتدخل به لداخل الغرفة : ياااااعمري ليش تعبتي عمرك ..
ندى وهي تدخل وتسكر الباب : ما يغلي عليك ..
فسخت عباتها وعلقتها على الشماعة الموجودة في زاوية من الغرفة .. اما نوف حطت البوكية على وحدة من الطاولات الشاغرة .. والتفتت لندى وهي تلمس الورد بأطراف اصابعها : مشكووووووورة .. وش كثر احب الجوري الاصفر ..
ندى : العفووووو ..
نوف بعد ما تذكرت : الا صدق .. ليش ماجت شوق معك ..
ندى تدور لها عذر : كانت نايمة يوم اجي .. ومادري شعندها كويز او شي ..
نوف : بس انا معها ماعندنا كويز بكرة .. اقرب كويز الاسبوع الجاي ..
ندى تورطت : مدري .. في شي يشغلها وبس .. المهم ( تغير الموضوع ) .. اشوفك ماشالله استصحيتي ..
نوف : ايه الحمدلله .. الايام اللي فاتت مقدر اقوم من السرير .. بس اليوم الحمدلله ..


وصل احمد للمقهى المجتمعين فيه بقية الشباب .. الاسئلة زادت عليه من طلع من البيت .. ندى كانت طبيعية معي لكن بغمضة عين انقلب حالها وكأنها ماتبي تتكلم معي ..
.. قفل سيارته ودخل للمقهى .. وقف مكانه عند الباب يدور بعيونه يبحث عن الشلة .. شافهم جالسين في وحدة من الزاويا والكل موجود ..
راح لهم ورفع يده يسلم : سلاااااام ..
الكل : هلا ..
عبدالله : وينك تأخرت ؟!
احمد وهو يسحب له كرسي ويجلس جنب فهد : ما تأخرت .. انتوا اللي جايين من بدري ..
حسين بنعومة : هااا .. شخباااار حبيبي اليوم ؟!
التفت له احمد بقرف وضربه على راسه : حبيبي في عينك .. وع !!
حسين : افااا .. مو كنت قبل شوي تكلمني .. ياحبيبتي ويا عمري وياحياتي ..
احمد بسخرية : وانت ماصدقت .. قلت كذبة وصدقتها ..
ضحك اسامة عليهم ومد يده لكوب القهوة اللي قدامه وبدا يرتشف .. وانتبه للوردة الحمرا بجيب احمد : ياهووو ياهووووووه .. شهالحركات يا احمد ..
لف احمد له مستغرب : أي حركات ؟؟
اسامة وهي يأشر عالوردة : هالوردة الحمرا .. من مين وليش حاطها ؟!!
ابتسم احمد : من مين مالك دخل !!.. وليش حاطها بعد مالك دخل ..!!
عبدالله : افااا .. ليكون عندك حبيبة صدق وحنا ماندري ..
احمد ضحك وحط رجل على رجل : عندي .. احد عنده مانع ؟!
ورفع يده للجرسون اللي انتبه له وهز راسه له بأنه فاهم .. احمد تقريبا طلبه واحد بمجرد انه يأشر للجرسون يفهم ويجيب له طلبه على طول ..
حسين بزعل مصطنع : لا ماصدق ... لاأأأأأ مستحيييييل .. انت تحب غيري ..؟!
ومسك يد احمد بطريقة مسرحية : أرجوووك .. لا تتركني لأأأ.. انا بحبك .. أرجوووووك ..
سحب احمد يده بتقزز : فكني واللي يرحم والديك .. افكر انتحر قبل ما احبك انت ..
ضحك فهد : ه .. بصراحة انا لو مكانك اذبح نفسي قبل ما احب ذا .. ( يأشر على حسين )
عبدالله : أثر تحتك بلاوووي يا حميييييد .. طلللع طلللع اظهر على حقيقتك ..
احمد : اقول تلايط انت بس .. تراها كلها وردة ..
فهد : طيب ماقلت لنا من مين ..!!.. ماكنا ندري ان عندك معجبات ..
وصل طلب احمد وشكر الجرسون اللي يعتبر صاحب له .. وقبل ما يشرب قهوته قرر يجاوب ويفتك من حنتهم : ...... من اختك ..
اعتدل فهد جالس : اختي ؟؟ .. أي وحدة فيهم ..
احمد : ندى ..
فهد : وليش ان شالله تعطيك وردة .. استخفت هذي ..؟!!
احمد : هد اعصابك .. كانت جاية لبيتنا ببوكيه ورد لنوف عشانها مريضة وانا طلبت اخذ وحدة .. بصراحة عجبوني ..
رفع حسين يديه يتحمد ربه ويتمتم .. انتبه له احمد وضربه على راسه : شايفني مجنون يا حمار ؟!
حسين يتصنع البراءة : اتحمد ربي ياخي .. وبعدين لا تطق ترا راسي مهوب لوح ..
كمل اسامة كوب عصيره وقام : يالله احمد قم نلعب لنا شوط ..
احمد : لا اسمح لي .. ابدااا مالي خلق ..
قام فهد مع اسامة وحسين تبعهم بعد لحظات .. وعبدالله ظل جالس مع احمد رغم انه ساكت ومبين انه شرد وعيونه تتابع اللي رايح واللي جاي مع النافذة الزجاجية ..
كان فعلا سرحان ورجع يفكر باللي صار اليوم .. للحين يتسائل عن اللي كانت بتقوله له .. الفضول بدا يزيد عليه.. مبين انه شي مهم .. هذا غير عن هيئتها اللي تغيرت فجأة ..
- شفيك سكت ؟
انتبه لعبدالله : هلا .. ابدا سلامتك ..
عبدالله وهو يقوم : يالله تعال نلعب .. شكل فيه مباراة قوية بين فهد واسامة ..
احمد مبتسم : رح وبلحقك ..
راح عبدالله عنه ورجع لنفس الافكار .. نزل عينه للوردة بجيبه بابتسامة هادية وسحبها باصبعين وقربها من عيونه يتأملها .. وفي لحظات تأمله تذكر ذكرى قديمة حصلت معه في صغره ..

كان احمد وقتها جالس عالأرض بالحديقة وممدد رجليه بتعب وفهد واقف عنده والكورة تحت رجله ..
فهد : يالله قم نكمل ..
احمد وهو يلهث : والله تعبت ..
انتبهوا لندى جاية تركض من بعيد وهي تنادي ونوف وراها : أحمـــــــــــــد ..
وصلت لهم ووقفت قبال احمد ويديها خلف ظهرها ونوف وصلت بعدها بلحظات ..
ندى ( 6 سنين ) : احمد ..
قام احمد واقف وهو ينفض يدينه من التراب : نعم ندى .. وش تبين ؟!
نوف بحماس : فيه شي تبي تعـ ....
قاطعتها ندى بعصبية : اشششش .. اسكتي انا بقوله ..
نقل احمد نظره مابين اخته وندى باستغراب : وش فيكم ؟!
ندى بحماس الأطفال : مافينا شي .. بس عندي شي بعطيك اياه ..
احمد : وشو ؟!
ابتسمت ندى بخجل وطلعت وردة حمرا من خلف ظهرها ومدتها له بحيا .. فهد ضحك عليها بصوت عالي وهي خنقتها العبرة لما لاحظت ان احمد ماتحرك زيادة على سخرية فهد اللاذعة لها ..
رفعت عينها له والدموع تلمع : ليش .. ماعجبتك ؟؟
نوف بلسانها الطويل وتصرفاتها البريئة : احمد ندى جابت هالوردة لك .. خذها تراها مرة حلوة ..
ابتسم احمد بوجه ندى واخذ الوردة .. تأملها لحظة بعدها تقدم لها وباسها على خدها كشكر وامتنان ..
ضحكت ندى بانحراج وسألها احمد : ليش هالوردة ؟؟
ندى : ولا شي .. قطفتها من حوض الورد اللي عندنا وجيت اعطيك اياها ..
فهد : وليش ما تعطيني انا ؟؟
ندى ويدها على خصرها وتعابير طفولية على وجا : لأني مابي اعطيك ..
احمد : طيب ليش تعطيني أنا ؟!..
رجعت لندى تعابير الاحراج وقبل ماترد ردت عنها نوف : تقول انها تحبك اكثر من فهد ..
التفت فهد لاخته يطلب تفسير لكن ندى مااهتمت لنظراته : ايه .. احبك انت اكثر من فهد .. ( والتفتت لفهد وطلعت له لسانها ونوف شافتها وطلعت لسانها معها عشان تقهره )
فهد لنوف : انتي محد كلمك يالسوسة ..
رجعت ندى لأحمد : احمد لا ترمي الوردة خلها معك ..
احمد وهي يحط الوردة بجيب قميصه : خلاص رح احطها هنا ..
ابتسمت ندى بوناسة والتفتت لنوف وهي تمسك يدها : يالله نوف نروح نلعب ..
ومسكت يدها وركضوا مع بعض راجعين مكان ماجوا ..

رجع احمد لواقعه من هالذكرى اللي أحيت شي بداخله .. شي حس انه فقده من زماااان .. رجع الوردة في جيبه وراح للشباب ..


------ ------ ------

 

 

 

   

قديم 28-07-2007, 08:54   رقم المشاركة : 50 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





رايقه بقوه غير متصل

المستوى: 15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  0 / 363

النشاط  92 / 18560

المؤشر 54%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رايقه بقوه يستحق التميز

افتراضي

طلعت شوق من الحمام بعد ماخذت دوش سريع تنشط فيه .. كانت قد ملت وهي منسدحة عالسرير من كثر التفكير اللي اتعبها .. توجهت للتسريحة وفكت الرباط المطاطي عن شعرها .. وقبل ماتبدا تمشطه انتبهت لعمر جالس فوق السرير يعبث بشي ..
شوق وهي تلتفت له مستغربة : عمر ؟!!
رفع لها راسه وابتسم ابتسامة وسيعة .. قامت وراحت له : من متى وانت هنا ؟!
عمر وهو يرجع لعبثه : من ذمان ..
ضحكت شوق وجلست على طرف السرير عنده : وش تسوي ؟
شافت كتاب تلوين لشخصيات كرتونية مفضلة عند معظم الاطفال وأقلام الألوان المختلفة منثورة حوله بعشوائية ..
همست لنفسها .. الله يعيني عمر مارح يطلع من هنا الا وهو عافس الغرفة فوق تحت ..
انتبهت لعمر يتكلم وهو منزل راسة للدفتر يلون : لوني معي ..
ابتسمت شوق وانحنت قريب منه : الون معك ؟!
هز عمر راسه وهو منهمك بالتلوين .. وبعد ماخلص من جهة معينة ترك اللون اللي بيده واختار لون ثاني وقبل مايكمل رفع راسه لها وهو يأشر عالصفحة المقابلة : لوني هذي .. ميني ماوث ..
ابتسمت شوق ابتسامة جانبية : شمعنى ؟!..
عمر بفلسفة الاطفال : عشان هي بنت وانتي بنت .. وانا ( يأشر لنفسه ) ولد وألون ميكي ماوث ..
ضحكت شوق ومسحت على راسه وهي قايمة : ه .. لا انت لونهم كلهم لحالك .. انت تلون أحلى مني ..
برطم عمر بالبداية لكن لما سمع المديح هز راسه موافقة .. تركته شوق ورجعت لتسريحتها تكمل اللي بدت فيه ..
بعد فترة انشغلت فيها شوق بالعبث بأعراض تسريحتها ونست حتى ان عمر عندها سمعته يناديها .. رفعت عينها له بالمراية شافت الدنيا معفوسة حوله .. شهقت وهي توقف والتفتت للأشياء المنثورة حوله ..
صور ابوها وامها واوراق واشياء تشكل ذكريات لها عنهم ..
صرخت بعصبية وهي تسرع الخطى له : عمـــــــــر ..
انتفض عمر من الروعة وطاحت الصورة اللي بين يديه عالأرض ونظرات مفزوعة بعيونه ..
وصلت له شوق وسحبت باقي الصور منه بعصبية : شلون تلمس اغراضي بدون اذن .. هاا ؟!
ارتجفت شفايفه بخوف نظرا للأسلوب اللي ماتوقعه .. حاول يبحث عن اجابة لكنه ماحصل ..
جمعت أشياءها بسرعة وحطتها عالمكتب وهي تعاتبه بعصبية : لما تلمس اشياءي مرة ثانية بدون ماتقولي لا تلوم الا نفسك ..
وراحت لها وضربت ظهر كفه بخفة لكن بعصبية زادت : مفهوووم ؟!!
حضن عمر يده المضروبة وبدمووع انذرفت بسرعة : انا ما ادلي .. ما ادلي ..
ونزل من السرير بسرعة وقبل مايطلع التفت عليها بدموع بريئة : ماحبك ..
اختفى عنها وهي مسكت راسها مستغربة من ردة فعلها .. ترك عمر الباب مفتوح فسكرته ورجعت للصور فوق المكتب .. قلبتها بتوتر وحست انها بتفتح على نفسها باب جديد من الحزن فصفتهم فوق بعض بشكل سريع ورجعتهم داخل الدرج ..
طاحت عينها على كتاب التلوين اللي لازال مفتوح على ذات الصفحة وغير مكتملة التلوين .. ابتسمت وفتحت صفحات سبق تلوينها .. بعضها كان مجرد خربشات طفولية وبعضها ملونة بعشوائية تبين انها ذوق طفل ..
رجعت للصفحة اللي طلب منها تلونها .. كانت متأكدة انه زعل منها فيمكن اذا لونت مثل ماطلب يرضى فبدت تلون وهي تتفنن ..

-------- --------

كانت ندى للحين جالسة عند نوف تسولف معها وترفه بعد الوعكة الصحية اللي مرت فيها .. كانت ام احمد قد مرت عليهم بالغرفة وسلمت على ندى وبعدها جت سهى جلست شوي معهم تسولف بعدين تركتهم عشان وراها بحث لازم تستعد له .. والحين هم عند امل يغرفتها تحت اللي تأخرت موعد ولادتها ..
ندى : اقول امل .. مو كأنك تأخرتي .. المفروض لك فترة والدة الحين ..
تنهدت امل بقلق : تكفين ندى لا تخوفيني .. المفروض لكن مدري عن ذا اللي فبطني مو راضي يطلع .. ( وبسخرية ) الظاهر عاجبته الجلسة هنا ( تاشر على بطنها ) ولا له نية يطلع ..
ضحكت ندى : .. بس جد .. والمستشفى شقالوا لك ..؟!
امل تنهدت بعمق : بآخر موعد قالوا لازم طلق صناعي .. موعد الولادة فات وفي هذا خطر ..
ندى : طيب كان سويتي وارتحتي ..
امل : لا لا لا .. قلت لهم خل ننتظر اسبوع اذا ماطلع امري لله ..
دخلت عليهم ام احمد وطلبت من امل انها ترتاح اما نوف فخذت ندى معها ورجعوا للغرفة فوق ..
نوف : ندى .. شو بدك .. عصير او بيبسي او ...؟!!
ندى : لا خليها عصير ..
طلعت نوف عنها وهي كعادتها من الموانة الي طايحة بينها وبين نوف بدت تفتش في درج الكومدينه وتتفحص الأشرطة .. ولما مالقت شي يعجبها شغلت المسجل عالإف ام .. وقامت للتسريحة تعبث كعادتها دايما لما تجي لهنا .. تذكرت ان نوف خبرتها انها قد شرت غلوس من فور ايفر روعة .. بدت تبحث عنه في الأدراج ودها تجربه لكن مالقت شي .. التفتت لمجموعة شنط موضوعة على طاولة بجانب طاولة البوكيه .. فتشت بالشنطة الأولى بس كانت خالية .. وفتشت بالثانية لقت الغلوس اخيرا لكن لفت نظرها شي غريب .. مجموعة أوراق ..!!!
طلعتها وقلبتها وهي مو فاهمة شي .. انتبهت لاسم بدر مكتوب في وحدة من الأسطر بنمط مزخرف ..
قطبت وهي تحاول تفهم سبب وجود هالأوراق عند نوف ..
دخلت نوف بهاللحظة وهي شايلة صينية العصير : وهذاااااا الشيبس والعصير وصصصصصل ..
ندى وهي تلتفت لها وتأشر عالأوراق : نوف وش هذي ؟!!
وقفت نوف مكانها وعيونها عالورقتين وشكلها يوحي انها هي بعد ماتذكر وش هالأوراق ..
لكن بعد لحظات اهتزت الصينية بيدها لكنها تمالكت نفسها وحطت الصينية عالارض وركضت لندى ..
نوف وهي تسحب الاوراق : وريني اشووف ... ( شهقت ورفعت عينها لندى ) .. يوووه .. نسييييييييتها ..
ندى : وش هذي طيب ؟!!..
نوف حطت يدها على فمها وهي تتأملها مرة ثانية : هذي .. شـ .. ( رفعت عينها ) .. شهادات بدر ..
ندى وهي تسحب الورق ومو مصدقة : شهادات بدر ..
قرت الاسم مرة ثانية ورفعت راسها لنوف : وشهاداته وش جابها عندك ..؟!
تبدل حال نوف من الصدمة للضحك الشديد .. مسكت بطنها وقعدت عالأرض وهي غرقانة بالضحك ..
ندى : وش جاب شهادته عندك .. قولي لي ..
نوف : .. ه !!!
ندى : .... نوف وش السالفة ؟!
نوف وهي تمسح دموعها بعد ماهدت شوي : ه .. انتي اجلسي الحين وانا اقولك ..
حطت نوف العصير بالوسط وبدت تلتهم من كيس الشيبس : ماتدرين ؟!.. ان اللي صار لي بيوم العزيمة هو بسبب هذي ( وتأشر عالأوراق بيد ندى )
ندى بصدمة : تقصدين ..انك .. انك دخلت غرفة بدر عشان هذي ..
نوف وهي ترفع حواجبها بفخر : مو هذا السبب بالضبط .. انا دخلت عشان ادور شي انتقم من بدر عبره .. وحظي كان زين يوم اني طحت على هالشهادات .. تدرين ( بنبرة انتصار ) .. ان هذي الشهادتين هي آخر وحدة حصل عليهم ..
ندى : تقصدين .. انها هي شهادة الماجستير اللي حصل عليها من سفره برا ..
هزت نوف راسها بفخر : بالضبط ..!!.. حتى شوفي التاريخ .. ها شرايك ( ضربت على صدرها بفخر بالذات ) .. مو انا عبقرية ؟!!
ندى وهي ترمي الاوراق بالأرض بعصبية : الا مجنونـــة !!..
انتفضت نوف وطاح كيس الشيبس من يدها : أي مجنونة ؟!.. هذا اقل عقاب ممكن اسويه بحق بدر .. ترا انتي ما ذقت اللي انا ذقته .. وراني الويل من قبل وحتى لما رجع ما ترك تصرفاته .. ( وعطت ندى ظهرها ويدها على خصرها ) .. واذا أنا ماوقفته عند حده بيزيد ..
ندى بانفعال : بس يانوف هذا مب حل .. تعرفين وش قيمة الشهادات هذي ؟! .. هذي ....
قاطعتها نوف وهي تاخذ الأوراق من الأرض : أدري .. شقى عمر مثل مايقولون .. وهذا اللي انا ابيه ..
ندى وصوتها مال الى الهدوء : طيب .. وش ناوية تسوين فيها ؟!
نوف وهي ترفع عينها تفكر : بصراحة .. للحين ماقررت .. المهم انها موجودة عندي وبعيدة عن بدر .. وبدر قريب بيفقدها .. وانا رح أعذبه مثل ماهو عذبني .. بعذبه ..
ندى وهي تهز راسها بحسرة : عذبيه بس موب بهالطريقة ..
نوف بنبرة اصرار : آسفة ياندى .. انا قررت وخلاص .. وهذي أسهل طريقة واضمن طريقة ..
فتحت درج داخل دولاب ملابسها وخبت الأوراق فيها ولفت لندى اللي مبين انها يأست من اقناعها ..
نوف بمرح وهي تجلس عالأرض وتشرب من كاس العصير : انسي هالسالفة وسوي نفسك ماتدري عن شي .. وانا اللي بتصرف ..
جلست ندى معها وتناست السالفة مثل ماطلبت .. وبعد ساعة دقت على قاسم يجي ياخذها ..
لبست عبايتها ولفت راسها بالطرحة ..
ندى قبل ما تسكر الباب : بباااي نوف .. وفكري باللي قلته لك ..
نوف للحين تلتهم بالشيبس : .. منيب مفكرة .. لأن هذا قراري من زماان ..
ندى وهي تسكر الباب : اوفف .. عنيــــدة ..!!
أول مالفت وجا عشان تروح للدرج سمعت حس أحد راقي .. كان صوت احمد يغني أغنيتها المفضلة بصوته .. " تنتظر كلمة أحبك " .. وهي من الارتباك ركضت وتخبت خلف وحدة من الأعمدة المقامة بشكل هندسي جميل .. ماكانت تبي تواج او تحتك فيه من بعد اللي صار معه قبل عدة ساعات .. لكنها أرهفت السمع لعشقها لهالأغنة بصوته العذب الحساس ..
احمد وهو يرقى الدرج ويلعب بالمفاتيح ويرميها بالهوا باستمرار : تنتظر كلمة أحبك .. شايفك مشغول فيها .. كل شي بوقته حلو .. ليش مستعجل عليها .. بكرة هيا اللي تجيك .. وتمر كل لحظة عليك .. انتا بس طولي بالك ..
خلنا نفهم بعضنا .. قبل مانهوى نضيع .. مابعد برد الشتا .. الا نسمات الربيع .. واوعدك كلمة احبك .. منها مايمل قلبك .. انتا بس طولي بالك .. كل شي بوقت حلو ..
وصل لباب غرفته ودخل المفتاح : تنتظر كلمة أحبك .. شايفك مشغول فيـ .......
قبل ما يدخل انتبه لظل واقف خلف وحدة من الأعمدة .. وقبل مايروح يشوف طلعت قدامه ندى وهي متغطية لأنها حست انه انتبه لها ..
احمد وهو يقرب خطوتين : ندى ؟!..
ندى وهي شادة على شنطتها : نعم ...
احمد بابتسامة المستغرب : ليش واقفة هناك ؟!..
تبلعمت ندى : لا .. بس .. كنت ارتب الطرحة .. بس ..
احمد وهو يهز راسه : اهااا .. ( وبنبرة مزح ) .. ولا كنت تتجسسين علي ؟!..
ندى مستغربة منه .. ويتكلم معي عادي ولا كأنه مسوي شي ..
ندى وهي رافعة حواجبها باستنكار : وليش اتجسس عليك ..
قاطعته قبل مايرد وراحت بسرعة للدرج .. لكن احمد لحقها وهو بداخله مستغرب ..
احمد وهو مستند عالدربزين بيديه الثنتين : ندى .. لحظة شوي ..
ندى قد نزلت عتبتين بس لكنها وقفت غصب عنها لما ناداها .. ياحلو اسمي بلسانه ..
ندى وهي تلتفت له : ............
احمد وهو يسحب الوردة من جيبه ويبتسم : مشكورة عالوردة ..
ندى ببرود تلتفت عنه وتهم بالنزول : العفو ..
احمد : لحظة شوي طيب .. على ايش مستعجلة ؟!
لفت له وهي بداخلها تتعذب .. شلون تبيني التفت واحط عيني بعينك وانت بقلبك وحدة غيري ..
ندى وهي متكتفة بشكل وتر احمد : مو مستعجلة .. بس وراي مشوار للبيت ..
احمد وهو يحرك الوردة بيده : لا بس كنت بسألك عن السالفة اللي كنتي بتقولينها .. تراها للحين بقلبي ..
ندى تحاول تمنع دمعة من التبلور بعينها : وانا قلت لك .. انسى السالفة .. معد فيه سالفة .. انسى وشيلها من قلبك .. تصبح على خير ..
نزلت وطلعت للسيارة واحمد في غمرة تساؤلاته للحين .. دخل غرفته ورمى الوردة بخفة عالسرير واللي بدت تذبل .. وكأنها تشير لحب ندى الكبير اللي بدى يذبل داخل قلبها .. وبدا يموت بالتدريج ..
لكن الخوف اذا مات هالحب .. فهل هناك شي بيرجع يحييه مرة ثانية ؟!!
وهذا اللي ما خطر على بال احمد ابدا .. سوى ان الاحساس الغريب رجع يمر فيه من شاف ندى تطلع من البيت .. شعور حس انه فقده من زمااان .. لكنه للآن مو قادر يترجم هالشي اللي يحس فيه ..
رجع تفكيره للشي المهم اللي كانت بتقوله .. فكر شوي .. يمكن ماكان شي مهم .. مجرد سالفة عادية من سواليفها كانت بتقولها لكنها تراجعت ..
أخذ كاسه صغيرة من الحمام وملأ نصفها موية وحط الوردة فيها .. وبالنهاية حطها جنب السرير عالكومدينه ..
مبين انها تذبل بسرعة وشكل مارح يجي بكرة او اللي بعده الا وهي ميتة تماما ..

----- ----- -----

في الليلة التالية .. ليلة قمرة ... والجو مثل العادة بهالوقت يكون روعة ويبعث عالإسترخاء والراحة
بالنفس ....
كانت لابسة بنطلون برمودا أبيض وبلوزة كت سماوية و جالسة ببلكونة غرفتها .. وبين يدينها اطار صورة ..
كان لها وقت تتأمل ملامح صاحب الصورة السمحة والابتسامة الهادية المرسومة على ثغره ..
تتذكر كل حياتها السابقة اللي قضتها معه ... الفرح والضحكات اللي جمعتها وياه .. واللحظات الجميلة اللي انحفرت داخلها ... والحزن والدمعة الحارة اللي نزلت من عينها بعد مافقدته ... كانت تتذكر آآآآخر اللحظات اللي عاشتها معه ... كانت لحظاات عصيبة ومميتة ومرعبة تتمنى انها ما تعيشها مرة ثانية ...
قربت شوق الصورة منها وباستها بهدووء والدمعة تسيل من عيونها الساحرة بنفس الهدوء ... حست فجأة انها اشتاقت لأبوها واشتاقت لشوفته ... زارها مرتين في منامها وهذي اللي زاد حنينها وشوقها له ..
رجعت تتأمل صورة ابوها وهي تتذكر آآخر دقايق في حياته كيف قضتها وكيف عصرت قلبها من الألم ...
كانت وقتها تركض في ممر المستشفى بخوف وبرعب بعد ماخبرها الطبيب ان ابوها يعيش اللحظات الأخيرة في حياته ... ماصدقت الكلمات اللي نطق فيها ...
لفت عنها وراحت تركض برعب تملكها .... مستحيـــل ابوي يروح ويتركني ... مستحيـــل ..!!
دفعت باب غرفة الانعاش بسرعة ووقفت مصدومة ومصعوقة من شكله ..
الآلات المشبكة فيه أكثر من اللي أمس ... يبــــــــــه !!!
راحت له ومسكت يده وضمتها لصدرها ... وهمست بصوت مرتجف : يبـــــه !!!....
فتح صالح عيونه ببطء وبتعب بعد ماسمع صوت بنته .. وهمس لها بكلمات لكنها مافهمت ...
شوق ودموعها تسيل بهدوء : سم يبه آآآمر .... آمرني يبه ..
رفع ابوها ( صالح ) يده بصعوبة وسحب جهاز التنفس الصناعي عن فمه ...
شوق وهي تحاول ترجعه : لا يبه خله ... يضرك ...
هز ابوها راسه رافض .. يبي يتكلم ويقول شي ...
صالح بهمس : حبيبتي شوق ....
شوق بخوف وهي تضم يده أكثر : نعم يبه ..
غمض صالح عيونه ... شوق خافت ونطقت بصوت مرتجف ...
شوق : يـــ..ــبــ..ــه !!!
رجع صالح يفتح عيونه والتفت لها التفاته بسيطة قد مايقدر ودمعة صافية تلمع بعيونه ...
شوق بارتجاف : يبه .... يبه تكفى لا ترووح عني ..... خلك جنبي ...
ابتسم صالح بحنية وسالت دمعته : لو أقدر ياحبيبتي كان قعدت ....
قاطعته شوق : لا يبه تقدر .... تقدر ... انت قوي وان شالله بتقدر تعيش ... يبه تكفى لا تخليني ... اذا بتروح ابي أروح معك ... مابي أعيش من بعدك ...
كانت دموع شوق تتدفق من عيونها باستمرار ... أمس الدكتور قال لها ان ابوها حالته استقرت وممكن يرجع مثل أول .. لكن اليوم كل شي انقلب .. حالته الخطيرة رجعت مثل أول والدكتور يقول انه يحتــــضر ..!!
شوق بغصة كانت مستقرة بحلقها : يبـــ... ـــه ..!!
تنهد ابوها بسبب ألم حس به فجأة ....
شوق : يبه رد علي ...
صالح بابتسامة : حبيبتي شوق ... أبيــك تعرفين اني أحبك ... وانك انت اللي مليتي علي دنيتي من بعد أمك الله يرحمها ... واني ان رحت بيكون غصب عني مو بيدي ..
شوق بكاها زاد وكلام ابوها أرعبها أكثر : لا يبه لا تقول هالكلام ... تكفى يبه انا من لي غيرك ... خلك عندي لا تروووح يبه تكفى ... انا أحبك يبه ... أنا أحبك لا تروح وتخليني بلحالي ....
صالح : حبيبتي لا تبكين هالدموع غالية علي ... مابي أشوفك تبكين أبد ..
شوق : طيب قلي انك مارح تخليني ... قولي وأوعدك اني مارح أبكي ..
صالح زادت قبضته على يد شوق الماسكته .. كان كاتم أنفاسه وهو يحس بنوبة الألم تزداد عليه ومغمض عيونه بشدة ..
شوق حست في قلبها ان ساعة الفراق بدت ... لذا بدون شعور منها ضمت يد ابوها أكثر وباستها ....
شوق : يبه ... انت بخيـــر ؟!!
صالح تنهد بشدة : حبيبتي ...
شوق وهي تشهق من البكي .. الموقف أكبر منها وأول مرة تمر في موقف مثل هذا : ســـم يبه !!
صالح بصوت مبحوح ومتألم : تذكرين الكلام اللي قلته لك .. عن عمك ... عن عمك عبدالرحمن ...؟!
شوق هزت راسها : أيــه يبه أذكر أذكر ... شفيــــه ؟!...
صالح : ان شالله لما أروح .. بتروحين وتعيشين هناك عنده ...
قاطعته شوق بصرخة مرعوبة : لااااااااا يبه انا مابي أعيش عند احد غيرك .. انت بتقوم ان شالله وبكمل حياتي معك ... مابي احد غيرك يبه تكفى لا تقول هالكلام ...
رفع صالح يده وحطها على خد بنته بحنية ومسح بها دمعة حارة سالت من عينها ...
صالح : صدقيني حبيبتي .. كنت اتمنى .. لكن الموت أقوى مني وهذا يومي ...
شوق : لا يبه تكفى لا تقول لا تقول ... انا بعدك أضيع لا تخليني لا تقول هالكلام ...
حطت راسها على كتفه وبدت تبكي بحرقة وبألم .. وكأنها تبي تهرب من هالواقع الفضيع اللي هي عايشته ..
رفع صالح يده وحطها على راسها ..
صالح : لا تبكين حبيبتي تعرفين ان دموعك تضايقني .. اوعديني انك مارح تبكين .. ها عمري ؟!..
ماردت شوق وتمت تبكي على كتفه .. شلون اوعدك شلون .. ما اتخيل حياتي من غيرك ..
كمل كلامه : حبيبتي شوق .. انا كلمت المحامي .. أمس لما زارني ... وقلت له كل شي .. عن عمك ... وعن الوصية اللي وصيته ... يوصلها له ... كل اللي ابيك .. تسوينه انك ما تخلين للحزن مكان .. بحياتك ... من بعدي ..
صمت فجأة .. رفعت شوق راسها و شافت ابوها رافع اصبعه السبابة ويتشهد بهمس ...
بعدها ......... ؟؟؟؟!!
تمت شوق جامدة بمكانها وهي تشوف عيونه ثابتة عالسقف .. كانت تنتظر حركة أو همسة منه تكذب الواقع اللي صار ...
رفعت يدها وهي مرتجفة ومرعوبة وهزته بهدوء : يبه ...
مارد ابوها وظل على حاله .. كانت شوق في حالة ضياااع ماتبي تصدق ... تبي أي شي يخبرها انها في حلم مو واقع ...
هزت ابوها بعنف أكثر وبصوت أعلى ودموع ماأقدر اشبا الا بالأنهار الجارية : يبـــــــــــــــــــــه رد علي .. يبه تكفى لا تخليني .. من لي بعدك قولي ...ماأقدر اعيش لحالي ... انا ضايعة من بعدك ضايعة ... يبه لا تروح خذني معك تكـــــــــفى يبه .. يبه انا كيف أعيــــش الحين .. يبه انت أقوى من كذا لا تروح عني .. خذني معك عالأقل يبــــــــــــــــــه ....
دخلوا ممرضتين ومعهم الدكتور بشكل سريع وبسرعة كشفوا عليـــــــــه ..
شوق تصرخ بشكل هستيري : لااااااااااا .... أبـــــــــــــــــوي مامات .... قوموه خلوووه يقوم ابوي مامات ...
كشف الدكتور .. وغمض عيونه من الأسى اللي اكتسحه ومن شكل البنت اللي قدامه ..
رفع يده مررها على عيون صالح وغمضها .. التفت للممرضتين اللي معه وأشر لهم انهم يطلعون شوق برا الغرفة ..
شوق : لاااااااااااااااااا خلوني مع ابوي ... مابي اعيش من دونه ... اذبحوووني خلوني اموت معه ... اذبحووووووني .. مابي الحياة بعده خلوني تكفووووووون .. يبه لا تروح يبه .. خلوووني .. تكفوووووون ..
شالوها الممرضتين وكانت منهارة .. اشر لهم الدكتور يدخلونها وحدة من الغرف ويعطونها مهدي عشان تهدى ..
كانت شوق تقاوم ماتبي تترك ابوها تبي تتم جنبه : قلت لكم خلووووووووني مابي اروح عنه خلوووووووني ..... يبـــــــــــــــــــــــــــه !!!... لااااااااا ... خلوني ابي اقعد جنبه .. خلوني جنبه ابوي بيقوم الحين خلوووووووني ..

شهقت شوق وهي تتذكر هالذكريات المؤلمة ... ضمت الصورة لصدرها وهي تشهق من البكي ... كانت الدموع تغشي عيونها .. وتتدفق على خدودها بدون انقطاع ..
كانت تنطق وتنادي ابوها بهمس : يبه ... يبه ... اشتقت لك .. ليش رحت عني .. اشتقت لك .....
مرت نسمة هوا باردة طيرت خصل من شعرها البني اللامع وهي مازالت في غمرة أحزانها .... الشوق والحنين غمرها فجأة لابوها ......
ماحست بندى اللي دخلت الغرفة ... واللي كانت واقفة عند باب البلكون مصدومة من منظر بنت عمها ...
ندى بقلق بالغ : .. شوق ؟!!
رفعت شوق راسها فجأة .. بسرعة مسحت دموعها ونزلت راسها عشان ماتنتبه لدموعها : هلا ندى ..
لكن هيهات تخبي كل هذا عن ندى ... اصلا صوتها لحاله كان باين فيه العبرة والبكي ...
راحت ندى بسرعة مرعوبة وجلست قدام شوق : شوق حبيبتي شفيك ... ليش تبكين ؟!
شوق وهي مازالت ضامة الصورة لصدرها وعيونها للأرض : مافيني شي ...
ندى خافت من جد .. الصورة هذي جابت لها الشك ... سحبت الصورة من بين يدين شوق بدون ماتشاورها ....
شافتها مستغربة ورفعت راسها لها : هذي صورة عمي .....!!!!!
شوق ماتمالكت نفسها وطاحت بحضن ندى تبكي .. ندى من خوفها ضمتها وهي ما تدري سبب اللي صارلها وقلب حالها فجأة ....
ندى بخوف : شوق حبيبتي .... شفيك خوفتيني ؟!...
شوق : أبـ.... أبــــوي ..
ندى : شوق ليش تبكين .. شفيه عمي ؟!...
شوق : أبي اشوفه ياندى .. اشتقت له .. ابي أشوفه ..
ندى : شوق ؟!..
شوق : ندى ابي أشوفه اشتقت له بموت ابي أشوفه ... ابي أكلمه .. ليش تركني ليش ؟!
سكتت ندى ماتدري وش ترد عليها .. توها معي اليوم تضحك وش فيها !؟ .. وش صار لها فجأة ..؟!!!
شوق تمت تبكي بحرقة وبألم .. ندى من غير شعور منها بدت تبكي معها بس من غير صوت ...
كانت حالتهم كلهم تكسر الخاطر وخاصة شوق اللي كانت ذابحة عمرها من البكي ..
ندى كانت عاذرتها ....
شلون قدرتِ تعيشين بلا أم .. وبلا أب بعد ... شلون ...؟!... شلون قدرت تكملين حياتك بعد صدمة وفاة عمي .. من حقك تبكين وتعبرين من حقك ... مالومك !!!...
بعد فترة مو بقصيرة هدت شوق وابتعدت بهدوء عن حضن بنت عمها ..
مسحت دموعها ... وقالت بصوت مبحوح : آآسفة ندى ... أرعبتك ... آآسفة ..
ندى بعد مامسحت دمعة جمدت على خدها : لا خذي راحتك .. بس وش فيك .. وش صار لك فجأة ؟!!!! ... ليش كنت تبكين كذا ؟!...
رجعت شوق تاخذ صورة ابوها من عالطاولة قدامها وضمتها وباستها بهدووء ...
قامت وهي حاضنتها ومشت لدربزين البلكونة .. ووقفت لحظات وعيونها عالأفق البعييييد ...
شوق تنهدت : ... حسيت بحنين اني أشوف ابوي .. أحن وأروع أبو بالدنيا .. الأب اللي مارح ألقى مثله لو لفيــــت هالعالم والكون كله ...
سكتت ندى ماتبي تقاطعها وتنتظرها تكمل كلامها ..
شوق : أبوي ياندى حسسني بحلاوة الدنيا من بعد امي .. عيشني احسن عيشة .. عوضني حنان الام اللي فقدته وانا حتى ماكملت الثلاث سنين ...
ولا تخيلت في يوم من الأيام اني راح أفقده ... وأصعب اللحظات وانا اشوفه يصارع المرض عالفراش الأبيض في المستشفى .. وانذبحت معه ألف مرة وأنا أشوفه يصارع الموت عشان يحيى ..
ماكان يبي يحيى عشان شي .. بس عشاني .. عشان مايتركني بروحي .. ( بدت نوبة دموع تسري على خدها بهدوء )
هبت نسمة ليل باردة طيرت شعرها المموج .. رفعت يدها تسحب الخصلة الطايحة ورى اذنها ..
كملت شوق : أبوي ياندى ماشفت زيه في العالم ...
قطعت كلامها وهي تشهق : كنت اصيح عنده قبل لا يموت .. كنت أترجاه لا يتركني .. شلون أعيش من بعده ... ماكان لي أحد غيره .. شلون أعيش من بعده شلون ..؟!!
سكتت شوق لأنها خلاص معد تقدر تقاوم .. خبت وجا بيديها وتمت تبكي ..
قامت ندى ومشت لها بخطوات هادية وبداخلها تحس بالأسى .. كل هالأحزان كانت شوق مخبيتها ولا كان باين عليها ..
لكنها لما حست باللهفة والحنين فجاة انفضحت وانفضحت معها كل أحزانها ..
تذكرت ندى أول يوم وصلت لهم شوق فيه .. كيف ان الابتسامة كانت مرسومة ولا كأن الأحزان اكتسحتها من قبل ..
وصلت عندها وحطت يدينها حول كتوفها ...
ندى بهدوء : شووق حبيبتي .. خلاص .. انت كنتي خايفة انك تجلسين لحالك .. بس الحين خلاص .. حنا صرنا اهلك وابوي ابوك وانا اختك وامي امك واخواني اخوانك ... ليش البكي بعد ؟!..
مسحت شوق دموعها بذراعها وهي تتنهد تنهيدة طويلة ..
شوق : انا آسفة ندى .. ضيقت صدرك بهالسالفة ..
ضحكت ندى : لا شدعوة !!! .. مااتفقنا ان كل وحدة تخبر الثانية بأسرارها وكل شي يخصها ؟!
ابتسمت شوق : صحيح ...
ندى : خلاص عاد انسي الماضي .. عيشي حياتك .. ارمي الأحزان كلها وراك ..
سكتت شوق وهي تناظر صورة ابوها ..
ندى : يالله ننزل نتعشى ..
شوق : لا اعفيني بليز .. ماشتهيت .. تعبانة وبودي اروح انوم ..
ندى مابغت تصر عليها : خلاص أوكي على راحتك ..
طلعت ندى من عندها وهي عارفة ان الأحزان مازالت تسكن فيها .. عشان كذا فضلت انها تنوم وتريح .. فنزلت تحت وهي تفكر بحال بنت عمها ..
دخلت الصالة ماكان فيه أحد غير نايف ومنى وأمها كانت بالمطبخ .. جلست وهي حاسة بضيق ..
ربع ساعة والكل موجود حتى أبوها وفهد والكل عالعشا .. ابو فهد استغرب غياب شوق والتفت لبنته ..
ابو فهد : أجل ندى .. وين شوق ؟!
ندى : نايمة ..
ابو فهد : ورا ماانتظرت العشا .. لاحقين عالنوم ..
ندى بضيق : مدري يبه ... دخلت غرفتها قبل شوي لقيتها نايمة ..
سكت وهو يحس ان بنته مو بطبيعية ... كمل عشاه بدون أسئلة أكثر ..

------

كانت واقفة تحت شجرة كبييييرة .. تتأمل شموخها وثباتها اللي مايهزه ريــــح ..
واقفة بابتسامة عذبة .. كانت لابسة في ذيك اللحظة فستان وردي وشعرها الجذاب منسدل على كتفها بنعومة .. تحس بسعادة وهي واقفة فوق هالعشب الأخضر اللي يمتد لمساحات شاسعة ..
مشت برجليها الحافية بين هالأشجار والورد اللي كان موزع ومنتشر بكل الأشكال والألوان ..
طلعت فجأة لمساحة خضرا شااااسعة بدون أشجار... وكانت هالمنطقة ماليتها الورود والأزهار ..
ضحكت بنعومة وسعادة وهي تشوف الفراشات تتراقص في كل جهة ..
وجهت عيونها لأقصى مدى .. اختفت ابتسامتها وهي تترجم ملامح الشخص الواقف هناك .. وكأنها تعرفه ..!!!
تقدمت بضع خطوات تتأكد من اللي تشوفه .. بعدها ..
تسمرت مكانها مصدومة لما ابتسم لها ..
هالابتسامة ابتسامة شخص واحد بس ولا يمكن لأحد انه يقلدها ...
ضحكت بفرح وتفجرت دموع من عيونها .. ركضت بأقصى سرعتها وهي تصرخ ..
شوق : يبــــــــــــــــــــــــــــــه ..!!!
شافته يفتح لها ذراعينه مثل ماكان يسوي معها وهي طفلة صغيرة وفي عيونه تطل الحنية والشوق ..
كان لابس ثوب ابيض طووووويل شديد البياض .. وملامحه كانت جميلة على غير اللي هي تعرفه وتتذكره عنه ..
وصلت له ومابقى بينه وبينها الا بضعة أمتار.. وقفت تبي تتأكد ان اللي تشوفه حلم ولا علم ... ماتبي تنصدم في النهاية ان اللي تشوفه وهم مو حقيقة !!!...
شوق بهمس وبخوف : يبـــه !!
صالح بابتسامة وسيعة : تعالي حبيبتي ...
شوق ساكتة ..
صالح : تعالي ...!!!
شوق :...... خايفة !!
صالح : من ايش خايفة عمري ... ؟!
شوق : أخاف أكون أتوهم .. اخاف كل هذا يكون حلم ..
صالح : تعالي عمري .. اشتقت لك ..
شوق ابتسمت وتفجرت ينابيع من دموعها وركضت له : وأنـــــا اكثر ...
طاحت بحضنه وهي تبكي .. حست بيديه الدافية حولها وتلمها بكل حنــــان وعطف وحنية ..
شوق : يبــه وينك ؟!.. وين رحت وتركتني ..؟!.. اشتقت لك اشتقت ...
صالح وهو يمسح على راس بنته : خلاص حبيبتي .. ماقلت لك قبل لا تبكين ..
شوق : مو بكيفي .. غصب عني .. ولهانة ولهانة يبه ولهـــــــــــــــانة !!...
صالح : حبيبتي انا جيت أسلم عليك ... ولازم أروح الحيـــــن ..
رفعت شوق راسها مرتعبة : وين بتروح ؟!..
صالح : لازم أرجع مكان ماجيت ...
رجعت شوق تبكي وتخبي راسها بحضن أبوها : لا يبه خلك جنبي .. أنا ماصدقت ترجع لي .. خلك هنا ..
صالح : ودي حبيبتي .. بس خلاص لازم أروح ..
بعدها عنه ...
صالح : يالله حبيبتي .. فمان الله .. وما أوصيك .. انتبهي على نفسك ..
قرب منها وباس جبينها .. ابتعد عنها وراح يمشي بهدوء وشوق صرخت تناديه : يبــــــه انتظرني .. لا تروح ..
ماقدرت تتحرك من مكانها وهي تشوفه اختفى فجأة عن عيونها ...
الضباب بدا يلف حولها بكثافه .. ومعد صارت تعرف توجه خطواتها أو وين تروح ولا وين تتجه ... !!!

فتحت عيونها برعب وصوت انفاسها متسارعة بشكل جنوني .. قعدت عالسرير ويدها على قلبها .. كانت الدموع مغطية وجا كله والمخدة مليانة دموع ..
قعدت فترة تسمي وتذكر الله ...
ياربي انا شفت ابوي .. وفوق كذا كان يكلمني .. المرتين اللي راحت كنت أشوفه من بعيد وبصورة ضبابية .. لكن اللحين ..
ياربي ليته كان حقيقة مو حلم ...
حست بأنها مخنوقة .. قامت فتحت باب البلكون ووقفت عنده تتنفس شوية هوا .. رفعت يدها لقت الساعة 2 ..
تحس داخلها حزن مكبوت تبي تطلعه لكن ماهي عارفة كيــــــــف ؟!!!..
استندت عالجدار بيد وحطت اليد الثانية على صدرها .. حاسة بكتمة فضيعة .. وضيق رهيب يضرب في دواخلها .. تمت تتنهد بصوت عالي لعلها تطلع وتتخلص من هالإحساس المخيف ..
انتابها شعور فجاة انها كرهت الغرفة وكرهت المكان كله فركضت تبي تطلع برا ... فتحت باب غرفتها وراحت بشكل سريع نازلة الدرج ودموعها مازالت مستمرة بالسيلان لكن بهدوء .. كان البيت هادي ومظلم ومبين ان الكل نايم .. لكنها ما انتبهت لفهد اللي كان جالس بالصالة يتابع التلفزيون ..
ماكانت حاسة بخطواتها ولا باللي حولها غير انها تبي تتخلص من الشعور الفضيع اللي تحس فيه ..
فهد اللي انتبه لها قطب حواجبه مستغرب .. حس ان حالتها غريبة ومهي بطبيعة من هيئتها مع انه ماشافها زين ..
دفعت شوق باب المطبخ بضيــق .. دموعها زادت وفقدت زمام السيطرة عليها .. الذكريات تألمها وتزيد دموعها حرارة !!... وفوق كذا الحلم ...
توجهت لوحدة من الكراسي جرتها بفوضوية وجلست عليها ... حطت يدها عالطاولة وراسها عليه ..
فهد اللي استغرب وانتابه قلق فجأة من شافها قام ولحقها عالمطبخ .. وقف مكانه عند الباب مدهووش لما شافها حاطة راسها عالطاولة ومبين انها تبكي ... !!!!..
دخل فهد بخطوات هادية وبصوت هادي : شـــوق ؟!...
انتفضت شوق ورفعت راسها وبعدت الشعر عن وجا ..
راح فهد قدامها وما بينه وبينها الا الطاولة : شفيك ؟!... تعبانة ؟!..
شوق وهي مسندة راسها على يدها وعيونها للأرض : مافيني شي ..
فهد : كل هذا وتقولين مافيني شي ..؟!...
سكتت شوق .. وردت عليــه بشلال دموع تساقطت عالطاولة ..
فهد : شوق !!!
ماردت عليه وتمت على حالها ....
فهد : شوق ردي علي ...
شوق : قلت لك مافيني شي ....
ماحست به الا وهو يمسك يدها المسندة راسها عشان تناظره .. ورفعت راسها تلقائي من حركته ..
ظل جامد ومصدوم من عيونها المليانة دموع والمحمرة منها .. وانتبه لأحزان عميقة وعميقة تفيض من هالعيون اللي سحرته من اول يوم شافها فيه .. ظل ساكت لحظات مايدري وش
يقول ..
نزلت شوق راسها وسحبت يدها منه بهدوء ..
شوق : مافيني شي متضايقة شوي بس ..
تم فهد ساكت وما رد .. شوي والتفت عنها رايح للثلاجة وطلع منها جيك الموية وصب منه في كاس .. راح وحطه قدامها بدون ولا كلمه ...
فهمت شوق .. وامتدت يدها للكاس لأنها كانت فعلا عطشانة وريقها ناشف وشفايفها جافة ..
شربت منه رشفة طويلة .. وحست بروح جديدة رجعت لها وحست بشوي تحسن ..
رجعت الكاس عالطاولة ومسحت دموعها بسرعة وقامت ..
شوق وهي طالعة من المطبخ : تصبح على خير ..
لكنه فجأة ناداها : شوق ..
التفتت شوق له بصمت .. لكن فهد ظل ساكت وعيونهم على بعض ..
فهد بعد فترة صمت : ..... وانتي من اهله ..
شوق ابتسمت : مشكور على كاس الموية .. ( وغابت عن عيونه ) ..
مارد فهد سوى انها كان جامد بمكانه مستغرب من حالها مايدري وش صار لها أو وش صار له
!!!!!!!

دخلت غرفتها ورمت نفسها عالسرير وهي تبكي بصمت لما داخت ونامت مرة ثانية ..!!!
وفهد من جهة ثانية سكر التلفزيون وراح لغرفته وهو كله تســــاؤلات ؟؟؟؟؟؟!!!!...

------ ------ ------

 

 

 

   

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

آخر مواضيع مــنــتــدى الــحــكــم والــقــصــص

منتديات روعة الكون



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة



الساعة الآن 03:19.

أقسام منتديات روعة الكونت

الــمــنــتــدى الــعــام | الـمـنـتـدى الإسـلامــي | مــنــتــدى الـترحـيب والـتـعارف والأهداءات | مــنــتــدى الــــصـــور | مــنــتــدى الأنـاقـة و الـتـجـمـيـل | مــنــتــدى الاســرة و الطفـل | مــنــتــدى الــصــحــة والــطــب | مــنــتــدى مـائــدة روعـة الكــون | مــنــتــدى الــحــكــم والــقــصــص | مــنــتــدى الــخــواطــر و الــنــثــر | مــنــتــدى هــمــس الــقــوافــي | مــنــتــدى الــريـاضــة والــشـبـاب | مــنــتــدى الألــعــاب والــمــســابــقــات | مــنــتــدى الــفــرفــشــة والــدجــة | مــنــتــدى البرامج والكمبيوتر و تبادل الخبرات | مــنــتــدى الاتــصــالات والالـكـتـرونـيـات | مــنــتــدى الـجـرافـيـكـس والـتـصـمـيـم | مــنــتــدى آخر الأخبار والأحداث | الخيــمــة الرمضــانيــة | مــنــتــدى القضـايا الساخنـة والحـوار | مــنــتــدى مجلس الاعضاء | الـصوتيـات والمـرئيات الإسلامية | مــنــتــدى الأنمـي و الألعـاب الإلكترونية | مــنــتــدى الديكور والاثاث المنزلي | قـسـم الـسـيـارات | مشاكل وحلول القسم الـتـقـنـي | مــنــتــدى الماسنجر والايميل | مــنــتــدى الفيديو والافلام والمسلسلات | ملحقات الفوتوشوب والفلاش , ودروس التصميم | مــنــتــدى السيـاحـة والسـفـر | منتدى اللغات الاجنبية | قسم تصاميم الفلاش والسويتش | :: مســآبقة " روعــة الكــون " الرياضيـــة :: |



Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

منتديات روعة الكون