فرح باستغراب : ليـش ؟!..
دلال : ما أدري .. واللي قاهرني انها تسب وتشتم في اخوي بدر وانا مو قادره اسكتها .. قهرتني ..!!!
فرح شوي وهزت كتفها : بكيفها اصلا نوف دايم كذا متقلبة المزاج .. محنا جابرينها على شي ..
دلال بقهر : آآآآخ بس لو تسمعين وش قالت عن بدر .. تقول تراه ما يسوى تراااب .. تقهررررني ..
فرح ضحكت وطلعت لأنها عارفه كلام نوف عن اخوها .. مو هالمرة هي الأولى اللي تتكلم فيها نوف عن بدر بهالاسلوب .. ففرح اعتادت على عدائية نوف تجاه اخوها رغم انها تجهل الأسباب الحالية .. في بالها ان الاسباب ترجع لأيام ماكانت نوف صغيرة .. ومحد يدري ان بدر بدال ما يخف زاد تولع فيها وشغف ..
اما دلال .. مع انها أصغر وحدة من خوات بدر وعمرها 17 سنة الا انها تعز اخوها بدر بشكككل كبير وماترضى عليه وتشوفه مفخرة لها ، وتقدر به ترفع راسها امام الناس .. هذا غير حبها له ..
طلعت دلال من غرفتها بعد فرح وشافت بدر يطلع من غرفته ووج متغير .. مبين تعبان وعيونه غريبة ..
راحت له بلهفة وهي خايفة عليه : بدّووور .. شفيــك ؟!..
طالعها بدر بابتسامة باهته بس حنونه : شفيني ؟!.. مافيني شي ..
دلال قربت وحطت يدها على جبهته : تعبااان شي ؟!..
بدر مد يده وقرص خدها بمرحه المعهود : مافيني شي .. انا مثل كل يوم ..
دلال بقلق : متأكـد ؟!..
بدر ضحك وراح عنها بينزل : شلون يعني انا اكذب ..؟!..
دلال : لا بس ... ( وتتأمله ثاني مرة من فوق لتحت بقلق ) .. بس شكلك غير اليوم .. كأنك تعبان ...
بدر وهو ينزل وناوي يطلع : متضايق شوي بس .. تعرفيني توني قايم من النوم وانا العاده اذا قمت اكون شوي متضايق ..
دلال وهي تراقبه ينزل : وين بتروح الحين ؟؟!!..
بدر بحنية : بطلع .. تبين شي مني اجيبه وانا راجع ؟!..
دلال ابتسمت له وبنفسها تسب وتشتم نوف ألف مليون مرة لأنها تغلط على اخوها اللي ما فيه منه : لا شكرا ..
بدر طلع وركب سيارته ، واتصل على سلمان عشان يلاقيه بأي مكان .. وتلاقى وياه بوحدة من الكافيهات .. سلمان لاحظ وج المتغير واقلقه هالشي ..
سلمان : حبيبي بدر ...
بدر تنبه له : هلا ..
سلمان : شفيــك ؟!.. مو من عادتك تجلس ساكت بمكان ومالك لا حس ولا صوت ..!!!... ( بدر ساكت ) ... بدّووور .. شفيك ساكت ،....
بدرطالعه بنظرة هادية وهز كتفه .. مو لاقي اللي يقوله ، أو لأنه ماله خلق للكلام .. ولاّ كان حصل اللي يقوله .. نوف صارت تحتل الجزء الأكبر من تفكيره .. وكل مالها تتربع على عرش قلبه ، وهو مو قادر يمنع هالشي ، حاول مرارا وتكرارا انه يبعدها عن ذهنه ، بس هي عنيدة حتى بقلبه .. ابتسم بدر ، مدري ابتسامة ضيق ، او ابتسامة سخرية .. سلمان يراقب ملامح بدر بصمت .. وبدر مبتسم وهو سرحان ، نوف مع علمه لكرا له متولع فيها ، وكل يوم عن يوم يزيد شغف فيها وهو مو لاقي حل عشان يوقف هالشي ويمنعه انه يملك قلبه ، اكثر من ماهو مملوك منها ..
سلمان قاطع سرحانه بضيق : بس خلااااااص تراك زودتها حبتين ، ليش ساكت تكلم وخل عنك هالأفكار اللي بتذبحك ..
مارد بدر لأنه اصلا مو لاقي رد ، وهو يفضل الصمت بهالحالات ..
سلمان يحاول ينسيه اللي قاعد يفكر فيه : الا ماقلت لي .. وش صار على مشكلتك اللي مدري من وين جت ؟!..
بدر رفع عينه له وهو شبه متبلد من هالسالفة اللي تقريبا يأس منها : أي مشكلة ؟!..
سلمان رفع حاجب مستغرب : أي مشكلة ؟؟!!!!.. اجل اللي صاير لك مع بنت عمك ما تسميه مشكلة ؟!.. الا مشكلة وكبيرة بعد .. مسألة مستقبل هذي ترا ..
بدر بعد عينه بكل برود ولا كأن الموضوع يخصه : أدري .. وش قالوا لك عني ما احس ولا افهم ..
سلمان مبين حريص على هالموضوع : اجل وش ناوي تسوي ؟!.. ترا بنت عمك هذي زودتها كلمها خلها ترجعها ولا انا اللي بتدخل واكلم الوالد واقوله عن كل شي وهو يكلم عمك ..
بدر تحرك بمكانه من الضيق : سلمان !!... هذي مشكلتي وانا بحلها بطريقتي .. رجاء لا تتدخل انا بتصرف ..
سلمان يطالعه باستغراب وضيق بنفس الوقت ، لأن بدر ما تصرف للحين بجدية بهالموضوع الخطير : شلون بتتصرف وانت حضرتك جالس بمكانك ماتحركت ولا خطوة عشان تنقذ نفسك ..!!!
بدر يبي ينهي الموضوع : سلمان حبيبي بس خلاص ، قلت لك قفل السالفه انا بتصرف ..
سلمان يطالعه بشك وريبة : والله اشك انك بتسوي شي ..!!
بدر : سلماااان .. خلاص قفل السالفه لا تشيل همي ..
سلمان هز راسه بيأس من عناده ، بدر يقول بيحل السالفه بس ما تحرك للحين ولا سوا شي وهذا مو في صالحه لازم يستعجل ولا كل شي بيرووح ..
سلمان : اوكي بسكت .. بس ان ما استعجلت بتندم ..
بدر بضيق كبير : طيب بس قفل هالسالفه اللي غثتني .. ولا عاد تجيبها على لسانك لأني مليت من تكرارها وانا فاهمها .. معد ابي اسمعها ...
سلمان رفع يديه باستسلام : حاااااااضر مارح اجيبها على لساني ، والحين خل نغير السالفه ..
رجع بدر لصمته المطبق مرة ثانية ، اما سلمان راعى هالشي وجلس ساكت ينتظر رفيقه لما يتكلم على راحته ..
بدر بشكل تلقائي وبدون تخطيط مسبق مسك جواله وأرسل مسج لنوف بدون ما يفكر باللي ارسل فيه .. عقله بذيك اللحظات متوقف واللي قاعد يحركه كان قلبه ..
هب الشمال وجابت
الريح ذكرى
ياليت لي فـ بال الأحباب طاري
ياما على وصلك تحريت
ذكرى
وياما ع طاريك عطرت داري
لمصافحك كفي من العام
عذرا
تغار من لهفة يميني
يساري
وأرسل بعدهــا :
اتركـ جمالكـ ياحبيبي على جنب
غير الحلا يعجبني بزود طيبكـ
كلكـ على بعضكـ تجنن وتنحب
حظي كبير اللي جعلني رفيقكـ
إن كان حبي بنظر بعضهم ذنب
يامرحبا والله بذنب يجيبكـ
ماقول غير الله يخليكـ يارب
ويعمي عيون من حسدها تصيبكـ
طول سكون بدر وطول وقته وعيونه على شاشة الجوال ، وسلمان يراقبه بقلق ، كانت حالة بدر غريبة اول مرة سلمان يشوفه فيها ..
بدر العادة بأي مكان تكون البسمة على شفاته ما تفارقه .. والضحكة عالية والكل حولهم يسمعها هذا غير السوالف اللي تخلي الشباب سواء يعرفونه من قبل او ما يعرفونه يجون ويسمعون له بسبب روحه المرحة الخطيرة ، واللي تجذب كل اللي حوله له .. بس الحين بدر ماهو بدر .. عابس ، اختفي من عيونه لمعانها المميز .. شكله غريب ، تعبان ، منهك ، محطم ، والأهم من هذا كله ، انـه عــاشق ..
شي يتعب القلب .. بالأخير اقنعه انهم يطلعون بالسيارة يفترون ويروحون أي مكان بمحاولة من سلمان انه ينسي رفيقه ..
نجلاء كانت على حالها من حزنها وصدمتها اللي هزت كيانها بقسوة ، صحت بعد ما انتبهت لنفسها ان النوم غلبها بغرفة طفلها المنتظر .. لكن .. هل بيجي ولا لا ؟!!..
قامت واقفه ومشت بتثاقل لخارج الغرفة بعد ما سكرت النور والباب .. ولما وصلت للصالة لفت تطالع الساعة المعلقة .. الساعة عشرة ونص .. وسعود للحين ما رجع ..
مر ببالها النقاش اللي دار معه اليوم .. كانت تتمناه يكون حلم .. تتمناه كابوس وصحت منه ، اللي قاله لها سعود اليوم عمرها ما تخيلت انه يصير .. بعد هالحب اللي جمعهم ، وبعد هالوئام ؟!.. ممكن في شي بيفرق بينهم ؟!..
سمعت صوت الباب يفتح بهاللحظة وظلت بمكانها ما تحركت ، العادة لما تسمع صوت الباب تركض له بلهفة وتستقبل سعود بحرارة .. بس الحين ، سكنت في مكانها وما تحركت .. بانتظار سعود يجي امامها ويبرر لها طلب امه ..
بعد لحظات طل عليها سعود والشماغ على كتفه ، والانهاك والتعب ماخذ مأخذه منه .. ابتسم لها بحب ، وكانت ردة فعلها انها صدت وراحت للمطبخ تداري دموعها .. وحزنها ، وخوفها ، ......
دخل عليها بالمطبخ وهي مو معطيته وجه ، وبدت تحضر للعشا بصمت ، تطلع الصحون وتروح وترجع للثلاجة تاخذ حاجاتها ..
سعود وقف عند الباب ينتظرها تعطيه نظرة ، لكنها كانت تعامله ولا كأنه موجود ..
سعود بهدوء وهو متعنز عالباب : نجلاء ...
نجلاء تتحرك بالمطبخ بدون ماترد : ...........
سعود يتنهد وهو عارف بالضبط وش اللي مضايقها : حياتي ...
نجلاء معطيته طاف : ...........
سعود وهو تعبااان حده : كلميني طيب .. مايصير كذا ما تردين علي .. تعالي خلينا نتكلم ..
نجلاء ولا حياة لمن تنادي ، بدت تغسل الصحون بالمغسله ومعطيته ظهرها .. اما هو راح لها بقلة صبر وسحبها من ذراعها يجرها معه للصالة ، وجلسها عالكنبة بالغصب وهي مبوزة والقهر مبين بعيونها ..
سعود ضحك وركع قدامها : ه .. الله لا يخليني .. ليش زعلانه طيب ؟!..
نجلاء تطالعه بحنق والدموع مستعدة بأي لحظة انها تهل : تبيني اضحك حضرتك .. بالله هذا شي يضحك .. امك ناويه تهدم حياتنا وانت تبيني اضحك واتبسم .... و.........
غابت كلماتها وغلبتها دموعها ، وغطت وجا بيديها ودخلت بنوبة دمووع حاارة ، وهي تتكلم بكلمات مو واضحة من البكي ..
سعود حن عليها وما يرضى ابدا تكون حبيبة قلبه وروحه وشريكة حياته تذرف هالدموع لسبب يعتبره هو.. أقل ما يقال عنه انه سخيف !!!.... سخيف لأنه مستحيل يصير ..
قام وجلس جنبها وضحك بحنية : يعني يا حياتي انتي مفكرة اني بسوي هالشي ؟!..
نجلاء مغطية وجا ومستمرة بالدموع : ...........
سعود بعتاب واضح بصوته يخالطه بعض الأنهاك والتعب : حبيبتي وربي اني تعبان لا تزيدين علي .. شلون تفكرين اني ممكن اسويها .. افكر انتحر قبل لا أسوي هالشي يا نجلاء .. انتي حبيبتي وحياتي وتفكرين اني ممكن اهدم حياتي معك بيدي ..
هدت نجلاء وسكتت بعد ما سمعت هالكلمات .. رفعت راسها وطالعت بعيونه ، بحب ، ورجاء انه ما يتركها مهما صار .. لأنها تحبه ، تحبه وتمووووت فيه ولا تقدر تعيش بدونه ..
نجلاء بصوت متقطع : طـ... طيب وامك ؟!.. ليش طلبت هالطلب ؟!..
تنهد سعود وبعد عيونه عنها : امي يا نجلاء .. مريضة ... ومفكره انها بتموت ، واحنا لنا فترة متزوجين وما جبنا أطفال لحد الحين ، فتبيني اتزوج عشان تشوف عيالي ..
نجلاء صدت عنه وهي منزله راسها ، هالسؤال صار يراودها الفترة الأخيرة ، ليش انهم لحد الآن ما انرزقوا بأطفال .. باقي كم شهر ويكملون السنتين على زواجهم ..
ونجلاء بدت تخاف لا تكون العلة فيها ..
سمعت سعود يتكلم وهو يطوقها بذراعه وبصوته الحب الكبير والحنية : وانا لا يمكن اجيب طفل من غير حياتي وقلبي نجولة ...نجلاء حياتي انا اذا طفل بيجي من غيرك ما أبيه ، أبيك تكونين انتي امه ، ولا يضايقك اللي عرفتيه لأني مستحيل ارضى فيه ( ويقرب من اذنها ويهمس وهي تبتسم ) .. لأنك انتي كل اللي لي وما أبي غيرك ..
زادت ابتسامة نجلاء ولفت له تطالعه بصمت .. والحين لاحظت التعب الغريب على وج وبحنية حطت يدها على خده ..
نجلاء : شفيك حبيبي ؟!.. تعبان الحين ؟!..
سعود تنهد : ما شفتي الأخبـار ؟!!..
نجلاء هزت راسها بالنفي وعيونها تتساءل ، وقف سعود بيروح للغرفة ، وبانت بهاللحظة بقعة حمـراء بكمه وشوي على صدره .. الحين لاحظتها نجلاء .. وشهقت وهي توقف مرتاعة ..!!!!
نجلاء وهي تأشر مرتاعه للي تشوفه : سعود ..... وش هالأحمر ..؟!!!!
سعود ضحك ضحكة لا تتناسب مع الموقف : وش تشوفين ؟!.... دم ..!!!
شهقت نجلاء بخوف : دم ؟!!!... لـ ... ليه شفيــك ؟!!.. وش صاير لك ؟!!..
سعود وهو يحك راسه ويفرك عيونه بتعب : سلامتك ... اليوم كانت عندنا عملية مداهمه .. وواحد من الضباط اللي كانوا معي صابوه بطلقة ..
مسكت نجلاء قلبها وقربت منه وهي ترتجف : عملية ؟!!!!.. عملية وشو ؟!!.. وانت صار لك شي ؟!!..
قربت منه تتفحصه والشي اللي اقلقها بقعة الدم الكبيرة بكمه ..
سعود : اكيد قالوا كل شي بالأخبار ..
نجلاء : وهالدم دم مين ؟!!..
سعود : دم الضابط اللي كان معي ..
نجلاء بخوف : لا يكووون مات ؟!!..
سعود ابتسم : لا الحمدلله ما مات .. والحين هو بالمستشفى .. اصابته مو خطيرة ..
تنهدت نجلاء بارتياح : الحمدلله .. وانت متاكد انك سالم ماصار لك شي ..
سعود مبتسم بطولة بال: لا .... والحين تسمحين لي اروح اخذ لي دش وارتاح ..
نجلاء ضحكت براحه لما تأكدت انه سليم ومعافى : لا .. .. اسمح لك اكيد والحين تفضل روح لما اخلص العشا ..
راح سعود للغرفة بينما نجلاء بالمطبخ تكمل اعداد العشا ، ولما خلصت رتبت السفرة عالطاولة بالصالة والتلفزيون مفتوح .. وهي تتحرك رايحه راجعه من المطبخ للصاله لفت انتباا خبر بالتلفزيون .. وقفت مكانها تسمع وتشوف ..
الخبر كان عن مداهمة صارت اليوم بمدينة جدة في وحدة من البيوت موجودة بحي سكني معروف .. المداهمه كانت ناجحة نتجت عنها مقتل واحد من الارهابيين واعتقال ثنين منهم ، كانوا ينوون تفجير وحدة من السيارات بقرب مجمع سكني ..
واثناء هالخبر صدر مثل البيان عن وزارة الداخلية تشكر كل من شارك في هالعملية .. وقائد الفرقة اللي مثلوا العملية ..
وصدر اسم سعود زوجها بأول القائمة ... اللي كان قاد فرقته بكل نجاح وشارك بفعالية فيها ..
ابتسمت نجلاء بفرح وفخر وراحت لسعود بتخبره ، لقته للحين بالحمام ، رجعت بتطلع من الغرفة لكن دق جواله اللي كان مرمي عالسرير مع بوكه ومفاتيحه .. راحت بتشوف لقته رقم غريب ... مو رقم امه ولا اخوه ولا احد من اهله .. الاسم ماكان ظاهر بس مجرد رقم وهذا يدل على ان الرقم مو مسجل اساسا بالجوال ..
ترددت ترد او لا ، بس بهاللحظة سعود طلع وشافها واقفة والجوال بيدها وتطالعه ..
سعود يمسح وج بالمنشفه : مين اللي يدق ؟!..
هزت نجلاء كتفها ، وسعود راح واخذ الجوال يطالع الرقم ، وعبس وارتفعت عينه لنجلاء بنظرة غريبة ..
نجلاء وهي تنقل نظرها مابين سعود والجوال : مين اللي يتصل ؟!..
سعود مارد وكل اللي سواه انه شال عمره وطلع برا الشقة .. نجلاء كلت الحيرة قلبها وعقلها ، من هاللي يتصل بعد ..
طلعت من الغرفة بدورها ومرت بجنب باب الشقة ، وسمعت صوت سعود يتكلم بالسيب الخارجي للشقة .. مبين بصوته العصبية واضحة ، وقفت تحاول تسمع الكلمات ، ماسمعت شي واضح سوى صوته مرة يعلى ومرة ينخفض بس ما ميزت الكلام ، رجع لها الخوف .. معقولة تكون امه ، .. اكيد رجعت تطالبه بطلبها ..
ضمت نجلاء يدها لصدرها بخوف وتسندت عالجدار بجنب الباب ...
أكيد امه .. اكيد تبي تخرب حياتي وحياته .. لمعت دموعها بس نجلاء تذكرت كلام سعود لها وحاولت تمسك نفسها .. سعود وعدني ولا يمكن يخلف بوعده .. وحتى لو كانت امه ، يظل الوعد وعد ...!!!
نفضها من مكانها صوت تلفون الشقة يدق ، راحت له وردت ..
نجلاء : الووو ..
....: السلام عليكم ..
نجلاء قطبت مستغربة وراحت عيونها ناحية باب الشقة ، شلون يصير هالشي ..!!!!!
.... : نجلاء !!
نجلاء انتبهت لنفسها وزادت حيرتها : هلا خالتي ..
ام سعود : هلا بك .. شخباركم وشخبار سعود ؟!..
نجلاء تتكلم بدون وعي وكل فكرها عند سعود : تمااام خالتي كلنا بخير ..
اذا خالتي ام سعود جالسه تكلمني الحين ... اجل سعود من جالس يكلم ..!!!..
ام سعود بصوتها الفخر : شفتي وش قالوا بالأخبـار ؟!..
نجلاء ابتسمت : ايه خالتي .. بكل القنوات الخبر الحين ..
ام سعود : وسعود عسى ما تضرر بس ..؟!!
نجلاء : لا ارتاحي خالتي حالته كويسه ومافيه شي ..
ام سعود : وينه الحين ؟!.. ابي أسلم عليه وأبارك له ..
نجلاء ما تدري وش تقول : خالتي سعود جالس يكلم تلفون الحين ..
ام سعود : من يكلم الحين ؟!!
نجلاء ونفسها تعرف جواب لهالسؤال : والله ما أدري ..
هالاتصال اللي جا سعود الحين ، تشبه الاتصالات اللي كانت تجيه طوال اسبوع فات ، يعني الاتصالات ماكانت من خالتي لحالها ، فيه أحد يتصل فيه ويخليه بهالعصبية دايما ..
يعني .. يعني سعود خدعني لما قال ان الاتصالات بس من امه ..
ام سعود : خلاص اجل ماطول عليكم .. ولما ينتهي سعود ويفضى خليه يتصل فيني ..
نجلاء : ان شالله ..
في بيت ابو فهد .. الكل مجتمع عند التلفزيون يتابعون الخبر .. وخاصة بعد ما انذكر اسم الضابط سعود زوج نجلاء فيه ، وانه هو منفذ العملية هو وفرقته ..
نايف المعجب الأول بسعود متابع للخبر من أوله .. ابو فهد وام فهد نفس الحاله جالسين ومتابعين ومعهم ندى وشوق ومنى ..
اما فهد .. للحين غايب عنهم بموعده الغرامـي مع شذى ...!!!
ابو فهد بفخر : والله انه بطل .. قدر يجيبهم واحد واحد ..
ندى بوناسة : يااااااااي ماصدق ان هالانسان اللي طيحهم واحد ورا الثاني يكوون زوج اختي ..!!!.. يابختي ..!!!
شوق تضحك على خبالها ونايف يتنحنح بفخر..
نايف يلف لأبوه : يبا انا قررت ..
ندى : وش قررت يافهيم ..
نايف مارد وظلت عيونه على ابوه : يبا انا كنت مقرر من قبل يا اكون ضابط او طيار .. لكن الحين اقول ضابط يعني ضابط ..
ابو فهد يضحك ويفتخر : ه .. كفو والله ، قدها وقدود ...
تنحنح نايف برضى وفخر بنفسه ورجع عيونه للتلفزيون ,.. كانت الساعة 11 وربع لما طالعت ام فهد الساعة ، ولفت لابو فهد ..
ام فهد : شرايك تكلمه الحين وتبارك له وتشوف اخباره ، وان شالله ما يكون تضرر ..
ابو فهد راقت له الفكرة : ايه عطينا لازم اتصل فيه ..
اتصل عليهم ورد عليه صوت يحبه قلبه ..
نجلاء : يا هلا ..
ابو فهد : يا مرحبا والله بمرة البطل .. شخباركم شعلومكم ؟!..
نجلاء تضحك : .. الله يسلمك يبا ، احنا بخير الحمدلله ..
ابو فهد : شخبار الضابط ؟!!
نجلاء تضحك : ، بخير يبه يسلم عليك .. تدري يبه كم اتصال جا لنا بربع ساعه بس .. ست اتصالات من اهل سعود واصدقائه وحتى من صديقاتي .. كلهم يباركون له ولي ويسلمون عليه ..
ابو فهد يضحك بفخر : أيــه والله اللي سواه ورجاله مو شي سهل .. وينه انا حبيت اسلم عليه ..
نجلاء : هذا هو بيجي ..
وبعد لحظة يمسك سعود السماعه ويرد بفرح : يا مرحبا عمي ..
ابو فهد : مرحبتين .. مبروووك يا سعود الله يجزاك خير ويحميك من كل شر .. الحمدلله عالسلامة عالخروج سالم ..
سعود : الله يسلمك .. مشكوور عمي ماعليك زوود ..!!
بعد مكالمة مليئة بالتهاني والتبريكات على هالانجاز يسكر ابو فهد السماعة وهو حاس بفخر عظيم لكون ان سعود فقط زوج بنته ..
وهو يسكر السماعه يدخل فهد عليهم والكل يلتفت له .. تقدم فهد لهم وهو يطالعهم بنظرة غريبة ، مستغرب من تجمعهم الغريب قبال التلفزيون ..
شوق رجعت لها داومة المشاعر اللي عرفت بداخلها انه الحب ماغيره ، وبعدت عيونها عنه وحطتها بالتلفزيون ..
فهد : شفيكم ؟!..
ندى تأشر له بيدها وبحماااااس كبير : تعااااال شوف الأخبار والقنوات وش قاعدة تقول عن اللي صار بجدة اليوم .. رجل اختك سواها ... طيحـــهم ..!!
فهد باستغراب : سعود ؟!.. شفيه ؟!!..
جلس فهد بالكنبة وشاف الصور والأخبار .. وما خفى عن الكل فرحه وافتخاره بهالشي ..
فهد : وكلمتوه ؟!!
ابو فهد : كلمته قبل لا تدخل .. بخير وعافية ما صار له شي .. الحمدلله ..
تموا متسمرين يتابعون الأخبار بمختلف القنوات ، لما جت الساعة 12 .. الكل طلع لغرفته الا فهد جلس بالصالة لحاله ، ندى سبقت شوق لفوق ، وشوق راحت للمطبخ تاخذ لها جلاس موية .. ورجعت للصالة بتطلع لغرفتها ولما وصلت للدرج سمعت جوال يدق ، كان جوال فهد .. وسمعت صوته يرد ..
فهد : هــلا ..
شوق صار الفضول يذبحها ناحية فهد .. صارت تحس وتشتاق انها تعرف كل شي عنه .. بالنسبة لها فهد .. حبيب مجهول .. !!!.. هذا اللقب اللي طرى على بالها وهي تطالعه يكلم ويضحك .. ماكذبت لما قالت حبيب مجهول .. بالنسبة لها اقتنعت انها غارقه بحبه ، لكن هو بالنسبه لها مجهول ، كل اللي تعرفه عنه انه ولد عمها .. لكن فيه اشياء تجهلها .. نفسها تعرفها .. والسؤال الاول اللي خطر ببالها هو : ياترا .. هل فهد مر بتجربة عاطفية من قبل .. هل بقلبه احد .. هل هو عايش حب أو عاش حب من قبل .. مثل ما انا بديت اعيشها معاه ؟!!!..
نست شوق نفسها وهي واقفة عند الدرج وعيونها على فهد ، اللي قام واقف بعد ماسكر التلفزيون واتجه للدرج بيطلع فوق .. وانتبه لها واقفه تطالعه بسكون ..
شوق ما انتبهت له الا لما وقف قبالها ناوي يطلع وبعيونه مستغرب والجوال باذنه : شفيك واقفه ؟!!..
شوق ببلا صحت من سرحانها وافكارها : هاااه ؟!!..
فهد مارد الا انه بدا يطالعها من فوق لتحت بتساؤل .. وشوق تدراكت موقفها : لا .. بـ.... بس كنت ... آآآآ ..
فهد ما اهتم ورجع للجوال وهو يطلع الدرج : ايوا هلا ... لحظة ... ..!!..
شوق طلعت الدرج وراه واذنها تسمع لكل كلمة يقولها .. اكتشفت انها صارت تهتم كثيــر له .. وهو مبين مو معطيها وجه ..!!
اتجه فهد لغرفته وشوق لغرفتها .. وقبل لا تدخل سمعته يناديها : شـووق ..
من غير شعور التفتت له تلبيـه : لبيـه ..!!
وقفت عند باب غرفتها تشوف وش يبي .. وهو كان يبي يقولها شي لما شافها بتدخل غرفتها ، يبي يقولها أي شي .. بس انتبه لنفسه وتراجع باللحظة الأخيرة .. مع ان شذى هي اللي تكلمه عالطرف الثاني .. لكن فيه جزء منه يحس فيها بقربه .. ومايقدر يتناساها مثل ماهو يحاول .. كان خاطره يقول لها " تصبحين على خير " .. وماقدر يقاوم هالرغبة ..
شوق تنتظره يتكلم .. كان واضح يبي يقول شي لها ، ونفس الشي قاعد يكلم بالجوال .. مبين مشغول !!!
شوق : فهد بغيت شي ؟!!..
فهد ابتسم لها اخيرا وأشر لها بيده : تصبحين على خير ..
شوق كان تأثير ابتسامته وكلمته عليها كبير .. وابتسمت له بدورها ابتسامة احلى : وانت من اهله ..
دخلت لغرفتها مبتسمة .. كلمة وحدة منه قلبها بلحظة .. رمت بنفسها عالسرير أي كلام .. ما هقيت ان الحب يسوي مثل ما يسوي فيني ..!!!..
فهد عقب ما دخلت شوق غرفتها دخل هو لغرفته وشذى للحين معه عالخط ..
شذى بعتاب : اشووووفك مليت مني تقولي تصبحين على خير ..
فهد ضحك : اي ماكنت اكلمك كنت اكلم شوق ..
مسك نفسه وهالمرة طلع اسمها من لسانه من غير شعور .. آآآآآخ وش كثر هالانسانة ملكت قلبـه ..
شذى : شووق ؟!!!.. أهااا .... قصدك اختك ؟!!..
فهد تذكر انه قال لها من قبل ان شوق تصير اخته : ايه .. اختي ..
شذى : عاد تدري .. يا حظها اذا صارت تشبهك .. جناااان انت يا فهد جناااان ..!!
فهد ابتسم وهو ينسدح عالسرير : ما تشبهني .. بس هي حلوة .. ( وسرح يتذكر حلاوتها وضحكتها وابتسامتها السحرية ) .. وربي ما شفت احلى منها بحياتي .. ملاك طلعت بحاتي فجأة وخذت قلبي و.........
قاطعته شذى مستغربة : هييييي فهود .. ( وبعتاب ) .. ترا أغااااااار يعني هي أحلى مني ؟!.. وبعدين هذي اختك شلون تتكلم عنها كذا ..
سكتت شذى زعلانه وفهد ضحك لما انتبه لكل الكلام اللي قاله : .. يا حبيبتي انتي بغيتي تعرفين شكلها وانا قلت لك ..
شذى وهي زعلانه : طيب شلون تقول خذت قلبك ؟!!.. وانا ويني فيه مو انا اللي ساكنه بقلبك بس ..؟!!!..
فهد : الا انتي بقلبي وهي بقلبي ..
شذى بدلال وحب للتملك : بس طبعا انا حبيبتك ومكانتي عندك غيرها .. صح ؟!!..
فهد يتكلم من ورى قلبه .. وده يقر بهالشي بس هو داخله عارف العكس : صح ..
شذى نست موضوع شوق وهي ما تعرف حقيقتها ووش تكون بالنسبة لفهد : اووكي .. بس حبيت اشكرك عالعشا الرومنسي الليلة .. ما أكذب عليك يا فهد اذا قلت لك انها من أحلى ايام حياتي .. وكأنه حلم من الأحلام ..
فهد يضحك : ان شالله نكررها ..
شذى : اوكي ماطول عليك تصبح على خييييير ..
فهد : وانتي من اهله ..
|